عرض مشاركة واحدة
قديم 01-06-23, 08:12 PM   #344

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,085
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

بغداد ظهرا

- عمتي انا فعلا لا احتاج لهاتف محمول صدقيني
قالتها زينة الحياة وهي تسير مع عمتها في الشارع متوجهين نحو السوق القريب من حيهم ... اليوم قررت عمتها ان تشتري لها هاتفا محمولا عندما لاحظت بانها تقضي اغلب الوقت تشاهد الافلام العربية والمسلسلات على اليوتيوب ... لذلك طلبت منها ان ترتدي فستانها الذي اهدته لها الخالة نرجس وتستعد للمغادرة .... قالت بلا مبالاة وتوبيخ :
- اشش يا بنت كيف لا تحتاجين ؟ ثم انا لا افهم كيف للان بنت بعمر التاسعة عشر لا تملك هاتفا خاصا بها اين هو عقل والدتك ؟
ثم اردفت بسخرية وهي تعدل حزام حقيبتها :
- اوه نسيت والدتك مشغولة بعالمها الخاص هي ليست بحالك لكي تلتفك لك وتشتري ما تحتاجينه !
القت نظرة سريعة عليها واكملت بعدم قبول :
- اتعلمين .... قسما بالله حتى ملابسك هي الاخرى تحتاج الى تغيير
همست زينة بحرج وهي تزيغ حدقتيها هنا وهناك في الشارع خشيه ان يسمعها احد قريب :
- مابها ملابسي يا عمة ؟!
ضحكت عمتها ضحكة صغيرة وملتوية بسخرية ثم اجابت :
- مابها ؟ بربك اهذه ملابس تلك التي تملكها فتاة شابه بعمرك ؟ اكبر من حجمك بثلاث مرات ؟
اضافت بضيق :
- حتى عمتي فضيلة الله يرحمها كانت ترتدي فساتين راقية افضل منك
صمتت زينة بكآبة وهي تنزل عينيها ارضا محدقة في الاسفلت الباهت بحزن .. ربما كلام عمتها صحيح فوالدتها تتعمد ان تشتري لها ملابس فضفاضة بشكل كبير ... كبير جدا حتى في بعض الاحيان تشعر وكأنها ستغرق بها .. كما انها فرضت عليها الحجاب وهي بأول سنة لها بمرحلة الاعدادية ... في البداية كانت رافضة لكنها فيما بعد احبته وتعودت عليه .... قالت عمتها بتصميم وإصرار :
- اليوم ساشتري فساتين مثل هذا الذي ترتدينه .... الله يرزقها الجنة ام ميثم لولاها لما انتبهت على طريقة لبسك المخزية
ايضا لم ترد بل اطبقت شفتيها بخجل ... وبينما كانوا يتوجهون نحو الشارع العام مشوا قريبا من مكان عمل صيب الاخير الذي كان يقف فوق الرصيف بيديه وملابسه الملطخة بالشحوم السوداء .... وما أن رأهم حتى وقطع عليهم الطريق واقفا قبالتهم وهو يقول :
- السلام عليكم .
اجابت عمتها مبتسمة ببشاشة :
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... اهلا صيب كيف حالك ؟
اجابها وهو يلقي نظرة خاطفة نحو زينة التي كانت اليوم جميلة جدا .. أجمل من أي وقت مضى ... لم تكن تضع اي مساحيق للتجميل على وجهها ... لكن رغم ذلك كانت فاتنة بعينيه .... خاصة وهي ترتدي هذا الفستان الذي ابرز لون بشرتها الصافية اكثر ... وجعله ينتبه لجسدها الشاب المعتدل ... لم يكن الفستان ضيقا ابدا لكنه كان على مقاسها بالضبط وعلى غير العادة :
- بخير عمتي ... الى اين العزم ان شاء الله ؟!
قالت عمتها بلا مبالاة :
- سنذهب الى السوق لدينا بعض الحاجات المهمة نود شرائها .
أومأ مجيبا وهو يمسح كفيه ببنطالة ... يحاول أن يبدوا طبيعيا وغير منزعج من عدم ردها على سلامه ... مابها ؟ أتراها للان حاقدة عليه بسبب ما قاله لها بشأن نادم ؟
- ثواني .. سأذهب واحضر سيارتي لأوصلكم للسوق بنفسي .
قالت عمتها بسرعة وهي تحاول ايقافه :
- انتظر يا ولدي لا داعي لتتعب نفسك نحن ..
قاطعها بلهجة حازمة وهو يبتعد عنهم خطوتين :
- لا مجال للرفض انتظروني سأعود حالا .
وما ان ابتعد عنهم قليلا حتى التفتت العمة سهام ناحيتها وقالت بعتب :
- لما لم تردي على سلامه يا زينة ؟
كورت شفتها بعبوس وقالت :
- لا ارتاح له عمتي !
تنهدت الاخير مجيبة إياها بلطف :
- عيب ياروح عمتك ليس هذا ما تربيتي عليه يا زينة ... في المرة القادمة عندما يسلم عليك ردي من باب الادب والمجاملة فقط ... حسنا ؟!
أومأت مرغمة وهي تفكر بسرها ... آه ترى لو تعلمين ما قاله عني وكيف نعتني بالباردة المغرورة وكيف هجم عليّ في السيارة غاضبا من موضوع نادم .. هل ستظلين تحبينه وتدافعين عنه كما تفعلين الان ؟!!
بعد مرور دقائق قليلة وقف صيب بسيارته امامهم جلست العمة في المقعد الامامي بينما اتخذت هي مكانها الذي تعودت عليه .... قاد السيارة بهدوء وهو عاقد الحاجبين كل دقيقة تمر كان يتنهد بحسرة ... كانت تشعر بنظراته التي يرمقه ناحيتها بين حين واخر .... ادعت عدم الاهتمام وهي تحدق في النافذة بثبات ... يبدوا وكأن عمتها شعرت به إذ سألته بفضول وهي تنظر له مركزة :
- ما بك يا صيب ؟ وكأنك لست على مايرام هل هناك شيء ما يشغل تفكيرك ؟
تأفف صيب وهو يدور بسيارته بشارع فرعي ثم اجابها بكآبة :
- اجل والله يا ام غائب هناك مولدة اتعبتني بعطلها الذي لا اعرف كيف اصلحه
ابتسمت عمتها ببرائة وقالت :
- لما لا تبيعها وتستبدلها باخرى افضل منها ؟
اعتدل صيب بجلسته مركزا نظراته على الطريق وأجابها برفض :
- كيف ابيعها وهي بالفعل جديدة ؟ ثم انا احببت هذه المولدة كثيرا اشعر وكانها ارتبطت بروحي ... لا ... لا مجال لبيعها او استبدالها ابدا .
هزت العمة سهام رأسها وقالت :
- اها انت ادرى بها .... الله يقدرك على تصليحها يا ولدي
اجاب بحرقة مبالغ بها :
- الله يسمع منك ويهدي هذه المولدة لتطيعني وتسير بانتظام معي
ثم اضاف بمسكنة لم تكن تليق به مطلقا :
- ادع لي دائما بالله عليك يا ام غائب والله اني مسكين وفقير
ضحكت عمتها واجابت بصدق :
- ادعي لك دون ان تطلب يا صيب ... انت ولدي الذي ربيته منذ كنت صغيرا لا تنسى ذلك ابدا
أومأ مبتسما براحة ثم اكمل باقي الطريق بصمت مطبق وقبل نزولهم للسوق قالت عمتها متذكرة :
- اه صيب قبل ان انسى غدا تعال لمنزلي اريدك لامر ضروري ومهم جدا .
أجابها بحماس ولهفة :
- من عيوني يا عمتي منذ الصباح الباكر ستجديني واقف امام الباب
- اجابت عمتها ضاحكة :
- سأكون بانتظارك مع الفطور الذي تحبه
أومأ مجيبا قبل ان يحرك سيارته ويختفي من امامهم
- أن شاء الله .
كانت رحلة السوق ممتعة جدا ... ممتعة لدرجة جعلتها تنسى حزنها الذي كان يرافقها طوال الايام الماضية .... استغرق رحلة التسوق ساعتين تقريبا .... ساعتين من الابتسامة الواسعة التي لم تفارق شفتيها ابدا ....أول مرة تشتري فساتين على ذوقها دون ان تتعرض لقرصة او عضة شفة متوعدة من والدتها حين كانت تعارض او تتوسل لتختار فستانا او قميصا يعجبها .. وبالنهاية كانت رائي وذوق والدتها هو من يفوز دائما .... اشترت ثلاث فساتين بالوان جميلة وشبابية ... كما اشترت لها وشاحين و حذاء جميل جدا ... احبته كثيرا .. ذكرها بحذاء سندريلا ... والاجمل من كل ذلك هاتفها المحمول الذي ما ان امسكت صندوقه بيديها حتى شعرت وكانها ستطير من شدة سعادتها ... كادت ان تبكي امام صاحب المحل الخاص ببيع الهواتف ... طوال طريق العودة لم تكف عن شكر عمتها ابدا ... الاخير التي كانت تبتسم لها بحنان وامومة افتقدتها من انسانه كان من المفترض ان تكون امها التي انجبتها ... وصلو للمنزل مع آذان العصر مباشرة ... دلفت للصالة مبتسمة ... لكن ما أن رأت الشخص الجالس يتبادل الحديث مع عمها جابر حتى اختفت ابتسامتها السعيدة وعاد الحزن يخيم وجهها ...
.....................

يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة كرم ; 11-05-24 الساعة 09:56 PM
كلبهار غير متواجد حالياً  
التوقيع
اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة *

https://www.rewity.com/forum/t483312.html
رد مع اقتباس