عرض مشاركة واحدة
قديم 21-02-23, 05:11 PM   #562

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,394
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



عشق الناسك كارثة!

عشقه لها أفقده جزءًا من اتزانه والكثير من هيبته، والعابد حين يصيبه ذلك السهم النافذ ينزع عنه لباس تقواه ويودي به للهلاك!

لم يعد يحصي الأيام التي تمر مثل حبات العقد المنفلت، سكن العاصمة متخذًا فيها شقة خاصة، طالت غيبته عن القرية التي ولد بها ولم يفكر في تركها يومًا..

عشرات المكالمات تأتيه كل يوم، أمه وهاجر وفاروق وعائلته من كل حدب وصوب قد شعروا بغيابه وتكالبوا على الاتصال به والاطمئنان عليه، حتى معاوية الذي توقع منه زهدًا وانعزالًا ألح في طلبه مما أجبره على الرد عليه هادئًا:
ـ أنا بخير يا معاوية لا تقلق.
اندفع صوت معاوية عبر الهاتف من الجهة الأخرى ملهوفًا:
ـ أقلقتنا عليك يا جبر، ليس طبيعي أن تغادرنا هكذا دون مقدمات.
اضطربت أنفاس جبر ولم يعتد الكذب فأخبره:
ـ أزمة طارئة تخصني، أو بالأحرى هو خطأ جسيم ارتكبته وأدفع ثمنها الآن، ومع الأسف لست وحدي من يدفع الثمن.
صمت معاوية يقلب ما سمعه في رأسه وخاف أن يزيد في الأسئلة فينتهك خصوصية صديقه، تردد لحظة ثم سأله:
ـ هل بإمكانك التفسير؟
سمع زفرة جبر القوية فتراجع معاوية بكياسة:
ـ لا تُفسر بالتفصيل أنا فقط أريد مساعدتك إن لزم الأمر..
ضغط على مقدمة أنفه وشرد أمامه من جلسته على حافة سور الشرفة الأرضية لبيت المزرعة:
ـ بإمكاني المجئ الآن إليكَ والبقاء معك حيثما شئت، أنت تعرف يا شيخ ليس أمامي ولا خلفي أي شيء.
شعر بصدق معاوية ومودته الحقيقية وشكر له ذلك:
ـ أعرف أنك جاد في عرضك لكنني بأمس الحاجة للمواجهة وحدي.
قاطعه معاوية:
ـ لكننا بجانبك، لماذا تبقى وحدك.
تأخر رد جبر الذي جاء مؤثرًا:
ـ مثلك بالضبط، أنا الآن أحتاج لمواجهة نفسي ومحاسبتها، مثلما تفعل أنتَ أيضًا، وإلا فلمَ انعزلت وحدك في مزرعة بعيدة عن الجميع.
اشرأب معاوية يستقبل حضور عبلة الصاخب ويتمتم في غيظ:
ـ ليتهم تركوني وحدي يا شيخ، لقد ألقوا بي في قبضة الحمقى.
ضحك جبر على الطرف الآخر وعلق:
ـ أخبرني سلامة عن زوجة خالك التي أرضعتك وابنتها الصغيرة التي تلازمك.
استغل معاوية لجوء جبر للمزاح وعرض عليه بتهذيب وتواضع:
ـ إن احتجت أي شيء نحن تحت إمرتك من جنيه لمليون!
صمت جبر هنيهة ثم علق ساخرًا:
ـ مليون واحد فقط؟..يا للبخل!، أخوك عرض من مليون إلى عشرة ملايين
يا معاوية.
انطلقت ضحكات معاوية المدوية ومن بينها قال مازحًا:
ـ إذًا عليّ بالعمل معه من الآن فصاعدًا، مصاحبة الأثرياء تجلب الكثير من الأموال بلا شك.
شاركه جبر مزاحه:
ـ هنيئًا لأختي لقد تزوجت كبير علية القوم، لقد ناسبنا الحكومة يا رجل!
قفز معاوية فجأة يتهرب من عبلة التي حاصرته بصينية الطعام ولوح لها رافضًا:
ـ لقد ناسبت أفندينا يا شيخ، وهو عندنا أكبر من الحكومة ذاتها.
تصنع جبر الاستخفاف:
ـ كفى نرجسية، نحن رأينا كوراثه بأنفسنا ونحمد الله أنه الآن قد تعقل وأصبح أخيرًا يفكر جيدًا قبل أن يتصرف.
منحه معاوية نصف التواطؤ ونصف الإنكار:
أجل!.. كل ما تقوله حقيقي، لكننا سننكر!
انتهت المكالمة بجبر يجلس على فراشه الجديد ويقلب في أوراق مهمة أمامه بتركيز كبير قبل أن يلملم تلك الأوراق في حقيبته ويخرج من الشقة..
مرت ثلاث ساعات قبل أن يذهب إلى زمزم بصفة رسمية بطلب استثنائي، كان وحده تلك المرة فنجاح وزوجها قد عادا إلى القرية بعد استقرار الأوضاع في القضية، فالأمر كله بات مرتبطًا بحالتها العقلية، قد أبلغوهم بالتقريرالمبدئي لحالتها والذي ساعدها كثيرًا في سير القضية، اسم مرض يسمعه للمرة الأولى، اضطراب الهوية التفارقي، حين سمعه من المحامي الكبير الذي اختص بقضيتها استفهم عن معناه فأخبره الرجل أن الطبيب فسره بأنه يشبه تعدد الشخصيات، وذلك وضح له أشياء كثيرة كانت مبهمة ومريبة بالنسبة له، تراجع بذاكرته للقاءاتهما في القرية، لقد كانت تتراوح بين شخصيتين فعلًا!
مرات شعر بإنجذابها نحوه وحبها الشديد الذي قراءه في عينيها وأوقات أخرى كانت تدفعه دفعًا للتخلي عنها والضغط عليه كي يزوجها الآخر، الآن قد أدرك الفارق تمامًا..
وقف على باب الغرفة التي تنتظره فيها مع الطبيب وبعض الطاقم الطبي في المشفى، شحذ كل أسلحة ثباته وقوة عزمه كي يمنعها من ارتكاب أي حماقة أمامهم، وليس لأنهما أمام الناس فحسب، بل لأنه لن يقع في الحرام مهما حدث، ولن يسمح للعشق بإيقاعه في تلك الخطيئة التي يقاومها مذ تعرف عليها وأحبها، طرق الباب بآلية ففتحته له إحدى مساعدات الطبيب الصارمات:
ـ تفضل يا شيخ جبر.
رفع كلا حاجبيه الكثين دهشة:
الجميع هنا بات يعرفه!
حمحم بصوت مسموح ودلف يصافح الطبيب الذي استقام يقابله بحفاوة:
أخبروني أن لديك أخبار سارة!
أومأ جبر بعملية واسترق نظرة إلى زمزم الجالسة بصمت تنظر إلى نقطة وهمية على الأرض العتيقة من تحت قدميها:
ـ أجل لدي خبر مهم.
وضع حقيبته فوق الطاولة وفتحه وأخرج منها بعض الأوراق يبسطها أمامه:
ـ وثيقة الطلاق .
رفعت زمزم عينيها إليه فجأة، ركزت في عمق عينيه بجمود، لحظة واحدة وأسبلت أهدابها بانكسار وحسرة، اختلج صدر جبر بقهر وغضب، يكاد يسمع أفكارها ويشعر بمراراتها، هي الآن لا تحبه ولا تريد أن تغرقه في سواد برفقتها، هي الآن حزينة لأن الجن العاشق خذلها وباعها بثمن بخس، استأذن الطبيب الذي أذن له بحركة مهذبة من يده فاستدار إليها ووضع الوثائق أمامها، جذب مقعدًا وجلس عليه أمامها، قرب الأورق إليها فأصبحت تحت عينيها مباشرة، وضع قلمًا فوق الأوراق فرفعت عينيها ببطء إليه ليزدرد لعابه حين يواجه بؤس ملامحها:
ـ علينا بالتخلص منه الآن يا زمزم، هذا الشخص سبب لكِ الأذى ودفعك إلى ارتكاب الجريمة، وقعي هنا وثيقة طلاقك منه وتحرري للأبد.
ظنها ستتردد لكنها فعلت ما هو أفضل، أمسكت بالقلم وفتحت غطاءه وقبضت على القلم بأنامل بيضاء شاحبة سلامياتها بارزة ووقعت الوثائق بخطها الطفولي الرديء، تنفس الصعداء حين فعلت وجذب الأوراق ليخترق صدره سقوط عبرة جوار التوقيع بللت الورقة، أزاحها بطرف سبابتها وأقسم أن ينفق عمره بعد ذلك في تطبيب جروحها ومنحها الحياة السعيدة التي تستحق..
لم يرحل مباشرة ومكث معها ومع الطبيب وبعض معاونيه لبعض الوقت حتى تبدل صمتها فجأة إلى حركة رأي حادة ونظرة شرسة تحمل التملك والتوعد استهدفته خصيصًا، جعلته ينهض كالملسوع ويقف جوار الطبيب على بعد عدة أمتار منها، ضحك الطبيب الذي فهم ما يدور كما فهمه جبر والبقية، تصرفت كأنهما وحيدين بمفردهما وسألته مؤبخة إياه:
ـ متى سنتزوج يا جبر؟!
حك مؤخرة رأسه في حرج واضطر ليعترف:
ـ بعد انقضاء العدة يا زمزم.
رمقته بغضب جم:
ـ وكان يستحق الأمر كل هذا؟.. يا لك من جبان.
تنحنح بصوت مسموع:
ـ لا يصح هذا يا زمزم.
زمت شفتيها وهمت بالنهوض فتأهب للهرب السريع حين سمعها ترقق صوتها وتعلق:
ـ أنت محق، لا يصح أن أتشاجر معك هنا، حين نتزوج س……
كان في لحظة واحدة قد حسب الخطوات تجاه الباب وقفزها في جزء من الثانية قبل أن تصل إليه وتلمسه أمامهم وتحمله جبل ذنوب فوق راسه فلن ينكر أنه يحب لمستها رغم أنها محرمة ويذوب بين يديها عشقًا فيفقد صفة العابد الناسك ويوصم بوصم العاشق المذنب.


يتبع....


Lamees othman متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس