عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-23, 03:21 PM   #3

احلام نجوم
 
الصورة الرمزية احلام نجوم

? العضوٌ??? » 458572
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 557
?  مُ?إني » بين نجوم منتدي روايتي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » احلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك NGA
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
⭐ سبحان الله وبحمده ⭐ ⭐سبحان الله العظيم ⭐
?? ??? ~
My Mms ~
Elk

الفــــــ الثاني ــــصــــل

#
شَـهـوة إنـتـقـامـ
#

يأتي السند من أولائك الذين خانتهم أيادي أحبابهم حين سقطوا
يأتي الجبر من القلوب التي إنكسرت ألف مرة ولملمت شتاتها وضمدت جراحها بنفسها
يأتي الحنان والإحتواء ممن كُتبت أقدارهم من دون أب وأم وممن ذاقوا لوعة اليتم
يأتي الدعم والتشجيع من الأشخاص الذين واجهوا أشد عواصف الحياة فرادي
تأتي الرأفة ممن أرهقتهم قسوة المقربين إليهم
يأتي الخير من الأرواح التي أهلكها الشر
وفاقد الشيء أكثر بذخا وكرما من مالكه

***

في شقة من غرفتين وصالة ومطبخ وحمام تقف فتاة عند فرن الطبخ منشغلة بإعداد الطعام لزوجها ، لتلتفت بإتجاه جوالها حين سمعت نغمة رنينه ...إبتسمت بحب وهي تعرف من النغمة المخصصة من المتصل بها

أجابت بلهفة يوم قرأت أسم " سعيد دنيتي " : هلا بزوجي حبيبي
رد عليها سعيد بنفس شوقها ولهفتها : هلا فيك غلاتي ..وشلونها شيماء دنيتي
ردت عليه بدلع تزيد من خلاله لهيب شوقه لها : مشتاقة لك ياقلب شيماء

لوي شفتيه بقهر وتمني لو يستطيع أن يعود لها : وأنا مشتاق لك ياقلب سعيد بس ..
بترت حديثه بحزن وتركت سكين كان بيدها : مارح تجي للغداء !

أجابها مطمئننا ومخففا جرعة خيبتها : أيه عندي شغل والمساء بإذن الله أرجع

زفرت الهواء بصوت وصمتت
أردف بعد صمتها وأراد أن يُراضيها : لاتزعلين ياقلبي ولاتكدرين خاطري وعد ياروح سعيد المساء الساعه ستة أرجع

أجابت بصوت هامس : أحتريك لا تتأخر

أراد أن يطيل حديثهما لكن عزام دخل عليه : زين لاتفكرين بشي ...وألحين اخلك تكملين شغلك عزام قليل الأدب دخل دون إذن
إبتسمت وقالت بتفهم : زين حبيبي الله يقويك فأمان الله
قال يعطي رسالة ثانية لعزام أنه غير مرحب به في الوقت الحالي : تصدقين ياروح سعيد فيه ناس غيرانه مني ...دامها عزابية تبغي تخرب وتنكد عليّ حياتي العسل

إعتدل عزام بجلسته واضعا قبعة عمله علي مكتب سعيد وقال بصوت رخيم : ريح بالك من شوي خطبت
ضحكت وقالت شيماء في ذات اللحظة : إستحي ياقليل الحياء

إنصدم سعيد وقال : إحلف بقوة
قطبت شيماء جبينها وقالت بتسؤال : بلاك ! من يحلف ؟

إبتسم عزام علي جنب وأخذ أوراق كان سعيد يقرأ منها : سكر الموبايل وقل أخر المستجدات معك

رد سعيد علي شيماء وعيناه تراقبان عزام بغضب : بعدين اكلمك اوكيه عزيزتي
أقفلت منه شيماء وواصلت تحضير طعامها بإبحباط ، أما سعيد فوقف وذهب يجلس بجانب عزام ووخزه بكتفه : تكذب !!

ضيق عزام عينيه وأزداد تركيزه بالأوراق : من متي وصلت هالحسابات
تنامي غضب سعيد فعزام غير مهتم له إطلاقا وضربه علي ظهره : ياهووو قاعد أكلمك أنا

إبتسم عزام إبتسامة نصر ورفع بصره بإتجاه سعيد وأماء برأسه وقال بصوت هاديء ممزوج بفرح غامر : إيوه ياسعيد ....خطبت وأظن البنت اللي خطبتها بتجيب لي الحظ الزين مثل مايقولون دام هذي بدايتها

إبتسم سعيد بنشوة وقال بسعادة : حبيت الحسابات
حرك رأسه صعود ونزولا ...لقد أمسك برأس الحربة وأجاب بنفس نبرته : مررة والزمن كفيل يخليك تشوف إيش بسوي بأبو عباس واللي معه

ربّت سعيد علي كتفه وقال بحفاوة : بالمبارك عليك منك المال ومنها العيال
ضحك عزام ونظر مجددا في الأوراق بين يديه : توافق بالأول ياسعيد ويومها بارك لي
قال سعيد بأمل وتساؤل : بإذن الله توافق وشوله تردك يالسبع ...بس ماقلت بنت من !!

أراد أن يطمئن عقله ويخبره أن كل شيء سيكون كما يريد وسيرتاح ذات يوم عن التفكير وسيكف عن المطالبة بالإنتقام فأستنشق أكبر قدر من الأكسجين عله يريح تلافيف عقله وأجاب سعيد وقلبه يملئه الحماس : بنت المقدم محسن النجمان
رفع سعيد حاجبه وقال برضي : بنت أجاويد أحسنت الإختيار بالمبارك عليك مرة ثانية

إلتفت له عزام وشعور غريب أجتاح قلبه وبغيرة مخفية : شعرفك فيها حتي تقول أحسنت الإختيار

ضحك سعيد وأخرج محفظته من جيبه الداخلي لسترة عمله وأشار عليها : فيها حبيبة القلب وهي تسوي بنت الرئيس وبنت السلطان وبعدين كلنا يعرف السيد محسن معقوله ماتكون بنته فيها شي من خصاله

تنهد عزام براحة وأخفض رأسه مجددا للأوراق وقال ممازحا وآمرا في الوقت عينه : خلك من حرمة المستقبل ألحين ...وبعدين حط في بالك أنو ممنوع تجيب سيرتها علي لسانك ثاني مرة وذلحين قل لي شقال لك صقر

أجابه سعيد وهو يقف ويعود إلي مكانه : يقول قدر يوصل لحسابات الشركه والنسخه بين إيدينك والليله بإذن الله يدخل لمكتب أبو **** ويحط الفراشة علشان التنصت

إرتاح عزام كثيرا لكلامه وقال بخبث : كلام زين يعني الليلة موعدنا بالشقة علشان نتنصت علي مكتب أبو ****

إلتفت له سعيد وإعصار قوي ضرب به وزمجر : عزام ترا والله مارح راقب وهذاني حلفت ومارح صوم ثلاث أيام حطها ببالك

ضحك عزام وتعالت ضحكاته ....لقد قال ذلك لإغاضته
جلس سعيد بكرسيه وقال واضعا النقاط علي الحروف من الآن : بالليل مارح أشتغل ومارح راقب عندي زوجتي وكافي أنو هي بروحها طول اليوم

سكت عزام عن الضحك وقال بتوضيح : سعيد ماعندي ثقة إلا فيك ياليت تفهم هالشي وبعدين قلت ليله انت وليله أناx
سعيد بغيض : شف جمال ...ترا هو لا ولد ولا زوجة

رمش عزام ووضع أصبعه السبابة علي شفتيه وسأل : جمال بوافق ؟
رد بسرعة وبأمل : وليش لأ
سكت عزام وفكر بإقتراح سعيد ...جمال أهل لثقة وسعيد يملك مسؤوليات أخري وقال بعد دقيقة تفكير : بشوف معه

فرح سعيد لجوابه وقال وفكرة سريعة خطرة بباله : إيش رايك نغير الشقة ونشوف وحدة بنفس العمارة اللي أسكن فيها علشان اكون قريب لمركز شغلنا ولبيتي وزوجتي

أعجبته فكرة سعيد وردّ عليه : خوش فكرة ...شف لنا وحدة للإيجار
سعيد : موجودة ومقابلة لشقتي مباشرة
أستبشر عزام خيرا وأخرج جواله وكتب رسالة قصيرة مشفرة لصقر ...لقد إتفقوا أن يحتاطوا وأن يحسبوا خطواتهم جيدا ففي الأخير هم يتعاملون مع جماعة تخطط لسيطرة علي البلد ومن المؤكد أن جواسيسها في كل مكان
_ نسر وصلتني الخمس دجاجات بارك الله فيك

وكتب رسالة أخرى لزميله جمال ...فـ هم أربع عناصر
عزام ،سعيد ، صقر ، جمال
_ جمال أنا بمكتب سعيد نحتريك

أغلق جواله ووضع قبعته علي رأسه وإلتفت لسعيد حين سأل : مارح نوقف أبو ***** المدعو أبو عباس عند حده أظن اللي مسكانه عنه يوصله لحبل المشنقه
أجابه عزام بهدوء رخيم : هو بيوصل لحبل المشنقه ونحن مارح نقدر نوصل لآل تشابو

قال سعيد بنبرة هادئة : عزام تحقيقنا معه بوصلنا لكثير أشياء ما اعتقد انه بينكر علاقته بآل تشابو بالعكس هو وقع ومارح يرضي إلا وهم معه

رفض عزام كلامه بحركة نافية من رأسه وقال بتوتر : مارح ألعب بالنار إيش يظمن أنه يعترف ويقول لنا عنهم
إبتسم سعيد وفكرة جديدة تلوح بالأفق : طيب صدقت هالمرة بس إيش رايك نوقعه بمشكلة صغيرة يحلها صقر ويرقيه بسبها ويخليه أهل لثقة

رفع عزام حاجبه اليمين وغمز بعينه الشمال : يعطيك العافية يالذيب دوم خلي عقلك شغال
ضحك سعيد وقال تفضل يوم سمع طرقا علي الباب

دخل جمال ذو الخامس والثلاثين خريفا وألقي تحية السلام وردها الإثنين ...تقدم نحوهما وأخبره عزام بالمطلوب وأجاب بالموافقة ودون إعتراض ...و وصلت رسالة لعزام وكان صاحبها صقر ردّ فيها ضاحكا وضحك عزام ومن معه علي خفة دمة صقر

أول شي هي لها ثمن ولاتفكر ببلاش وثاني شي سوى عشا واعزمني علي ثلاث دجاجات يالجاحد ويومها اقول لك وفيك بركة

توضيح : آل تشابو وضعوا لأنفسهم أسماء مستعارة مثل أبو عباس هو نفسه أبو ****
عزام ومن معه عرفوا هويته الحقيقية والباقي أنتم ههه

***

فتحت وصال الباب وقالت بعتاب : وينك يامُنتهي عجرت وتعبت بروحي مع الزبونات

كشفت مُنتهي عن وجهها وبانت حمرة عيناها وأنهار دموعها علي خدها
خافت وصال عليها ورفعت أناملها تسمح دموعها بتلقائية : بلاك ياقلبي !! شفيك عسي ماشر ؟؟ ليش تصحين !!
إرتمت مُنتهي في إحضان وصال وزاد نحيبها ماذا تفعل بنفسها ! هل تنتحر لترتاح من كل هذا الكابوس الذي لايبدو أنها ستستيقظ منه !

دخلت وصال متاهة لاتعلم أين هو مخرجها ...مالذي حل بـ مُنتهي حتي تبكي بـهذه الطريقة الموجعة ...وهمست بصوت غائب خائف ويديها تمسحان بلطف ورفق علي ظهره مُنتهي : مُـ ...مُنتهي شفيك ...شـ...شصاير لك قولي لي... طمنيني

تثاقلت الكلمات علي مُنتهي ولم تستطع تحريك لسانها إلا بإصوات آهات وغصات تجرح حنجرتها وتلدغ أذان وصال ...كان بكاءها مرير وحالها يرثي لها .

أغمضت وصال جفونها وأسدلت رموشها وأعطت إذنا لدموعها لـ تنساب بحرية علي خديّها ..لطالما أبكتها مُنتهي ولطالما إحتضنتها بقوة لـ صدرها لتخفف عليها أوجاعها ...تتذكر ذلك اليوم الذي صادف رحيل والد مُنتهي... كم بكت مُنتهي وكم تألمت هي لدموعها وكم آلماها كيانها لدموع وإنكسار مُنتهي بفراق سندها ورجلها المحب دائما وأبدا

تشعر أن الذي به مُنتهي الآن ليس بالأمر الهين فدموعها وشهقاتها المكبوتة ماهي إلا أوجاع لامست العظم قبل اللحم
وهمست مجددا وكحل عينيها يرافق دموعها في رحلتها لمفارقة مقلتيها : منتهي واللي يعافيك

نطقت مُنتهي بوجع لم تعرف له مثيل وبقرف لم تعشه قط : فـ ...فايز

فتحت عينيها علي إسم فايز وقالت دون إدراك : بلاه !

صرخت مُنتهي بصرخة قوية قطعت فيها أحبالها الصوتية وطعنت وصال بها : دمرني ...فايز دمرني

زلزال بقوة هائلة ضرب بـ أرض وصال وهزها من باطنها ...وجعل وصال تتحجر مثل تمثال منصدم

تتالت صرخات مُنتهي وتعالت شهقاتها وراحت تكرر كلماتها ولم تهتم بكل اللاتي من حولها من زبونات
ولماذا تهتم وهي فقدت شرفها وأغضبت ربها قبل كل شيء

لم يسعف الوقت وصال لتدرك مابها مُنتهي !! ...فالصدمات والكوراث دائما لاتمنحنا الوقت الكافي لنفهمها بل تجعلنا نفقد السيطرة علي أفعالنا وأحيانا كثيرة عقولنا

وصرخت بـ مُنتهي لتهديء من روعها ولتفهم ما بها : مُـــــنتهي ....وأبعدتها بوحشية عنها

هوت مُنتهي علي الارض وكأنما سقطت في جُبّ عميق دامس لم تكن تعلم أنه تحت قدميها وأنها وقفت عليه بالخطأ ....هل ثقتها بخطيبها وإبن عمها كانت في غير محلها !! سؤال تكرر للمرة المليون في رأسها

أما وصال فقد فقدت السيطرة حقا علي افعالها وألتفت لكل زبوناتها وهي تحاول أن تجد خانة مناسبة او تحليل ملائم لكلمة " دمرني فايز " ، هل تركها ! هل تخلي عنها ؟ هل فسخ خطبتهما ! أم هل ......! ألف سؤال طُرح ومليون إحتمال وُضع
وصال بأمر لكل من حولها وعقلها مشوش تماما :السموحة بس إطلعن بسكر المحل

كن حوالي خمس أو ست زبونات تركن كل مابيدهن وأمتثلن لـ كلام وصال وهممن بالخروج من المحل

مُنتهي كانت كمن قذف بها في الفضاء الخارجي ، لاسترة نجاة ولا قارورة أكسجين ، تخنتق مع كل لحظة تمر تختنق ...إين قادتها قدماها أين ! فأي أرض قاحلة أوصلتها ؟

أما وصال فتمثال متحجر لاحركة ولا كلمة ...وصلت لها إحدي السيدات ووضعت يدها علي كتف وصال وبتفهم لحالتها وحالة مُنتهي : معذورة أنت وخويتك وأن شاء الله يفرج رب العالمين كربتها وكربتك
عادت دموع وصال تنهمر بشدة علي خدها وقلبها قال دون وعي منها " أمين " ولسانها تحرك دون أمر من عقلها : يارب

غادرت الزبونات المحل وأقفلنه وراءهن أما وصال فألتفت ناحية مُنتهي ووجدتها تدمي العين دما ...إقتربت أكثر منها وجثت علي ركبّها ومدت يدها ترفع وجهها مُنتهي لتري في أي حال هي

مُنتهي كـ غيمة رمادية إصتدمت بهواء بارد تجلد بخرها وتحول لصقيع قارس ...دمعها لسعات برد تلدغ نعومة خديها بقسوة وتصنع فجوات لبراكين نشطة

نطقت وصال بصوت هاديء متسائل مالذي جعل نجلاء العين مُنتهي تصبح بركة دم فاقعة اللون : إيش يعني فايز دمرك إيش !! ...هو سوا لك شي مو زين ؟

غاصت مُنتهي في نحيبها وضاعت منها كلماتها ...مالذي تقوله لوصال مالذي تُصرح به لعهود بأي وجه تقابل أمها وأي طريق تسلكها ليرضي عليها خالقها

سالت دموع وصال ترافق نحيب مُنتهي وضغطت يديها بشدة علي خديّ مُنتهي وسألت مجددا بنفس صوتها الهاديء فكل قواها ضاعت بسب هول صدمتها من منظر منتهي ...لن ترتاح حتي تعلم ما بها مُنتهي : بليزز مُنتهي قولي إيش سوا لك ! ترا راسي قاعد يوديني ويجيبني ..بليزز إنطقي الله يخليك إنطقي

شعرت بخناجر تقطع أحبالها الصوتية وبسهام تخترق أوردة قلبها
ليت كلماتها حلم
ليت حروفها وهم
ليت فايز لم يكن بيوم

: فايز ياوصال ...ولد عمي ياوصال ...عزويتي وقبيلتي وسندي وكل هلي وناسي ...دمرني ...غدر فيني ...سلب مني شرف أبوي وكرامة أخوي ....( صرخت بأعلي صوتها تقفذ بكل أوجاعها وألامها خارج حدود مجرتها ) : أخذ مني شرفي ومرغ كرامتي بالوحل أنا والزانية واحد أنا والفاحشة واحد

صمت وصال أذانها بشدة وأغمضت عينيها بقسوة ...كم هي الحقيقة مرة وكم هي مُنتهي قاسية ...أن لم ترأف بحال نفسها فالترأف بها هي وبقلبها الضعيف الذي لايتحمل أن تخز شوكة ما مُنتهي او عهود فكيف بذئب بشري لايعرف لـ القرابة والرحمة مكان

راحت مُنتهي تبكي دون توقف وتنتحب دون كلل وملل ...آه لو كانت الدموع تعيد كل شيء إلي سباق عهده وآوانه لما توقف أحد عن ذرفها ..لو دموع تعيد والدها للحياة لأبكته بقية عمرها ...ولو الدموع تعيد كرامتها وشرفها لرثت نفسها أيامها المتبقية ...لكن لا شيء يعود لماضيه إنما يتقدم نحو مستقبل مجهول وحاضر محتوم

إنكسرت وصال وتلاشت في اللامكان بأي قلب تحتوي منتهي وبأي كلمات تخفف عليها حزنها
هل تعاتبها ..وماذا ينفع العتاب وقد سبق القلم الكتاب
هل تضربها ...وماذا ينفع الضرب وقد سبق العمل الحساب
هل تلومها ...وماذا ينفع اللوم وقد سبق الدمع الندم

جمعت بقايا قوتها ومدت يدها تضمها لصدرها لا حيلة للأنثي غير الدموع والحضن وهمست والدموع تتساقط جمرات علي الأرض : بس بكي بس اللي صار صار

أخفت رأسها بصدر وصال تهرب من واقعها وتمتص حنان يخفف عنها مُصابها

ضمت وصال رأس مُنتهي لصدرها وقالت بعتاب لم تستطع أن تكتمه قالت وكأنما تلوم نفسها هي اولا ....ليتها سجنت مُنتهي في زنزانة ولم تسمح لها بالخروج رفقة فايز : ليش يامنتهي ليش سمحتي له يقرب منك ليش لللللليش

ضغطت مُنتهي علي قبضة يدها وأمسكت طرف عبائة وصال تتعلق بها كـ من يتعلق بحبل نجاة ...تشعر بأن وصال ستكون البلسم لأوجاعها وربما الحل لـ مشاكلها ... وأقسمت برب تخجل أن تطلب منه الصفح والمغفرة ...أقسمت تبريء ذاتها وتبثت إدانة خطيبها الخائن الغادر : وقسم برب الكون ياوصال انه خانني قسم بالله أنه خدرني وأخذ اللي يبغاه مني دون إدراك مني

إتسعت عيناي وصال علي مصرعيهما وأبعدتها عنها والغضب والكره تنامي بقلبها لفايز ...طالما قالت لمنتهي أن لا ترافقه لمكان وأن لا تثق فيه أبدا ...طالما شمت فيه دماء مُستئذب خائن لا دماء إنسان مخلص

تكلمت منتهي وشريط ذكرياتها السيء المقرف يمر أمام عيّنيها ...كم تكره يوم أمس كم تكررررهُه

***

بعيدا في صحراء مقفرة تحت أشعة شمس ساطعة يستلقي شاب بعمر الرابع والعشرين علي ظهره ويضع كفيه أسفل رأسه ويراقب زرقة السماء الصافية ...كل من حوله نيام في خيمهم إلا هو لم يعر الشمس إهتمام ولم يعرف لنعاس مكان وهذه هي حال العشقان الولهان
إشتاق لصوتها وأشتاق لرؤيتها وأشتاق لسماع إسمها

سحقا طالما أعتقد ان الحب غرق بغرق سفينة تايتنك ها هو يلوح في الافق ويعيد قصة عنتر وأبنت عمه ...هل حكر علي العرب حُب بنات عمومتهم ..هل سيعيش عشق أمرؤ القيس وجنون قيس ...لكن لحظة كل هؤلاء كان حبهم متبادل إلا هو فـ حبه من طرف واحد ...إبنت عمه الحجرة العديمة الإحساس لا تهتم لذرة عشق يكنه لها ...لكن لا بأس ياروح فقلب زياد لايعشق إلا روح وعلي روح ان يكون قلبها مشغوفا بـ زياد ...لن يرضي إطلاقا أن يكون حبه من طرف واحد ...وإلا أغار علي قبيلة النجمان وأحرقها علي بكرة أبيها فـ إن لم يعيش قصة حب عنتر فـ عليه ان يعيش إحدي بطولاته

أخرج جواله من جيبه ونظر بشاشته وعبس بملامحه لا إشارة يعني لا رسالة وعبس أكثر يوم سمع إسمه من لسان قائده ...ووقف متئهبا مؤديا التحية العسكرية : سيدي

قائد الكتيبة بصوت حازم مهتم : بلاك نايم بالشمس يازياد ...كرهت من بياض بشرتك ولاشلون

أجاب زياد مبتسما فقائدهم أب قبل رئيس : سلامتك ... قاعد أتشمس بس

رد عليه بأمر صارم : إدخل خيمتك يله وبسك غشمرة ترا لو تجيك ضربة شمس انا ياللي يبتلش فيك

همس بينه وبين نفسه بشقاوة " إحلف بقوة واصدق ترا انا خايف تجيني ضربة مسدس يالمهتم " وخطي نحو خيمته يأخذ قيلولة ليعود لتدربات جديدة ..أراد ان يتحلق بالجيش ليدافع عن حما وطنه وليته لم يلتحق ، سنة كاملة وهو من تدريب لتدريب من صحراء لبحر ومن جو لبراري ...ولم يمل منهم قائدهم الشرير ولا يظن بأنه سيمل منهم

(( زياد مسفر النجمان بعمر الأربع وعشرين إلتحق بالجيش بعدما أكمل دراسته الجامعية فتي مشاكس مرح يحب المزاح ...أراد أن يكون فداء لوطنه ولم يعلم أنه سيكون سجينا لقائدهم لم يقابل أهله منذ شهور ولم يعيش حرا طليقا منذ إنضمامه لصفوف الجيش ...لكن من أراد أن يحمي حدود وطنه عليه أن يدفع أحبابه ثمنا لذلك ...فالوطن كل شيء والغالي والنفيس الثمن لكل شيء ))

(( نجلاء مسفر النجمان بعمر الثاني والعشرين تدرس بالجامعة رفقة إبنه عمها روح ...ذكية عاقلة وطموحة... حنونة محبة ومعطاءه ...كبيرة وصغيرة في الوقت عينه ...تسامر العجائز وتصاحب الشابات ))
(( مسفر النجمان أبو زياد أخو أبو عهود ...طيب حنون يمتلك محل لبيع المواد الغذائية ...أهل للإستشارة ...رجل حكيم يحب ولداه الإثنين وكذا عهود وروح ))

(( أم زياد كريمة بسن الثالث والأربعين ...سيدة طيبة متفهمة ناصحة ومعينه لكل من يحتاجها))

إبتسم قائده ونظر إلي الرمال اللامعة علي مدي بصره ونطق بنشوة فخر
روحي فداء رملك يالوطن

***

لوت شفتيها بضجر وجوالها لم يفارق يديها طيلة اليوم ...أين هو عنها ...لماذا لم يبعث لها بأي رسالة هل حدث معه مكروه ام هل كره ومل وتعب منها

أم عهود ( صفية بعمر 44 طيبة حنونة متفهمة لاتتدخل بشؤون أحد ولاتحب أن تفرض رأيها علي احد تُغلب مبدأ الحوار علي الصراخ )
نظرت لـ كلتا إبنتيها ووجدتهما لا يأكلان شيئا ، عهود شاردة في صحنها وروح تنظر بجوالها وقالت تنبههما : عهود روح الغدا برد ...إكلوا يله
وضعت روح جوالها علي جنب بعد ان أضناها الإنتظار وألتقطت ملعقتها وبدأت تأكل دون رغبة منها
نظرت أم عهود إلي إبنتها الكبيرة ووجدتها علي حالها لم تتكلم ولم تتحرك منذ أن جلسن لمائدة الطعام ...ونادتها : عهود يمه

نظرت لها عهود وقالت بشرود : هلا
إستغربت أم عهود حال ابنتها ...وقالت بحنان غامر : شفيك يمه سارحة ..ليكون مريضه وانا أمك

إبتسمت إبتسامة باهتة وقالت بهدوء : سلامتك يمه مافني إلا العافية
وضعت يدها بحنان علي يد عهود الممدودة علي طاولة الطعام ومسحت عليها بحنان وتسائلت بإهتمام : طيب ليش ما تكلين

هزت رأسها بحركة نافية ونظرت بصحنها وأردفت : مالي نفس

نظرت لها روح وقالت بضجر : إكلي وبس دلع
وقفت عهود وسحبت يدها من يد أمها وأعتذرت من والدتها : السموحة بس مالي نفس أكل

لم ترغب والدتها أن تضغط عليها بشيء وإبتسمت بود لها : طيب ياقلب أمك الأكل موجود ومتي ماتبين أكلي زين
أجابتها بإيجاب ونظرت بإتجاها شقيقتها وقالت بخبث مُبطن : كلمي نجلاء وتطمني عليهم وبلغي سلامنا لهم
أخرجت روح لسانها لعهود أما هي فضحكت بخفة وغادرت إلي غرفتها وهي تحاور ذاتها " أيعقل أن يكون كلام روح صحيح !! "

أم عهود : شفيهم بيت عمك ...شفيها نجلاء

همست روح بصوت غير مسموع : عهود الدوبة اوريها
وقالت تبعد شكوك والدتها : مافيهم إلا العافية إن شاء الله بس عهود تقول دقي شوفي حالهم وتطمني عليهم
أم عهود بحيرة : وليش ماتدق عهود
أجابت روح بسرعة : عارفتيها خملة ماتشتغل شي كل شي تسويه روح الشطورة
أم عهود : واضح الله يعمي العين
نظرت لها روح بتهديد أما هي فضحكت وأكملت غداءها

روح إلتفت إلي جوالها وحدثت نفسها بغضب " زياد أدعو الله أن يكون غيابك خير ...اليوم لم أقرأ رسالة منك وأشعر أن الأرض ضاقت علي " ...أكملت طعامها وقلبها يردد دعاء لأبن عم نساها اليوم ...أي علاقة حب تربطهما !!

(( عهود محسن النجمان بعمر الثالث والعشرين أنهت تحصيلها الجامعي منذ أسبوعين فقط هي ووصال ومنتهي
درست تسويق وأرادت أن تبحث عن عمل لكن والدها رفض وأرادت ان تعمل مع وصال لكنها قُبلت بالرفض أيضا
فتاة طيبة وناعمة لاتحب المشاكل وتسمع أكثر مما تتحدث ...تفكر بعقلها ولا تتبع قلبها
تحب عائلتها الصغيرة وصديقتها وصال ومُنتهي ))

(( روح محسن النجمان بعمر الواحد والعشرين تدرس بالجامعة تخصص لغات تريد ان تكون دكتورة محاضرة في الجامعة ذات يوم
تحب المزاح ولايُعرف صدقها من كذبها
أغلي ماتملك عائلتها وصديقتها فهدة أخت عزام ))

تربطها علاقة غريبة بإبن عمها ...
هو في كل صباح ومساء يبعث لها رسالة ليطمئن عنها ويعبر عن مشاعره لها

هي تقرأها بشغف عاشقة لكنها لا تجيب عنها ...إعتادت عادته واليوم الذي لايبعث لها تشعر أن الهواء إختفي من حولها
تحبه لكنها تنتظر منه أن يثبت حبه ...كما قالت لها عهود ذات يوم حينما أفصحت لها عن رسائله ومشاعرها

" يريدك يدل بابك بيتك "

***

المغرب بيت أبو عزام
ترجل من سيارته علي نغمة وصول رسالة لـ جواله ...أخرجه من جيبه وفتحها وهو شبه واثق من صاحبها

كل حب يزول ليس حب
وكل حب يتغير ليس حب
إنما الحب ما ثبت
وحبي لك ثابت
لن يزول ولن يتغير

إبتسم بسخرية علي نص الرسالة وفتح الباب ليدخل ...لكنه تراجع للخلف يوم رأي فتاة مُنتقبة تقف علي بعد خطوات عنه برفقة شقيقته فهدة
الفتاة بفرح ودون خجل : هلا عزام شحالك

إستدار لـ الجهة المغايرة ورد عليها برسمية : بخير
وضعت فهدة يدها علي فمها تمنع ضحكاتها

كتمت غيضها كيف له أن لا يسأل عن حالها !! ...وقالت بهدوء وصوت حزين : الحمد لله الله يقويك

لم يجبها بحرف يذكر ...أما هي فأخفضت رأسها وشعرت بإحباط شديد من تجاهله لها
حزنت فهدة علي حالها وقالت تنقذ الموقف : ريوف عزيزتي اتمني منك تعدين زيارتك مرة ثانية
إبتسمت بحزن تحت نقابها وأجابت بصوت غير واضح : أن شاء الله ...وغادرت دون قول كلمة ثانية
إستدار عزام جهة فهدة ...ووجدها مكتفةً يديها أمام صدرها
قال بلا مُبالاة : شفيك كأني ذابح لك أهلك ....وأكمل طريقه لـ داخل
أغلقت الباب ولحقت به وقالت بعتاب : حرام عليك البنت تحاتيك وأنت ماقلت لها ولو نص كلمة
أجابها ينهي النقاش قبل ان يبدأ : عافية الله يرحم والديك ترا مب ناقص وجع راس ....وبعدين وينها أمك

فهدة لم تبالي ...فهي الواثقة من مقولة عاش من عرف قدر نفسه فلو أن ريوف تجاهلت عزام لما كان قسي عليها بهذه الطريقة اللا مبالية : أمك بغرفتها عند الكمبيوتر تشوف المسلسل الجديد علي موقع المسلسلات العربية
ضحك عزام فـ أمهم عاشقة ومُشاهدة لكل المسلسلات الجديدة والحصرية علي كل المواقع الإلكترونيه : ماشاء الله ومنهو يسوي العشاء

قالت لتغيضه واضعةً يدها علي خصرها : والباقي من الغداء وين نوديه ...نرميه !
رد بصدمة : كذابة !
ضحكت بنصر وأردفت : إمشي إمشي غسل وصلي فرضك وتعال تأكل أكل الغداء ترا أمك المؤمنة التقية تقول ممنوع التبذير

قال بتعب : لا حول ولا قوة الا بالله ....عزاي انو متغدي برا ومارح أرجع أكل نفس الطباخ
فهدة بغيض : يعني انا الوحيدة اللي بأكل نفس الأكل
ضحك وقال يرد الصاع صاعين : هذي نعمة الله وبعدين حرام تبذير النعمة
ضربته علي كتفه : دب مالت عليك
ضحك ولف ذراعه علي رقبتها وضم رأسها إليه بحنان أخوي وقال بفرح رافقه طيلة اليوم : عندي خبر بكنوز الكون

تسائلت بسرعة وفضول : إيش هو !
قرص أنفها بأصابع يده الأخري وقال بصوت حنون : تراني ميت جوع ...سخني الأكل وقولي لأمي انو عزام يحتاجنا بسالفة مهمة

زاد فضولها وقالت بمرح : يموت الجوع ربع ساعة يجهز ...غسل وتعال
اجابها بود : يسلموووو

(( فهدة عبد الإله الزيدان بعمر الحادي والعشرين تدرس بالجامعة رفقة روح ابنت أبو عهود ، فتاة مرحة ذات جمال ناعم تحب أمها كثيرا واخوها الوحيد ، وتدفع حياتها ثمنا لأجلهما ))

***

نفس الوقت
صالة بيت أبو عهود
أم عهود بترقب ...وكانت تعلم من قبل أن زوجها سيخطب عزام لـ عهود : شقال لك !!
أبو عهود روي لها ما جري بينه وبين عزام وكله رضي وفرح

فرحت أم عهود وقالت بسعادة : الحمد لله ...وأنا قلت بنجبر الرجال وبنغصبه علي بنتنا ..بس طلع ولد أكارم
ابو عهود لايقل سعادة عنها : أيوه يابنت الناس عزام رجال وماعليه غبار ...وانا مارح اعطي عهود لـ غير عزام وان شاء الله توافق وتكون من نصيبه

أم عهود بسعادة : بإذن الله م أظن عهود بترفض عزام
قال بحرص شديد : ايوه قومي روحي لها إسأليها وخذي شورها لانو بكرة بيجون يخطبونها ويمكن تفكر خلال هالوقت
وقفت أم عهود والسعادة تغمرها ...عزام رجل بمعني الكلمة وسيحافظ علي أبنتهم وسيقدرها ويحترمها وهي لاتشك أبدا بهذا : إن شاء الله هذاني قمت....

قاطعها وأردف : ماتحتاجين توصية بس قولي انو ابوك يتمناك توافقين وأن عزام رجال م ينرد
أم عهود تطمئنه : تطمن اعرف وشلون اقول لها وأخليها توافق بإذن العلي القدير

غادرت لغرفة عهود وتركته يشاهد الأخبار المحلية وذهبت تدق الباب علي إبنتها

عهود كانت بشرفتها الصغيرة شاردة بأزهار حديقة بيتهم وتفكر بكلام قالته روح أمس
كلام لم يفارق مخيلتها طيلة اليوم وجلّ ليلة أمس وسؤال واحد يطرح بعقلها " هل يفعلها والدي ..!! "
كانت شبه غائبة عن العالم المحيط بها ولم تسمع دقات والدتها المستمرة

إستغربت أم عهود كون عهود لم تفتح الباب بعد ...هل هي في الحمام ! ، تعلم يقينا أنها في الداخل لأنها لم تغادر غرفتها طيلة الأمسية ...أين ذهبت !
دقت بقوة ونادت بصوت مرتفع علها تسمعها لو كانت في غرفة شقيقتها روح ! : عهود يمه

إنتفضت لـ الصوت وألتفت بتلقائية خلفها وإنتشلت من أفكارها ، رفعت صوتها برد فعل سريع وهي تقف : جايه يمه جايه
أسرعت تدخل غرفتها ومتجهة نحو بابها وفتحته وهي تلهث : سمي ياقلبي

أم عهود بخوف عليها : بسم الله شفيك ليش تلهثين .!!
إبتعدت تفسح لها المجال لدخول وقال بصوت لاهث : كنت بالبلكونة ..والسموحة منك ماسمعتك
إبتسمت ووضعت كفها علي خد إبنتها وبحنية آسرة : علامك يمة حابسة نفسك بالغرفة ليكون مريضة .! طمني قلبي عنك

توترت عهود وقالت تبرر : لا يا قلب عهود ... مافيه شي مهم ... قاعده وبس ..تفضلي
تقدمت نحو الكنبة وقالت بسؤال : وين روح !!
جلست بجانبها : من ساعة قالت بتحضر مسلسل

أم عهود بـ طيبة : وليش منتي معها تشوفين وتوسعين علي خاطرك بهالاجازة
إبتسمت بحب : مالي خلق يمه ..لو مليت رح احضر افلام وارفه عن نفسي لاتشيلين همي

أم عهود : براحتك ياقلبي ...كنت احتاجك ب سالفة
فجأة نبض قلبها بين جوانحها وبصوت متردد : لبيه يا شيخة

إستدرات بكامل جسدها وأمسكت يد عهود بين يديها وقالت بصوت هاديء ناعم : لبيتي ف مني ياقلبي ...الصراحة يا يمة فيه اللي خطبك من أبوك يالغالية

ما إن سمعت كلام والدتها أخفضت رأسها وأسدلت جفونها وشعرت بحزن داعب فؤادها

عكس أمها التي بدأت بالحديث والفرح يملئها ...وظنت أن الخجل لعب دوره مع إبنتها : عزام ولد عبد الإله أبو عزام خطبك اليوم من أبوكِ

أغمضت عيّناها وجاهدت لتسجن دموعها ...لا تريد أن تبكي الآن أمام أمها وكلام روح عاد ودق جرسه بتفكيرها " أبوي رح يقول لعزام يخطبك ...سمعته يقول هالشي لأمي "

تثاقلت أنفاسها وأحست أنها شيء غير مرغوب به الآن وسط عائلتها ...وكلام والدتها أثبت نظريتها
أم عهود إستغربت من هدوء إبنتها ... لم يصدر عنها أي رد فعل ...!!! : عهود يمة وينك فيه ...!

تُكابر مشاعر القهر داخلها وقالت تمنع لسعات الحزن : معك
ردت بحنان : زين يمه ....أقول عزام خطبك ...عرفيته منهو !!

إجتاحتها عاصفة للإحباط الشديد ...لماذا أقدم والدها علي مثل هذا الآمر !! مالذي رأه في عزام حتي يخطبه لها !! او بالأحري هل أصبحت زائدة ويجب التخلص منها ! ...كثير من الأسئلة تطرح بين خلايا عقلها ...وكثير من مشاعر الألم تعصف بذاتها ...كم تحب والدها وكم خذلها بفعلته هذه
لم تستطع ان تجيب والدتها وكل الذي قدرت عليه حركة إيجابية من رأسها ...تؤكد لأمها أنها تعرف عزام تعرفه جيداً

ضاعت أم عهود في سبب صمت إبنتها " لماذا لا تتحدث ...ألا تريد عزام " وقالت بتردد وخوف من رأي عهود : زين شقلتي ...؟!
أخذت نفس طويلا وسألت بصوت أرادت أن يحمل القوة للمواجهة والثقة لاتريد أن تستبق الأحداث وأن تحكم علي الموضوع وهي لم تعلم الحقيقة الكامنه ...ربما عزام هو حقا من خطبها من تلقائي نفسه : هو اللي يبيني أو أهله ...!

توترت أم عهود من سؤالها ...هل تقول لها أن والدك هو الذي أرادك ان تكوني له ..! بماذا تجيب صغيرتها
وقالت بعد تفكير سريع : هو اللي خطبك من أبوك يالغالية وأظن قال الحين لخالتك أم عزام وبكرة بيجون يخطبونك رسمي

إنصدمت من كلامها ...أيعقل أن تكون روح قد كذبت عليها !! ولماذا هذا التسرع ...رفعت رأسها ونظرت بعيون أمها تبحث عن الحقيقة عن الصدق : عـ..عزام ...ولا مرة ...حـ ...حسيته ...يفكر فيني
إبتسمت بأمل يوم رأت نظرات عهود المشتتة ووضعت كفها علي خدها
وقالت بحكمة أنثي عاشرت رجلا لعقدين من الزمن ...قالت بقلب أم تشعر بخلجات صدر صغيرتها : عهود يمه الرجال ماينعرف له ولقلبه ... وأهم شي يجمع البنت وزوجها هو الأحترام والمودة ...وإنت بـ إيدك تكسبين قلب زوجك

أخفضت رأسها مجددا وبانت حمرة خفيفة علي خديّها وأحست أنها بين ضفتي النهر ...كلام روح وأنها لن تكذب عليها دون سبب ودون مناسبة وكلام والدتها وأنها تستطيع بكيد أنثي ان تكسب قلب زوجها
هي تعرف عزام جيدا ومن سنين أيضا ...وقد جمعتهم الحياة مرات عدة وكانت كلها مواقف عادية لم تشعر خلالها ان عزام يكن لها مشاعر أو ينظر لها بنظرة خاصه
لماذا إذن بعد كل هذه الصدف والفرص والمواقف يخطبها دون غيرها
متأكدة هي لو أن والدها أقدم علي الذي قالته روح لن يرفض عزام أبدا
ليس حبا فيها بل إحتراما لأبيها

سكتت أمها تراقب تصرفاتها الغير معهودة بالنسبة لفتاة سمعت منذ لحظات ان أحدا تقدم لخطبتها
كان من المفروض ان تخجل أن تبتسم بحياء او ان تتصرف بطريقة توحي بأنها موافقة او رافضة ...لكن عهود قلبت حساباتها ...الشيء الوحيد الذي علمته ان عهود شاردة ...شاردة بشيء ما ...!!

وقالت عساها تعلم مابها حبيبة قلبها : بنتي عهود مو لازم يكون الرجال يحبك علشان يخطبك ...الحب يجي بعد العشرة والزواج ....
قاطعتها عهود بصوت هامس : السالفة مب ذي
ضيقت أم عهود عينيها وقالت متلهفة : طيب إيش هي !!

لم تعلم ماذا تقول لها ...أتسأل عن والدها الذي عرضها لزواج برجل ربما كان لايفكر قط بها ...أم تسأل لماذا خطبها عزام الآن وليس أمس بما أنه يعرفها منذ صغرها ...
ضاعت هي بين أسئلتها وأفكارها وتاهت والدتها بين صمتها وعدم إبداء رفضها او قبولها
وكل الذي يجول في خاطرها ويدمي قلبها لماذا عرضها لزواج هل تعب منها هل كره منها !
لا تنكر بأن عزام رجل ذو أخلاق وصفات ترغب به أي أنثي
لاتنكر بأنه يستحق أن تتمناه أي إمرأة ...فهي لو أنه من طلبها لما أعترضت او رفضت
لكن أن تُعرض عليه وتشعر أنها مغصوبة عليه فهذا أمر أرهق كاهلها

عهود وكل الذي تريده أن تصل لـ نقطة واحدة ...لماذا والدها فعل هذا بها ...!! لماذا ؟؟ : عزام يشوفني مثل إخته وانا واثقة من هـ الشي ليش فجأة كده يخطبني

أم عهود إبتسمت بود : عهود ياقلبي ...عزام ماهوب أخوك ومثل ماقلت لك الرجال ماينعرف له ...هم يراقبون من بعيد ويختارون البنت المناسبة لهم ...وعزام شافك مناسبة له ..مو مهم يكون بقلبه مشاعر اتجاهك والمهم إنت وشلون تخلين قلبه ينبض لك

تلون خداها باللون الزهري بسب أخر كلمات أمها ، وتخليت لـ وهلة أن عزام يعترف بحبه لها
هزت رأسها بحركة نافية تنفض أحلام يقظتها المستحيلة وأستجمعت قواها لتخبر والدتها عن كلام إختها لكنها جبُّنت او لنقل خافت ان يكون كلام روح صحيح وتتعقد الأمور أكثر
أمها فتحت باب الأمل ...باب الوصول لقلب عزام ..فهل ستغلقه دون أن تري ما وراءه !!

إنتظرتها لتقول شيئا لكن يوم أيقنت أن صمتها مستمر وموقفها غير واضح المعالم قالت بحب أم : عهود ياقلب أمك ...أبوك حب عزام وتعرفين غلاه بقلب أبوك ...وعزام رجال بظهر رجال وم ينرد ...لكن إنت فكري وإستخري والقرار يرجع لك ولو رفضتيه مارح نزعل منك أبدن
نظرت عهود ولأول مرة مباشرة لعيون أمها ...هل من الممكن ان ترفضه وهي التي عُرِضت عليه ...!! أيعقل أن تقول لا ولن يطالها غضب والدها وقالت بصوت مرتجف متقطع : وأنا أقدر أرفض ...؟

أم عهود نبض قلبها وأحست أن إبنتها لا تريده وغير مرتاحه له
وأجابت بطيبة : عهود هذي حياة وهذا زواج وهذي مسؤولية وعيال ...وإنت فكري زين وخذي كل وقتك بالتفكير ولو كان قرارك رفض أنا معك وبفّهم أبوك ...رغم أنو اتمناك لعزام... دوووم احسه ولدي وبزواجك منه ارتاح عنك وعن إختك بعد حياة عيني أنا وأبوك

وقفت عهود مباشرة وقبلت قمة جبينها وأدركت المغزي من فعلت أباها ...كان يريد أن يكون له سند وعون بعد مماته ...رجل يحمي نساءه بعد موته : الحياة الطويلة يالغالية لك ولأبوي ...وأنا بإذن الله رح فكر بـ السالفة

أم عهود فرحت لـ قرارها وقالت بحكمة : صلي إستخارة ياقلب أمك وفكري زين ، وخذي وقتك باخذ قرارك ، وإنت ماشاء الله عليك بنت واعية ورزينه وتعرفين شلون تكسبين زوجك وأهل زوجك

أماءت وأيقنت أن الموافقة طريقها الوحيد ...أمها أباها لهما وجهة نظر مشتركه وعليها أن تتبع وتحقق رغبتها ...عزام رجل لايحبها ولا يحب غيرها ، فهدة أخته لم تقل يوما أنه يهتم بجنس النساء ...إذن أمامها قلب رجل يُعتبر زوجها من الآن وصاعدا وعليها أن تسكنه وحدها ...قصرها الذي لن ترضي أن يشاركها فيه أحد غيرها : إن شاء الله يمه

قبلت خدها بنعومة وقالت بتوصية : عزام رجال طيب ب شهادة أبوك ...ولاتقولين رجال أمن ماعنده قلب ومايحس بالبشر ،شوفي ابوك أحن من قلبه مافيه

تعلم هذا جيدا ...دائما تسمعه من لسان فهدة أنه حنون طيب متفهم : ايوه يمة فهدة تقوله
أم عهود قامت وقالت بفرح ...لقد حققت تقدما ملموس : زين ياقلبي فكري وإستخيري ويوم تقررين قولي لي ولو رافضه انا رح اتفهمك المهم لاتجبرين نفسك علي شي ماتبغينه
عهود أخفظت رأسها وحركته موافقة
أم عهود : زين اروح اشوف العشاء عن الخدامة

قالت بصوت هاديء وعقلها مشغول بشيء ما : زين يمة
خرجت أمها من غرفتها ، هي ألقت بـ نفسها علي السرير وبصرها شاخص بسقف غرفتها
عزام زوجي .. !!
كده فجأة دون مقدمات
معقولة روح تكذب مثل عادتها
بس ليش تكذب شاللي بتستفاده
وأمي ....جد أقدر أخلي عزام يحبني
عزام رجال صارم ..وشلون أقدر أتحاور معه ...هذا لو ماعايرني بسوات أبوي
الله يسامحك يبه ....أف رجعت لكلام روح... أحسن شي أستشير وصال ومنتهي

قامت تبحث عن جوالها وما إن وجدته حتي إتصلت بمن قد يساعدها أو يفهمها ويفهم مالذي يحز بخاطرها

***

شاردة هي منذ الصباح ..مذ علمت بما حصل لصديقتها فقدت رغبتها بالحياة ...أي خنجر إخترق قلب صاحبتها ...لماذا فعل هذا بها لماذا !!

رن هاتفها بجوارها إلتفت إليه ورأت إسم سامي يضيء شاشته ..هل تجيب ! أم هل تقطع كل علاقتها به !! ...هل يمتلك نفس خبيثة مثل فايز ...أم يحبها بصدق كما يدعي ..." يدعي " كلمة لم تزر قاموسها يوما هاهي تتربع علي عرش كلماتها ...أيعني أنها بدأت تشك به

الحلال يجمعهما لكن هل تفرقهما عدم الثقة وكثرة الظنون والشكوك
تشبعت عينيها بالدموع المسجونة بين رموشها ...وصوت خافت بعيد يطلب منها ألا تجيب ...الرجال سواسية ...كلهم خلقوا من طينة واحدة
سكت جوالها عن الرنين ...وصرخ قلبها بالحنين ...سامي مختلف ..كل شيء فيه مختلف
زوجته من سنة ولم يطلب منها يوما شيئا غير لائق ...لم يحدثها يوما بكلمات لا أخلاقيه
يتصل يسأل يروي عطشه وشوقه لها ..ويقفل الخط
وضعت شروطها وقبِّل بها ...أرادت ان تكمل دراستها فوافق ...رغبت أن تعمل وتعيل والدها فقبل ...بل هو الذي بحث لها عن محل للإيجار ...هو الذي يتعامل مع أصحاب السلع بالجملة ..هي فقط تتعامل مع الزبونات ...لكن تعود لـ النقطة ذاتها
فايز إبن عم وخطيب مُنتهي لكنه غدر بها ...فهل يفعلها سامي ...هل يذيقها سم الغدر مثلما فعل فايز بأعز صديقاتها

عاد جوالها يهتز ويرن من جديد بجوارها وعادت دموعها تفارق مقلتيها من جديد ..كم بكت اليوم علي علاقة ظنت أنها ستدوم لوقت طويل ...وكم إتسعت فجوة الشك بسامي
شك لم يخالج كيانها يوما هاهو يغزو فؤادها دون مقاومة منها
تناولته بعد صراع مع قلبها وعقلها ...القلب يقول أنه مخلص ..والعقل يقول أنه من طينة فايز
أجابت يوم أغمضت عيّنيها وأنسابت دمعة حارة علي خديّها وقالت بصوت حزين بعيد : هلا

رد بخوف تلقائي : بلاك !
إبتسمت بوجع ...عرف علي الفور أنها ليست علي مايرام ..هل هذا تمثيل منه أم تصرف صادر من قلب مخلص صادق
وقالت بصوت حاولت أن يكون طبيعيا : ولا شي ليش !!

أجابها بصدق شعرت به : مادري بس كأنك مب علي بعضك وكأني مب زين بسب شي صاير معك ...وصال ياقلب سامي إنت زينه

تربعت بسريرها وأخذت نفسا طويلا تستعيد فيه نغمة صوتها الطبيعي ...أبعدت كل الشكوك وذركّت نفسها أن بعض الشك إثم وأن هناك صالح وهنالك طالح

خيانة فايز لاتعني غدر سامي

وصال تمسح دموعها : زينة ياقلب وصال ومن سمعت صوتك صرت بألف خير تطمن وريح بالك

أوقف سيارته علي جانب الطريق وأطفيء محركها وصمت
سكتت بدورها تسمع صوت أنفاسه ...هو غير مرتاح لحالها ...هي لا تملك القدرة علي الكذب عليه ولا تستطيع أن تخبره بالذي حدث معها

تحدث بعد دقيقة صمت بينهما والحزن رافق كلماته : وصال سكوتك يقول صاير شي معك وعدم كلامك يقول أنو ماعندك ثقة فيني تشاركني همومك

شعرت بوخز إبر متتالية لقد وضع الملح علي الجرح ...سنة كاملة جمعتهما ومن المؤكد أنها أصبحت صفحة بيضاء أمامه
وقالت بصرامه تنهي النقاش الذي فُتح دون مقدمات : قلت لك مافني إلا العافية فسكر السالفه وقل شلونك اليوم

أجابها بعتاب ، هي تتهرب وهو يعلم ذلك : كنت زين بس من كلمتك إنقلب مودي

ردت برجاء : سامي الله يرحم والديك قلت لك انا بخير لا تجنني
أطلق تنهيدة طويلة وقال بحب مخفيا كل مشاعر القلق عليها : خلاص يادنية سامي لا تصارخين ولا تهاوشين ...إنت زينة وهذا اللي يبغاه قلبي ويرتاح له ..طالب السموحة منك

إبتسمت بلا وعي منها وقالت بليونة : معذور يابعد قلبي وبعدين لاتشغل بالك انا معك وجنبك طيبة وزينه ...ريح وطمن بالك

قال ضاحكا يُبدد التوتر بينهما : أشوفك متلهفة حتي تكونين جنبي معي
صرخت بخجل : سااامي
ضحك مقهقها أما هي فـ زاد خجلها وقالت بأمر : قسم بالله تسكت او سكر الخط
قال بسرعة ومزاح : سكتت سكتت ...وسكرت فمي كمان ...ووضع يده علي ثغره
ضحكت وقالت بإهتمام : ماقلت وشلونك اليوم
سامي : مثل كل يوم شغل في شغل
وصال بدعاء : الله يقويك ...شنسوي هذا قدرنا بخيره وشره

نظر بالفراغ حوله ورد بهمس : إيه
وصال تحاول أن تتجاوز خيانة فايز لـ مُنتهي ...بحديثها مع سامي : إنت بالبيت
شرد بالفراغ وأجاب بتلقائيه : لا بالسيارة

تسائلت بإهتمام : ليش لسه عندك شغل
هز رأسه بحركات متتالية كمن يبعد أفكاره وهواجسه وأنتبه مع وصال : لا كملت شغلي وتو راجع للبيت وقلت اتصل اتطمن عليك

إبتسمت بنعومة ووقفت : أنا زينة ...ودامك لسه برا أرجع للبيت أكيد خالتي قلقانه عليك صلي فرضك وكل طعامك وبعدين نسولف

زفر الهواء من حوله وفتح نافذة سيارته يستنشق هواءا عليل وأغمض عينيه

إستغربت صمته وهمست تناديه : سامي
رد علي الفور : معك حبيبي
قالت بخوف مفاجيء : شفيك ساكت !!

فتح عيونه ولوي شفتيه وقال بهدوء مهيب : ولا شي ياقلبي

أرادت أن تستفسر منه سبب حالته الغريبة لكن إهتز جوالها بيدها أبعدته ووجدت عهود تتصل بها وقالت : سامي بعدين اكلمك اوكيه ...عهود تتصل علي
سامي لم يعترض : زين ساعة زمان ارجع أتصل
قالت بعفوية : بعد صلاة العشاء افضل ..اكلم عهود وأقعد شوي مع أبوي وأمي

أدار المفتاح وقال بتفهم : طيب علي راحتك ...برضو انا اسولف شوي مع الوالدة ...سلام

أغلق منها وتحرك بسيارته وعيناه تراقبان الطريق ولسانه يسأل ساخرا : أي صلاة …! وأي فرض …! وأي قدر …!
يوم نتزوج ويومها نتكلمx

وصال تجيب عهود : هلا

عهود بعتاب : وينك ساعة اتصل
وصال : بس كذب تو دقتي وبعدين قفلت من سامي علشانك ...قولي جزاك الله خير

عهود تجاهلتها : شخبارك شخبار مُنتهي اليوم
حزنت وصال مباشرة وقالت تغير مجري الحديث ...عهود لم تعلم الذي حدث وكل الحق يعود لمُنتهي في إخبارها : تمام طيبين شعندك متصلة يأم المصلحة
إبتسمت عهود وقالت بمزاح : دقيت أسأل عن سامي ترا مشتاقة له حيل

إبتسمت وصال وقالت بتهديد : وخري وخري لأذبح كل قبيلة النجمان
ضحكت عهود وقالت بخبث : مالت عليه عندي سيده وسيد سيده

قطبت وصال جبينها وتسآلت بسخرية ممزوجة بفضول : هه هه هه فطست لو فيه منهو يسوي ضفر سامي حبيبي ينقلب الشرق غرب ...
وبعدين من ذا اللي تسولفين عنه !

لم تبالي عهود لسخريتها وأجابت بصوت هاديء : انا انخطبت اليوم يا وصال

وصال بفرح : جد ...من خطبك !!!

ردت عهود بحسرة : لا اقصد خطبوه لي وعرضوني عليه وقالوا له تعال تزوج بنتنا

تاهت وصال في حديث عهود وسألت مستغربة : شقصدك مافهمت !!

*
*

القـــلوب أوطــان
فأختاروا
وطن
صادق

*
*

يُتبــــــع


احلام نجوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس