عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-23, 07:49 PM   #4

إبتسامة أمل

? العضوٌ??? » 402683
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 134
?  نُقآطِيْ » إبتسامة أمل has a reputation beyond reputeإبتسامة أمل has a reputation beyond reputeإبتسامة أمل has a reputation beyond reputeإبتسامة أمل has a reputation beyond reputeإبتسامة أمل has a reputation beyond reputeإبتسامة أمل has a reputation beyond reputeإبتسامة أمل has a reputation beyond reputeإبتسامة أمل has a reputation beyond reputeإبتسامة أمل has a reputation beyond reputeإبتسامة أمل has a reputation beyond reputeإبتسامة أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إبتسامة أمل مشاهدة المشاركة
.
.
عادت الطبيبة لمنزلها على الساعة الرابعة بعد الدوام ، متعبة لكنها لن ترتاح خلعت حذاءها ولبست نعال المنزل ثم استرخت على الأريكة في صالة المعيشة بملابسها ، قبل عودة أطفالها للمنزل يجب أن تخلع مئزرها الأبيض الآن وتلبس مئزر المطبخ كأي أم وتحضر شيئا حلوا يأكله طفلاها بعد العودة من يوم مدرسي طويل ، قبل تحضير وجبة العشاء في وقت متأخر ليتلاءم ووقت عودة زوجها في الليل ،

ثم ستتعاون العائلة الصغيرة في تنظيف الطاولة وفرز المكان قبل أن ينصرف كل لعمله ،

غدا لديها عملية مقررة في المستشفى وكثير من المرضى للمتابعة الدورية لذلك هي تخطط للخلود للنوم مبكرا ، عساها تحفظ الطاقة للغد المتعب ، هكذا كالنملة الدؤوبة تفرغ طاقتها لآخرها في كل يوم ثم تشحن في الصباح وتمضي أيامها بنفس الطريقة المرهقة ،

، لكنها سعيدة جدا في خضم ذلك ، لديها زوج حبيب جدا ولطيف ويدعمها دائما للما لانهاية كسند لا يتزعزع .


لديها طفلان جميلان مؤدبان ونجيبان في الدراسة، وهما مطيعان جدا ، كلما عادت للمنزل استعادت روحها المرهقة طاقتها فقط بتدليلهم والنظر في وجوههم
أحيانا هي تتساءل عما فعلته حتى تحصل على كل هذه السعادة والنعم ، خاصة وهي تحتك يوميا مع آلام الناس ومصائبهم ، ما يجعلها تظن أن الله وضعها هناك لتؤدي واجبا مقدسا وتمنح قليلا من السعادة والمساعدة للآخرين بقدرتها وتكون أملهم فلديها ما يكفي لتكون ،

.
مكثت لربع ساعة بلا حراك وهي تفكر وأحيانا تهمس بالحمد ، ثم نهضت لغرفة نومها ، غيرت ملابسها وأخذت ما يحتاج للغسيل إلى الغسالة ، بالتفكير بالأمر قميص ابنها الأكبر الذي يلبسه في المنزل قد حصل على بقعة صغيرة في ذراعه من الخلف من المؤكد أن الطفل لم يراه عليها أن تضعه في الغسالة أيضا

ذهبت باتجاه غرفة الطفل وفتحت الباب مباشرة فلم يعد غيرها للمنزل بعد ، لكن المفاجأة قابلتها هناك ...
.
.
.الفتى كان يجلس على كرسي مكتبه وظهره للباب ، يضع رأسه بين يديه غارق في تفكيره ولم ينتبه حتى فتح الباب فجأة .. : " أمي ؟ .. " ابتسم ونهض ليقبل رأسها كما اعتاد ، " لقد عدتي مبكرا يا أماه ؟ "
انظر إليه ، كانت تغير حفاظه في القريب ، كانت تحمله بين ذراعيها ، كان يتمدد على أطراف أصابعه ليقبل وجنتها ويناديها بصوت حليبي " أمي الحبيبة " ، ماذا عنه الآن ؟ هو ينزل رأسه ليقبلها أعلى جبينها !!!!
هل يهرب الزمن بهذه السرعة ؟ متى كبر هؤلاء الأطفال ؟ ألا يعني هذا أنها تكبر أيضا ، حقا ؟ لا تزال تعتبر نفسها شابة بينما العمر يسرق منها ؟ انس الأمر ليس لديها أي ندم .. لديها رفيق وسيم يدعى ' الزوج ' عليها أن تشاهده يشيخ أيضا وليس من المضيعة رفقته على الإطلاق ، لحظة .. لماذا تفكر فيه الآن ؟ ربما لأن هذا الابن يشبهه كثيرا أو لأنه ثمرة حبها وحبه ..
"عدت مبكرا يا بني من المدرسة "
خلف وجهه البشوش المعتاد أحست أنه يخفي أمرا لكنه قال " لقد خرجت مبكرا "
لم يقل أن الصف انتهى مبكرا لكن قال أنه خرج مبكرا ، لابد أنه يكبر ويريد تجربة الأشياء خلف المدرسة أو أن لديه ما يفكر فيه
" هل حصل شيئ ؟"

لم تتغير نبرته ولا وجهه وقال بهدوء " لا يا أمي لا يوجد شيء خرجنا مبكرا فقط "...
منحته ابتسامة بشوشة ' لا بد أنه في السن الذي يريد مساحته الشخصية بعيدا عن والديه ، أنا أثق في تربيته لذا لا بأس'
" إذا كان هناك شيء يقلقك فأخبرني أعدك أنه سيبقى سرا بيننا حسنا ؟"
انحرج الفتى لأن أمه شمت رائحة ما يخفيه وأنكر ما يقلقه " لاشيء هناك حقا من فضلك لا تفكري في الأمر "


" حقا ؟ ثم غير ملابسك وأحضر لي القميص الأزرق الذي لبسته البارحة يجب أن أغسله "

" هل تتحدثين عن قميص فريقي المفضل ؟ "
"أجل "
" لقد غسلته بالفعل لا تقلقي بشأنه يا أمي "
انظر كيف هو حريص ؟ عندما يجلس زملاؤها في العمل يتحدثون عن شقاوة أولادهم فلا تجد هي ما تقوله ، يظن الجميع أنها قليلة الكلام أو أنها لا تريد التحدث عن عيوب أطفالها لكن الأمر ليس كذلك على الإطلاق ، هؤلاء الرفاق ليس فيهم عيوب حقا !! أي فتى يحرص على غسل ملابسه وتعليقها كما يفعل ؟ حتى بنات زميلاتها لا يكترثن حتى بتنظيم غرفهن فما بالك أن يهتممن بالغسيل

" يالك من فتى دؤوب ، ثم ارتح قليلا ريثما تحضر والدتك بعض الفطائر المحشية وتناديك "
أغلقت الباب خلفها وانصرفت
أطلق الفتى تنهيدة وجلس على كرسيه مجددا مهموما ، هذه المرة احتمال نجاته ضعيف جدا
" آمل فقط أن لا تعرف أمي عن هذا ! يا الله "
وإلا ... لا يعرف ما سيحصل له



في المساء


تناول الجميع وجبة العشاء وتعاون الطفلان في رفع الأطباق ، ذهبت السيدة نور للنوم مبكرا على عكس الآخرين الذين انصرفوا لأعمالهم ،وفضت غرفة المعيشة ،

ذهب نوح / نواه نحو غرفة المكتب متوترا وتوقف أمام الباب المغلق ، تنفس عميقا قبل أن يطرق الباب



" أبي "
بعد ثانية جاء صوت سمح من الداخل
"ادخل "

دفع الباب الخشبي المزخرف ودخل ، " مساء الخير يا أبي "
الأب الذي كان يرتدي ملابس قطنية مسترخية داخل المنزل بدا كنسخة مكبرة من الفتى ، ملامح منحوتة ناضجة ووسيمة ، وجسم رياضي وصحي طويل البنية كان يقف خلف مكتبه الخشبي المواجه للباب ويحمل في يده حاسوبا محمولا بدا أنه لم يبدأ العمل عليه بعد ، نظر بتحقق نحو طفله وبدا أن لدى الصغير علم في بطنه غير هين ، ' انظر له يحاول أن يثبت ! عيناه ترتعشان بالفعل ' ، ترك ما في يده على المكتب
" أغلق الباب وتعال "


بعد أن أوصد الباب بالمفتاح ...



جلس الاثنان مقابل بعضهما البعض على الأرائك أمام المكتب ، حاول الأصغر أن يسترخي عندما وجد مزاج أبيه جيدا لكنه لم يستطع ، فطالما كان ذا مزاج جيد أغلب الوقت لكن قلباته غير متوقعة على الإطلاق ، وردود أفعاله لا يمكن تعقبها لأنه يخفيها أعمق من المحيط ، باختصار... من الصعب التخمين
" هل لديك ما تقوله ؟ "



وضع الفتى قبضتيه على ركبتيه واستجمع شجاعته ' لا يمكن تجنبه على كل حال "
"أبي ... في الواقع هناك شيء يحصل "
" أهاه ، ماهو ؟ "
' هل يجب أن أتوسل لحياتي قبل ذلك ؟ .. لن ينفع على أي حال دعنا منه '
" هناك مشكلة في المدرسة ."

لاحظ الوالد تردد ابنه وقال مقاطعا
" ادخل في القصة مباشرة "


' فقط ارمي القنبلة ، لا يمكن تأخير الأجل إذا جاء يا نوح ...'
" لقد كنت أخرج بعد المدرسة لعدة أيام مع بعض زملائي ، كنا نذهب للعب في مقهى الأنترنت في أحد الأحياء القريبة ..."
هو يعود للمنزل في الوقت المحدد كل يوم ،ثم الاقتراح المتبقي هو أنه تخطى الصفوف ..


نظر مترقبا رد فعل والده ' لم تتغير ملامحه المسترخية على الأقل ؟ ثم نكمل ...'
.
.







الفصل الثالث

.

على مائدة الإفطار في أول يوم من غياب نوح عن المنزل
"زوجي ، ألا تظن أن اللعب لمدة أسبوع مدة مبالغ فيها ؟ ألم تعترض أمي على الأمر ؟ أعرف أنك تحبه لكنك تبالغ في تدليله هذه المرة ؟ "
عندما سمع ابنها الأصغر كلامها نظر بطرف عينه سرا لوالده وترقب رده ، فاصطدم بالوعيد الشديد ونظرة أشعلت النار في مقعده ، حشر رأسه في طبقه وانهمك يتناول الطعام بطاعة لآخر لقمة قبل الذهاب مسرعا لمدرسته
" لقد تأخرت ، أمي أبي أنا ذاهب ، يوما طيبا "
حولت الأم نظرها للمراهق المستعجل "أوه على مهلك مازال الوقت كافيا ، انتبه على الطريق "
وتبعه أبوه بنظرته حتى أغلق الباب ، حرك العصير في كأسه وقال
" ليس تدليلا كثيرا، سيستريح ويتدرب قليلا مع الشباب ، أنه مجتهد لذا لن يفوته الكثير "
لم تلاحظ الزوجة أي خطأ
"أوه معك حق ، ثم من الأفضل فعل ذلك ، ما مر به ليس قليلا "
.
.
اعتاد الأطفال على المكوث في قصر الجدة كل فترة " للراحة " والاستجمام فالمكان رائع ومريح بعيدا عن صخب المدينة ، وواسع مجهز بكثير من المرافق ، لذلك هي لن تشعر بالقلق ، حماتها امرأة صارمة لكنها طيبة وتحب أحفادها كثيرا وتعتني بهم ، وهي لا تتدخل كثيرا في شؤون أولادها وعائلاتهم ، لذلك هي تحبها ولا تفرق بينها وبين أمها البيولوجية في الاحترام .
مالا تعرفه نور هو أنه بعد كل ضرب جيد يعلم آثاره على الطفلين يتركان هناك للتفكير في أفعالهم ، ويخضعون بلا رحمة للتدريب القتالي مع نخبة القوات المتقاعدين من الجيش الوطني الذين لهم علاقات مع قصر العائلة ،
لا تتدخل الجدة في تربية ابنها لأطفاله مادام لا يبالغ ولا يمكن صقل الرجال أشداء بتدليلهم في القطن والحرير ، خلف زوجها الراحل يجب أن يكونوا جديرين بمكانته وإنجازاته ، أما أساليب ابنها الثاني الملتوية فلم تجد لها علاجا منذ عدة عقود وقد قبلتها أخيرا
نظرت لحفيدها المتألم بسبب تعرضه للجلد غير قادر على إسناد ظهره للكرسي و لاينام إلا على بطنه
" أتمنى فقط أن لا تصادف زوجته وجهه الآخر ، أخشى أن تموت كنتي بالجلطة يوم تعرف ما يخفيه هو وأبناؤه الطيبين وراء ظهرها هنا "
...


إبتسامة أمل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس