عرض مشاركة واحدة
قديم 17-07-23, 09:41 PM   #175

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

للعشق قيوده الخاصة
الجزء الرابع
من أسير عينيها
حلقة خاصة
¤¤¤¤¤¤¤¤
أمام غرفة العمليات يقف يجوب المكان ذهابا وإيابا صرخاتها لا تتوقف وقلبه يكاد يتوقف من القلق ، أليس هو طبيب النساء الماهر الذي يتباهى بذلك لما لا تكاد تحمله قدميه إذا ، لم يقدر على الدخول إلى غرفة العمليات حتى ، تهاوى على المقعد جوار الغرفة الجميع حوله ولكنه يشعر بأنه وحيد خائف من خسراتها كما خسر والدته لن يتحمل تلك الخسارة أبدا ، التفت جواره حين شعر بيد أبيه تربت على كتفه نظر إليه خائفا ليبتسم خالد يطمئنه يغمغم مبتسما:
-هتبقى كويسة ياض ما تخافش انشف كدة شوية
تنهد قلقا مال برأسه بستند إلى كتف والده ليسمع صوته يطمأنه مترفقا:
-هتبقى كويسة يا حبيبي ما تقلقش
ارتسمت ابتسامة بسيطة على ثغره تأخذه ذاكرته إلى ما حدث قبل سنة أشهر
Flash back
بعد عودتهم من أسيوط بأسبوعين فقط ، بدأ يلاحظ تغيرات غريبة على سارة ، تميل للنوم كثيرا ، تتقزز من عدة أطعمة ، تشعر بالكسل بشكل دائم بواقع خبرته أستشف ما بها ولكنه حاول أن يكذب حدسه سارة لا تزال على اتفاقهم المبرم لن تحمل قبل أن تنهي جامعتها وهي الآن في سنتها الرابعة لا يزال أمامها عامين كاملين ، وهو يأخذ كافة الاحتياطات اللازمة حتى لا يحدث حمل في هذه الفترة
في أحد الأيام بعد يوم عمل طويل مرهق دخل إلى الغرفة لم يجد لها أثر ولكنه سمع صوت مياه المرحاض ارتمى بجسده إلى الفراش يمسح وجهه بكفيه متعبا ، انتبهت حواسه حين سمع صوتها تتقئ هب من مكانه سريعا يتوجه صوب المرحاض أدار مقبض الباب ليدخل إليها رآها تميل إلى الحوض تتقئ بعنف لولا دخوله لكانت سقطت أرضا ، أسرع يمسك بها يُسندها يبعد خصلات شعرها عن وجهها ، ما أن انتهت فتح صنبور المياه ينظف وجهها بخفة ، أغلق الصنبور حاول أن يدفعها برفق لتتحرك فشعر بها ستسقط ليميل يحملها بين ذراعيه متوجها إلى فراشهم وضعها برفق على سطحه ، ضيق عينيه ينظر لقسمات وجهها الشاحبة يغمغم مترقبا :
-والله شكلك حامل ، أنا شاكك بقالي مدة وبقول لاء بيتهيئلي

ابتلعت لعابها مرتبكة ، ربما تكون حامل حقا ولما لا التغيرات التي تشعر بها مؤخرا لم تطرأ عليها قبلا ، تلك الأعراض تعرفها أخذتها في أحدى محاضرات النسا في الجامعة ... أجفلت على جملة حسام وهو يقول :
- أجيب شنطتي وأكشف ولا هتتكسفي أخدك لعيادة دكتورة
شعرت بالحرج من الفكرة قبضت كفيها على ملابسها تغمغم متوترة:
-لاء نروح عيادة دكتورة
اومأ لها يتحرك إلى دولاب ثيابها أخرج ملابس نظيفة لها يضعها على فراشها التفت إليها يغمغم :
-البسي على ما اتصل بدكتورة زميلة اشوفها في العيادة ولا لاء هستناكي في العربية

اومأت له مرتبكة ، بدلت ثيابها دقات قلبها تقرع بعنف ... خائفة من أن تكن بالفعل تحمل في طفلهم ويغضب حسام لذلك ابتلعت لعابها تشرع في ارتداء ملابسها إلى أن انتهت .. نزلت إلى أسفل المكان كان هادئ الجميع لا يزال في العمل عمها وزوجته ولينا لم تأتِ إلى الآن وربما لن تأتِ هي وزيدان والطفلين اليوم لا أحد يعلم ، توجهت للخارج حيث ينتظرها في سيارته جلست جواره مرتبكة دقات قلبها تتسارع بعنف تفكر في شئ واحد رده فعله أن كانت بالفعل تحمل في طفلهم هل سيغضب ، لا بالطبع لن يفعل أليس كذلك؟!
طال الطريق بهما إلى أن وصلا أمام عمارة سكنية يعلو طابقها الثالث لافتة كبيرة كتب على سطحها اسم الطبيبة ، طلب منها النزول فتح الباب المجاور لينزل وتتبعه هي ، أمسك بكف يدها يتحركان للداخل استقلا المصعد للطابق الثالث حيث تنتظرهم هناك ، حين دخلا كانت العيادة مكتظة، توجه لمكتب السكرتيرة يتحدث معها لبضع لحظات ، قامت الفتاة من مكانها توجهت صوب غرفة الكشف غابت لثوانٍ وحين عادت نظرت لهم تغمغم مبتسمة:
- اتفضل يا دكتور حسام ، دكتورة سمر في انتظارك
أمسك حسام بيدها يتحركان إلى الغرفة ، دخلا هناك ، أول ما قابلها كانت فتاة تقريبا في أواخر العشرينات سمراء البشراء عينيها واسعة ترتدي حجاب أزرق نِيلي ملامح وجهها بشوشة هادئة تبعث شعور جيد بالاطمئنان ، تقدمت الطبيبة منهم تصافحهم تغمغم مبتسمة :
- اهلا وسهلا يا دكتور حسام ، مدام سارة مش كدة اتفضلوا
ابتسمت متوترة تجلس أمام حسام على المقاعد المجاورة لمكتب الطبيبة ، فركت يديها متوترة حين بدأ حسام يحادث الطبيبة يخبرها بالأعراض التي أصابتها مؤخرا وهي تستمع صامتة مرتبكة اجفلت حين وجهت الطبيبة حديثها إليها تغمغم مبتسمة :
-اتفضلي معايا يا مدام سارة
اومأت لها متوترة تركت حقيبة يدها على مقعدها ، تحركت خطوتين لتنظر خلفها ترى هل يتبعها حسام لتراه لا يزال يجلس مكانه ، تحركت صوب الفراش ما أن تسطحت عليه وجدت حسام جوارها ، توسعت حدقتيها مذهولة كيف أتى إليها بتلك السرعة دون أن تلاحظه ، ابتلعت لعابها حين بدأ يرفع أطراف سترتها إلى منتصف بطنها تقريبا ومن ثم بدأ يضع مادة باردة تعرفها ، أفسحت له الطبيبة المكان ليجلس هو مكانها ، ضبط نظارة عينيه الشفافة يحرك الجهاز على محيط بطنها بالكامل لحظات وبدأت الصورة تتضح من المؤشرات التي بدأت تتضح أمامه شيئا فشئ أن الجنين تجاوز شهره السادس ، كيف دون أن يشعر؟! ، أجفل على صوت الطبيبة الواقفة خلفه تغمغم ضاحكة:
-الجنين عدى شهره التالت يا دكتور ، واضح أن المدام حملها هيبقى هادي ، مبروك يا مدام مبروك يا دكتور
شعر بالضيق من فكرة أنها كانت تعلم ولم تخبره ، هل ظنته سيكره الطفل مثلا ابتسم للطبيبة التي طلبت منه ضاحكة :
-ممكن بقى تسيب السونار بتاعي وتتفضل تستنانا برة شوية على ما اخلص كشف مع المدام
تحرك يخرج من الغرفة دون أن ينطق بحرف يعبر لها عن سعادته بالخبر ، لتترقرق الدموع في مقلتيها ، أغمضت عينيها تمسح دموعها سريعا حين شرعت الطبيبة تكمل الفحص ، طوال فترة الفحص وتلك الفتاة لا تتوقف عن التحدث معها أما هي هناك تفكر فقط في رد فعل حسام الغريب ، حسام لن يؤذي الطفل هي على أتم ثقة من ذلك ولكن هل سيغضب منها ، هل سيظنها خدعته؟ تقسم أنها لم تكن تعرف به سوى الآن صحيح أنها كانت تشعر ببعض الأعراض ولكنها كانت تتجاهلها تظن أن عقلها يوهمها فقط ، أجفلت على صوت الطبيبة تمازحها :
- أنتِ ساكتة على طول كدة على العموم إحنا خلصنا ثواني انادي دكتور حسام

زفرت حانقة ما بال تلك الطبيبة تتحدث عن زوجها بابتسامة عريضة وكأنها زوجته الثانية مثلا ، قامت تعدل ثيابها لتتحرك الطبيبة إلى الخارج غابت لحظتين لتعود وهو خلفها ، تحركت الطبيبة إلى مكتبها توجه حديثها لها وله :
-طيب الجنين تقريبا عمره 3 شهور ، دي أدوية وفيتامينات كويسة جداا ، مع أني المفروض والله ما اكتبهاش ،جوزك أستاذنا .. بص بردوا على الروشتة يا دكتور

التقط حسام الورقة من يدها ينظر لما خطته على سطحها يهمهم قبل أن يعيد لها الورقة يغمغم بابتسامة بسيطة :
- ضيفي فيتامين (.........) دا كويس في بداية الحمل
اومأت له الطبيبة تخط ما قال سريعا على سطح الورقة ، وهي تكاد تنفجر من الغيظ من تلك الطبيبة السخيفة والقلق من رد فعل حسام الغير مفهوم ، نظرت للطبيبة من جديد حين غمغمت :
-أشوفك بعد أسبوعين ، بإذن الله هنتابع مع بعض طول فترة حملك لحد الولادة يقوم بيها دكتور حسام بقى ولا ايه يا دكتور
وضحكت لتزفر سارة حانقة فاض كيلها من تلك الفتاة لتهب واقفة تنظر اليها في حدة قبل أن تتحرك وتغادر الغرفة ، حمحم حسام محرجا يعتذر عما حدث أخذ منها الورقة ليتحرك يلحق بزوجته المجنونة رآها تمكث في سيارتهم تنتظر قدومه ، فتح الباب يدلف جوارها ... ظلا على هذا الحال عدة دقائق هو صامت وهي أيضا ، يقبض بيديه على عجلة القيادة جسده به رجفة متتالية لذيذة يعكر صفوها غصة في حلقه هل كانت تعلم طوال تلك المدة وتخفي الأمر أو تخدعه ، التفت إليها يسألها بهدوء :
- أنتِ كنتِ عارفة ؟
التوت ابتسامة ساخرة على شفتيها تحرك رأسها بالنفي قبل أن تلتفت برأسها إليه تغمغم محتدة :
-لاء ، لتكون فاكر إني كنت مخبية عليك ولا حاجة ، عامة لو أنت مش عاوز الطفل دا ، أنا عوزاه ومستحيل هستغني عنه أبدا

ارتفع حاجبيه اندهاشا ، سارة باتت تهذي ، موجة من الدراما لا داعِ لها إطلاقا ،ضحك مدهوشا يردف:
- ايه يا سارة الدراما دي ، أفلام أوي هو إحنا متجوزين عرفي يا بنتي ، أنا بس بسألك ، دا ابني أو بنتي وأنا طبعا مبسوط بيه

هنا انحدرت دموعها لتلتفت بجسدها إليه تصرخ فيه بحرقة :
- مش باين عليك يا دكتور ، أنا كنت خايفة لابقى حامل من رد فعلك ، وزي ما توقعت ما ابتسمتش حتى ، خدت بعضك وخرجت من غير حتى ما تقولي مبروك ، أنا عارفة أنك مش عاوز أطفال وصدقني أنا كنت ماشية على الاحتياطات كويس أوي بس دي إرادة ربنا اعترض بقى ، صدقني يا حسام لو حاولت تأذي ابني ه
ظل صامتا إلى أن وصلت لذلك الجزء التي تتحدث فيه عنه وكأنه وعد دنئ سيسعى لإيذاء طفل صغير ، هو من يخرج من أرحام الأمهات كل يوم حياة جديدة ، سيؤذي طفله الصغير ، رفع يده يصفعها على فمها بخفة لتصمت ، شهقت مدهوشة مما فعل ليأتي دوره هو حين صاح فيها:
-عارفة لولا إني عارف لغبطة الهرمونات اللي عندك ما كنش هيبقى قلم خفيف على بوقك عشان تخرسي ، مين قالك أن أنا مش عايز أطفال ، أنا شيلت على أيدي وجوا حضني ما يقلش عن ألف طفل بقالي سنين دكتور ، من يوم جوازنا وأنا نفسي تحملي بس كنت بصبر نفسي بأني ما ينفعش احط حمل زيادة عليكِ. كنت حاسس بالذنب ناحيتك عشان سنك الصغير لما اتجوزنا ، كنت عايزك تعيشي حياتك على قد ما تقدري تركزي في دراستك ، تنجحي
أنا هتعب في ايه ، سنين وأنا نفسي في طفل بس بقول لنفسي اصبر يا حسام هانت ، هانت
لكن في الآخر تتهميني إني معارض إرادة ربنا وأن أنا هأذي اللي في بطنك ، يبقى تروحي عند أبوكِ لحد ما عقلك يرجع لراسك وبعدين نشوفلها حل

توسعت حدقتيها تزداد اتساعا مع كل كلمة يقولها ، أخفضت رأسها تبكي بصمت؛ ليتحرك هو بالسيارة وقف أمام صيدلية كبيرة نزل وتركها في السيارة ، دخل إلى الصيدلية لتفتح الباب المجاور لها ، تحركت إلى مقهى صغير أمامها كانت تشعر بالاختناق تريد بعض النسيم ليخفف ما بها من ألم
خرج حسام من الصيدلية بعد أن جلب الدواء تحرك إلى السيارة ما أن فتح الباب شخصت عينيه فزعا حين لم يجدها القى الدواء داخل السيارة يرفع رأسه يبحث عنها مفزوعا ليتنفس الصعداء حين رآها هناك في المقهى المقابل له والنادل يقف جوارها يأخذ طلبها ، اقترب منه سريعا ، يجذب المقعد أمامها جلس يتنفس بعنف نظر للنادل يغمغم :
-اتنين برتقال
رحل الأخير ؛ لينظر حسام إليها تنهد بعمق يغمغم حانقا :
- حرام عليكِ قلبي كان هيقف ، أنا ....
قاطعته قبل أن يكمل حين أمسكت بكف يده فجاءة فصمت ينظر لوجهها ، شعر بوخزة حادة تنقر داخله حين رأى وجهها الباكي منذ متى وهو المتسبب في تلك الدموع وذلك الخوف الساكن هناك داخل حدقتيها ، تنهد بعمق في حين همست هي حائرة :
- أنا ما كنش قصدي اللي فهمته ، أنا متلغبطة ومتوترة وخايفة وأنت المفروض تبقى عارف دا ، رد فعلك لما شوفت الجنين خوفني أكتر ، ما ابتسمتش حتى يا حسام ، أنا عارفة أنك مستحيل تأذيه ، ما كنش قصدي اقول كدة أنا بس متلغبطة والله
حمل مقعده يقترب منها جلس جوارها يحتضن كفها بين يديه يحاول أن يجعلها تهدأ ليتنهد بعمق يردف:
-مش أنتِ بس اللي متلغبطة يا سارة أنا لما شوفت الجنين في السونار ، جسمي كله اتنفض بقيت مش مصدق ، قلبي كان هيقف من الفرحة ، يمكن أن اللي كنت بفكر فيه ونغص عليا فرحتي لما لقيت الجنين عمره يزيد عن 3 شهور أنك تكوني عارفة وخبيتي عليا ، خوفا مثلا إني ااذي ابني يا سارة ، صدقيني أنا مبسوط وسعيد أكتر مما تتخيلي ، وعارف كويس حالة اللغبطة اللي أنتِ فيها والا كنت علقتك على سقف العربية على الهلفطة اللي قولتيها دي ، دا أنتِ خلتيني دراكولا يا شيخة

بالكاد ابتسمت ليلف ذراعه حول كتفيها يقربها منه يقبل قمة رأسها بعمق يهمس لها سعيدا :
-مبروك يا حبيبتي ، بس على فكرة بقى أنا مش مسامحك ، يبقى جوزك دكتور طلعان عين أهله مع العيلة كلها ورايحة تكشفي برة يا شيخة

عند تلك النقطة انتفضت بعيدا عنه تكشر عن أنيابها تغمغم حانقة:
-فكرتني بقى ، البت الملزقة اللي كل خمس ثواني يا دكتور حسام وهيهيهيهيهي دي مش هنروح عندها تاني

ضحك عاليا يغمزها بطرف عينيه يتشدق مستمتعا :
-لاء يا روح قلب جوزك ، ما أنتِ مش هتكشفي عند حد تاني ، أروح أنا أبيع لب على كدة ، دا أنا انقلك العيادة لحد السرير

أحمرت وجنتيها خجلا تزفر حانقة لا يهم حسام وتعليقاته المخجلة ستجد حلا يرغمه على الذهاب إلى طبيبة أخرى ، ولكن الأهم الآن أنهم لن يذهبوا إلى تلك الطبيبة مرة أخرى ، الفتاة على وشك سرقة زوجها منها بكل جراءة ، جاء النادل يحضر لهم العصير لتنظر إلى الاكواب لتعاود النظر لحسام اقتربت منه تهمس مرتبكة :
-حسام أنا شامة ريحة مسقعة ، تفكر دا وحم

-لاء دا جوع ما فيش واحدة بتتوحم على المسقعة ، أنتِ لو حامل في بتنجانة مش هتتوحمي على المسقعة
علق ساخرا لتزفر حانقة مما يقول في حين ضحك هو من جديد
_____________
طريق العودة للبيت لم يخلو من مشاكسات حسام يخبرها بأن الطفل سيشبهه هو لأنه أبيه وهو الأحق بذلك وأنه سيسميه خالد على اسم والده أن كان فتى وشهد على اسم والدته إن كانت فتاة ، إلى أن وصلت السيارة إلى المنزل حين عادا كان الجميع قد عاد ، فتح حسام الباب دلفا إلى الداخل ليهرول ياسين الصغير إليه يغمغم بكلمات مبعثرة :
-حتام وحتني حبيبي
ضحك حسام يلتقط الصغير من الأرض ذلك الفتي سيكون خليفته القادم ، قبل وجنتي الصغير يغمغم مبتسما:
- أنت اللي وحشتني يا حبيبي ، البت أختك البومة اللي شبه أمها فين
لم يحتاج أن يسأل من جديد حين رأى والده يخرج من غرفة مكتبه والصغيرة تمسك بسرواله تسير جواره ، نظر خالد لولده يسأله:
-أنت كنت فين يا حسام بتصل بيك ما بتردش

- هتلاقيه كان عازم سارة على حمص الشام دا عيل بخيل جلدة
غمغمت لينا شقيقته ساخرة وهي تخرج من المطبخ بصحبة والدتها لتلكزها والدتها بخفة تنهرها عما تفعله ليضحك حسام يغمغم ساخرا:
-سيبيها يا دكتورة ، أصل الطبيعي أن الإنسان بيعدي الكلام على مخه قبل ما يتكلم ، لينا بقى بتعدي الكلام على الكلى ، بتتكلم الأول وبعدين تفكر وشكلي كدة هاجي الزقها على قفاها
زفرت لينا حانقة تقلب عينيها متهكمة عادت للمطبخ من جديد في حين سألت لينا زوجة خالد :
-يلا غيروا هدمكوا عشان الأكل
اومأ لها حسام مبتسما وضع ياسين جوار خالد ليلف ذراعه حول كتفي سارة يتحرك معها لأعلى ، دخلا إلى الغرفة ليخلع سترته يغمغم :
-خدي دش بس مش في البانيو احتياطي ، وأنا هنزل أبلغهم بالخبر وأنتِ حصليني لما تخلصي بس على طول

ابتسمت مرتبكة تومأ له توجهت إلى المرحاض ليخرج هو من الغرفة أغلق الباب يقرر الآتي سينزل بهدوء ويقف أمامها يغمغم بمنتهي العقلانية والهدوء أن زوجته حامل ، ابتسم يتحرك إلى أن وصل لبداية السلم وتبا لكل شئ بعد ذلك ، نزل على سلم البيت يهرول يصرخ وكأنه طفل صغير فاز بجائزة كبيرة توا :
-يا بابا يا أبا الحج درويش يا دكتورة لينا ،أنتِ يا بت يا بومة ياللي اسمك لينا ، سارة حاااامل مراتي حامل ولي العهد جاي

ظل يصرخ إلى أن وصل إليهم ليرى الجميع ينظر إليه مدهوشا ، أليس ذلك هو حسام الذي صعد توا إلى غرفته ، هل علم أن زوجته حامل في منتصف السلم نظر لوجوههم المدهوشة ليغمغم مبتسما :
- ايه يا جماعة مالكم متنحين كدة ليه بقولكوا سارة حامل

اقترب خالد منه يبسط يده فوق جبينه يغمغم مرتابا :
- مش سخن ولا حاجة ، أنت ضارب حاجة يالا ، أنت مش كنت لسه قدامي هنا أنت ومراتك من دقيقة عرفت أنها حامل في ثانية

ضحك حسام عاليا يخبرهم ما حدث صباحا ، ليرفع خالد وجهه إلى السماء يغمغم بحرقة:
- يارب صبرني على ولاد الكلب دول هيجيبولي جلطة ، أنت يا ابني ما قولتلناش أول ما دخلت ليه ، بتعمل سابينس يا متخلف ، الطب لحس مخك خلاص

ضحك حسام عاليا ليجذبه خالد إليه يعانقه يغمغم سعيدا :
- مبروك ياض أخيرا رفعت راس العيلة ، عارف ياض لو سميت الواد على اسمك هعلقك

ضحك حسام عاليا يعانق والده سعيدا ، اقتربت شقيقته منه تغمغم ضاحكة:
-هتبقى بابا يا حوسو ، هتبقى أب فظيع بدماغك دي ، بالأحضان يا أبو العيال

ضحك يعانق شقيقته سعيدا ، اقتربت لينا زوجة خالد منه تغمغم مبتسمة :
-مبروك يا ابني ألف مبروك

صمت ، اختفت ابتسامته ينظر لها مطولا كم كام يتمنى أن تكن والدته حية الآن يراها سعيدة بخبر حمل زوجته ، توترت حدقتيه يشعر برغبة في البكاء ... لتحمحم لينا مرتبكة يبدو أن كلمتها لم تكن صائبة فحسام حسام على الرغم من أن علاقتهم جيدة جدا ودائما ما يستشرها في كل صغيرة وكبيرة الا أنه لم يتقبلها سوى زوجة أبيه ، ابتعد حسام عن شقيقته يقترب منها مال يقبل جبينها ابتسم يهمس لها:
-الله يبارك فيكِ يا دكتورة
ابتسمت لينا مرتبكة حاولت شيئا لم يخرج منها سوى كلمة واحدة قبل أن يقاطعها:
-أنا ...
وصمتت حين أردف حسام مبتسما :
-أنتِ في مقام والدتي يا دكتورة ويكون شرف كبير أوي ليا لما دكتورة لينا الشريف بنفسها تقولي يا إبني أو تعتبرني ابنها ، وبعدين دا أنا ما بعملش حاجة من غير ما أخد رأيك ودايما بلاقي عندك الحل الصح ، ربنا يخليكِ لينا

وصمت لعدة لحظات يعقد جبينه يفكر ليغمغم متعجبا :
ايه دا ثواني ، أنتِ اصلا اسمك لينا وأنا بقول ربنا يخليكِ لينا ، في حاجة أنا مش فاهمها

ضحك الجميع ليقترب خالد من حسام يلف ذراعه حول عنق الأخير يجذبه بعيدا عن زوجته ابتسم يغمغم من بين أسنانه:
- أنا ملاحظ أنك نفسك تخلي الواد يتيم قبل ما يتولد عيوني يا حبيب بابا

في تلك اللحظة دخل زيدان ليهرب حسام من قبضة أبيه يهرع إلى صديقه يصرخ سعيدا :
- زيزو سااارة حااامل هتبقى عمو يا أبو الصحاب
ابتسم زيدان سعيدا يعانق صديقه بشدة يصيحان بسعادة ، أخرج زيدان هاتفه يبحث سريعا عن شيئا ما لحظتين فقط وبدأت تصعد اغنية حماسية بصوت عالي تلك الأغاني التي تظهر دائما بعد فوز المنتخب في مبارايات كرة القدم ، لتتعالى ضحكات الجميع على ما يفعلان
، بعد دقائق نزلت سارة لتتلقى دورها من التهاني والمباركات ... قبل أن يلتف الجميع حول طاولة الطعام ما بين المزاح والضحك وتعليقات حسام ومشاكساته مع شقيقته امتلا المكان بهجة وسعادة
Back
أجفل من شروده على صوت بكاء طفل صغير انتفض من مكانه يقترب من باب الغرفة ليسمع عدة أصوات أطفال تبكي لم يفهم قطب جبينه قلقا دقائق وخرجت لينا تحمل بين يديها طفلين يلتفان بغطاء أزرق اللون ، توسعت عيني حسام ينظر للينا مصعوقا في حين ضحكت الأخيرة تردف :
- أمسك يا ابني شيل عيالك على ما أروح أجيب الباقي
- باقي !! غمغم بها مصعوقا ليتقدم خالد يحمل الصغيرين عن لينا التي عادت للغرفة من جديد غابت لبضع لحظات لتعود وهي تحمل طفلين هنا انتفض حسام من مكانه يصيح مذعورا :
- مين دول ، أنا قولتلها بنت المستخبي اتابع معاها أنا الحمل ، دا مش هاترك دا سوبر هاترك دول كلهم عيالي

لكزه خالد بمرفقه بعنف في ذراعه ليفيق مما هو يغمغم حانقا :
- أنت متخلف ياض بتحسد عيالك ، سمي الله وخدهم
ارتجف جسده ينظر للطفلين في يد لينا مد يده يحمل أحد الطفلين بخفة ليسمع صوت لينا تغمغم :
- مبروك سارة جابت 3 ولاد وبنت ، البنت اللى على أيدك حتى ملفوفة في بطانية لونها بينك

تدلى فك حسام مدهوشا ينظر لما يحدث حوله ، هذه إذا المفاجأة الكبيرة التي أخبرته سارة بها ولكن كيف في جهاز السونار رأى طفل واحد كيف أصبحوا أربعة ، جعد جبينه كان يظن أنه يتوهم أنه سمع دقات قلب متداخلة ظنها من وقع الصدمة وأن تلك دقات قلبه هو ، لم يجفل على سوى خالد وهو يعطي أحد الطفلين لزيدان :
-اذن يا ابني في ودنه ، بدل البيه الواقف متنح دا
تدارك الأمر سريعا ينظر للصغيرة بين ذراعيه لتقع عينيه على وجهها الوردي الصغير عيونها البنية ابنته عينيها كعينيه ، ضحك ثغره سعيدا وأغرقت الدموع عينيه يضحك وتتناثر دموعه فوق وجنتيه رفع الصغيرة قليلا يقبل جبينها يهمس لها بالاذان بصوت خفيض عذب ، اقترب خالد منه يغمغم ضاحكا:
-لاء ابن أبوك فعلا ، مبروك ياض ، جايبلنا أربع مقاريض شبهك ، تعالى نروح نتطمن على مراتك
أخذت لينا وخالد الأطفال لطبيبة الأطفال لفحصهم ، في حين توجه حسام إلى غرفة زوجته ليطمئن عليها ، ووقف زيدان يحادث لينا على الهاتف يغمغم يطمئنها :
-والله يا لينا حسام مش زعلان هو عارف أنها صفقة مهمة للشركة وخالي كان هنا جنبه هناك والله مش زعلان يا بنتي بطلي عبط

تنهدت لينا قلقة ، لم تذهب معهم إلى المستشفى لأن والدها لم يكن ليترك حسام والشركة كانت ستخسر الكثير أن لم تكن هي بدلا من والدها في تلك الصفقة ، شعورها بالذنب يقتلها لترك شقيقها ، تعرف أن حسام طيب القلب لن يغضب منها

على صعيد قريب جلس حسام جوار سارة يمسح بيده على خصلات شعرها ، يمسك محرمة ورقية يمسح قطرات العرق عن جبينها ابتسامة كبيرة تشق شفتيه ، بات لديه أربعة أطفال دفعة واحدة من كان ليصدق ؟!
أمسك كف يدها يرفعه إلى فمه يطبع عليه قبلة صغيرة حين شعر تتأوه متألمة ، حركت رأسها ناحيته قبل أن تنكشف عن مقلتيها تنظر له مجهدة ارتسمت ابتسامة ضعيفة على شفتيها بالكاد همست :
-شوفتهم يا حسام
اومأ لها مبتسما ، مد يده يقرص أنفها بخفة يغمغم ضاحكا:
- بقى هي دي المفاجأة جيبالي أربع أرانب ، دا هيبقى مورستان أبويا هيولع فينا

ضحكت لتتأوه متألمة استندت على كف يده ، ليلف ذراعه حول جذعها يسندها لتضطجع على الفراش تنظر حولها تبحث عن الأطفال ليبادر هو :
-ما تقلقيش بابا والدكتورة لينا خدوهم عند دكتورة الأطفال عشان نتطمن عليهم ، هتلاقيهم جايين دلوقتي

اومأت له قلقة توجه انظارها صوب باب الغرفة دقيقة فقط وفُتح الباب ليدخل خالد وخلفه صوت لينا تعاتبه :
-يا خالد خبط الأول يا خالد
ابتسمت سارة مبتهجة تفتح ذراعيها لتحمل أحد الأطفال أقترب خالد منها يضع أحد الصغار بين يديها يغمغم مبتسما :
-مبروك يا حبيبة عمك ، ربنا يعينك عليهم هما والمتخلف اللي جنبك دا
زم حسام شفتيه حانقا ليقترب من لينا يأخذ الفتاة من بين يديها ، عاد يجلس جوار سارة يغمغم ضاحكا:
- بصي بقى يا ستي ، احنا عندنا دلوقتي 3 معيز ، وبقرة
رفع خالد يده يصفع حسام على رقبته من الخلف يغمغم حانقا :
- والله ما في بقرة غيرك ، أخرس يا حيوان ، أنت الفرحة هبلتك
هنا اقتربت لينا تجلس على المقعد القريب من الفراش تغمغم مبتسمة :
- حبيبتي أنتِ ما شاء الله جبتي 3 ولاد وبنت ، ها هتسموهم ايه

نظر خالد لحسام يضيق عينيه يتوعده أن لم يفعل ليضحك حسام بخفة يغمغم سريعا :
-من غير ما تبصلي والله ، الباشا اللي في حضنك دا هنسميه خالد ، حتى شوف عينيه شبه عينيك ازاي

نظر خالد للطفل الصغير بين يديه ليبتسم سعيدا قلبه يطرب فرحا يحمل حفيده بين يديه ، لم يشعر بتلك الفرحة سوى وهو يحمل أطفال لينا ابنته قبلا والآن أطفال ولده ، بات لديه الكثير من الأحفاد وهو حقا سعيد لذلك
مال برأسه يقبل جبين الصغير ، ليأتي دور سارة حين غمغمت مبتسمة :
- ودا هسميه عمر على اسم بابا

وافق حسام والآن تبقى طفلين ، نظر حسام للينا يغمغم مبتسما:
-دكتورة لينا هي اللي هتسمي الباشا اللي معاها

توسعت عيني لينا مدهوشة تنظر صوب حسام مرتبكة حقا سيتركها تختار اسم الصغير ، أدمعت عينيها فرحا لتعاود النظر لوجه الصغير أمسكت كفه الصغير بين أصابعها تتمتم :
- يوسف
رفعت وجهها تنظر صوب خالد ليبتسم الأخير حزينا كان يوسف هو الاسم المقدر للطفل الثاني الذي لم يأتِ أبدا ، حرك رأسه موافقا
أعجب الجميع بالاسم ليكن الثالث يوسف ، لم يبقى سوى الفتاة حمحم حسام يغمغم :
- أما البرنسيس دي فهتبقى شهد على اسم والدتي الله يرحمها
- يا سلام وليه ما يبقاش اسمها تالا على اسم والدتي أنا
صاحت بها سارة تعترض هي من حملت في الصغيرة ولها كامل الحق في أن تختار اسمها تنهد حسام يغمغم :
- يا بنتي إحنا مش متفقين
اشاحت بوجهها بعيدا عنه تغمغم رافضة :
-أنا ما اتفقتش ، أنا اللي تعبت في حملها وولادتها يبقى أنا اللي اسميها حقي

زفر حسام حانقا ، سارة تعشق معاندته بكل السبل الممكنة قرر إنهاء ذلك النقاش يغمغم متضايقا:
-سارة أنا قولت اللي عندي أنا هسميها شهد
لفت وجهها إليهم لم تنظر إليه وإنما نظرت صوب خالد ، غص صوتها تغمغم مختنقة :
- شايف يا عمي ، اعمل اللي أنت عاوزه يا حسام بس ما تتكلمش معايا تاني

هنا انفتح الباب ودخل عمر ومعه تالا تركض صوب ابنتها تضمها لأحضانها ، لتنفجر الأخيرة في البكاء لتصيح تالا مذعورة:
-حبيبتي أنا آسفة والله العظيم كان غصب عني ، حقك عليا ... طب بتعيطي أوي كدة ليه ، في أي يا ....
___________
هلا والله وحشتوني جداا بداية الدراسة مع الجيوب الأنفية مع تقلبات الجو يا ابا أحلى ميكس رهيب عليك ، حقيقي أنا ما رجعتش اكتب في الحلقة غير امبارح بس قبل كدة كنت بحاول اتعافى ، باقي الحلقة بكرة أو بعده في الأغلب بإذن الله
ومعاه بداية الجزء الثالث من أسيرة الشيطان
دمتم في حفظ الرحمن


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس