عرض مشاركة واحدة
قديم 18-05-23, 01:44 AM   #464

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Post الفصل الخامس والعشرون من رواية وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي






الفصل الخامس والعشرون????

'في المطار'
البشر مهما بلغت قسوتهم،جفاءهم أو انشغالاتهم فهم مدفوعون دائما بالعاطفة بأنواعها، وتسيرنا أحيانا بطريقة تجعلنا نتجاهل التزاماتنا في سبيل إرضائها…
الأشقاء، يسيطرون على صف الثاني في حياتنا ما بعد الوالدين، الأشخاص الذي لن تفكر مرتين في أن تهبهم حياتك،وقتك ومالك لتحفظهم بجانبك دائما سالمين وغانمين.

خرج أشرف من المطار خالي الوفاض سوى من هاتفه ومحفظة النقود، لم يستطع تمالك نفسه فقلقه على شقيقه بلغ حده وتأنيب الضمير اتجاهه يتآكله،فقرر استغلال أن يوم السبت يعتبر عطلة نهاية الأسبوع للعمال، أي عطلته هو الآخر..فاستقل أول طائرة متوجهة للمدينة،على أن يعود في اليوم التالي ليستأنف عمله.
استقل سيارة أجرة وفي نيته ألا يزعج أحدا بإقلاله، واتجه إلى مركز العلاج من الإدمان مباشرة…خائف ومتربك ولا تزال تسيطر عليه المشاهد المؤلمة التي عاشها مع شقيقه ولن يتحمل أن يراه في نفس الحالة مجددا…
وصل للمركز،وكان على علم برقم الغرفة مسبقا،خطوة تليها الأخرى وتبدو الخطوات ثابتة وواثقة لكنها تحمل الكثير والكثير من التخبط والترقب،جاهد صاحبها لإخفائهما…
طرق على الباب بهدوء، قبل أن يدخل ليجد مراد هناك،مستلقي بنصف جسده على السرير، يحمل في يده لعبة فيديو يتذكرها أشرف جيدا…رفع نظراته نحوه فاهتزت حدقتاه قبل أن ينطق ذاهلا بهمس "أشرف، لقد أتيت!"
تنحنح أشرف هدوء، ورسم ابتسامة خافتة على شفتيه،لم تصل لعينيه حقا، ولم ينجح في إخفاء العتاب بهما"ألم تكن تنتظر زيارتي؟"
تجول مراد بنظراته في الغرفة، يتأمل الفراغ لكي لا تتقابل نظراتهما ثم قال بهدوء"بلى! لكنني ظننتك مشغولا بعملك!"
اقترب منه بهدوء ثم انحنى وطبع قبلة على جبهته مجيبا"لقد تدبرت أمر العمل وأتيت لرؤيتك!"
رمش مراد عدة مرات وقد تشوشت الرؤية أمامه قبل أن ينطق بصوت مبحوح"أشرف أنا آسف"
أصدر أشرف صوتا بشفتيه يحث على السكوت ثم قال بهدوء وهو يربت على كتف شقيقه"المهم الآن أنك بخير" صمت قليلا ثم رفع نظراته لوجه شقيقه وقال بدون مواربة"في جعبتي الكثير من العتاب، اللوم والصراخ وغيرها..لكن أكثر ما أشعر به الآن هو الامتنان لأنك بخير..وأي محادثة أخرى سنؤجلها حتى تستعيد عافيتك تماما..اتفقنا!"
لقد ذكر نفسه بجميع ضوابط النفس لكي لا يشارك في إفساد علاجه، بناءا على نصائح الطبيب والكثير من المقالات عن كيفية التعامل مع المتعالجي الإدمان، والحرص على دعمهم نفسيا وتجنب اللوم..
استنشق مراد نفسا عميقا، مبتلعا الكثير من التبريرات ثم أومأ برأسه بهدوء وأنامله تعبث بلعبة الفيديو، فسأله أشرف يحاول تغيير الموضوع" لا زلت تحتفظ بهذا الجهاز!" وأشار للجهاز في يده.
أومأ ثم رد عليه بخفوت"لقد كان أول هدية أهديتها لي، في زيارتك الأولى لإسبانيا"
رد عليه ببساطة"أنا أتذكرها جيدا، كنت صغيرا، ووعدتك أنني سأشتري لك واحدة إذا تجاوزت نتائجك العام الماضي في ذلك الوقت،كنت تتصل بي في سفري كل نصف ساعة وتصر على ألا أنسى"
نظر له مراد مطولا قبل أن ينطق ببرود"أنت تتذكر التفاصيل إذن!"
رفع أشرف حاجبيه باستغراب ثم قال"لماذا تظن أنني نسيت شيئا كهذا!؟"
وضع مراد الجهاز جانبا ثم رفع نظراته لعيني أشرف ورد عليه بجفاء"هكذا! ربما لأنك بعد زواجك انشغلت،ثم تغيرت تماما بعد طلاقك!..لم تعد مهتما كما كنت في السابق!"
ضيق أشرف عينيه ينظر لشقيقه بعدم استيعاب،فهَمَّ بقول شيء لكن قاطعته طرقات على الباب قبل أن يفاجأ بدخول عصام يحمل علبة شيكولاتة في يده، وتفاجأ الأخير بتواجده هنا أيضا ثم قال"ماذا تفعل هنا! لقد ظننك في رحلة عمل"
وقف أشرف مرحبا ثم قال ببساطة"لقد أتيت للاطمئنان على مراد ثم سأعود بعدها"
ربت عصام على كتفه ثم قال ببساطة"الحمد لله على سلامتك يا بطل، أريدك قويا لتقاوم مصابك لآخر نفس، ولا تقلقنا عليك مرة أخرى" ثم وضع العلبة فوق حجره وأكمل"لا تسرف في تناولها"
ابتسم مراد في وجهه بتعب ثم شكره قائلا بهدوء"شكرا عصام"
سأله أشرف باستغراب"كيف علمت بما حدث!؟"
فرد عليه"لقد زرنا والدك البارحة،فقص علينا ما حدث"
أومأ أشرف بتفهم ثم رد عليه"إذن فقد تصافت القلوب بين والدي وعمتي!"
أومأ عصام قائلا"أنت تعلم أن علاقتهما وتعلقهما الغريب ببعضهما لا يترك مجالا ليطول سوء التفاهم بينهما..نحن فقط من نقع ضحية مخططاتهم"
ابتسم أشرف موافقا"صدقت في هذا!، عموما سعيد أن المياه عادت لمجاريها"
فتح الباب،فالتفت الجميع ليرواْ من الذي اقتحم الغرفة، لتقابلهم نظرات عزة المندهشة وهي تهمس"أشرف! متى عدت!"
اقترب منها أشرف بملامح منبسطة ثم احتضنها بخفة وبادلته الاحتضان،فقال موضحا"لقد جئت اليوم وسأعود صباحا، كنت أنوي المرور على منزلنا بعد الانتهاء من زيارة مراد" ثم رفع نظراته لزكريا الذي كان ينظر له باستغراب قبل أن يقول ببساطة"الحمد لله على سلامتك!"
تأمله لثواني ثم رد عليه باقتضاب"شكرا لاعتنائك بعائلتي يا زكريا..لقد أخبرتني أمي أنك زرتهم عدة مرات والشباب أيضا أثناء غيابي"
أومأ زكريا بهدوء ثم رد عليه" لا داعي لشكري..هذا واجب"
فسح أشرف المجال أمامهما ليدخلا، فتفاجأت عزة بتواجد عصام أيضا ورمقه زكريا لنظرة فضولية قبل أن يباشر أشرف بتعريفه عليه"زكريا، هذا عصام، ابن عمتي" وأشار لعصام، ثم فعل المثل مع زكريا قائلا"عصام، هذا زكريا صديقي"
ابتسم عصام في وجهه بترحيب ثم تصافحا ورمقه زكريا بنظرة تقييمية باردة قبل أن ينطق بهدوء"تشرفنا!"
اقتربت عزة من مراد بهدوء ثم جلست بجانبه على السرير وجذبت رأسه لحضنها قائلة بعتاب"لا تتأخر في العودة إلى المنزل، إنه ممل بدونك" وعبثت بشعره بكفها.
تذمر مراد من تصرفها وقال بإحراج"عزة، لا تفسدي تسريحتي..ثم إنك تشعرين بالملل لأنك لم تجدي من يشاركك جنونك"
احتضنت رأسه أكثر وهي تؤكد كلامه بنبرة مختلطة ما بين الكسرة والسعادة"تماما، لم أجد من يشاركني جنوني، وأنت مؤنسي في هذا"
ابتعد عن حضنها برفق ثم سألهم بجدية"على ذكر العودة للمنزل، متى سيسمحون لي بمغادرة المركز؟!"
تبادل أشرف وزكريا النظرات لثواني ثم رد عليه الأول بهدوء"ستخرج بعد انتهاء حصصك مع المتابع النفسي"
مط مراد شفتيه بإحباط ثم قال"أنا أشعر بأنني بخير! انتهت أعراض الانسحاب ولم أعد أشعر بالألم والهلوسات..ولا أظن أنني سأتعاطى مرة أخرى"
وقفت عزة لتفسح المجال لأشرف ليجلس بجانب مراد، فجلس وقال موضحا"ومع ذلك، تلزمك متابعة نفسية لكي لا تتعرض لانتكاسة أخرى، وتتخلص من تأثير المخدر تماما"
اعترض قائلا"أقول لك أنني بخير، اسأل الطبيب أن لم تصدقني، ولا أريد تفويت المزيد من حصصي الدراسية."
ربت على كتفه ورد بهدوء وترقب لحالته من أن يفقد أعصابه إذا شعر بأنه يضغط عليه"أنا متأكد من أنك بخير، وقد أخبرني الطبيب أنك تجاوزت شوطا كبيرا ولم يبقى الكثير، لذلك ستقضي بضعة أيام أخرى هنا، ثم ننتقل للمتابعة الدورية، كل شهرين..أما عن دروسك فقد أخبرني أسامة أم حمادة سيزورك ومعه التلخيصات وكل ما تحتاجه لمتابعة حصصك الدراسية عن بعد، وستساعدك تلك الفتاة الأخرى، شقيقة عَلْيا، ما اسمها" وصمت لثواني مفكرا قبل أن يجيبه مراد باقتضاب"ليلى"
أومأ أشرف قائلا"نعم ليلى هي!،هل فهمت ما أقوله يا مراد؟! الجميع يريد الاطمئنان عليك، لم يكن ما عشته سهلا، وكان أصعب علينا"
رمش مراد عدة مرات متذكرا حالة والدته التي تزوره يوميا ولم تتوقف عن البكاء في كل زياراتها فزفر نفسا عميقا ثم استجاب صاغرا لمطلب شقيقه قائلا بخفوت"كما تريدون!" ربت أشرف على كتفه بحنان ثم استقام واقفا وانسحب من الغرفة يجيب على اتصال سمر.
كان زكريا يتوسد الحائط وينقل نظراته بين عزة وعصام اللذان يتحدثان بود كأن القيامة لم تقم بشأنهما قبل أسابيع، وقد ترسخ اسم عصام في ذهنه بدون أن يبذل جهدا يذكر بترسخ المشاعر التي انتابته وقتها عندنا علم بإمكانية تزويج عزة بالغصب من ابن عمتها.. كان هادئا،واثقا واختلاجات جسده لم تكن تعبر عن شيء غير ذلك.
اقترب عصام من عزة يريها شيئا على هاتفه وهو يقول ببساطة"هذه بعض الموديلات الجديدة للحواسيب، وأنا شخصيا أنصحك بهذا"
أخفضت رأسها تتأمل ما يريها بتركيز تحت نظرات زكريا الذي ظهر عليها ضيق طفيف يستحيل ملاحظته.
أخذت عزة الهاتف من كف عصام تقلب الصور ثم رفعته أمام وجهه قائلة ببساطة"هذا يعجبني، سأعرض حاسوبي للبيع وأرى حدود قدرتي الشرائية ثم سأتصل بك"
أومأ عصام بتفهم ثم استلم هاتفه ووضعه في جيبه قائلا"المهم ردي علي في أسرع وقت ممكن، قبل أن يبيع صاحب المحل السلعة كاملة"
ابتسمت في وجهه بشكر"لا تقلق، سأحرص على ذلك"
غادر زكريا الغرفة، فتصادم مع أشرف الذي كان يهم بالدخول بالغرفة بعد إنهاء مكالمته.
توقف الاثنين في مقابلة بعضهما، فسأله أشرف"هل ستغادر!؟"
هز زكريا رأسه بهدوء ثم رد عليه"كنت أريد الحديث معك!"
ضيق أشرف عينيه ينظر له بشك ثم أومأ رأسه قائلا"تفضل! خيرا إن شاء الله" وأشار له للحائط المقابل من رواق المركز.
أدخل أشرف يديه في جيبه يستعد للاستماع لما في جعلة زكريا بالرغم من إحساسه المسبق عن أي شيء سيتحدث.
تنحنح زكريا قبل أن يقول بصوت واثق تكسوه نبرة هادئة"أظنك تعلم ما أريد التحدث عنه يا أشرف، أعلم أن ظروفكم العائلية مربكة مؤخرا، ومن قلة الذوق أن أفاتحك في موضوع طلبي ليد عزة مجددا، لكني أريد تذكيرك فقط أنني جاد في طلبي"
همهم أشرف لثواني ثم قال بجدية ونظراته مركزة على نظرات زكريا الهادئة"لقد أخبرت والدتي عنكما قبل مدة، يبدو أنها لم تفاتح والدي في الموضوع بعد، عموما سأرد عليك في أقرب وقت ممكن"
ضيق زكريا عينيه بشك ثم قال بهدوء"حسنا، لم أتوقع تقبلك للأمر بهده السهولة، سأعتبرها بشارة!"
نظر له أشرف لثواني ثم قال بنبرة صادقة"زكريا، أريد أن أرى عزة سعيدة، متألقة وناجحة..هي ناضجة كفاية لتقرر ما تريده في حياتها،وفي المقابل أنتظر منك أن لا تؤذها ولو بنظرة"
مشهد عزة وهي تعترف بأنها متيمة بزكريا ألجمه سابقا ويمنعه حاليا من أن يدلي برأي يخالف ما تريده حتى وإن كان متخوفا من هذه الزيجة ومن زكريا تحديدا وتراوده الكثير من الأسئلة حول تجاوزه لوفاة زوجته، ثم يذكر نفسه بأنه لم يكن ليقدم على خطوة كهذه لو لم يكن متأكدا.
ابتلع زكريا ريقه ثم قال بهدوء وصدق"لو تيسرت الأمور مع والدك ووالدتك، فأختك أمانة عندي،وسأصونها إلى أن يغادرني آخر نفس"
ابتسم أشرف بسخرية محببة وهمس"كلاكما بارعين في الأشعار"
سأله زكريا"هل قلت شيئا!"
هز أشرف رأسه نفيا ثم رد بهدوء"لا شيء! كنت أحادث نفسي" ثم تفحص معصمه قائلا"لقد حل المساء، وأريد زيارة والداي"'
أومأ زكريا قائلا"وأنا سأغادر أيضا!"
___________________
'في اليوم التالي'
'في غرفة ثريا'
سواد تحت عينيها يفضح سهر الليلة الغابرة،وقد اختارت أن لا تنام إلا بعد إنهاء أولى الطلبيات، كنزة صوفية بيضاء تزينها نقوش على شكل فراولة باللون الأحمر،تحسستها برضا ثم قطعت آخر خيط صوف قبل أن تطويها بعناية وتضعها جانبا لتأخذها للمصبنة من أجل الكي.
غيرت ملابسها بسرعة ثم اتجهت للحمام تغسل وجهها بالماء البارد علها تتخلص من آثار السهر وتستفيق قليلا؛ قصدت المطبخ وهي تلم شعرها على شكل كعكة فوضوية وراء رقبتها فالتقت بعَلْيا تحتسي كأس شايها وتتفحص هاتفها بتركيز.
تمتمت بصوت مبحوح"صباح الخير!"
انتبهت لها عَلْيا فردت عليها ببشاشة"صباح النور، لقد استيقظت باكرا جدا اليوم"
اقتربت منها ثريا تصب الشاي أيضا ووقفتا متقابلتين تستندان على منضدة المطبخ وردت عليها"لم أنم بعد، سأوصل إحدى الطلبيات اليوم، وأريد أن آخذها للمصبنة أولا!"
ردت عليها عَلْيا توبخها"هل جننت؟ لقد قللت ساعات نومك كثيرا مؤخرا، ومن المفترض أن ترتاحي على الأقل اليوم بما أن دوامك في المقهى لا يبدأ باكرا"
ارتشفت ثريا من كوبها ثم ردت عليها ببساطة"ليس لدي وقت للراحة يا عَلْيا، شكرا لقلقك لكنني لن أجد يوما غير هذا لأوصل الطلبية"
مطت عَلْيا شفتيها بعدم رضا وقالت بقلق"النوم مهم يا ثريا رغم كل شيء! لا أعلم كيف ستصمدين لنهاية اليوم"
تنهدت ثريا ثم ردت عليها بهدوء"لا عليك! سأتدبر أمري، كوب من القهوة سيكون كافيا"صمتت لثواني ثم سألتها"هل تعرفين منطقة****؟"
ضيقت عَلْيا حاجبيها بتفكير ثم ردت عليها وقد تذكرت المنطقة"إنها تبعد عن هنا بحوالي 30 دقيقة بالمواصلات، ستحتاجين لمن يقلك"
مطت ثريا شفتيها بتفكير ثم قالت"سأستقل الحافلة"
تفحصت عَلْيا ساعة يدها ثم قالت ببساطة"سأقلك معي"
رفضت ثريا بأدب قائلة"لا أريد أن أزعجك يا عَلْيا، أستطيع تدبر أمري"
ردت عليها ببساطة وقد انتهت من احتساء كوب الشاي"لن تزعجيني!ربما سأجد هناك مشاهد تستحق أن ألتقط لها صورا، من يدري!"
أومأ ثريا بتفهم ثم قالت"شكرا..سآخذ الطلبية للمصبنة أولا، ثم ننطلق بعدها"
أومأت عَلْيا بتفهم وعينيها على الهاتف تراسل أنس، قبل أن تقول وهي تنطلق خارجا"اتصلي بي بعد أن تعودي من المصبنة، أو ستجدينني في الاستوديو..إلى اللقاء" واختفت تماما عن الأنظار.
'في الاستوديو'
دخلت عَلْيا بخطى هادئة ظاهريا وابتسامة رقيقة تزين ثغرها، تجاوزت المنضدة لتدخل إلى غرفة تحتوي على طاعات وزاوية مخصصة لالتقاط الصور، فلمحت أنس يستند على إحدى الطابعات،بهيئته الطويلة،شعر أشقر فوضوي وابتسامة راضية تزين ثغره، يتأملها من رأسها إلى أخمص قدميها بنفس الابتسامة قبل أن ينطق بنبرة لم تتخلص من آثار النوم"لقد أدمنت جرعتي الصباحية"أمال رأسه باتجاه كتفه الأيمن ثم قال بنفس النبرة"أم أنها ممنوعة بما أن اليوم عطلة"
عضت شفتيها بخجل وهي تبعد نظراتها عن خاصته،فاقترب منها يكسر المسافة الفارغة بينهما وجذبها نحوه برفق يهمس في أذنها"هل سأحصل عليها الآن يا ترى؟!" ثم اقترب بأنفه يتشمم شعرها بهدوء أثار عاصفة بداخلها،فرمشت عدة مرات وهي تهمس ببلاهة نابعة من خجلها الشديد"ماذا!؟"
رد عليها ببساطة"إكراميتي على صبري من أجل صديقينا سامحهما الله" ثم أكمل هامسا وهو ينظر للسقف"منكما لله يا أشرف وسمر"
انفلتت ضحكة ملحة من بين شفتي عَلْيا وضربت كتفه بخفة بقبضتها قبل أن تقول"أنت تبالغ!"
ضيق حاجبيه بعدم رضا فسألها بترقب"لأنني أطالب بإكراميتي!؟" حركت رأسها يمينا وشمالا وابتسامة ملحة تزين ثغرها، ثم ردت عليه"لأنك تحتج على سفر أشرف وسمر" وتوقفت عن الحديث تتأمل وجهه القريب لثواني عديدة ثم أكملت بهدوء"ظننت أنني أعرفك جيدا، لكنني أكتشف جوانب عديدة منك مع مرور الوقت"
احتضن مرفقها وإبهامه يتحسس العلامة الرمادية ثم سألها بهدوء وعينيه تتجول على وجهها وتخص الشامة السوداء على خذها الأيسر بنظرة خاصة"وما رأيك بالجوانب التي تكتشفينها!؟"
اتسعت ابتسامتها وهي ترد عليه بإيجاز"مبهرة"
طبع قبلة على الشامة السوداء وقهقه باستمتاع قائلا"حسنا يا سيدة عَلْياءْ، أنا ممتن لأنك تجدينني مبهرا، لكن وصفك المبهر لن ينسيني إكراميتي الصباحية"
قهقهت عاليا فاحتضنت كفه خدها برفق وذراعه تحيط بخصرها، اقترب من وجهها ببطء فأغلقت عينيها وكأنها تستجدي اقترابه، وكم سره أن يجيب استجداءها،اقترب أكثر لينقر ثغرها بهدوء ثم ابتعد ببنت شفة وهمس أمام شفتيها"لا أظن أنني أستطيع أن أتنازل عن هذه الإكرامية أبدا" لم ينتظر أن ترد عليه فاقترب مجددا يرتشف من نبعها عله يروي ظمأ لياليه العجاف ولو قليلا وكفه المتحررة تعبث بملابسها.
شهقة عالية هدمت هالتهما،فتوسعت عينا عَلْيا من الإحراج وابتعدت عن أنس بسرعة كأنها أصيبت بصعق كهربائي، بينما رفع الأخير نظراتها نحو الباب بوجه أحمر وسعال ملح انسحب من حلقه،ليفاجأ بليلى والصدمة تعتلي وجهها ممتزجة بإحراج بدا جليا على ملامحها.
أجلى صوته ثم نطق بهدوء عندما لاحظ أنها تنوي الانسحاب"ليلى، هل كنت تحتاجين شيئا!"
رمشت عدة مرات وهي تهز رأسها نفيا بسرعة وهمست بصوت خافت"سأذهب"
واختفت من أمامها،فاستدار أنس لعَلْيا المختبئة من خلفه وكانت تحاول تمالك نفسها ووجهها المحمر يعبر عن المشاعر المستغلة بداخلها.
رفعت نظراتها لوجهه ثم ضغطت على خدها وهي تهمس"يا للإحراج!"
ابتسم أنس ثم غمزها بعبث قائلا"يا للهول!كشف أمرنا!"
ضربت كتفه بخفة وعاتبته قائلة"توقف عن العبث يا أنس، ماذا سأفعل الآن!"
هز كتفيه ببساطة قائلا"إنها معضلة كبيرة حقا!" ثم انحنى يهمس بالقرب من وجهها وأكمل مازحا"شقيقة تكشف أمر شقيقتها في وضع مخل للحياء مع زوجها..شاهد قبل الحذف" ورفع كفيه في الهواء يرسم شاشة وهمية.
توسعت عينا عَلْيا بعدم تصديق وهي ترد عليه باندهاش" لقد اتضح أنك عابث أكثر مما تظهر عليه!"
ضحك باستمتاع قائلا"أتمنى أن يروق لك هذا الجانب المبهر مني أيضا عَلْيائي"
حركت رأسها يمينا وشمالا بعدم تصديق ثم ردت عليه ببساطة بعد أن تخلصت من إحراجها من الموقف قبل قليل"طبعا يروق لي يا سيد أنس" وابتسمت بصدق.
لمس أنفها بسبابته ثم ابتسم هو الآخر وقال بنبرة صادقة"أُنْسُ أنس وعَلْياؤُه أنتِ" احتوى قامتها في حضنه موزعا عدة قبلات على رأسها،فبادلته الحضن بآخر مستمتعة بلحظاتهما معا.
فكت الحضن بعد إشعار وصول رسالة جديدة على هاتفها فكانت الرسالة من ليلى تخبرها أنها ستذهب مع حمادة ليزورا مراد في المشفى، ردت عليها عَلْيا على الفور وكتبت"حسنا، اعتني بنفسك، ولا تتأخري في العودة".
____________________
'في أقشور'
صف أشرف سيارته في مرآب الفندق ثم تسلق الدرج صاعدا نحو غرفته والوقت ظهرا، فارتفع حاجبيه لا إراديا وعلت وجهه نظرة مستنكرة وهو يلمح سمر جالسة مع شاب في مثل عمره وعلى الطاولة أمامهما حاسوب العمل، وهي تقهقه على نكتة ألقاها الشخص أمامها.
قرون وهمية تشكلت على حاجبيه واتجه بخطوات نارية ليقف خلفهما بغضب هادرا"سمر!"
توقفت عن الابتسام ثم استدارت تنظر له باستغراب من هيأته النارية وقالت ببساطة"آه أشرف، لقد وصلت!" ضيقت عينيها تنظر له لثواني قبل أن تسأله بقلق"هل الجميع بخير!" وقد كانت تقصد شقيقه بالذات، فتحفظت عن ذكره شخصيا لتتفادى التساؤلات التي من الممكن أت يطرحها الشخص الآخر بجانبها.
استشعر قلقها فرد بتجهم"الجميع بخير!" ثم وجه كلامه للشاب، وقد حاولا التحكم في لهجته القاسية النابعة من شعوره بالغضب من الموقف"سيد يوسف، هل كنت تحتاج شيئا!؟"
رد عليه يوسف ببساطة"لقد جئت لأبحث عنك سيد أشرف،غيرت رأيي في بعض التصميمات، فأردت إخبارك في وقت أبكر، لكنني لم أجدك وبما أنك والآنسة سمر تعملان معا، فلم أشأ أن أعود خالي الوفاض"
أومأ أشرف بتفهم ولازال الغضب يسيطر عليه، أو ربما الغيرة هي محركه الأساسي الآن، رد عليه ببرود"سأهتم بالتغييرات التي تريدها بنفسي سيد يوسف، لا داعي لتعذب نفسك بالمجيء إلى هنا"
رد عليه ببساطة"بالعكس، لقد استمتعت بالجلسة مع الآنسة سمر، لديكم مهندسة بحق، تعرف لا تفعله جيدا بالإضافة إلى إلمامها بشؤون التعامل مع الزبائن"
رفع أشرف زاويتي شفتيه مفرجا عن ابتسامة باردة ثم قال بنبرة أشد برودة"جيد إذن سيد يوسف، اعذرنا من فضلك، فقد عدت من السفر للتو واتفقت أنا وسمر سابقا بأننا سنخصص اليوم للتعرف على المنطقة."
همهمت سمر بذهول وهي تشير لنفسها بسبابتها، فجحدها أشرف بنظرة غاضبة ألجمتها، ومد يده ليوسف يصافحه مودعا، فبادله يوسف المصافحة قائلا ببساطة"استمتعا بالأجواء إذن، نلتقي غدا"، وانسحب مغادرا تحت نظرات أشرف الباردة ونظرات سمر الغامضة.
سألته بهدوء" كيف حال مراد!؟"
فبادلها سؤالها بسؤال آخر"منذ متى وهو هنا!؟"
رفعت حاجبها الأيمن باستغراب ثم سألته"هل تقصد السيد يوسف!؟"
أومأ بوجوم فردت ببساطة"لا أدري، قبل قدومك بساعة على ما أظن!"
سألها بانفعال"جلستما وحدكما كل هذا الوقت!"
ضمت ذراعيها لصدرها وهي تنطق بسخرية”لم نكن وحدنا، ألا تسمع زقزقة العصافير!"
هدر بغضب"سمر توقفي عن سخريتك!"
ردت ببرود"أنت من يجب أن تتوقف عن ما تتفوه به الآن!"
نطق بغضب"بل أنت من يجب أن تتوقفي عن التساهل مع الرجال من حولك!"
قاطعته بتهديد وهي ترفع سبابتها في وجهه"انتبه لما تتفوه به يا أشرف، لا أسمح لك بتجاوز حدودك معي"
أبعد سبابتها واقترب منها قائلا بعصبية"عن أي حدود تتحدثين! تلك الحدود كسرتها منذ زمن، ألم تفهمي ذلك بعد!"
دفعت كتفيه بقبضتيها الصغيرتين وهي تهتف بغضب"توقف عن ذكر ذلك في كل مرة!فتجاهلي للأمر لا يعني تساهلي معك يا أشرف إنما احتراما لزمالتنا وصداقتك حديثة العهد بأسامة"
قبض على قبضتيها بإحدى كفيه يوقفها عن الحركة ثم اقترب منها بأنفاس هادرة وسألها بنبرة أهدأ"هل هذا ما يجعلك تتجاهلين الأمر فقط؟"
ردت عليه بنبرة غاضبة وهي تحرك ذراعيها بقوة تحاول تحرير قبضتها"لا أعلم ما يدور في ذهنك ولا كيف تراني ذلك الاعتراف،لكنني سأكرر ما قلته سابقا على مسامعك…لا شيء يجمعني بك شيء غير علاقة الزمالة،فلا تتجاوز حدودك معي ..وإذا كنت تظن أن ذلك يمنحك صلاحية التحكم في حياتي وتصرفاتي فأنت مخطىء..لذلك لا تحاول صب عقدك النفسية علي متظاهرا بالاهتمام والغيرة..فلا أرى سببا لذلك" ارتخت قبضته على كفيها تدريجيا فاستغلت الفرصة وتراجعت خطوتين للخلف وهي ترفع سبابتها في وجهه قائلة بحدة"دعنا لا نتحدث عن هذا مرة أخرى،فلا أريد استنزاف طاقتي على أمر لا يستحق"
ابتلع غصة في حلقه وهو يتأملها من رأسها إلى أخمص قدميها ثم سألها بجفاء"هل تعتبرينني أمرا لا يستحق حقا يا سمر!"
نظرت له بغموض لثواني ثم ردت عليه بنفس نبرته"إذا فهمتها بهذا الشكل فطوبى لك يا أشرف"
وتجاوزته بحدة متجهة إلى غرفتها بعد أن أخذت حاسوبها من على الطاولة، ثم أغلقت الباب بقوة بدون أن تلتفت له تحت نظراته المتأملة لظهرها وهمس لنفسه بهدوء"لقد أفسدت الأمر مرة أخرى يا أشرف"
قطعت غرفتها ذهابا وإيابا بانفعال وهي تردد بغضب"كيف يجرؤ على التدخل في من أحادثهم وهو لا يزال يهمس باسم طليقته أثناء المرض"
كزت على أسنانها بجنون وهي تقول محدثة نفسها"أكرهك يا أشرف،أكرهك" ثم صمتت للحظة وهي تتذكر عمق الكلمة فخفضت نظراتها بعجز هامسة"عن أي كره تتحدثين يا سمر وقلبك كاد يفقد نبضاته قبل أيام وأنت ترينه ممددا على سريره يعاني من مجرد حمى." جلست القرفصاء فتدلى شعرها يغطي النظرة المكسورة والعاجزة التي غزت مقلتيها، وتأملت الأرضية بشرود تام قبل أن يعلن رنين هاتفها عن وصول رسالة، تفقدت هاتفها فكانت الرسالة تحتوي على"ألم تشتاقي لي؟"
انفرجت شفتيها عن ابتسامة واسعة وهي تلمح اسم أسامة على شاشة الهاتف،فاتصلت به مكالمة مرئية فورا واستقبلها بحماس كبير، ثم تبادلا حديثا طويلا عن أحوالهما ولم يشعرا بالوقت إلى أن حل المساء.
شعرت سمر بعصافير بطنها تزقزق من الجوع،فارتدت سترتها تنوي التوجه لمطبخ الفندق بالرغم من انتهاء مدة تقديم العشاء…فتحت الباب فتفاجأت بصحن مغلف بعناية وعلبة عصير وضعا بعناية أمام باب غرفتها وبجانبها كيس بلاستيكي يضم بعض الوجبات الخفيفة التي اعتادت تناولها في العمل،مطت شفتيها بامتعاض تزامن مع استقبالها لرسالة نصية من أشرف مفادها" لم تتناولي عشاءك بسببي، شهية طيبة"
كزت على أسنانها تلقي بوابل من الشتائم في نفسها ثم ردت عليه برسالة مقتضبة"شكرا"
وانحنت تحمل الكيس أولا، ثم الصحن الذي ملأه بالطعام لآخره وعلبة العصير..وضعتهم على المنضدة بجانب سريرها وتأملتهم لثواني تصارع رغبتها الحارقة في الذهاب لغرفته الآن وإلقاء وابل من العبارات عن كونها تعبت من السكيزوفرينيا التي يجعلها تعيشها بسببه..ومشاعرها من بين تحبه وتكرهه، سعيدة وغاضبة منه،ترغب في أن تنسى أنه جرح كبرياءها مرارا وتكرارا ولكنها تعجز عن ذلك..والمؤلم أنها تعيش كل هذه المشاعر في آن واحد…ابتلعت غصة مؤلمة تهدئ نفسها ثم بدأت في تناول طعامها في هدوء تام يزعجه صخب دقات قلبها.
________________________
'بعد أيام'
'في Mariposa’
كان أنس يجلس مع رجل في أواخر الأربعينات، يتناقشان على أمر ما بخصوص. إحدى الإعلانات، اقتربت منهما ثريا بهدوء ثم وضعت محتوى الصينية بحذر على الطاولة وهي تهمس بأدب"شهية طيبة!"
رد عليها أنس بأدب أيضا"شكرا ثريا!"
فرفع الرجل نظراته نحوها وهتف بحماس"هذا ما أبحث عنه!"
ضيق أنس حاجبيه بعدم فهم قائلا"ماذا تقصد بذلك سيد أحمد؟"
وقف أحمد يحوم حول ثريا عدة مرات مركزا على ملامح وجهها بنظرة خبير ثم قال"هذه مواصفات الفتاة التي أبحث عنها من أجل إشهار الشامبو، شابة صهباء بملامح غربية وشعر طويل يبدو صحيا"
نقل أنس نظراته لثريا المرتبكة من نظرات الرجل فقال يجذب انتباهه"لكن ثريا ليست من عارضات الوكالة التي نتعامل معها عادة يا سيد أحمد، ولا أظنها مهتمة بهذا المجال"
سحب الرجل بطاقة عمله متجاهلا اعتراض أنس ثم مدها نحوها معرفا عن نفسه"أقدم لك نفسي، أحمد المسؤول عن اختيار العارضين والممثلين من أجل الإعلانات لفائدة شركة***الأجنبية"
رمشت ثريا عدة مرات تنظر له باستغراب وضيق ثم نقلت نظراتها لأنس الذي أشار لها بأنه سيوضح لها لاحقا وهما يستمعان لثرثرة الرجل الذي بدا متحمسا لأنه وجد أخيرا ما يبحث عنه ولم يسكته سوى اتصال هاتفي طارئ ابتعد ليجيب عنه.
قال أنس موضحا"السيد أحمد، كان يبحث عن عارضة من أجل إشعار للشامبو سيتم عرضه في إحدى القنوات الأجنبية"
استرعت كلمة أجنبية انتباهها فسألته باندفاع"هل تقصد أنه لن يعرض في الشاشات العربية أبدا!"
رد بهدوء"تماما، والمنتج في الأصل ليس متوفرا في الدول العربية"
رمشت عدة مرات تستوعب حديثه، فألقت بأول سؤال طرأ ببالها"ما الأجر الذي سأجنيه من هذا العمل؟"
رفع حاجبيه باستغراب قائلا"هل تفكرين بقبول العرض؟"
هزت رأسها بالإيجاب قائلة"لكن أخبرني عن الأجر الذي سأتقاضاه أولا!"
بحث عن العقد بين الأوراق ثم مده لها قائلا بهدوء واستغراب"العقد يتوفر على المعلومات التي ستحتاجينها"
سحبته من يده باندفاع وبدأت تقرأ بتركيز ما يحتويه ثم توسعت عينيها تدريجيا وهي تقرأ المبلغ وبعملية حسابية بسيطة توصلت لشيء صدمها فهمست بذهول"هذا المبلغ سيسد فواتير المركز بأكملها وسيبقى لي منه القليل" رفعت وجهها لأنس قائلة باندفاع وبدون مقدمات"العرض مقبول"
سأل مستفسرا"هل أنت متأكدة يا ثريا! فكري جيدا قبل أن تقرري"
هزت رأسها نفيا قائلة"لا داعي للتفكير أكثر من هذا! إنه مجرد إشهار لن بتجاوز دقيقتين على الشاشة"
رد عليها قائلا"إنه وجهك يا ثريا، سيعرض للعامة، إذا كنت لا تمانعين ذلك فلتفعليها!"
قاطعهم دخول أسامة من عمله، وقد استغرب وقفتهما فقال"هل حدث شيء؟!"
وقبل أن يجيباه،كان أحمد قد أنهى مكالمته وتقدم قائلا بحماس"ماذا قلت! هل تقبلين بالعرض؟!لقد أنهيت مكالمة مع الفريق ولن يستغرق التصوير أكثر من يوم كامل"
ردت عليه موافقة"حسنا، أنا موافقة"
نقل أسامة نظراته بينهم يشعر بالفضول فقال"عن ماذا تتحدثون!"
رد عليه أنس"السيد أحمد طلب من ثريا أن تكون العارضة الرئيسية في إشهار أجنبي للشامبو"
نظر أسامة لثريا بحدة فتجاهلت نظراته وانحنت على الطاولة تهم بتوقيع العقد، لكنه أمسك كفها يوقفها عن ذلك قائلا بهمس"انتظري! ماذا تفعلين!؟"
نفضت كفها من يده ثم ردت بحدة هامسة"سأوقع العقد، ألا ترى!"
نظر لأنس وأحمد لثواني ثم سحبها من يدها بقوة يجرها خلفه وهي تحاول التخلص من قبضته"اعذرانا للحظة"
هتفت بهمس من بين أسنانها"أسامة، اترك يدي ما الذي تفعله!"
ابتعدا عن المقهى بخطوات فأطلق سراح ذراعها، ورفع حاجبه الأيمن قائلا"هل أنت واعية بالخطوة التي تقدمين عليها!"
دلكت ذراعها بغضب هاتفة"وما شأنك أنت!؟"
علا حاجبه أكثر وهو يردد خلفها"ما شأني!؟" ثم صمت لثواني قائلا بهدوء ظاهري"لو كنت قد نسيت وضعيتك في هذا المجتمع كفتاة هربت من منزلها فدعيني أذكرك بماذا سيحصل لك لو فتحت عائلتك التلفاز بغتة ليجدوا ابنتهم تعرض نفسها هناك"
قاطعته قائلة بانفعال"أنا الوحيدة المسؤولة عن قراراتي وما أفعله بحياتي يا أسامة، ثم إن الإعلان سيعرض على القنوات الأجنبية فقط"
تأمل وجهها لثواني ثم قال بجفاء"إذا كنت تفعلين هذا من أجل المال، فسأقرضك القدر الذي تريدينه"
صاحت بانفعال"بأي صفة!"
كتف ذراعيه لصدره ورد عليها بهدوء"رب عملك! صديقك! جارك! ألا يكفي هذا؟"
قبضت على كفها بجانب وزرة العمل ثم خفضت رأسها لثواني قبل أن تنطق ببرود بدون أن ترفعه"توقف عن التعامل معي كفتاة تحتاج المساعدة طوال الوقت، ولا تتدخل في قراراتي..فعندما أبحرت بسفينتي في اليوم الأول كنت وحدي وسأستمر في الإبحار وحدي إلى أن أصل للبر" صمتت لثواني ثم رفعت نظراتها تنظر لعينيه وأكملت ببرود"أنت لا تعلم سوى جزء بسيط من حياتي فلا تتظاهر بأنك تعرف الكثير عني"
همهم بسخرية أثارت حفيظتها ثم رد عليها بجفاء"معك حق! لا أعلم عنك شيئا، لكنني أدركت للتو أنك ناكرة لجميل من حولك!" استدار يوليها ظهره ثم أكمل ببرود"حظا موفقا إذن!" ثم تحرك تاركا إياها هناك تنظر لظهره بعيون جاحظة وقد ألجم لسانها عن الحديث وجملة ناكرة للجميل يتردد صداها بداخلها.
أغمضت عينيها تأخذ نفسا عميقا ثم دخلت للمقهى عازمة على ما تريد فعله رغما عن أنف الجميع وأنفه تحديدا…
اتخذ أسامة لنفسه مكانا بعيدا عن الطاولة التي يجلس عليها صديقه وأحمد،متظاهرا بالعمل على حاسوبه بينما عينيه لم تتوقف عن ترصد حركاتها،فراقبها وهي تسألهما عدة أسئلة قبل أن توقع العقد بكل بساطة وتبادلت رقم الهاتف مع أحمد.
_________________
'في منزل عائلة قاسمي'
أوقف زكريا سيارته أمام باب البيت فترجلت منها والدته وسميرة وهو أيضا ثم أنزل لينا التي تشبتت بسرواله..فتحت عزة باب البيت مرحبة بهم،فاحتضنتها كل من سميرة وعزيزة بحبور ثم أشارت لهما بالدخول لتستقبلهما نجاة هي الأخرى.
جلست عزة القرفصاء أمام لينا المتشبتة بسروال والدها،ثم تحسست ذراعها بلطف قائلة"ليون،كيف حالك!"
هزت لينا كتفيها ثم اختبأت خلف والدها، فقال زكريا موضحا"إنها تخجل عندما تزور أماكن جديدة"
أومأت عزة بتفهم ثم رفعت وجهها لزكريا قائلة بهدوء"ألن تدخل؟!"
هز رأسه نفيا ثم رد عليها بهدوء وهو يطالعها من علو قامته"سأعود لأقلهم بعد ساعات، بما سأدخل حينها"
أومأت بتفهم ثم سألته"هل ستأخذ لينا معك؟'"
نفى قائلا"لا سأتركها مع أمي لحين عودتي"ثم ربت على شعر ابنته يسألها بحنان"لينا حبيبتي هل تريدين البقاء مع عزة؟"
نقلت عينيها البندقيتين بينهما ثم همست"أزة!" واتسعت ابتسامتها تدريجيا و أخرجت رأسها من خلف ساقي والدها ثم اقتربت منها واحتضنت عنقها هاتفة بحماس"أزة" بادلتها عزة الحضن بحنان ثم قهقهت عاليا قائلة"يبدو أنها تذكرتني للتو!" وقبلت خدها قائلة بحنان"هل تريدين قضاء بعض الوقت معي اليوم"
أومأت لينا بحماس، فوقفت عزة واحتضنت كفها ثم وجهت كلماتها لزكريا بهدوء"سأعتني بها!"
رد عليها وعينيه تتأمل وجهها بغموض"شكرا، سأذهب الآن، إلى اللقاء"
تمتمت"إلى اللقاء" ورفعت كفها تودعه، فقلدت لينا حركتها أيضا واستقل سيارته يناظرهما وابتسامة طفيفة تزين ثغره.
أمالت عزة رأسها نحو لينا ثم قالت بلطف"لندخل!"
________________________
'في منزل عائلة قاسمي'
أوقف زكريا سيارته أمام باب البيت فترجلت منها والدته وسميرة وهو أيضا ثم أنزل لينا التي تشبتت بسرواله..فتحت عزة باب البيت مرحبة بهم،فاحتضنتها كل من سميرة وعزيزة بحبور ثم أشارت لهما بالدخول لتستقبلهما نجاة هي الأخرى.
جلست عزة القرفصاء أمام لينا المتشبتة بسروال والدها،ثم تحسست ذراعها بلطف قائلة"ليون،كيف حالك!"
هزت لينا كتفيها ثم اختبأت خلف والدها، فقال زكريا موضحا"إنها تخجل عندما تزور أماكن جديدة"
أومأت عزة بتفهم ثم رفعت وجهها لزكريا قائلة بهدوء"ألن تدخل؟!"
هز رأسه نفيا ثم رد عليها بهدوء وهو يطالعها من علو قامته"سأعود لأقلهم بعد ساعات، بما سأدخل حينها"
أومأت بتفهم ثم سألته"هل ستأخذ لينا معك؟'"
نفى قائلا"لا سأتركها مع أمي لحين عودتي"ثم ربت على شعر ابنته يسألها بحنان"لينا حبيبتي هل تريدين البقاء مع عزة؟"
نقلت عينيها البندقيتين بينهما ثم همست"أزة!" واتسعت ابتسامتها تدريجيا و أخرجت رأسها من خلف ساقي والدها ثم اقتربت منها واحتضنت عنقها هاتفة بحماس"أزة" بادلتها عزة الحضن بحنان ثم قهقهت عاليا قائلة"يبدو أنها تذكرتني للتو!" وقبلت خدها قائلة بحنان"هل تريدين قضاء بعض الوقت معي اليوم"
أومأت لينا بحماس، فوقفت عزة واحتضنت كفها ثم وجهت كلماتها لزكريا بهدوء"سأعتني بها!"
رد عليها وعينيه تتأمل وجهها بغموض"شكرا، سأذهب الآن، إلى اللقاء"
تمتمت"إلى اللقاء" ورفعت كفها تودعه، فقلدت لينا حركتها أيضا واستقل سيارته يناظرهما وابتسامة طفيفة تزين ثغره.
أمالت عزة رأسها نحو لينا ثم قالت بلطف"لندخل!"
________________________
'في المساء'
غادر الجميع فجلست نجاة بجانب رشيد بهدوء وسألته"هل تشعر بأنك بخير يا حاج رشيد!؟"
أومأ بهدوء ثم اتكأ على عكازته ينوي الدخول إلى غرفته، لكنها أوقفته قائلة بهدوء" حاج رشيد أريد أن أحادثك في شيء!"
نظر لها بعيون جاحظة وقد أصبح يرتبك من أبسط الأشياء بعد موضوع مراد فهمس"خير إن شاء الله"
ابتسمت بهدوء ثم ردت عليه "كل الخير يا حاج!"
جلس بجانبها مجددا ثم همس"ماذا هناك يا نجاة!"
حمحمت تجلي صوتها ثم تأملت وجهه لثواني قبل أن تقول"هناك شخص يريد المجيء لخطبة عزة"
توسعت عينيه ثم استدار ينظر لها قائلا "من!"
ردت بحذر"زكريا صديق أشرف"
ضيق عينيه قائلا باستنكار"من أين جاء هذا الآن!"

نهاية الفصل الخامس والعشرون







فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس