عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-09, 07:32 PM   #8

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أخذت جولي أنبوبة التنفس تحت الماء وقناع الغوص , وأنتعلت حذاء خفيفا لوقاية قدميها وهي تصعد طريق الغابة المؤدي الى الخليج الواقع في الطرف البعيد من الجزيرة , ولم تعد الى المنزل الا بعد الظهيرة بقليل , وفي عودتها دهشت لرؤية زورق رحلات بحري فاخر يلقي مراسيه في البحيرة المتصلة بالبحر , ولم تبد أية دلالات على وجود أحد على ظهره.
جزيرة سوليتير واحدة من مجموعة الجزر المرجانية التي تعرف باسم الغرينادين وهي بدورها جزء من جزر مهب الريح التي تشكل حاجزا بين البحر الكاريبي والمحيط ألأطلنطي.
ولم تكن سوليتير تشبه حتى رأس الدبوس , ولا تستقبل أي زائرين , وقد أدى أزدهار السياحة في جزر الهند الغربية في السنوات الأخيرة الى أقتراب زوارق رياضة صيد الأسماك الى مسافات يمكن أن يلوحوا منها بأيديهم , ولكن الجزيرة كانت تعتبر ملكية خاصة , ولم ينزل اليها أي غريب من قبل.
وكان هذا هو السبب في أن جوناثان أستأجر سوليتير التي تكفل له عزلة الأنتهاك ... وأستبد الفضول بجولي لمعرفة من هذا الذي أقتحم عزلتهم , فبدأت تسرع نحو البيت , ولكنها توقفت قليلا عندما سمعت ضحكة جيزيلا.
ترى هل يكون القادمون أصدقاء لزوجة أبيها؟
جيزيلا تتكتم كل شيء عن ماضيها الى حد عجيب , وكان جوناثان قد ألتقى بها في هايتي حيث كانت تعمل في طلاء وتشذيب الأظافر في فندق غراندلوكس بمدينة برأو يرنس , حيث ذهب لمشاهدة لوحات تيميرا المرسومة على جدران الكاتدرائية الأسقفية بواسطة فنانين من أهل هاييتي ... وكانت الزيارة قصيرة , عاد بعدها مع عروس شقراء لا تكبر ابنته الا بتسع سنوات فقط.
كان كل ما تعرفه جولي عن ماضي زوجة أبيها , هو أن جيزيلا ولدت في جامايكا وأن أبويها توفيا وهي تتحدث الفرنسية والأسبانية ولغة الكربولي بطلاقة...
واقدمت جولي نحو حافة الشرفة , حيث نظرت من خلال فجوة بين شجرتين ... كانت جيزيلا تضطجع برشاقة فوق أحد مقاعد الشرفة الطويلة وقد صففت شعرها المطلي بلون فضي على هيئة ناقوس براق, وأخفت عينيها الأخاذتين خلف نظارة , غير أن جولي أمكنها أن تعرف من حركات شفتيها أنها كانت تمارس كل فنون سحرها على الرجل الذي معها.
كان هو أيضا يضع نظارة داكنة , وظنت جولي لأول وهلة أنه من أبناء جزر الهند الغربية , فقد كانت بشرته لها اللون الأسمر نفسه الذي للعمة لو وهرقل , غير أنها أدركت أنه رغم قصر شعره فأنه ليس من النوع المجعد الذي يتميز به سكان البحر الكاريبي , كان أوروبيا .
ولعلها عرفت أن جيزيلا لم تكن لتتخذ هذا الوضع مع زائر من الملونين , فقد كانت تبدو دائما متعالية مع أبناء العمة لو.
وخرجت جولي من الغابة الصغيرة وقناع الغوص يتدلى من عنقها وأنبوبة التنفس في يدها اليسرى , وعبرت قطعة الحشائش الممتدة أمام المنزل , ثم أرتقت درجات الشرفة ... وما كاد الغريب يراها حتى نهض ورفع النظارة عن عينيه.
كان طويل القامة , في مثل عمر جيزيلا تقريبا , وكانت عيناه تلفتان النظر بلونهما الرمادي الداكن.
قالت جيزيلا وهي تخفي وميضا من الضيق في عينيها :
" جولي , هذا السيد تيرتان".
وقدمتها اليه:
" هذه أبنة روجي يا سيد تيرتان".
ومدّت جولي يدها تصافحه وتقول:
" كيف حالك؟".
" كيف حالك أنت؟".
وقالت جيزيلا في أبتهاج:
" أنها الواحدة تقريبا , ليس هناك وقت كثير لأبدال ثيابك يا عزيزتي".
وأسرعت جولي الى غرفتها بعد أن أعتذرت لهما , وهي تكتم ابتسامة على شفتيها.
وقالت لنفسها , أنها تنوي أذن أن توهمه بأننا أشبه بأختين تماما .
لأن جيزيلا قد أتبعت هذا الأسلوب المصطنع عند وصولها الى سوليتير أول مرة , لكي ترضي جوناثان فقط, فهي لم تكن تهتم حقا بأن تفوز بحب جولي.
عادة تتناول جولي الغداء وهي ترتدي ثوب أستحمامها , ولا تلبس ثيابها العادية الا بعد الغروب.
وعندما عادت للظهور في الشرفة , كانت جيزيلا والسيد تيرتان يتجهان نحو مائدة الغداء.
وشعرت أنهما كانا يتناقشان قبل عودتها حول كرنفال ماردي غراس في جزيرة المارتينيك الفرنسية , وقد أستمرت جيزيلا في حديثها بدون أن تهتم بشرح المكان الذي جاء منه الضيف , أو سبب قدومه الى سوليتير.
ألا أن السيد تيرنان حاول أشراك جولي في الحديث عندما قال:
" عندي عدة للغوص في زورقي , فأذا خطر لي أن أستكشف السلسلة الصخرية بعد ظهر اليوم أي جانب من الجزيرة توصين به يا آنسة تمبل؟".
فرفعت جولي وجهها عن شريحة البطيخ وقالت:
" الجانب الجنوبي , أما أذا تجاوزت الصخور فعليك أن تحترس من التيارات المتضاربة , أنها ليست خطيرة أذا تركتها تحملك , ولكن لا فائدة من محاولة السباحة ضدها".
فأومأ برأسه قائلا:
"أجل , لقد واجهت من قبل مثل هذه التيارات , الواضح أنك غواصة خبيرة".
فتدخلت جيزيلا وكأنها تتحدث عن بنت شقية في الثانية عشرة:
" جولي تعيش في البحر, أليس كذلك يا حبيبتي؟ من المؤسف أنني أعاني بعض الألم في أذني , ولا أستطيع السباحة في الوقت الحالي , أحب القيام بجولة سريعة في زورقك يا سيد تيرتان , فالجو شديد الحرارة بعد الظهيرة , أما أذا أردت أن تقوم ببعض الغوص بطبيعة الحال...".
فقاطعها قائلا:
" يمكنني الغوص في أي وقت , ويسرني أن أصحبك الى عرض البحر , يا سيدة تمبل".
ثم أضاف موجها الحديث الى جولي:
" ربما أحببت المجيء أنت أيضا؟".
" شكرا , ولكنني مشغولة بعد الظهر".
وتدخلت جيزيلا لتقول مفسرة:
" أنني وجولي نقوم بتعليم أبناء طاهيتنا القراءة والكتابة , وبعد ظهر اليوم سيكون دورها لتعطيهم درسهم".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس