عرض مشاركة واحدة
قديم 26-08-23, 12:55 AM   #117

MeEm.M

كاتبة في منتدى القصص والروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية MeEm.M

? العضوٌ??? » 430513
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 347
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » MeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق.
لا تلهيكم روايتي عن الصلاة وذكر الله.
لا إله الا الله.

( الفصل التاسع )
____

المانيا - برلين

قبل ٣ أيام بالضبط..
أتت الى هنا هاربة رغما عنها، من الذكريات القديمة، ومن الألم المتجدد بسبب رؤيتها للجثة.
كان مارك هو من أحضرها رغم رفضها، وهو من كان من المفترض ان تراه فور استيقاظها من نومها الغير مخطط له.
لكن من رأت كان شخصا آخر، آخر من تمنت رؤيتها في تلك اللحظة.. بل من تمنت في سرّها ان تراها فتخفف عليها!
فتحت عيناها ذلك اليوم بعد نومها بنصف ساعة تقريبا، فوجدت إيما تحنو عليها كحنو الأم على طفلها، تمسح على شعرها بلطف بالغ، قائلة بنبرتها اللطيفة القاتلة:
- مضطرة تدّعين القوة قدامهم صحيح؟ كنت الوحيدة اللي تقدرين تكونين قدامها على حقيقتك، بكل ضعفك ووهنك، لكن للأسف خسرتيني.
وأكملت بابتسامة باهتة:
- قلت لك انك مسؤوليتي لين أوصلك بيتك، وأنا على كلمتي ووعدي للحين هانا، أقصد ترف.. صحيح انك خسرتيني كصديقة، بس لا زلت مسؤولة عنك، برجعك للرياض.
كادت هانا ان تستسلم لضعفها، وتسمح لنفسها ان تبكي طوال اليوم.
لكن ذلك كان غير ممكنا، وهي ترى مارك يجلس على احد المقاعد لا يجرؤ على النظر اليهما.
احداهنّ محبوبته وزوجته الأولى، والاخرى من خان محبوبته معها وتزوجها.
أي موقف هذا! كيف يحصل مثل هذا الشيء معها!
بل كيف لا يحصل وهي من سمحت لنفسها ان تعيش في مثل هذه المهزلة!
اغضبها لطف إيما، اكثر مما أغضبتها نغزاتها وتلميحاتها الخفية وتذكيرها لها بجرمها بحقها.
لتنهض وتجلس على السرير مبعدة ايما بعينين محمرتين:
- وش تسوين هنا؟ وش جابك؟
ابتسمت إيما بسخرية:
- ليش ايش اللي يمنعني من شوفة صديقتي المريضة؟ ولا بس الحين حسيتِ بالذنب!
وقفت هانا على الأرض تتجاهل تعبها ووهنها تصرخ بمارك غاضبة:
- لمَ سمحت لها بالدخول؟ ام انك اتيت بي إلى هنا لتسمح لها بالمجيء والسخرية مني!
لم تترك إيما لمارك فرصة الرد وهي تقف أمام هانا تصلح ردائها:
- ماني عديمة انسانية مثل بعض الناس حتى استغل اوقات ضعفهم ومرضهم هانا! انا جيتك هنا كصديقة عشان اهتم فيك، للأسف انه باقي في قلبي تجاهك شفقة تخليني احزن عليك وارغب في اني انتبه لك كأنك اختي الصغيرة.
واكملت بصوت خافت لكي لا يسمعها مارك:
- مارك! ما يعرف يهتم بالمرضى، يقدر يتركك على الفراش ويروح يدور غيرك لين تقومين على رجولك مثل ما سوى فيني، ولا يعرف عنك شي للأسف، لا ماضيك ولا حاضرك.. ماخذك حتى يستغلك عاطفيا ويأخذ منك اللي يحتاجه كرجل مو أكثر.

لم تتمكن هانا من تقبل تلك الاهانة وان كانت حقيقة واضحة كوضوح الشمس منذ اول يوم لها مع مارك، ولم تشعر بنفسها وهي ترفع يدها عاليا ثم تصفع إيما بقوة.. حتى ان صوت الضربة تردد في انحاء الحجرة.
نهض مارك واتجه نحوهما ليبعد إيما عن هانا بقوة وهو متعجب للغاية يريد معرفة ما قالته لهانا حتى تضربها بهذه الطريقة!
نظر اليها بحدة يصرخ بها:
- هل جننتِ؟ لم صفعتِها؟
ضحكت إيما تبتلع تلك الاهانة وتمسك بذراع مارك:
- لا تصرخ بها فهي لا زالت مريضة، انا استفززتها واخطأت بحقها.
تجلس هانا بعد ان بدأ جسدها يرتجف من الغيظ:
- اخرجها من هنا حالا.
- إياك ان تفعل.. تعرف ما سيحدث ان اخرجتني من هنا مارك!
- ولكن…..
توقف عن اكمال عبارته وهو يمرر انظاره بين الاثنتين، كلتاهما غاضبتين.. تشتعلان من شدة انفعالهما.
وهو واقف بينهما حيران لا يدري ماذا يفعل او كيف يتصرف.
يكفي انه كل ما رآهما سويا يشعر بالخزي.
لكن.. عليه ان يتحمل، هو من جلب هذا لنفسه!
- اخرج مارك، دعنا بمفردنا.
- لا تخرج، ان فعلت سأقتلها حقا.
نظراتهما الحادة وتحديهما لبعضهما خلقت جوا مرعبا ومربكا للغاية.
ليتنهد في الاخير بضيق ويخرج مطيعا أمر إيما، فهو وكما قالت له إيما حين اتصلت به وهو في طريقة الى الفندق بعد ان اشترى لهانا بعض الملابس ( لا يعرف كيف يهتم بالمرضى ).

اغمضت هانا عينيها بغيظ.
يكفيها ما بها من الهم، فقط رؤية ايما ما كان ينقصها.
والتي اتجهت حيث كان يجلس مارك، تُخرج احد الثياب وترميه إلى هانا:
- البسيه بسرعة.
نظرت اليها هانا بقلة صبر، عليها ان تتحملها الآن.. ليس بيدها شيء آخر أساسا!
نهضت واتجهت نحو دورة المياه وبيدها الفستان البسيط.
ارتدته، لتقف أمام المرآة وتنصدم من منظر وجهها.
كان يشبه كل الاوجه إلا وجهها.
بانتفاخه واحمراره وتلك الخطوط التي ظهرت بسبب بكاءها.
ابتلعت ريقها بارتباك، هل رأوها بتلك الحالة؟ هل حقا واجهت إيما بهذا المنظر!
فتحت صنبور المياه واحذت تغسل وجهها بقوة عدة مرات، كأنها بذلك ترغب بتغيير وجهها فعلا.
خرجت إلى إيما وهي تمسح وجهها بالمنشفة.
لتقول الأخرى وهي تمرر أنظارها عليها:
- المفروض احزن! انا الوحيدة اللي كان يشتري لي فساتين!
هانا وهي تجلس على السرير:
- الحين انتِ جاية تهتمي فيني لأني مريضة ولا جاية تتعبيني زيادة؟
- سكتت لك كثير وصبرت لفترة طويلة، والحين راح استغل كل فرصة تجي بيدي عشان اذبحك ببطء.
وتكمل مبتسمة:
- عشان لا تظنين ان سكوتي كان بسبب رضاي على اللي سويتيه فيني.

تسألها هانا بهدوء دون ان تنظر اليها:
- ايش تبغين مني الحين!
- ايش بتسوين؟ بخصوص الهام؟ بتظلين ترعينها لمتى؟ تدرين انه ما في امل تقوم وترجع مثل قبل!
- هذا قرار اتخذته انا، واذا بغيره فـ راح يكون بمزاجي بعد.. لا تتدخلين.
تقف إيما وهي تتكتف تسألها بحدة:
- وعيالها؟ ما لهم رأي؟ أوس ومارثا طلبوا منك هالشي؟ قالوا انهم يبغون امهم تتعالج!
لم يطلبوا منها، ولم ترَ منهم أي شيء يدل على ذلك.. لذا لم تتمكن من الاجابة.
لتجيب عنها إيما:
- طبعا لا، ما طلبوا وان كانوا يتمنون بس ما عندهم القدرة انهم يدفعون لعلاجها، مين انتِ حتى تستغلين زوجي وتخليه يدفع كل هالتكاليف عشان وحدة المفروض انها عدوتك!
وقفت هانا غاضبة:
- مارك زوجي بعد! وهو وافق على هالشي وراضي ما عنده أي مانع، ومثل ما قلت لك قبل لا تتدخلين بهالأمور، خيانة مارك لك ما لي علاقة فيها.
- طبعا ما لك علاقة، لأنه لو بغى يخونني كان لقى له وحدة ثانية حتى لو مو انتِ.. بس هذا ما يعني انه زواجك منه مبرر.. ما راح اسامحك طول عمري هانا، حتى لو كانت غايتك علاج الهام، لأني اعرف نوع علاقتك فيها، وايش اللي تبغيه من علاجها.. خاصة اني عرضت عليك المساعدة وقلت اني ببذل الغالي والنفيس عشانك، كنت بسوي اي شيء عشان اساعدك.. غير هالطريقة القذرة اللي تلعبين فيها الحين.

الكثير من المشاعر اختلطت بصدر هانا، تذكير ايما لها بتلك الفترة العصيبة من حياتهم، خيانتها لها.. رغبتها الخفية في مساعدة الهام، ماضيها وطفولتها الموجعة!
لتصرخ دون ادراك:
- طالعي في نفسك قبل.. اللي ما فيه خير لأهله ما فيه خير للناس، كيف تبغين اثق فيك وانتِ تاركة اهلك وراك وعارفة ظروفهم؟ وعشان رجال قدر يطعنك بظهرك في أول مصيبة ظهرت لك وبأول مرة احتجتيه فيها!
صمتت ايما لبعض الوقت تستوعب فيها هذا الهجوم المفاجيء، ثم ابتسمت بألم:
- تعايريني يا هانا؟
- ما أعايرك أنا ابغى افتّح عيونك عليك عشان تشوفين حقيقتك وتلتفتين لحياتك بدال لا تتدخلين بأمور غيرك!
هزّت إيما رأسها ايجابا دون ان تقول شيئا آخر، وهي تعود لتجلس على احد المقاعد.
بينما اخذ قلب هانا يخفق بسرعة، ألما على تلك التعابير التي بانت على وجه إيما.. ربما جرحتها بشدة وقالت شيئا لم يكن عليها قوله أبدا.
منذ تلك اللحظة، لم تتحدث اليها إيما ولم تقل أي شيء.
لمدة ٣ أيام كاملات، كانت تعتني بها جيدا.. تجلب لها الطعام وتساعدها على تناول ادويتها بانتظام.

حتى حين اخبرتها انها لم تعد بحاجة اليها وانها تشعر بالتحسن، قالت انها تعرفها جيدا.. وانها بالتأكيد ستكون مريضة للغاية خلال هذه الأيام القليلة.
وهذا ما حصل فعلا.
ارتفعت حرارة هانا بشكل جنوني، لم تتمكن من النهوض من السرير دون مساعدة، حتى تناول الطعام كان شاقا عليها.
وكانت إيما خير عون، وشره أيضا!
كلّما اهتمت بها وأولتها المزيد من العناية، كلّما شعرت هانا بتأنيب الضمير والذنب يكاد يقتلها من الداخل.
وربما كانت تلك غاية إيما أساسا.
لذا استسلمت في اليوم الثاني وتركتها تفعل ما يحلو لها، فهي تستحق كل ما تشعر به.
وفي نهاية اليوم الثالث ادّعت القوة والتحسن، وجعلتها تغادر أخيرا.

الآن..
تجلس بمفردها بجانب النافذة تشرب قهوتها، تنتظر عودة مارك.
الذي كان يجهز لسفرهما منذ ان اتى بها إلى هنا.
وكان هذا سبب آخر لجعلها تشعر بالمرض اكثر.
اليوم الذي ستوافق فيه على السفر مع مارك لتكون بمفردها معه لوقت طويل، سيكون آخر يوم بحياتها بالتأكيد.
لذا عزمت امرها اخيرا ونهضت، حملت حقيبتها الصغيرة وفتحت هاتفها تكتب له ( سأعود إلى المنزل، ان علمت الشرطة انني انوي السفر سيشكون بي اكثر، اذهب مع إيما ).
ارسلتها اليه واقفلت هاتفها تماما، ثم خرجت من الفندق وركبت اول سيارة اجرة صادفتها.
وطوال الطريق.. كانت تفكر في طريقة لمواجهة الاخوين دون الشعور بالحرج، تدعو الله من قلبها ان يهوّن عليها الأمر.

_____

الرياض

تشعر بنفسها خفيفة للغاية، وكأن بإمكانها الطيران بكل سهولة.
وهي تتنقل من مكان الى آخر داخل حجرتها الواسعة، تجهز نفسها لمقابلته، بروح عالية ونفس منشرحة.. بعد ان قررت تجاهل ما حدث ليلة البارحة.
انتهت من كل شيء، وكالعادة.. لم يبقَ سوى اختيار الملابس.
تلك المهمة دائما وأبدا، تخص الجوهرة.
والتي دخلت اليها في الوقت المناسب تبتسم لها، وعلى وجهها امارات التردد والارتباك.
لاحظتها سيلين على الفور، سألتها:
- ايش فيه وجهك جوهرة؟ صاير شي؟
تجلس الجوهرة بجانبها تهز رأسها نفيا وتبتسم:
- لا حبيبتي مو صاير شي، ما تدرين ايش كثر انبسط من اشوفك مبسوطة.
- الا فيك شي.
كانت الجوهرة تمسح على كفها بكل حنية، لا تريد ان تضايقها في يوم سعيد كهذا.. الا انه لا بد من اخبارها، هذا امر لا ينفع تأجيله اكثر من هذا!:
- أنا آسفة سيلين، ما ابغى اضايقك.. بس ضروري اقول لك هالكلام الحين.
شجعتها سيلين على الكلام وهي تضغط على يد الجوهرة، لتكمل الأخرى:
- بقول لك لأني احبك واتمنى لك الخير، ولا ابغاك تتأذين ابدا.. بنفس الوقت ما ابغى اتدخل بينك وبين ثائر ولا اعطيك نصايح ما راح تفيدك، بس……
قاطعتها سيلين بابتسامة لطيفة:
- تدرين اني اعتبرك مثل اختي واتقبل منك كل شي! عادي قولي اللي تبغيه بدون مقدمات.
هزّت رأسها بخفة ثم تحدثت:
- ابغاك تخففين حساسية تجاه ثائر، او علاقتكم بشكل عام، انتِ تبغين تكملين معاه صحيح؟ تظلين معاه لآخر العمر.. مو كذا؟ ادري انه يموت فيك ويتقبل منك كل شي، لكن كل انسان صبره له حدود، وما اتوقع انه ممكن يفقد صبره بسببك لأنه صدق يحبك وهالشي الكل يعرفه، بس بعد.. مو زين تستغلين هالنقطة وتأذينه، ادري انك ما تقصدين تأذينه ولا تفكرين، ولا ادري وش السبب اللي خلاك تجيبين سالفة الطلاق قدام اهلك، المشاكل اللي بينكم تنحل بغمضة عين، يعني ما راح تستفيدين شيء لو خليتِ احد يدري انه في شي صار بينكم، ما اتكلم عن سالفة الطلاق بس، مرات كثيرة بينتِ فيها زعلك وضيقك من ثائر بدون قصد، لكن.. هالشي يخلي اخوانك يثورون من شدة حبهم لك، وبأغلب هالمرات كان يتعرض للاستجواب منهم كلهم او واحد منهم على الأقل، يسألوه كيف تجرأ يضايق اختهم او ايش اللي سواه بالضبط.. وبكل مرة يبرر ويعتذر حتى لو ما كان غلطان او كانت المشكلة جدا تافهة.. حتى امس عمي ناداه لين مكتبه، وبعدها نواف شافه وقال له كم كلمة، هالشيء خوفني واربكني سيلين، اخاف يجي يوم يتضايق فيه منك صدق ويصير بينكم فجوة صعب تسدونها بعدين حتى لو باعتذار وتصحيح للخطأ.

كانت سيلين تستمع اليها بآذان صاغية، انظارها على الأرض.. تشعر بقلبها يرتجف بين اضلعها.
حتى انها نسيت ان تتنفس لمدة دقيقة، ثم ضحكت فجأة وهي تقول:
- كيف نسيت هالشي؟ سببت فوضى في البيت ونسيت ايش ممكن يسوون ابوي واخواني عشاني! صدق اني انانية وما استحي على وجهي.
ضغطت الجوهرة على يدها:
- لا حبيبتي.. يجوز ارتبكتِ وما عرفتِ تتصرفين صح، بس هذا ما يعني انك أنانية، عشان كذا حبيت اعلمك هالشي حتى تنتبهين المرات الجاية، كلنا نغلط، وثائر انسان طيب ومتفهم مستحيل يفكر باللي فكرت فيه بس لو تكرر الغلط ما تدرين ايش ممكن يصير.. اكيد اني اتمنى لك الخير ودايم ولا ابغى اي شي مو كويس يصير بينكم بس…..
ابتسمت سيلين بتفهم وهي تقاطعها بلطف:
- فاهمة عليك جوجو وأعرفك زين، كويس انك قلتِ لي هالكلام ووعيتيني على شيء كنت غافلة عنه، لو مو انتِ مين راح يصارحني بهالشكل عشان مصلحتي؟
ضمتها سيلين بامتنان وقد احزنها تصرف الجوهرة وهي تحاول جاهدة بأن تبرر حتى لا تفهمها سيلين بطريقة خاطئة.. الجوهرة تملك قلبا نقيا وهي خير من يعرفها.
وتصرفها يثبت كم انّ جميع من حولها يجب ان يتصرف بحذر بالغ!

بعد خروجها وانتهاء سيلين من التجهيز، جلست على مقعدها امام طاولة الزينة بوجه حزين حائر.
هل هي فعلا كانت غافلة عن تلك الحقائق؟ ام كانت تتغافل خشية مواجهة الحقيقة المُرّة ليس أكثر؟
حقيقتها هي.. وحقيقة شخصيتها البشعة، كبشاعة جانب وجهها!
حقيقة انها ترى ثائر شخصا خارقا حين تمكن من تحملها سنة كاملة!
ربما هذا ما حصل، انها فضّلت تجاهل كل تلك الأشياء من اجلها، لكي تعيش.. كانت بحاجة الى احد ما، الى شخصية خارقة كثائر، تتمكن من القاء جميع احمالها الثقيلة على عاتقه دون التفكير بأي شيء، دون ان تحمل همّ غضب او زعل وقطيعة!
لكنها فعلا لم يخطر في بالها ما قد يحصل بعد ان أعلمت الجميع برغبتها بالانفصال.. تشعر بالذنب يقطّع اوصالها، كيف تواجهه؟ كيف ستقابله وبأي وجه؟ وقد اذنبت بحقه مرات لا تحصى!
واستغلته أبشع استغلال، مستعملة تلك الحجة.. التي تذكره بها دون ان تنطق أمامه، فقط باظهارها حروق وجهها له، دون ان يعلم هو ولا أي احد آخر، انه هو من تسبب بتلك الحروق والندوب!
____


يتبع…



التعديل الأخير تم بواسطة MeEm.M ; 26-08-23 الساعة 01:27 AM
MeEm.M غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس