عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-09, 03:43 PM   #10

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وكانت تلك كذبة بكل معنى الكلمة , أذ أن جيزيلا عندما عرفت بأمر الدروس التي تعطيها جولي للأطفال قالت لها أنها مضيعة للوقت , وسألت جولي نفسها , لماذا هي متلهفة للتأثير على الرجل؟ أم أن هذا هو أسلوبها مع كل الرجال؟
وبينما كانت جيزيلا تتحدث أخذت جيزيلا تتحدث , أخذت جولي تتفحص ترتان متسائلة عما أذا كان تكلّف زوجة أبيها قد خدعه ؟ ووجدت صعوبة الحكم على ضيفهما , فقد كان أبوها هو مقياسها الوحيد للرجال الأوروبيين , ترى هل يملك زورق الرحلات القوي أم أنه أستأجره لقضاء عطلة؟ أو أنه ربان ابتاع الزورق مقابل رهن ليكسب عيشه من نقل جماعات السياح حول الجزر؟ وأذا كان الأمر كذلك فأين هم ركابه ؟ لعله أنزلهم بعيدا!
ونسيت جولي أن نظراتها لا تزال مثبتة على وجه ترتان الأسمر النحيل , وعادت من أستغراقا الحالم لتجده يرد على تفحصها بوميض ساخر في عينيه , وأحمر وجهها , ووجهت أهتمامها بسرعة الى سرطان البحر اللذيذ الذي كان في صحنها ... وعندما أنتهى الطعام نهض ترتان شاكرا جيزيلا على كرم ضيافتها وقال:
" أعتقد أنكما سوف تستريحان الآن حتى أعود الى الزورق , ولعلكما تحضران بعد أن تصبحا على أستعداد , ويكفي أن تصيحا لكي أنقلكما بالقارب الصغير".
ونظرت اليه الأثنتان وهو يقطع الطريق نحو الشاطىء , واضعا يديه في جيبي بنطلونه القصير , وبدت حدود كتفيه العريضتين من قميصه البحري , كما لاحظت جولي أن له ساقين طويلتين لفحتهما الشمس كوجهه.
وما أن أبتعد عن مرمى السمع حتى سألت جيزيلا:
" من هذا؟".
" جاء من بربادوس وتوقف ليسأل عما أذا كنا بسمح له بأخذ الخضار الطازجة , وبطبيعة الحال طلبت منه البقاء للغداء".
كان في صو أبيها نغمة ما , جعلت جولي تشعر بقلق غامض لم تستطع تفسير سببه وقالت لها:
"أتظنين أنه من الضروري الصعود الى الزورق؟ كان أبي يقول لي دائما ألا أصعد الى أي سفينة أذا جاء غرباء وهو غير موجود".
وضحكت جيزيلا وردت بلهجة جافة:
" هذا لأنك ما زلت صغيرة يا حبيبتي , فأنت لا تعرفين الذئب من الخروف ألا أذا وضعوا عليه بطاقة!".
فأجابتها جولي بأصرار:
" يقول أبي أنه لا يمكن معرفة ذلك دائما , يبدو الأشخاص بمظهر لطيف , وبعد أن يجعلوك تصعدين الى السفينة يتحولون الى وحوش , أنا أستطيع القفز من السفينة والعودة سباحة , أما أنت فلا يمكنك ذلك يا جيزيلا".
تنهدت جيزيلا ثم قالت وهي تتفحص أظافرها:
" حسنا ...لا أضع السيد تيرنان في قائمة الخراف , ولكنني لا أعتقد أن هناك خطرا كبيرا منه , فلا يساورك القلق يا عزيزتي فلن تسمعيني أصرخ طلبا للنجدة".
ثم أضافت:
" يستحسن أن أذهب الآن لأرتداء شيء يناسب البحر".
وعقب أنصرافها الى غرفتها , صبت جولي لنفسها فنجانا آخر من القهوة , وكان في أمكانها مراقبة السيد تيرتان وهو يسير على السطح الأمامي للزورق , وقد نزع قميصه ثم أستلقى تحت أشعة الشمس .
وأخذت تراقبه بضع دقائق ... حتى أحست برغبة جارفة في تفحص وجهه مرة أخرى , فأتجهت الى غرفة العمل حيث وجدت المنظار الخاص بأبيها.
وكانت عدساته قوية جدا الى حد أنها أستطاعت رؤية السيد تيرتان بوضوح وكأنه يستلقي على مسافة ياردة واحدة منها , كانت عيناه مغلقتين وقد بدا وكأنه مستغرق في النوم.... وشفته السفلى العريضة الممتلئة تطبق بشدة على الشفة العليا , بينما كانت ذقنه الصلبة العريضة تتناسب مع تقوس عظمة أنفه, ورموشه السوداء الكثيفة هي فقط التي تخفف من ملامح رجولته القوية.
وكانت على وشك أنزال المنظار المقرب عن عينيها عندما ساد بعض الضباب , فأخفى وجهه ولم تر غير سطح الزورق المصقول.... وحركت المنظار في أرتباك لتبحث عن وجهه , ولكنها عندما رأته , كان هو يحدق فيها مباشرة , وقد بدت السخرية والتحفز في عينيه الرماديتين ,وبينما كانت تتفرس فيه بنظرات متجمدة , غمز لها بعينه غمزة خبيثة.



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس