المقدمة
...............
قالت بتوتر وهي تعبث بأصابع باردة ومرتعشة قماش فستانها الاحمر متجنبة النظر اليه :
- انا حتى لا أعرف لما وافقت من الأساس وأنا لست بحاجة لوجود أي احد بحياتي ؟ لطالما كنت وحدي ومرتاحة جدا بذلك !
اجابها قائلا بهدوء دون أن يهتم لأعترافها الوقح الغير متوقع على الاقل ليس الان وهم بأول خلوة تحدث بينهما بعد كتب الكتاب :
- الا تريدين شخصا تستندين عليه ؟ و ...
قاطعته بسرعة وهي تحدق به بنظرات فارغة لا تعكس ما تفكر فيه :
- أستند ؟! أجل .. استند انا ... لكني استند على جدران باردة ... الجدران افضل فهي لا تخون ولا تؤذي ...
رفع حاجبيه مبتسما بلا مبالاة ثم اجاب بدهاء ومكر :
- ومالحاجة لجدران باردة وبجانبك يوجد جدار دافئ وحقيقي ؟!
حدقت به بعدم فهم وتساؤل ليردف هو أمرا اياها بلطف :
- تعالي هنا ..
نظرت له بتوجس وشك وهي تقول بتلعثم :
- ل .. ل..لماذا ؟!
اجابها وهو لايزال يرسم فوق شفتيه تلك الابتسامة الملتوية الماكرة :
- تعالي ... اقتربي مني ... لا تخافي أنا لن اعضك !!
حدقت به بصمت لعدة ثوان ثم اقتربت بجلستها منه قليلا ليباغتها هو ويمسك معصميها باسطا كفيها فوق صدره القوي ... شعرت به ... شعرت بدفئه .. وبعضلاته الصلبة ... وتلك النبضات المتسارعة التي كانت تضرب باطن كفها متزامنة مع خفقاتها التي كانت تنبض برعونة ... ثم قال :
- جدار هذا ام ليس بجدار ؟ هاه ؟
لم تستطع ان تنطق بحرف .. تملكها جمود غير طبيعي وهي تستمع لحديثة الذي الجم لسانها وبعثر افكارها .... ليكمل بليونة ورقة :
- لكنه جدار بشري دافئ ... يشعر بما تشعرين ويحس بما تحسين ..
وقبل ان تفتح فمها لتجيب سارع بالقول وبنبرة صادقة ونظرات ثابته :
- فقط اسمحي لي ان اقترب وأنا سأكون جدرانك الدافئة التي تحيط بك وتحميك من كل شيء .... بدلا عن تلك الجدران الباردة ... واعدك ... اعدك وعد شرف بأنك لن تندمي ابدا
|