عرض مشاركة واحدة
قديم 28-05-23, 06:11 AM   #2

نلوفار

? العضوٌ??? » 489429
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 40
?  نُقآطِيْ » نلوفار is on a distinguished road
افتراضي الفصل الأول

_ الفصل الأول _
'لا تجري الرياح بما تشتهيه السفن '
كم انها عبارة صغيرة و لكنها تحمل مغزي و معني كبير لو فكرنا فيه جيدا.
دعوني اشرح لكم لقد عشت طوال حياتي اسير علي مخطط بسيط، و كنت اظن ان حياتي سوف تستمر كما كنت اخطط لها، و لكن هيهات فلقد دمر ظهوره في حياتي كل شيئ كنت اخطط له، و اسعي له في حياتي،
لقد اقتحم حياتي،و زلزل قواعدها الثابتة.
و عندئذ فهمت معني تلك العبارة الصغيرة جيدا.

*و لكن دعوني اولا اعرفكم علي نفس

_انا زهر الربا 20 سنة
متوسطة الجمال، اكثر ما يميزني هو غمازتين، و خدان حمروان طبيعيا، بشرتي قمحاوية،
قصيرة القامة و لطالما سبب لي قصري عقدة نفسية،
و خاصة مع وزني، ف علي الرغم من اني لست سمينة لكن قصر قامتي مع وزني جعل مني بطة كما يقولون، ههههههههه.
سنة ثالثة طب اسنان، طوال حياتي و انا أؤمن ان والدي ووالدتي يقومون باختيار افضل شئ لي، و لذلك كنت دائما احترم قراراتهم و بما اني الطفلة الوحيدة فذلك زاد تعلقي والدي بي و تعلقي ايضا بيهم.
ففوالدي ووالدتي كان زواجهم زواجا تقليديا، و رغم ذلك بعد زواجهم احب ابي امي بشدة و كذلك امي اصحبت اعشقه بعد زواجهم، و مع تاخر امي في الإنجاب لعدة سنوات اصبح الاقارب يقترحون علي والدي ان يطلق امي او يتاخد زوجة اخري، لكن والدي اصر علي موقفه و حبه لامي ودائما كان يردد انها مشيئة الله تعالى،و بعد طول انتظار لقد جئت الي هذا العالم ليحبوني حبا شديدا، و يفرطوا في حبي و تدليلي و كذلك خوفهم علي من العالم اجمع.
و بسبب ذلك كنت انسانة ضغيفة الشخصية، جبانة بالمعني الحرفي، منطوية علي نفسي، لا يوجد لدي أصدقاء سوي صديقة واحدة مقربة مني ، كانت تحاول دائما ان تشجعني علي المغامرة و التخلص من انطوائي و خوفي و لكن كل محاولتها كانت تبوء بالفشل.
و كم انا نادمة علي ذلك فلو كان لدي الشجاعة لوقفت في وجهه وواجهته و لكان تغير الكثير.

و هكذا تربيت و انا حياتي مقتصرة علي عالمي الصغير و خطتي البسيطة، و هي ان اجعل والدي دائما فخورين بي، و هكذا سارت حياتي كنت متفوقة دراسيا دائما، و حصلت علي درجة عالية في الثانوية العامة مما أهلني لدخول كلية طب أسنان، و علي الرغم من عدم حبي لها، و لكن فرحة والدي و فخرهم بي و هما يقولان للجميع ان ابنتهم سوف تصبح طبيبة دفعني لدخول تلك الكلية من اجلهم، و من اجل ان ارفع راسهم بي دائما، و قد كنت اخطط او بمعني اصح خطط والدي لكي يفتتحا عيادة لي بعد انتهاء الكلية بالقرب من منزلنا، و هكذا كنت اظن اني سوف اظل حياتي اسير علي الطريق الذي يرسمه لي والدي، و اكون الابنة المثالية حتي جاء اليوم الذي سوف تتغير فيه كل حياتي.
اليوم الذي سوف تبدا به حياتي تتخذ منعطفا معاكسا تماما، اليوم الذي تبدأ فيه قصة الجميلة و الوحش قصة حبي أنا و هو، و اه من حبه..........

*في صباح يوم مشرق تستيقظ بطلتنا لتستعد للذهاب الجامعة بعد ان صلت فوضها و علي طاولة الطعام

_الاب ( احمد عبدالجواد)
60 سنة يعمل محامي باحدي الشركات:
صباح الخير على اجمل بنوتة في الدنيا.
زهر الربا بابتسامة جميلة : يا سلام علي الدلع ده كله صباح الفل علي اجمل اب في العالم.
_الام (اميرة) 55 سنة ربة منزل :
يا سلام و بالنسبة لي انا اتنسيت خلاص
_زهر الربا و هي تقبل امها: احنا نقدر انتي الخير و البركة يا حجة صباح الورد و الياسمين.
_اميرة و هي تنظر اليها بمودة : صباح الخير يا حبيبتي
كملي فطارك و جهزي نفسك و عمو رافت مستنيك في العربية عشان يوصلك.
_زهر الربا و هي تطلع اليهم بتردد فهي تعلم ان ما ستقوله سيقابل بالرفض حتما : بابا ماما حبايبي انا عاوزة اتعلم السواقة كتير بنات في سني بيسوقوا عربيات لوحدهم
انا حابة اخد دروس و اتعلم سواقة
و بعد كلامها توفقت و هي تنظر اليهم.
_احمد و هو يحاول ان يتكلم بلطف حتي لا يحزن قرة عينه : حبيبتي انتي عارفة احنا بنحبك قد ايه و نخاف عليكي، و مش بنحب نرفض ليكي اي طلب، لكن موضوع السواقة ده صعب، انتي عارفة حوادث العربيات...
_زهر الربا في عقلها : بدانا فقرة تعداد حوادث العربيات و الشوارع و الزحمة، و قد ايه هما بيحبوني و يخافوا عليا،
نفسي مرة يقتنعو اني مش طفلة و يسبوني اجرب حاجة جديدة.
تستفيق من سرحانها مع نفسها لتستمع الي باقي كلام والدها
احمد : تمام يا حبيبتي احنا اهم حاجة عندنا راحتك و سعادتك في الدنيا.
زهر الربا تنهي المسألة فهي تعلم انهم لم يقتنعوا ابدا بذلك، تحتضن والدها و تقبل يداه و تقول : و انا اهم حاجة في الدنيا بالنسبة لي انكم تكونوا راضين عني.

*و في الجامعة

تتقابل زهر الربا مع صديقتها و رفيقة عمرها الوحيدة،
تدعي حسناء و هي حقا تمتلك حسنا و جمالا كبيرا، و لطالما كانت محط اعجاب من الجميع، بشخصيتها المميزة و جمالها الساحر.
20 سنة في ناس الفرقة و الكلية مع زهر الربا
والديها الاثنين يعملان طبيبان في مجالات مختلفة و ذلك سبب حبها في ان تصبح طبيبة هي ايضا لديها اخ وحيد يدعي ياسين.

*و نعود الي الفتاتين
حسناء : اوه جاية متأخر النهاردة على غير العادة
زهر الربا تنظر اليها بضيق : ابدا كلمت بابا و ماما في موضوع السواقة و كالعادة رفضوا و اتاخرت.
_ حسناء بغيظ من صديقتها التي لا تدافع عن رايها ابدا امام والديها بل تنفذ فقط ما يريدون منها : و طبعا كالعادة مدفعتيش عن رأيك و سكتي و اتقفل النقاش كالعادة بجملة قد ايه هما بيحبوكي.
_ زهر الربا تطلع اليها بقلة حيلة : كنتي عاوزاني اعمل ايه اتخانق معاهم مثلا.
_ حسناء تحاول ان تهدأ لكي تفهم صديقتها : مش لازم يوصل الموضوع للخناق بس كان ممكن تتناقشي معاهم تحاولي تفهميهم وجهة نظرك بهدوء، زهر الربا انتي لازم يكون عندك حياة خاصة بيكي، و اهتمامات و طموحات بعيد عن اهلك و عن اللي هما عاوزينوا.
_ زهر الربا مغلقة للنقاش رغم معرفتها ان كل كلام صديقتها صحيح : شوية تاني و هحاول معاهم تاني. و بعدين السواقة صعبة و هما عندهم حق برضو حوادث العربيات كتير و الموضوع هيكون متعب بالنسبة لي.
_حسناء و هي تشتعل غيظا من صديقتها و سلبياتها : الموضوع مش موضوع السواقة بس، خوفهم الزايد عليكي مضيع عليكي فرصة انك تستمتعي بحياتك،
و الاهم من كده انهم مش سايبين فرصة ليكي ان يكون ليكي حياة خاصة بيكي بعيد عنهم، دايما بتنفذي قرارتهم و بتلغي ارائك الخاصة عشانهم، حتي الكلية انتي طول عمرك نفسك تدخلي فنون جميلة دخلتي طب اسنان عشانهم مع انك بتكرهها، احنا نعرف بعض من واحنا صغيرين ايام الابتدائية، اهلك عمرهم ما سمحوا ليكي انك تروحي معانا رحلة مدرسية بسبب خوفهم و لا تحضري عيدميلاد او حفلة لحد من زميلتنا و لا تروحي اي مكان لوحدك نهائيا.
_ زهر الربا تتهرب من اكمال هذا النقاش الذي تعلم انه لا ينتهي : اوه الحلو اتعصب ايه رايك ننهي المناقشة دلوقتي عشان نلحق المحاضرات اللي علينا يمكن نفلح السنة دي.
_ حسناء بنظرة تحدي : بس برضو هفضل وراكي لغاية ما اغير شخصيتك السلبية دي و خليكي سوبر وومن زي كده
_ زهر الربا بضحك علي صديقتها المجنونة: ماشي يا سوبر وومن هتفوتنا اول محاضرة و العميد هيطردنا شر طردة

*و بعد انتهاء اليوم و في السيارة ركبت حسناء مع زهر الربا لكي توصلها الي منزلها بسبب عطل سيارتها.

حسناء : بصي بقا خطوبة ياسين بكرا انتي عارفة، و لازم تقنعي الحج و الحجة انك هتيجيلي بدري عشان نجهز نفسنا سوا و الكوافير اتفقت معاها تجيلي في البيت تجهزنا سوا.
( ياسين يكون اخ حسناء الاكبر و اخاها الوحيد 30 سنة مهندس يعمل في شركة معمارية كبري)
زهر الربا بتردد : تمام هقولهم و هحاول معاهم انهم يوفقوا و ربنا يسهل.

*في منزل زهر الربا مساء، و هي تفكر كيف تطلب من والديها ان تذهب غدا مبكرا الي منزل حسناء، فالمفترض انها سوف تذهب مع والديها في وقت الخطوبة،
و هنا فكرت في الكلام مع والدتها اولا و هي تتكفل باخذ اذن لها من والدها.
_ زهر الربا و هي تطرق باب غرفة حجرة والديها : ادخل ادخل يا مرمر
_ اميرة و هي تنظر لقرة عينها الوحيدة مبتسمة: مرمر كمان ايه الدلع ده يبقا الموضوع فيه طلب
_ زهر الربا و هي تنظر لامها بحب التي لاتستطيع ان تخفي عليها شيء : بحبك و انتي كشفاني عاوزة بكرا اروح بيت حسناء بدري هنجهز نفسنا سوا للخطوبة و هنروح للقاعة سوا.
_ اميرة و هي تنظر لابنتها و تفكر، انها تعلم ان ابنتها تضغط علي نفسها دائما من اجل ان يكونوا سعداء حتي لو علي حساب سعادتها ،و كما تعلم انهم سبب الرئيسي فضعف شخصية ابنتهم ،وكم حاولت مع زوجها ان يترك لابنتهم مساحة من الحرية قليلا لكن كانت تتلاقى الرفض منه دائما .
تنتبه عندما تنادي عليها زهر الربا عندما وجدتها سرحانة في تفكيرها .
_اميرة بود : تمام انا موافقة اهم حاجة الفون دايما في اديكي عشان اتصل عليكي كل شوية اطمن عليكي و بابا متقلقيش منه انا هقنعه.
_ زهر الربا بفرحة فهي لا تصدق موافقة والدتها : شكرا خالص يا اجمل ام في الوجود و قبلتها ،و خرجت مسرعة حتي تهاتف حسناء حتي تبلغها بموافقة والدتها.
_ اميرة و هي تنظر الي فرحة ابنتها البالغة بمجرد موافقتها داعية لله ان بديم فرحة ابنتها دائما، وان لايجد الحزن طريقا لذلك الوجه البرئ.
_ زهر الربا تتحدث مع حسناء علي الهاتف و هي سعيدة : خلاص اتفقنا هجيب معايا الفستان اللي هلبسه في الخطوبة.
_ حسناء بذهن مشغول : تمام يا حبيبتي .
_ زهر الربا تستغرب من ضيق صديقتها الغريب : مالك يا حسناء دي خطوبة اخوكي الوحيد بكرا، يعني المفروض تكوني مبسوطة و خاربة الدنيا دلوقتي.
_ حسناء بجدية و ضيق : قلقانة يا زهرة من الخطوبة دي، العيلة اللي هيناسبها ياسين غنية جدا و من مش مستوانا، و غير كده انه هيناسب اخت مديره في الشغل،
و ما اداركي ما مديره بقا انسان همجي مبيعرفش يتفاهم غير بالسلاح بيشوف الاشخاص عبيد عنده متكبر و مغرور.
_ زهر الربا بدهشة : ايه يا بنتي كل ده معقولة يا بنتي في انسان كده.
_ حسناء بتاكيد : و اكتر لما روحنا نتقدم لاخته حرفيا عاملنا كانه يتنازل و يتواضع و بيوافق علينا، و المفروض اننا نحمد ربنا الف مرة في اليوم علي موافقته،
و انه مستعد يعمل اي حاجة لو اخته اضايقت او زعلت في يوم من الايام، ده كان ناقص يرفع علينا مطواة،
بصي مش مهما حكيت لك عنه مش هتتخيليه غير لما تقابليه و تشوفيه .
زهر الربا بخوف من مجرد الفكرة انها تقابل شخص مثله : لأ متخوفنيش و انا هقابل شخص زيه ليه يارب مقابلوش ابدا طول حياتي
و مع الاسف ان تلك الدعوة لن تتحقق
ففي النهاية ليس كل ما يتمناه المرء يدركه
_ زهر الربا باستغراب و حيرة : و ايه اللي يخلي اخوكي يناسب شخص زي ده و يبقا جوز اخته مش خايف على نفسه.
_ حسناء : الفلوس و الثروة اللي عند اخوها و كمان وضعه هيتحسن في الشركة و هيتغير كل ده اغروه، و علي الرغم من عدم موافقة بابا و رفضه الشديد انه يناسب الشخص ده، لكن ياسين اصر علي رايه، و مقدرناش نغير رايه.
_ زهر الربا بحزن علي ضيق صديقتها : حبيبتي متقلقيش، باذن الله ربنا هيكتبله الخير، و هيكون مبسوط في حياته، و يبعد عنه الانسان ده
_ حسناء بهدوء و هي تتمني ان يستجيب الله لدعوات صديقتها : يارب يا زهر الربا

* و بعد انا انتهت من محادثة صديقتها و استعدت لكي تنام، اخذت تفكر هل كانت تبالغ صديقتها في وصفه عل هناك انسان سئ حقا لتلك الدرجة،
و عندئذ لا تعرف لماذا خطرت علي ذهنها قصة الجميلة و الوحش، و اخذت تفكر من هي تلك المجنونه التي قد ترتبط بشخص مثله، لابد ان التي سوف ترتبط بيه تكون تكره حياتها و مستغنيه عنها.
و هكذا ظلت في أفكارها حتي استغرقت في النوم.

* و أثناء نومها حلمت حلم غريب، حلمت انها في غابة كبيرة موجودة وحيدة ليس معاها احد، و ظلت تنادي على والديها و لكن لا يرد عليها احد، حتي ظهر ذئب كبير امامها بعينين خضراوتين كحدائق الزيتون ذات مظهر مخيف و هيبة كبيرة، اخذ ينظر في عينيها بنظرة عجزت عن تفسيرها، و ما ان راته حتي بدات تصرخ بصوت عالي و تركض حتي لا يمسكها.

حتي استيقظت و هي تصرخ باعلي صوتها و كل ما تفكر فيه هي تلك العينين الخضراوتين التي اسرتها.


نلوفار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس