عرض مشاركة واحدة
قديم 23-01-23, 10:01 PM   #129

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

الفصل التاسع
الألم بداخله شديد، شديد حد الموت!
يود الانهيار..
عليه أن يجد مكانًا خاليًا بعد خروجه ليختلي بنفسه، يبكي كما يريد..
لكن الآن..
الآن عليه أن يكون قويًا ليواجه!
«جئت أطلب يد ابنتكِ.. تقوى!»
مباشرة، بدون مقدمات أو تمهيد هتف بطلبه!
فلا قدرة له على اختيار كلمات مناسبة أو التجمّل بعبارات لائقة!
انتفضت هبه في مكانها، تنتقل عيناها بينه وبين عمار الجالس بالخارج بصدمة..
ما بال الجميع يطلبون الاقتران بابنتيها اليوم!
لكنها للأسف لا تشعر بالفرحة المفترضة، بل تشعر بالحسرة!
وليس كأي حسرة!
إن كانت حسرتها على إيمان لأنها فقط ستفقد رجلًا جيدًا كـ عمار..
فحسرتها على تقوى من نوع آخر!
اغتمت عيناها بقهر لا يختلف عن قهر الجالس أمامها كثيرًا!
من مكانه كان يفهم كل ما يجول في داخلها، تحاكي مشاعره مشاعرها بمزيج من الحزن والغضب.
«أنا أعرف كل شيء!»
هتف ببطء كي تستوعب هبه كلماته، وتمنى لو يصلها صوته الخافت جيدًا..
يعرف كل شيء؟
رغمًا عنها خرجت ضحكة ساخرة من شفتيها..
يظن أنه يعلم كل شيء، ومن الأساس هو لا يعرف أي شيء!
ولكنه خالف ظنونها، يتابع موضحًا.. صادمًا!
«أعرف ما لا يعرفه أي أحد!»
هل قال ما سمعته؟
ناظرته بتشوش، تنتظر توضيحًا أكثر..
لا تدرك أن مٓن أمامها يجاهد ليبقى ثابتًا!
«لا أفهم!»
«أستطيع مواجهته، أعدكِ ألا يمسّها بسوء!»
هتف مرة أخرى دون أي مقدمات، مما جعلها ترتبك!
«تقصد مٓن؟»
ببطء.. بأمل سألته، والرد جاءها مُحملًا بثورة مختنِقة!
«ذلك الحيوان!»
رمقته بنظرة متفاجئة، فأومأ تيم مؤكدًا.
«أخبرتكِ، أنا أعرف كل شيء!»
انتفض قلب هبه بفرحة، يُهيأ إليها أن كل مشاكلهنّ ستُحٓل في غمضة عين!
أيُعقٓل هذا؟
«أنت واثق من قرارك؟
تعرف ما أنت مُقدِم عليه؟»
مع تأكيد تيم لم تتمالك هبه نفسها وخرّت ساجدة إلى ربها، شاكرة..
ظهر التأثر على ملامح تيم، وهو يراها تنهض، تلتفت حولها كأنها تبحث عن شيء ما، شخص ما!
يتعالى صوتها بنبرة مُبكية: «وردتاك وجدتا من يرعاهما يا إسلام..
لا تخف على بناتك يا حبيبي، لديهنّ رجال بحق مستعدين للدفاع عنهنّ ضد أي كان!»
اقترب منها تيم مهدأً، يخشى أن يصيبها مكروه..
فأبعدته برفق وأسرعت للخارج، وهي تسحبه معها!
نهض عمار فور رؤيتها، يسترجع الكلمات التي رتبها مع نفسه لينال موافقتها.
«أنا موافقة على طلبك!»
بادرته هبه قبل أن يقول أي شيء..
فاجأته..
أسعدته..
«تقوى لك!»
هتفت إلى تيم، ثم اتتقلت نظراتها إلى عمار، وتابعت: «وإيمان لك!»
تنفسّت متخذة قرارها.
«عقد القران غدًا إن شاء الله!»
«ماذا غدًا؟»
هتف عمار بصدمة، لكن سؤاله ضاع مع تعالي شهقات هبه وتمتماتها الغير مفهومة!
سارعت درة التي كانت تراقب والدتها بعدم تصديق إليها، وصوتها يتعالى باسمي شقيقتيها.
ركضت إيمان إلى أمها، تسألها بخوف ونظراتها مثبتة على عمار باتهام.
«ماذا حدث؟
لِمٓ تبكين بهذا الشكل؟»
أما تقوى فوقفت على خطوة منها، سؤال واحد يتردد في ذهنها، ماذا قال تيم لها لتصل إلى هذا الحال؟
اقترب عمار منهما، مستقبلًا نظرات إيمان بلا مبالاة.
«سيدتي أرجوكِ اهدئي وما تريدينه سيُنفَذ!»
تمالكت هبه أعصابها، نهضت مرتكزة على ساعد إيمان لتجلس على أقرب مقعد..
بوهن، فاقدة القوى..
كل ما مرّ كثير عليها..
والله وحده يعلم كيف تحمّلت!
كيف صبرت!
كيف قاومت الانهيار!
لقد ترك لها زوجها أمانة ثقيلة، ثقيلة للغاية..
ومع اعتمادها عليه طوال سنوات زواجهما شكّت في أنها قادرة على مراعاة هذه الأمانة..
بل كانت متأكدة!
خاصة حينما حاصرها علي فلم تقدر على مواجهته، واختارت الهرب!
فضّلت الهروب على أن تشاهد بحسرة ضياع ابنتها منها!
فضّلته ولا حل آخر أمامها..
لكن الله رحيم..
الله يعلم ما تعانيه وما يحمله قلبها من ألم وحزن ووجع..
الله دبّر لها الأمر لتنجو ببناتها، وليس ذلك فقط، بل تفرح بهما..
ومٓن أحسن من الله تدبيرًا؟
«اجلسا»
أشارت لهما ليفعل الاثنان وسط حيرة الفتيات عدا درة!
تركزت نظراتها على عمار، لتقول بهدوء: «أعرف أن تعجّلي يبدو مريبًا لك، لكن هناك شيء يجب أن تعرفه!»
انتقلت نظراتها للحظة لتيم، كأنها حتى الآن لا تصدق ما يحدث!
ثم عادت إلى عمار، تهمس بأسى:«هناك رجل.. يترصد لابنتي!»
تحفزت ملامح عمار، ظهر الجنون في عينيه، متخيلًا أنها تقصد إيمان!
والأخيرة تعتدل في وقفتها بضيق، لا تعرف لِمٓ والدتها تخبر عمار بشيء خاص كهذا!
أشارت هبه إلى تقوى عندما لاحظت غضب عمار، تمنحه الإشارة ليهدأ.
«يركض وراء تقوى، يصرّ على الارتباط بها..
أعتقد أن إسلام- رحمه الله- أخبرك عن شيء كهذا!»
حافظ عمار على جمود ملامحه متذكّرًا مراوغة إسلام في الحديث عن هذا الموضوع تحديدًا، خاصة مع الأحاديث المنتشرة!
فقط لمح إليه أن ليس كل ما يُقال بالضرورة أن يكون حقيقيًا..
وأن بعض الحقائق قد تحمل مرارة وقسوة!
وهو لم يسأل أو يلح كثيرًا..
فواحدة فقط من تهمه..
واحدة تقف أمامه الآن كحبة ذرة على صفيح ساخن، لا ترغب سوى في الانقضاض عليه!
«شيء كهذا!»
هتف بمراوغة لا يمنحهم إجابة شافية!
فكادت هبه أن تهتف بالمزيد، لولا اعتراض إيمان: «لا داعٍ للحديث في هذا الموضوع أمي!»
رمقتها هبه بإصرار، متوقعة الانفجار الذي سيأتيها الآن بعد أن تلقي قنبلتها!
«له داعٍ إيمان، على زوجك أن يعرف ما سيواجهه وعلام هو مقبل!»
«زوج!
زوج مَن؟»
همست إيمان بصوت خافت.. مصدوم..
فأن يتبجح عمار بزواجه منها شيء..
وأن تمنح والدتها موافقتها ومباركتها شيء آخر، كارثي!
«لن أتزوجه!»
هتفت بهيجان لم تبالي به هبه.. مؤقتًا!
ألقت قنبلتها الثانية منتظرة رد فعل تقوى بنفاذ صبر..
فإن كانت تتوقع ثورة إيمان، فرد فعل تقوى غير متوقع..
وإن كانت قادرة على مواجهة إيمان، فلا تعرف كيف ستقف في وجه تقوى إن اعترضت!
«وتقوى ستتزوج تيم!»
لكن إيمان لم تنتبه إلى حديثها..
كل انتباهها كان مركزًا على المستفز الذي يجلس في صالة بيتها بارتياح واثق!
«أنا لن أتزوجك!»
صرخت بينما تقفز في مكانها كأن مسّها جان!
وجهها أحمر وعروقها بارزة..
نبضاتها متسارعة كأنها في سباق!
«ستعترضين على قرار والدتك، تؤ تؤ هذه ليست أخلاق فتاة محترمة!»
هتف عمار باستفزاز جعل هبه تهز رأسها بيأس..
تشاهد ابنتها تلتقط أقرب شيء لها لتلقيه على عمار، صارخة:
«لن أتزوجك!»
هتفت تقوى مع شقيقتها موجهة حديثها إلى تيم..
وإن كانت نبرتها المترددة.. الخافتة، ضاعت مع نبرة إيمان القوية!
لكنه التقطها..
لاحظ حركة شفتيها..
تعجّب من رفضها وهي التي أعلنت عن رغبتها منذ ساعات!
وصمد..
صمد وقاوم كما يفعل من أول الليلة!
تشجّعت تقوى قليلًا مع سيطرة خوفها عليها..
فقاطعت إيمان بنبرة أعلى قليلًا لينتبه الجميع إليها: «ولا أنا أريد الزواج يا أمي!»
نقلت هبه نظراتها بين ابنتيها، ثم عادت إلى الرجلين، تقول: «غادرا الآن من فضلكما، وعلى موعدنا غدًا إن شاء الله!»
نهض الرجلان بطاعة..
أحدهما يشعر بالحيرة، الارتياب، الارتباك..
لكن كل تلك المشاعر لا شيء أمام فرحته بالحصول عليها أخيرًا..
والثاني..
الثاني تائه، حائر..
لا يعرف سوى شيئًا واحدًا..
سيتزوجها، وبعدها لكل حادث حديث!
عند باب الشقة توقف تيم، يلتفت إلى هبه يقول لها بنبرة لا تصل إلا إليها: «أرجوكِ، لا داعٍ لأن تعرف تقوى شيئًا عن حديثنا أو عن.. عن معرفتي بما..»
لم يستطِع المتابعة..
أطرق رأسه بقهر..
وهمسة تخرج من بين شفتيه: «أنتِ تعرفين!»
راقبته هبه بألم، شعور قوى بداخلها يخبرها أن هذا الشاب يحمل الكثير من المشاعر تجاه ابنتها!
«لابد أن نجلس ونتحدث قبل أن تعقد عليها!»
فهم إشارتها، أومأ بطاعة..
وأعاد طلبه: «ولا تخبريها عن شيء، فلست مستعدًا بعد لمواجهة كهذه!»
ودّعته هبه على وعد بلقاء في الغد..
فهبط الدرجات بثقل، ليلتقي في آخره بعمار..
«كنت أنتظرك!»
هتف عمار بمراوغة، عيناه تتفحصان تيم بانتباه..
علّه يفهم!
وتيم ليس في حال لتبادل الحديث مع أحد!
«خير؟»
رفع عمار أكتافه بلا مبالاة، وهتف بمراوغة: «سأقلك في طريقي!»
اعترض تيم بإشارة من يده، موضحًا: «شكرًا، معي سيارتي!»
كاد أن يتحرك، إلا أن عمار قطع طريقه..
فضوله يأكله، فيلقي بسؤاله دون لف أو دوران.
«عجيب أن تطلب الزواج من تقوى على الرغم مما يدور حولها!»
تحولت ملامح تيم المهزومة إلى أخرى متوحشة، اقترب من عمار خطوة، يسأله من بين أسنانه:
«ماذا تقصد؟»
رفع عمار كلا حاجبيه باستنكار، يقول باندفاع: «بالتأكيد تعرف، لا يدخل رجل بيت امرأة إلا وهو يعرف عنها كل..»
ابتلع بقية كلماته وتيم يهجم عليه، يمسكه من تلابيب قميصه، يهزه بعنف.
«إياك أن تتحدث عنها بكلمة، إياك!»
تواجه الاثنان بنظرات متحدية، لا تتقهقر..
عمار يصرّ على المعرفة..
وتيم كمَن وجد أحدًا يفرغ فيه القليل من غضبه..
القليل فقط!
«لا أحب مواجهة ما لا أفهمه!»
دفعه تيم بحدة ليرتطم عمار بالجدار خلفه.
«لا أحد طلب منك المواجهة!»
من شدة دفاعه عن تقوى أيقن عمار أن مَن أمامه مثله، عاشق حتى النخاع!
لدرجة أن يلقي بنفسه في النار من أجل حبيبته..
ومَن غيره يدرك لوعة الحب وعذابه!
«أنا أعرف!»
استرعى انتباه تيم بكلمته، فاقترب منه خطوة جديدة..
اللون الأحمر القاني يستفز رجولته..
الدماء تتراقص أمامه، تجذبه لينفذ ما يدور في خلده!
«ماذا تعرف تحديدًا؟»
انتبه عمار إلى حالته الغريبة..
فتقدّم منه يقطع الخطوات الفاصلة بينهما، يكبّله قبل أن يتهور، مدركًا أن ما يشير إليه لا يتقبّله أي رجل.
«اهدأ..
أعتذر، لم أقصد التطاول صدقني..
لكن الساعات الأخيرة كانت عويصة يا رجل!»
انتفض تيم بين ذراعيه بعدم سيطرة..
أيتحدث عن المعاناة؟
ماذا ذاق هو ليشكو؟
هو لا يعرف معنى المعاناة..
لا يعرف كيف من الممكن أن تتدمر في لحظة!
لا يعرف مرارة الانتظار ولا وجع المواجهة!
«والله لو عشت عمرك كله لن تمر بما مررت به..
أخبرك بما شعرت؟
شعرت أنني صعدت إلى قطار سريع، مر بي على عدة محطات دون أن يتوقف..
هذا القطار هو قطار العمر..
صعدته وأنا شارد فغفلت محطتي!
أخبرك؟
أخبرك أنني شعرت اليوم أنني أكبر من عمري بعشرين عامًا أو أكثر!
أخبرك أنني فقدت حيوية الشباب وأصبحت عجوزًا هرمًا، رأى الكثير في حياته واكتفى..
هذا العجوز هو أنا!
أنا بسنوات عمري التي لم تتجاوز الثلاثين، أشعر اليوم أنني تعديّت الستين، لا أريد رؤية أكثر مما رأيت!»
يا رحيم يا رب..
ماذا عرف هذا الرجل ليصل إلى هذا اليأس؟!
لا، لا يريد المعرفة..
لا يريد أن يصل إلى هذا الحال!
«تعال معي!»
سحبه عمار نحو سيارته رغم اعتراضات تيم.
«أريد الاختلاء بنفسي، من فضلك!»
دفعه عمار ليجلس، دار سريعًا حول السيارة ليجلس على مقعده خلف عجلة القيادة.
«اعتبرني نفسك!»

يتبع


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس