الموضوع: عند الشروق
عرض مشاركة واحدة
قديم 15-05-23, 01:38 PM   #56

ساره مسعد

? العضوٌ??? » 484875
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 62
?  نُقآطِيْ » ساره مسعد is on a distinguished road
افتراضي عند الشروق

الفصل السادس عشر

مني السلامُ إلى عينيكِ أُبلِغُهُ
مني السلامُ إلى خدّيكِ والقبلُ
مني السلامُ ومن حِبري إلى قلمي
كلّ القصائد في عينيكِ تَكتملُ
إني أحبُّكِ ليتَ الحبَّ ينصفني
ذابَ الفؤادُ ونارُ البُعدِ تشتعلُ
إني أحِبُّكِ في دنيايَ تغمرني
طالَ الفراقُ أنا ماعُدتُ أحتملُ

بعد قليلاً من الصمت قال عمها بهدوء
ـ غادرتي المنزل كما رغبتي
صمتت رحيق دون تعليق ليكمل عمها
ـ انا اتيت اليوم للتحدث معك عن حياتك كما تعلمين انا المسئول عنكِ
شعرت رحيق بعدم الراحه وتوترها يزداد منذ وصوله لكن لم تعلق وترقبت إكماله لحديثه ليتابع
ـ لقد أتاني خاطب لكِ وانا لا أرى به عيب حتى ترفضينه
وقد قررت
نهضت رحيق بغضب اعمى لتقول بصراخ دون وعي
ـ من انت حتى تقرر ، انا منذ شهر فقط لم أكن اعرفك حتى ، والله ثم والله لن اتزوج زيد ولو قتلتني
صرخ عمها بالمثل وهو يرفع إصبعه محذراً
ـ احترميني يا رحيق اني أحذرك من غضبي لا تجبريني على القسوة معكِ
الخاطب ليس زيد وبما أن زيد يريدك جوابي وصلني
هم أن يغادر لكنها وقفت أمامه بصدمه وهي تقول
ـ ماذا تقصد ؟!
ـ اقصد أن زيد رجل لا يعيبه شيء وليس لكِ اي عذر حتى ترفضينه سوف تقبلين بالزواج منه
وسوف احدد انا يوماً لعقد قرانك
وقفت رحيق مصدومه دون رد فعل وهي تتخيل أن تكون مجرى حياتها هي واخوتها هكذا والدهم لم يكن
يرفع صوته على أحدهم لياتي من بعد غيابه
من يذلوهن ويكسروهن ويقررو حياتها بهذه الطريقه المهينه!!
كان عمها على وشك الخروج عندما أوقفته كلماتها البارده
ـ اهرب كما فعلت قبل خمس سنوات مضت
حدق في عيناها المحمره رجفة شفتيها الاصرار في حديثها جعله يعود يسمعها لتكمل بحقد وغضب بارد
ـ اهرب منكم كما هربت قبلاً من اعدائنا اذهب ولا تجدون لي أثر يذكر
ليبقى الناس أعوام يتكلمون عنك وكل عائلتك
اقسم بالله أن فكرت أن تجبرني على شيء
أن أضع راسك في الوحل
كان غضبه يتصاعد دون سيطرة منه هذه الفتاه تستفز كل سيء به
لتكون جملتها الاخيره آخر ما تحمله منها
ليعود ويصفعها بقوه حتى رماها أرضاً رفعها بشعرها مقابل وجهه على نظراتها الحارقه
وعادل الواقف بخوف يتذكر انهار وكل ما تعرضت له من ضرب ركض ينادي زينب بخوف
كانت تحدق في عمها بحقد اعمى لم ترفع يد والدها عليهم يوماً لا تتذكر حتى أنه صرخ في وجهها
قال عمها بغضب
ـ سوف تتزوجينه يا رحيق رغم أنفك لن تهربي ولن تخرجي من المنزل حتى
ستبقين هنا حتى يتم زواجكم
لتبقي في منزل زوجك وأخذ زينب وعادل معي
صرخت رحيق في وجهه بقوه
ـ لن يحدث ولو فيها موتي
صفعها للمره الثانيه والثالثه
وهو يقول بغضب كيف تكسرين كلمتي والدك نسي أن يربيك اقسم أن أعيد تربيتك يارحيق
لم تحاول الفكاك منه دخلت زينب بينهم تتوسل أن يترك رحيق
لكنه لم يصغي لها وكلمات رحيق الناريه تستفزه أكثر
ـ لا توقفيه يا زينب دعيه ربما يقتلني اليوم لارتاح منه ومن عائلته
أمسكت زينب بعادل الباكي وهو يحاول تخليص رحيق من ايدي عمها الذي فقد السيطره
على أعصابه تماماً فكان يضربها دون وعي وقالت له بفزع وبكاء
ـ اركض عادل ابحث عن زيد أخبره أن يأتي إلى هنا اذهب ركض عادل إلى الملحق
وعند وصوله كان زيد مستلقي في فراشه لم ينهض بعد يرتدي بنطال بجامه فقط
استقام بسرعه من منظر عادل المفزوع والدموع في عيناه
ليمسك كتفيه قائلاً بهدوء
ـ ما بالك يا عادل ما الذي حدث هل فعل أحدهم لك شيء؟!
كان الفزع مسيطر على عادل الذي مر بالكثير من قبل وهو يتمتم بجمل غير مفهومه
ـ رحيق هناك سوف تموت
هزه زيد أكثر وهو يفقد هدوئه قائلاً
ـ ما بها رحيق تكلم ما الذي حدث
أشار عادل باتجاه باب المنزل قائلاً
ـ هناك يضربها سوف يقتلها
تركه زيد بسرعه ليركض باتجاه المنزل القريب منه وعند هبوب الرياح شعر زيد بأنه لا يرتدي إلى بنطلون بجامته ليشتم نفسه مراراً وتكراراً وهو يعود إلى غرفته راكضاً
شعرت رحيق أن الضغط على شعرها يسبب لها صداع قوي وتشعر بالغثيان لم تنتبه كثيراً لما يحدث دخل زيد يركض ابعد عمها عنها بغضب تراخت بضعف
ليمسكها زيد لف ذراعه حولها وسندها له وهو يسألها بخوف ولهفه
ـ رحيق تسمعيني هل انتي بخير اجيبي
كان آخر ما تذكرته عيناه القريبه منها جداً وخوفه عليها الذي بدأ لها حقيقي بشكل مخيف
لمشاعرها في تلك اللحظه من الضعف التي كانت تعيشها
وشيء اخير رائحته الهادئه بعيد عن رائحة
عطره المعتاد الذي يستفزها
لتفقد الوعي بين يديه
****************

احدق في الطريق بشرود وعقلي في دوامات لا تتوقف
ماذا سيحدث معي الان هل عمي سوف يحبني
لماذا ابي كان وحيداً طوال حياته لما لم اكون بينهم منذ طفولتي كما باقي العائلات
سمعت همسة الفتاه التي بجانبي تحادث ذاك ابن عمي
تطلب منه تغيير الاغنيه
لكنه رفض وهو يقول إن اغانيها سخيفه لن يسمعها وهو على سفر طويل
ابتسمت بخفه
لقد كانت الاغنيه جميله حقاً هادئه بلحن عراقي عتيق حزينه عن الفراق اول مره اسمعها
انا لا اعرف الكثير من الاغاني لكن أشعر أنها استوطنت قلبي رغم ان كلماتها لا تعنيني إذ كانت تتحدث
عن فراق الحبيب وبما اني لا اعرف ماهو الحب ولا الحبيب فهي لا تعنيني لكنها جميله
راقت لي جعلت توتري ينزاح قليلاً لاسرح في احلام بريئه عن الحياه السعيده والأمان
عن العوده يوماً إلى الديار التي لم اعرفها
توقفنا في مكان أمام مسجد ليقول لنا هزاع
ـ هل تريدون أن أجلب لكم معي شيء ؟
إجابته زوجته تطلب الطعام وعصير وماء بارد
ما يعني هذا هل لازالت الرحله طويله برفقة هذا الثنائي الكئيب
سألتني ماذا اريد شكرتها وأخبرتها انني لا أريد شيء لكنها عادت السوأل مرة أخرى بإصرار
وهي تهمس لي
ـ أخبريه الان لانه لن يتوقف مرة أخرى إلا أن نصل
وتموتين جوع هنا ولن اعطيك من أغراضي ولا حتى شربة ماء
بقيت احدق ثواني في ملامحها الجاده قبل أن أكرر نفس الاجابه واعاود النظر من النافذه إلى
العابرين خارجاً احاول تصفية ذهني والانفراد بنفسي قليلاً لكنها عادت لتقترب مني قائله
هل تريدين الحمام انا سوف انزل الان
همست لها بالنفي لتبقى تحدق في وجهي بشكل غريب قبل أن تقول ببرود
ـ كما تريدين موتي هنا !!!
وتذهب لاحقه بزوجها !!
فور ذهابهم أطلقت معدتي اصوات الاعتراض وانا افكر في الأكل الذي طلبته حمداً لله لم يسمعها أحدهم
قال هزاع لزوجته
ـ لماذا لم تأتي
ـ تقول انها لا تريد
ـ حتى الحمام ربما خجلت مني
ـ لا أعلم ولا يهمني وأتمنى أن لا يهمك انت أيضاً حتى لا اركلها من السياره
ضحك هزاع على هبل زوجته الذي اعتاده
عند عودتهم لم تنتبه انهار الا على صوت فتح باب السياره فزعت قليلاً لتضحك عليها هند قائله
ـ هل تخافين حتى من خيالك
تمتمت أنهار
ـ لا فقط لاني كنت سارحه قليلاً لم انتبه لوصولكم
بقينا مسافرين مسافه طويله أكثر مما توقعت
لم نتوقف بعدها حتى أذان العصر وقف أمام مسجد على الطريق
ليقول لزوجته هنا حمامات ومصلى نساء ويذهب
لم تنزل فقلت لها
ـ لن تنزلي ؟
ـ لا هل تريدين النزول انتي ؟
ـ أجل
ـ حسناً اذهبي
ـ الن تصلي
ـ ليس علي صلاه اذا تريدين انزلي انتي لكن استعجلي حتى لا يعود هزاع ولا يجدك فهو
يغضب بسرعه
شعرت بنوع من التغيير في حديثها معي لذا لم أصر أكثر سميت بالله ونزلت
كانت الحمامات متسخه ومعدتي فارغه أصبت بالغثيان وحاولت أن استفرغ كثيراً
ولاني لم ااكل شيء طوال اليوم تعبت كثيراً
وشعرت بالاعياء خرجت أشعر بثقل شديد ذهبت إلى المصلى كان نضيف الحمدلله
صليت العصر والظهر معاً لاني لم استطيع ان اطلب منهم التوقف قبل
خرجت أشعر بدوار قوي بالكاد استطيع المشي لم أشعر الا بهزاع يقف امامي وهو يقول
ـ ما بك الجميع ينظر اليك
حدقت حولي باعياء وهمست بضعف
ـ متعبه قليلاً فقط اريد الوصول إلى السياره
ـ تستطيعين الاستناد علي حتى الوصول
حدقت فيه لثواني لتكون أول مره تلتقي عيناي به عن هذا القرب شعرت بالخطر
فتمتمت بضعف
ـ شكراً لك لا داعي أبداً
تجاوزته احاول التصنع بالقوه رغم الوهن وضعف جسدي حتى وصلت إلى السياره بصعوبه نظرت له
فكان واقفاً في مكانه يحدق فيني
بشكل غريب جعل عدم الارتياح يتملكني أكثر
وانا ادعو أن ينتهي طريقنا معاً باسرع وقت ممكن
*********
اقترب زيد من زينب وعادل الواقفين قريب
من غرفة المستشفى
مد لزينب باغراض للاكل وماء حدقت زينب
في يده بجمود رفعت عيناها لعينيه تحدق فيه لفتره طويله وكل منهما يحاول قراءة الآخر
حتى كسر الصمت زيد وهو يقول
ـ اطعمي عادل واشربيه الماء لقد فزع الطفل
لم تعلق لثواني قبل أن تهمس بصوت بعيد
ـ اليتم سيء جداً أكثر مما يحتمل
ـ سيء نعم لكن لا يوجد مالا يحتمل في الحياه طالما النفس فينا نستطيع
تحمل كل شيء حتى وإن تعبنا لا يحق لنا أن نستسلم يا زينب
سقطت دموعها بوهن وهي تتمتم
ـ لم اعد استطيع
انهمرت دموعها لتغطي وجهها وهي تبكي بضعف
جلس زيد أمامها وقال بهدوء رزين
ـ اسمعيني جيداً زينب انتي واخوتك في حمايتي بعد اليوم لن يتجرأ أحد على اذيتكم ولو بكلمة واحده
فقط تخرج رحيق بخير
وينتهي كل هذا الكابوس ولن أسمح بعدها أن يصيبكم مكروه ما دمت حياً ولي قدرة هذا
وعدي لك ثقي بي
استجمعت نفسها لتحرك راسها وهي تشكره بصوت منخفض
نهض مغادر ليرى وصول جابر ووالده في بداية الممر
اشتد الجليد في عيناه ليضع يديه في جيب بنطاله الرياضي وهو يقترب منهم
وقف أمام خاله كان وضعه سيء وهو يلوم نفسه على فقدانه لاعصابه أمامها
قال زيد ببرود لما أنتما هنأ ؟
تنهد خاله قائلاً
ـ كيف حالها ؟
حاول زيد التظاهر بالهدوء ليقول من بين أسنانه
ـ انا لا اعلم اي قلب الذي لديك حتى استطعت أن تؤذي ابنة اخيك إلى هذه الدرجه
ألم تخاف الله ؟! وانت تعلم أنهن أمانة لديك وسوف تحاسب على كل دمعه كنت سبب فيها
قال خاله ببرود
ـ هل تحاسبني على ابنة اخي انت يا زيد
صرخ زيد في وجهه فاقداً أعصابه
ـ أجل انا وأقسم أن اقتربتم منهم مرة أخرى أن انسى كل قرابة بيننا واحترام
انا لم اسلم والدها لتعبثو ببناته من بعده هكذا
صمت يحدق في عيني خاله بتحدي لثواني قبل أن يقترب منه أكثر وهو يقول بهمس خطر
ـ حتى هذا اليوم قلت عمها ولك الحق ، لكن لن اقول بعد اليوم كما كانت غير موجوده بالنسبة لكم لخمس سنوات كامله سوف تكون هكذا والا انت اكثر من يعرف ماذا بإمكاني أن أفعل لا تجبروني
غادر زيد المكان ليقول جابر يحاول تهدئة الأوضاع
ـ أنه زيد المعتاد لا تهتم
ـ لا ليس المعتاد فهو ليس فقط غاضب منا هو مجروح عليها أيضاً وحاذر الاقتراب من وكر أسد مجروح يا جابر
فهو عندما يجرح يتحول لوحش حتى والده كان هو السبب
في وفاته وها أنا حذرتك ابتعد عنه وعن كل ما يخصه
غادر المكان ليقف جابر قليلاً صامت يحدق في زينب ليقترب منها
تنحنح بتوتر وهو يهمس
ـ الحمدلله على سلامتها
لم تجيب ليضيف
ـ لما تتجاهليني انا لا ذنب لي بوالدي
كان الجواب هو الصمت منها
امسك جابر بذراعيها ورفعها بقوه يقربها منه وهو يقول بغضب محبط
ـ لا تعامليني هكذا أنا لست عدو لكِ
نفضت يديها منه بقوه لتقول بنبرة حقد عاليه
ـ بلا انت عدوي والدك عدوي ووالدتك أيضاً جميعكم
أعداء لنا ولن تكون غير عدو
أشارت باصبعها وهي تكمل
ـ والان اذهب من هنا اغرب عن حياتي والى الأبد دعونا وشاننا فقط
ابتعد جابر خطوتين ليقول ببرود متصنع
ـ سوف تندمين على كل كلمة قلتيها لي ، انتي الان غاضبه على اختك وانا اعذرك لكن حديثنا لم ينتهي
ولن ينتهي بهذه الطريقه يا زينب اعلمي هذا
غادر لتنهار زينب جالسه إلى الأرض ركض عادل إليها ليمسك بيدها وهو يقول بنبرة حزينه وبكاء مخنوق
ـ لا تخافي منه زينب سوف انادي زيد اذا عاد إلى هنا
حضنته وهي تواصل بكأها الذي لم يتوقف منذ ساعات
اقتربت منها ممرضه لتربت على كتفها
برقه وهي تقول
ـ لا تخافي اختكِ بخير تستطيع الذهاب الى المنزل
نهضت زينب بفرحه قبل أن تعبس وهي تتمتم بخجل
ـ ااااا... سوف اتصل بقريب لنا من أجل الحساب وبعدها نخرج
أشارت لها بحسناً
وغادرت
جلست زينب في حيرة هل تتصل بشعاع ؟
أنها تخجل أن تأخذ شعاع المال من أخيها
تنهدت بكبت وهي تعلم أن لا حل اخر أمامها اتصلت بها لتخبرها بشكل مختصر أن رحيق متعبه
واخذتها إلى المستشفى ولا تملك المال لأجل الحساب وشراء الادويه
وكما العاده أقفلت الهاتف شعاع في وجهها فور نطقها لاسم المستشفى هي تعلم أنها دقائق فقط وسوف تكون هنا معها
**************
وصلنا إلى أمام بوابة كبيره ارتفع أبواق السيارات
لتفتح وندخل إلى حوش كبير
فيه عدة سيارات راقيه اقتربنا مسافه اطول من السيارات الاخرى
حتى وقفنا أمام المنزل كان هناك العديد من الرجال واقفين ولا يوجد نساء أبداً !!
شعرت بحرقة في معدتي من التوتر والخوف لاول مره في حياتي سوف اقابل أشخاص يقربون لي
من دمي لا اعلم هل الفكره مريحه ام مخيفه إلا أن مشاعري لا تمد للراحه بصله
خرج هزاع قبلنا لتقول لي هند
ـ هيا انزلي
أمسكت بيدها لامنعها من النزول
وقلت بخوف
ـ هل ننزل أمامهم كلهم ؟
ـ أجل أنهم اعمامك وأولادهم هيا تعالي
لحقت بها لا اعرف ماذا افعل في موقف كهذا انا عشت حياتي كلها بمفردي منذ زواجي
وحتى في منزل والدي لم يكن لي احد سواه بعد موت والدتي
ألقيت التحيه بهمس وهذا كل ما استطعت أن انطق به
ردو التحيه جميعاً بأصوات متفاوته
وانا امشي وراء هند حتى اقترب مني رجل يشبه والدي كثيراً ملامحه متعبه لكن التعب لم يمحو
بشاشه وجهه حضني بفرحه وهو يقول
ـ وأخيراً وجدناك انهار مرحباً بك بين اهلك يا ابنتي
لم اعرف ماذا افعل أو اقول أشعر بغرابه كبيره من انتم ؟!
ام اقول اين كنتم ؟
هل تعلمون اي حياة أعيشها حتى اليوم
دام وانتم اهلي اين كنتم عني وعن والدي
ابعدني عنه وانا لا انطق بحرف عرفني على باقي اعمامي
كلهم رحبو بي بلطافه اعمامي
احتضنوني بحب والبقيه رحبو بي من أماكنهم
وانا لا انطق بحرف بين كل ذلك الضياع
الذي أعيشه وقعت عيناي في عيني هزاع
كان يراقبني بغرابه وليس فضول كما بعضهم يشعرني اني تحت المجهر ،مشاعر التوتر أخرجتني من الضياع كنت
اقف بجانب عمي هارون
اقتربت احاول قول شيء وصوتي لا يسعفني
وهذا المستفز هزاع يراقبني دون توقف
انتبه لي عمي فقرب نفسه مني وقال بلطف
ـ هل تريدين شيء يا ابنتي
لطفه ونطق ابنتي حنيته علي تجعل كل مشاعر القلق والضياع ترتفع عندي
همست بكل ما اوتيت من قوه
ـ أريد الدخول
ابتسم بوجهي وقال
ـ عماتك وبناتهم أيضاً يريدين لقائك هيا ندخل يا جماعه تفضلو
كل علامات الاستفهام ارتفعت فوق راسي إذاً ممن ادخل انا !؟ وإذا سوف ندخل جميعاً
لماذا لم تخرج البنات !
ما الذي يحدث معي يا الهي سوف اموت من التعب
اريد ان أنام فقط أنام وأهرب من كل شيء
بدت الفكره مغريه لوعيي الذي بدأ يذهب
تدريجياً حاولت تشتيت أفكاري
لاني اعرف نفسي جيداً استطيع الهروب الى النوم بسهوله
دخلت معهم برفقة عمي الحنون الذي لا
يتركني كاني سوف اتبخر أن تركني من يده
دخلنا إلى منزل جميل لا يشبه منزل زيد أبداً لكنه جميل
وواسع جداً عند هذه النقطه
اول ما خطر ببالي هل يعيشون جميعاً هنا معاً
وصلنا الى مجلس واسع كما البيت كل شيء به ضخم
كان مجلس عربي يختلط بين الفخامه
والاعتياديه في خليط مبهر
لكن المبهر حقاً هو كميه النساء الموجودات به !؟!
هل هذه العائله!! ام جميع سكان القريه ؟
دخل الرجال جميعاً حيث جلسو في الجزء الأمامي من المجلس
وانا اقف مثل العمود ليحيطني عمي هارون بذراعه وهو بقربني من النساء
كانين بغطاء راس كامل وعبايات واسعه
لكن لا يغطين وجيههن
اشياء لم اعتادها ولن اعتادها أبداً
قال عمي بلطف
ـ اقتربي يا انهار لا تخجلي تعرفي على الجميع هذه عائلتك
تقدمت خطوتين اتصرف بحماقه والجميع يراقبني
لكن هذا ليس ذنبي عدم وجودهم في حياتي
ليس ذنبي انا، اقتربت مني امرأه لطيفه رحبت بي وحضنتني
وقدمتني للبقيه سلمت على الجميع
وعند كل واحده فيهم عرفيني على أنفسهن
شعرت بالارتياح للبعض ،وبالغرابه عند البعض
لكن لم اهتم
لم يكن لي عمه اخت لوالدي عرفت منهن أن لي واحده متزوجه وتعيش
خارج البلاد ، لي ثلاثه اعمام أكبرهم عمي هارون
لديه بنتين وولد وحيد ذلك الغاضب مني
دون سبب لا يرفع رأسه كثيراً
ويبدو يخجل من الفتيات لكن يراقبني سراً والغضب في عينيه ولا اعلم ما السبب
وزوجته عرفتها سابقاً
ولدي عمي سالم له اربعه اولاد وبنتين
واصغرهم عمي سليمان
لديه ابنة واحده
هي أيضاً أشعر أنها تكرهني مثل ابن عمها الاخر
والاثنين يملكان نفس الملامح والتعابير
ونفس القسوه !!
بعد السلام والترحيب والمجاملات
دخلت النساء الى مجلس آخر
ليجلسن براحه أكثر غيرين ملابسهن
بدون حجابات أو عبايات
كان الفتيات يلبسن فساتين بسيطه وانيقه
جميله جداً والكبار يلبسن جلابيات بتطريز فخم وأنيق
والجميع يلبسن الذهب والحلى الجميله
انقسمين في المجلس مجموعتين
كانت ناديه ابنة عمي سليمان معا مجموعه
والكبار جالسات معاً
بينهن ابنة عمي هارون لينا وزوجة احد أبناء عمي
وزوجة هزاع رفيقتي في الرحله الغريبه
جلست قرب زوجة عمي هارون
لتقول لي بلطف
ـ ارتاحي انهار
لتقول هند
ـ الن تنزعي العبايه ؟
تمتمت
ـ شكراً عمتي انا مرتاحه
شعرت اني ارتكبت خطأ من نظرات ناديه لي كأنها انتبهت لحديثي
لتحدق في هند بابتسامه بارده وتعود
لحديثها معا الفتيات
لم اعرف ماذا اقول لهند لهذا لم اجيبها
كنت أشعر بارهاق كبير وراسي يكاد ينقسم من الصداع
ولا احد يقول مسافة طويله ربما متعبه
بعد قليل نهضت هند لتقول
ـ انا متعبه من الطريق سوف اذهب الى غرفتي انام
قالت ولها عمتي اسماء زوجة عمي هارون
ـ تعشي قبل أن تنامي
ـ لا أشعر بالجوع أبداً أكلت في الطريق
عافيه لكم
وغادرت المكان كانت سمراء ملامحها جميله جداً
شعرها اسود قصير لحد كتفيها
نحيفه وطويله تمتلك قوام جميل
اقتربت من زوجة عمي أكثر اريد أن أقول لها اني متعبه أيضاً
لكن لينا قالت لي قبل أن أتحدث
ـ هل تريدين أن تغيري ملابسك وترتاحي انهار
ولاول مره أشعر أني اود معانقة أحد همست ب نعم
لكن عمتي اسماء قالت باعتراض
ـ دعيها تبقى معنا حتى العشاء وبعدها تنام
لكن لينا اعترضت
ـ امي الا تري تكاد تذوب من خجلها وليست مرتاحه
تاكل في غرفتها وغداً نجلس معها أكثر
لم يبدو على ملامحها القبول لكنها صمتت
لانهض معا لينا خرجنا من المجلس وانا لا اتذكر من اين دخلت اول مره
أشعر أني في متاهه المنزل كبير
وانا لست بكامل وعيي
دلتني لينا على درج كبير للطابق العلوي مشينا في ممر طويل
لنصل إلى صاله بها اربعه ابواب
لتشير لينا إلى أحدهم وقالت
هذه غرفة هند وغرفة تقى تلك وهذه مقفله لا يستخدمها احد
لتقترب من الاخيره وفتحت بابها وهي تقول
وهذه غرفتك
كانت جميله وواسعه بنوافذ كبيره واثاث عتيق
راودتني ذات المشاعر المعتادة
الغربه ! أن هذا ليس بيتي ليس مكاني
شكرتها بهمس وهي تقول
ـ اتمنى أن تعجبك ،سوف إحظر عشائك هنا ارتاحي
غادرت واقفلت الباب خلفها
تمددت على السرير واغمضت عيناي بتعب شديد
ينهك روحي قبل جسدي
جسدي كله متشنج من الطريق الطويل ومن التفكير والتعب النفسي الذي أمر به
نهضت فككت شعري ادلك فروته وخلعت العبايه
ليطرق الباب
صمتت لا اعرف ماذا اقول هل ادخل ام أسأل من في الباب
لكن الطارق لم ينتظر وفتحت تقى ابنة عمي هارون الباب نظرت لي بابتسامه خجله
اقتربت في يدها صحن العشاء وهي تقول بخجل وابتسامه جميله
ـ مساء الخير ، احظرت عشائك
ابتسمت لها وانا اشكرها وضعته على طاوله جانبيه
وحدقت فيني وهي تقول
ـ انتي جميله جداً وصغيره
ضحكت بخفه وقلت
ـ شكراً لكِ انتي اجمل ، كيف صغيره
ضحكت هي الأخرى قائله
ـ منذ أن بدأ هزاع يبحث عنكِ والجميع يتحدث عن ابنة العم الجديده ، فكنت أضن انكِ امرأه كبيره
وأيضاً ااا.... قالو أنكِ ارمله ولك ولد كبير
لماذا لم يأتي معكِ هل هو معا عائلة والده هل أخذوه منكِ ؟!
ابتسمت لها تبدو صغيره وبريئه اجبت
ـ أجل انا ارمله ، لكن ليس لي أبن
ـ حقاً هل كنتي بمفردك منذ موت زوجك ؟!
حسناً الفتاه طيبه لكن انا لا طاقة لي حتى اجيب كل اسألتها لا طاقه أبداً
حتى للحديث عن اي شي في حياتي
ترددت قليلاً احاول ان لا احرجها
فقالت هي
ـ حسناً حسناً لو تعلم امي اني سالتك عن شيء
سوف تقتلني ، اعلم أنك متعبه
ويجب أن أخرج حتى ترتاحي
سوف اعود لاحقاً لأخذ الصحن اذا اردتي النوم ، وان لا ازعجك ضعيه أمام الباب
هززت راسي لها بابتسامه هذه الفتاه عفويه جداً
عند خروجها تذكرت إني لم اسألها عن الحمام
ليس لدي حل سوا ان اصبر حتى تعود
لأخذ الصحون حتى اسألها لن أنام حتى تعود ..
***********
اقتربت تقى من الفتيات وهي تقول بحماس
ـ جميله جداً وشعرها حكاية أخرى
إجابتها رحمه
ـ أنها غريبه وتبدو مغروره
اعترضت تقى قائله
ـ لا أنها فقط متعبه ، وخجوله لانها لم تتعرف علينا بعد
حديثها لطيف وأيضاً ، كذب ما قيل
أن لها ولد
قاطعت الحديث نادية قائله بلؤم
ـ بما انك تعرفتي عليها وتقربتي منها ، لماذا لم تساليها ماذا فعلو بها
عائلة الشاهري واين كانت كل هذه الفتره وحدها ؟
صمتت الفتيات وتقى تحدق في ناديه بكره
لتقول بهدوء
ـ سوف نعرف أين كانت ، اخي هزاع يعرف كل شيء
لم يبقى هذا السوأل لكِ
لو انكِ تهتمين بحياتك قليلاً بدل حشر أنفك في حياة الناس يكون افضل لكِ
إجابتها ناديه غاضبه
ـ ماذا تقصدين يا طفله ، هل تعلميني انتي كيف اهتم بحياتي
ـ بصراحة لا اخر ما يهمني حياتك ، ولست أنا الطفله لكن لانكِ انتي الكبيره تظنين هذا
قالت ناديه بغضب بارد وهي تحاول تمالك أعصابها
ـ تقى احترمي نفسك ، لن يعجبك أن اضعك في بالي
ـ انا احترم نفسي جداً ، واحب نفسي وادللها كثيراً
لن اتعلم الاحترام منكِ
ابتسمت ناديه بغضب وهي تقول
ـ تذكري انكِ من اردتي هذا ، لا اريد أن أدخل بجدال معك بعقلك الصغير هذا
تجاهلتها تقى وهي تنخرط في الحديث
معا البقيه ونظرات ناديه الكارهه تتابعها
***********
وصلت المستشفى عقلي مشوش لم افهم
من زينب إلا أن رحيق متعبه ولا تملكان المال
لشراء الادويه
كان زيد قريب من الاستعلام لذا لم أسأل اتصلت
سألت زينب عن مكانهم
وذهبت إليها فور وصولي حضنتني وهي تبكي حاولت تهدئتها قليلاً لما افهم الكثير إلا أن عمها ضرب رحيق
حتى أغمي عليها
هل جن هذا العجوز الخرف !!
ربتت عليها مواسيه وذهبنا لنرى رحيق كانت هادئه بشكل غريب أثار حفيظتي
ساعدتها على النهوض وهي تضحك بخفه
ـ لست معاقه ما بك شعاع ؟
ابتسمت في وجهها احاول ان اتصرف بهدوء
قلت لزينب بأن تجهزها وانا سوف احاسب
لنغادر عند وصولي للاسفل نظرات الكره توجهت لزيد من تلقاء نفسها كنت أشعر بالحقد تجاه الجميع بمن فيهم زيد ربما ليس مذنب وربما مذنب لكنني حقدت عليه
على كل حال
اقتربت من الموظفه اسألها عن حساب رحيق
لكنها أجابت بأن حسابها مدفوع
أعدت نظراتي لزيد كان يحدق فيني بهدوء لاول مره لا يغض بصره ولاول مره أيضاً انظر له انا
وصلت زينب ورحيق ليقطع التواصل بيننا ونحن الاثنين نحدق في رحيق كان ضاهرياً
شكلها يوحي انها بخير تواصلت معا زيد بعيناهم وكل واحد منهم نظراته اغرب من الأخر
قلت لرحيق بأني وجدت حسابهم مدفوع لم تقطع تواصلها البصري معا زيد لكنها أشارت برأسها
بحسناً وهمست
ـ لنرحل من هنا
غادرنا المستشفى وزيد يقف في مكانه دون أي ردة فعل ودون أن يزيح عيناه عن رحيق حتى غادرنا بالسياره
بعد صمت طال في الطريق قلت لرحيق
ـ ما الذي تفكرين بفعله
لم تجيبني في البدايه حتى ضننت أنها لن تتكلم لكنها قالت بعد صمت
ـ لا شيء
ليكون ردها المختصر انتها للحديث ويخيم الصمت على الجميع كل في دوامته الخاصه يفكر
ماذا بعد !!
*****************
صحت انهار تحدق حولها في المكان الغريب ،لقد نامت دون أن تشعر وهي تنتظر عودة تقى
حتى تسألها عن الحمام ،لا تعرف كم الساعة الان هل إذن الفجر ام لا زال الليل ! نهضت من السرير
وهي تحدث نفسها يجب أن تجدي الحمام بمفردك لبست عبايتها ونقابها وخرجت تتلمس طريقها بخوف كان المنزل مظلم الا من الضوء الداخل من الشبابيك الكبيره ويعمه السكون لدرجة الشعور بالرعب ، تذكرت حديث لينا عن الغرف فكرت أن الحمام ربما في الاسفل
نزلت الدرج العملاق وهي تشعر أن خطواتها تعيدها للوراء تذكرت طريق المجلس فذهب باتجاهه وهي تحادث نفسها ، ربما هناك حمام ملحق بالمجلس
فتحت الباب بهدوء وقبل أن تخطو بداخله شعرت بيد تمسك ذراعها وتسحبها للخارج بشده خرجت من بين شفتيها صرخه مرعوبه وهي تضع يدها الأخرى على يده الممسكه بذراعها وتحدق في عيناه الغاضبه لتاخذها نظرته لمكان آخر ورجل اخر ورعب مختلف شعر برجفة يديها وتغيرت نظرات الغضب للحيره وقبل أن ينطق أحدهم بشيء
ـ ما الذي يحدث هنا ؟!
انتهي ....


ساره مسعد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس