عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-24, 12:00 AM   #3303

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 979
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الفل والياسمين
على عيون متابعين طوق الحلوين
اسبوع جديد وفصل جديد
ومعلش على لخبطة المواعيد
بس هي للاسف زنقة رمضان وبامانه انا كنت حابة انزل الفصل كامل زي مانا حابة
والحمد لله على الانجاز اللي الواحد قدر يعمله
لذا اتمنى ان الفصل يبقى جميل و مشبع
وختام مهيب وخاصة انه اخر فصل قبل رمضان
كل سنة وانتم طيبين ورمضان كريم علينا وعليكم
الفصل متعوب عليه وكبير في حدود 120 صفحة ورد
اتمنى انه ياخد حقه في القراءة والتفاعل الذي يستحقه
متنطوش المشاهد ومش تجروها ومش تقروا بسرعة
اقروا بعناية شديدة وبتركيز قوي
وبالترتيب اللي انا بتعب عشان اظبطه لاني مش بحط مشاهد ورا بعض وخلاص
لا الترتيب الزمني وبناء المشاهد ورا بعضها مهم جدا لي ولبناء الرواية كمان
ومحدش يجري ع اخر الفصل
الفصل اغلبه قفلات او مشاهد توصل لقفلات
عشان اللي فات كله حمادة واللي جاي حمادة تاني خالص
فاستهدوا بالله كده وامسكوا نفسكم
ودعوا الحبكة تاخذ مجراها
اسيبكم مع الفصل
وقراءة ممتعة
انجوووووي

الفصل السابع والثلاثون
الجزء الثالث
يقف مجاورًا إليها هي التي أصرت أن تغادر فراشها بعد تلك العملية القيصرية التي لجأ إليها الأطباء كي ينقذونها هي وجنينها من موتٍ محقق لم تكن لتنجو منه، فرغم أنها كانت في وضع يشبه الولادة إلا أن الجنين كان أصغر عمرًا من أن يتحمل أن تلده طبيعيًا فالتجئ الأطباء إلى إدخالها لغرفة العمليات كي ينقذونها هي وطفلتهما التي وضعت في الحضانة فيقفان الآن ينظران إليها من خلف الزجاج وخاصة بعدما أخبرهما الطبيب أن الطفلة ضعيفة للغاية وأن عليهم أن يتقبلون مصيرها أيًا كان فهي أضعف من المعافرة ولكنهم سيمنحونها الرعاية الطبية الكافية، حينها لم يدرك حديث الطبيب بينما شهقت هي برفض وبكت دون توقف لأجل ابنتهما التي كان الطبيب محق في أمرها، فهي كانت صغيرة للغاية أن تحارب لتنجو ولكن مع مرور الأيام تفاءل الأطباء والطفلة الصغيرة المحاربة كما دعاها الجميع تستجب وتتقدم وتنجو.
وهاك هما يقفان ينظران نحوها ويبتسمان لها وهما يلتقطان حركة جهاز التنفس الدورية والتي تعلن عن تشبث الصغيرة بالحياة ورغبتها العميقة في الاستمرار.
يحتضن كتفها وهي تستقر داخل صدره تتلمس وجوده ودعمه هو وعائلته التي تواجدت لأجلهما سويًا فتهمس باختناق: هل ستنجو يا زياد؟!
تنهد بقوة ليهمس وعيناه تغيم بانفعال: أتمنى يا جوان أن تفعل، ليتبع بعد برهة- بماذا سنسميها؟!
ابتسمت برقة وهي تنظر للطفلة التي لا تظهر ملامحها فتهمس بخفوت شديد ودموعها تنساب من جانبي عينيها: روزلين.
ابتسم ونطق بإعجاب: رائع، كنت أفكر في لي لي روز ولكن روزلين أجمل، صمت لبرهة قبلما يكمل- هل ستتركينا حقا يا جوان؟!
استدارت اليه برفض ومض بعينيها: بالطبع لا.
ابتسم وتطلع لعمق عينيها فأخفضتهما لتهمهم باختناق: كنت أضايقك وأدفعك للابتعاد أو الحصول على فرصة جيدة للعلاج يا زياد ولكن أبدًا لم أكن سأتخلى عن ابنتي أو أترككما.
زفرت بقوة وهي تكمل بعد وهلة: وأنا التي كنت أدرك أنك لن تتركنا أبدًا إذ ما أبقيت على الطفل.
زفر بقوة ليحدثها بجدية وهو يضمها من كتفيها لصدره يتمسك بها ويحتضنها بلطف: وبدون الطفل لم أكن سأترككِ يا جوان، ليكمل بخفوت وهو يدفعها كي تقابله بنظراته- أنا أحبك ولا أقوى على الابتعاد عنكِ.
ابتسمت برقة لتقترب منه فيقبلها بلطف وهو يسند رأسه لرأسها تختلط أنفاسهما قبل أن تهمس بدورها: أنا الأخرى أحبك ولا أقوى على الابتعاد عنك.
تنفس بعمق وهو يحتضنها اكثر لينتبها سويًا على صوت انذار قوي صدح من داخل الحضانة ليتطلعا سويًا نحو ابنتهما التي توقف جهاز تنفسها عن الحركة بينما يصدر جهاز قياس ضربات قلبها صافرة حادة واشارة مستقيمة تعلن عن توقف القلب عن ضخ الدماء.
توقفا بصدمة ألمت بهما بينما حالة من الهرج حاوطتهما والممرضين والطبيب المسئول عن الصغيرة ومساعده يحاولان إنقاذها
لتعلو الصيحات من الداخل لتفيقهما سويًا أنها لن تنجو هذه المرة، صيحات خُتمت بالأسى الذي زين ملامح الطبيب الذي توقف عن إسعاف الصغيرة وهو يعلن باختناق عن موعد الوفاة!!
فتصدح صرخة جوان قوية رافضة متألمة وهي تسقط من بين ذراعيه أرضًا فجسدها رفض الاستمرار وانهار بعد موت ابنتهما.
***
يقف أمام شاهد القبر هو الذي وصل منذ قليل فغادر المطار ليأتي إلى هنا رأسًا يقف أمام شاهد قبرها هي التي تركت عالمه وغادرت دون أن يراها .. دون أن تنتظر مجيئه.. دون أن تودعه!!
اختنق حلقه ليهمهم بخفوت: بخلتِ علي بكل شيء حتى وداعكِ يا أولجا وتركتني وذهبتِ وكأن ما بيننا لم يكن.
دمعت عيناه من خلف نظارته الشمسية السوداء لينطق بخفوت وهو يقترب يلامس شاهد قبرها مكملًا- ألم تكتفي من عذابكِ لي وأنتِ حية لتتركيني أتعذب من بعدكِ وأنا أشعر بالذنب تجاهك لأني لم ألحق بكِ ولم أودعك بالطريقة التي تليق لكِ وبكِ.
تنفس بعمق ليضع الورود من حول شاهدها بنفسه قبل أن يعاود أدراجه نحو السيارة الفخمة التي انتظرته على مشارف المقابر فيستقلها محدثًا السائق عن عنوان بيته الفخم الأنيق الذي أهداه لزوجته عن طيب خاطر عند انفصالهما لتسكن فيه وتربي به ابنته والذي لم تفرط فيه أولجا أبدًا حتى إن انتقلت لأماكن أخرى أو سكنت بيوت أخرى كان يظل بيته ملجأها الآمن وملاذها الذي تعود إليه
•••
تململ من نومه عندما شعر بخدر طفيف في ذراعه فابتسم بلطف وهو ينظر إلى ظهرها الذي توليه له هي المنطوية داخل حضنه تتمسك بذراعه تحتضنها وتتخذها موضعًا لرأسها، تنهد بعمق وحاول سحب ذراعه راغبًا في النهوض ولكنها لم تُفلته هي التي تمسكت به أكثر مهمهمه من بين طيات نعاسها: إلى أين تذهب يا علي، لا تتركني.
ابتسم بحنان فاض من عينيه ليُقبل رأسها من الخلف هامسًا : فقط سأنهض لأصلي وأعود ثانيةً فأعتقد وقت الصلاة حان.
برمت شفتيها لتفلته دون رغبة حقيقية بعدما استدارت ترمقه من خلف رموشها فانحنى ليُقبل جبينها ثم يلامس أرنبة أنفها بثغره في قبلة خفيفة هامسًا بجدية: ما رأيك انهضي لنصلي سويًا.
رفت بعينيها كثيرًا وأومأت برأسها: فكرة رائعة
اتسعت ابتسامته وثرثر إليها بلطفٍ وهو يخطو نحو دورة المياه يحمسها لكي تنهض بالفعل: ثم بعدها سأصحبكِ لتناول الفطور خارجًا قبيل أن يبدأ الزائرين في التوافد.
استقامت جالسة في الفراش لتومض عيناها ببريقٍ قوي: موافقة.
خفت توهجها تدريجيًا وعيناها تغيم بحزن على فراق والدتها هو الذي لاحظ انطفائها عند عودته بعدما أنعش نفسه وتوضأ ليهتف باسمها ثم يشير إليها بعينيه: انهضي توضئي وتعالي لنصلي وادعو لها يا مي فهي تحتاج كثيرًا لدعواتكِ يا حبيبتي .
استجابت إليه لتجاوره بالفعل فيؤمها في الصلاة قبل أن يتبع الركعتين الأولى بركعتين اُخرتين ثم ينتهي بأدعية كثيرة رددها بصوتٍ مسموع كي تؤمن عليها من خلفه فتفعل إلى أن انتهى فنهضت لتخلع إسدال صلاتها تحت نظراته المراقبة هو الذي نطق بخفوت شديد وعيناه تتفحصها: أليس هذا هو الإسدال الذي صلينا به صلاة ليلة زفافنا؟!
تطلعت إلى إسدالها الذي لم تخلعه بالفعل وابتسمت برقة وأومأت بالإيجاب لتنتفض بخجل وتشهق بضحكة عندما قفز لينقض عليها يكبلها بين ذراعيه مهمهمًا بشقاوة: إذًا ما رأيكِ لنعيد الكرة ولكن تحت الأجواء السويسرية لعلها تكون فاتحة خير علينا جميعًا؟!
انطلقت ضحكتها بصخب قوي فأشار إليها أن تتحكم بها وهو يهمهم إليها بشقاوة: أخفضي صوتكِ يا مي حتى لا ينتبه إلينا العزيز بول فيظن بنا السوء.
ابتسمت وهي تتكئ داخل ذراعيه تستند إليه وترمقه بتلك النظرة التي تخبره فيها أنها رغم كل شيء خُلقت منه وستعود بالأخير إليه: وهل تركت شيء للظن يا شيخ علي؟!
أشار اليها بعينيه في شقاوة مليحة: الظن إثم يا مي أنا لا أشارك فيه.
انطلقت ضحكتها هذه المرة أقوى من قابلتها ولكنه لم يمنحها الفرصة أن تأخذ مجراها فتصدح بالأجواء من حولهما بل ابتلعها كاملةً في حلقه وهو ينقض على شفتيها مقبلًا بلهفة لم تقل أبدًا عن لهفتها بل هي كانت متلهفة.. تائقة.. راغبة فبادلها رغبتها برغبة أقوى وتوقها بتوق أعنف ولهفتها ببحرٍ عميق جذبها نحوه فسقطت معه هو الذي خلصها من إسدال صلاتها ليفك عقدة خصلاتها وينثرها من حولها يغلل كفيه بداخلهما متأوهًا بعنف ورغبته في نيلها تستبدّ به وخاصة وهي من امتزجت معه فلامسته وقبلته والتصقت به وتعلقت راغبة فيه ليدور بها نحو فراشها يدفعها إليه برفق وينضم إليها وهو يتخلص من قميص منامته الذي رماه على طول ذراعه ليتصلب بموجة هواء باردة أصابت آخر عنقه وجمدت عموده الفقري عندما التقط وقوف أحدهم لا يدركه بسبب الضوء القوي الآتي من الخارج بباب الغرفة فأربد وجهه بغضب وهو يظن أنه زوج والدتها المتوفاة فسحب الغطاء ليرميه من فوقها وهو يهدر بقوة قبل أن يستدير نحو من يواجهه: أنت ماذا تفعل هنا؟!
ليشعر بلطمة قوية حادة أصابت إدراكه ومن يقف بالباب يخطو خطوتين لداخل الغرفة فتظهر قصر قامته ويتبين ملامحه ويصفعه صوته الذي خرج حادًا غاضبًا عنيفًا: بل أنت ماذا تفعل هنا؟! ماذا تفعل مع ابنتي؟!
•••
يجلس أمامهما يضع ساقا فوق اخرى يرمقهما سويًا بعدم رضا هو الذي لم يغادر الغرفة بل وقف يتطلع لارتباكهما سويًا، علي يبحث عن قميصه ليرتديه وهي التي عدلت من جلستها بعدما جذبت الغطاء فوقها هاتفة بصدمة: بابا.
حينها منحها نظرة حادة جعلت ذاك الطاووس المنتفخ يقف بينهما وكأنه يحميها، يمنحها غطائه ورعايته ليواجهه بتحدي: من فضلك يا دكتور عارف غادر الغرفة ونحن سنوافيك بالخارج.
تشكلت ملامحه باستنكار ورفض فيتبع علي باعتداد: دكتور عارف من فضلك الوضع لا يحتمل عنادًا الآن، وإذ ما تريدني أجاورك سأفعل فقط امنح مي وقتها كي توافينا بالخارج.
حينها استجاب من أجل ابنته التي ارتعدت بخوفٍ مزج بحرجها وخجلها وهي تختفي في ظهر علي بعيدًا عن عينيه فاستدار ليغادر بينما استدار علي نحوها يضمها لصدره يعدل إليها من خصلاتها ويساعدها في ترتيب ملابسها وهو يقبل رأسها: لا تخافين أنا معكِ ثم لم نفعل شيئًا خاطئًا اهدئي من فضلك.
لم ينتبه أنه لم يغادر بالفعل بل تلكأ كي ينظر لذاك الذي يمنح ابنته دعمًا خاصًا وهي التي كادت أن تبكي ولكن احتضان الآخر لها منحها بعض من القوة استطاعت على إثرها أن تنهض وخاصة عندما دفعها علي بلطف: انهضي واغسلي وجهك وتعالي سأعد القهوة لنا جميعًا.
أومأت بطاعة ليغادر هو ويتبعه علي الدين الذي تحرك بأريحية تحت نظراته وكأنه يدرك البيت وأماكن الأشياء وكل شيء حتى بول الذي منحه تحية الصباح بأريحية عندما عاد من الخارج فيحدثه علي بالألمانية بيسر التي لم يكن يدرك عارف أنه يجيدها
يسأله إن كان يريد القهوة فيجيب بول بالموافقة، بول الذي لم يرحب به بل منحه نظرة رافضة لوجوده بينما تغاضى عارف عن وجوده وهو يقف بجوار علي بذاك المطبخ الصغير المفتوح على الصالة الداخلية والخاص بإعداد القهوة والأشياء الخفيفة، إلى أن طلت هي من الداخل فتعلقت نظرات الثلاث رجال بها، ليخطو علي الدين الذي صب القهوة في أقداح فوضع قدح بول بجواره بينما حمل قدحين آخرين ليضع خاصة عارف أمامه على الطاولة ويمنحها الآخر وهو يربت على كتفها يدفعها للجلوس وهو يزين رأسها بقبلة خفيفة ليعود ويأتي بقدحه ويجلس أمام عارف الذي اضطجع بجلسته متطلعًا إليهما بثبات وسكون، ارتشف علي قليل من القهوة وهو يرمق مي التي تخفض عيناها بحرج فيمط شفتيه بضيق بدأ ينتابه ليرفع رأسه باعتداد يواجه عارف الذي تطلع إليه بتساؤل فيبتسم علي الدين بتعجب قبل أن يسأله: هل تنتظر تفسير حقًا يا دكتور عما رأيته بالداخل؟!
اعتدل عارف بجلسته ليرمق علي الدين زاعقًا باستهجان: أليس من حقي يا سيد علي؟!
ابتسم علي الدين ليهز كتفيه بحركة بسيطة أثارت ضيق عارف وهو يجيبه ببساطة: الحقيقة لا، لأنه لا أعتقد أن حضرتك لم تتوصل للأمر بالفعل ولكنك لا تريد تصديقه.
عبس عارف بغضب شاب ملامحه: أي أمر؟!
مط علي شفتيه وهو يتراجع للخلف مجيبًا بسلاسة: أن مي زوجتي وما يحدث بيننا كان أمرًا عاديًا ليس معيبًا، بل حقًا المعيب أن تدلف حضرتك للغرفة هكذا دون استئذان.
هدر عارف بغضب: إنها غرفة ابنتي.
ناقشه علي بتروي: لم ينكر أحدنا هذا يا عماه فقط ابنتك لم تعد صغيرة بل صارت امرأة كبيرة متزوجة على حضرتك احترام خصوصيتها.
أطبق عارف فكيه لينتبه للأمر الذي يخبره علي به ولكن لشدة غضبه لم يلتقطه بأوله: لحظة، عن أي زواج تتحدث، ألم تُطلق مي طلاقًا بائنًا كيف عادت زوجتك؟!
ارتفع حاجبي علي بدهشة مفتعلة: أنا؟! لم يحدث بالطبع لقد طلقت مي طلاقًا غيبيًا ثم رددتها وأخبرتها بذلك وهي لم تعترض.
انتفض عارف واقفًا وهو ينظر لابنته: ماذا فعلت؟! وهي لم تفعل ماذا؟!
أجاب علي محاولًا احتواء ثورته وهو الذي وقف بدوره: اهدأ يا عماه الأمر لا يستحق انفعالك هذا.
انقض عارف عليه في موجة غضب عارمه تملكته ولم يدرك علي أبدًا أنه قادرًا على إخراجها، عارف الذي قبض على تلابيب قميصه الأنيق: ألم أخبرك من قبل أن تبتعد عن ابنتي؟!
— أووه، ألقاها بول الذي انتفض مقتربًا منهما ليفض الشجار بينهما بعدما كان واقفًا يراقب الوضع بأكمله متنحيًا غير متدخلًا فيم يحدث ورغم أنه لم يستطع فهم حديثهم الذي أتى بلغتهم الأصلية والتي لا يدركها هو إلا أنه شعر بكونهما على خلاف ولكنه لم يتخيل أن يتحول لشجار وعراك أيدي، علي الذي لم يحاول أن يرد الهجوم عن نفسه بل تطلع لعارف مليًا‏ ليجيب بهدوء دون انفعال: كيف علي أن أفعلها ابنتك قدري الذي منحه الله لي وأنا الآخر قدرها ونصفها الآخر لماذا تريدنا أن نفترق؟! ألانك لم تنجح في قصتك الخاصة تستصعب نجاح بقية القصص؟!
هدر عارف وهو يدفع به بعيدًا: بل لأنك أناني متعجرف ومغرور ومتكبر وطرقك ملتوية وآذيت مي كثيرًا بالفعل.
لم يهتز علي الدين بل ظل ثابتًا في صلابة أثارت إعجاب الأجنبي الواقف بالمنتصف بينهما لا يفهم شيئًا ولكن التقاطه لاسم مي جعله يستنتج أن أباها يتشاجر مع زوجها لأجل ابنته فيمط شفتيه وهو يرمق عارف بدون رضا وهو يتأكد أن ذاك الرجل الغيور المتملك يضايق ابنته وزوجها.
علي الذي شد جسده بصلابه فغدى يشبه حميه بشكلٍ مبالغ فيه: نعم فعلت، لا أنكر أني أخطأت في حق مي ولكني توبت عن خطأي وتراجعت عن ذنبي وأسأل الصفح والغفران والتوبة أليس من حقي؟!
أشاح عارف بوجهه: هذا أمرك بمفردك شأنك بينك وبين ربك الذي يملك أن يصفح لك ويغفر ويتوب عليك أما نحن بشر ليس جميعًا نستطيع الغفران والمسامحة.
هدر علي بحدة: ولكن مي فعلت ومنحتني فرصة ثانية كي أُصلح ما بيننا لماذا حضرتك معترض ورافض؟!
صاح عارف في وجهه: لأنها لم تستشيرني لم تأخذ رأيي ولم تحصل على موافقتي.
تمتم علي بضيق وهو يرمق تلك الصامتة الساكنة في مكانها دون أن تقم بأي رد فعل: هاك هي تفعل.
ران الصمت على الجميع ينتظر ردها وخاصة عندما أشار اليها علي ولكن صمتها الزائد عن الحد جعل علي يهمهم باختناق يتزايد بداخله: مي أجيبِ من فضلك.
اهتز جسدها بشبه انتفاضة هي التي حاولت رفع رأسها لتجيب.. تتحدث.. تناقش والدها أو توقف علي عن الشجار معه ولكنها لم تقوى على ذلك هي التي عندما همت بالحديث شعرت بأن العالم يدور بها لتسقط جانبًا تحت صرخات والدها وعلي الفزعة باسمها!!
***
تشاكسه بخفة هي التي نهضت منذ قليل تصفق بكفيها عندما بدأت أشعة الشمس بالانبلاج هما اللذان أمضيا الليلة بأكملها على الشاطئ يتحدثان.. يثرثران.. يتضحكان ويتغازلان كصغيرين في موعد غرامي يكتفيان بتبادل الأحضان والقبلات وهي تتوسد صدره بعدما فتح قميصه على مصرعيه وهي أتت بذاك الشال ليتدثرا به سويا عندما هب هواء الفجر ثقيلًا.. باردًا وخفتت نار الشواء الذي شوى لها فيها المارشملو الذي تفضله فذكرته حينها بتؤدة وهي تتناول قطع المارشملو من بين أصابعه: تتذكر؟!
أجابها بهمسٍ أجش: لم أنس يومًا.
عبس بتفكير: الغريب أنكِ تتذكرين.
ابتسمت وهي تزدرد لعابها لتخفض بصرها: تذكرت الآن عندما أحرقت أصابعك حتى لا أحرق كفي ولا فمي .
ابتسم ورمقها مليًا ليتنفس بعمق: ولا أمانع أن أحترق كاملًا لأجلكِ يا آسيا .
شهقت برفض: بعُد الشر عنك لا تقولها ثانيةً .
وضعت كفها على فمه فقبله برقة يلتقط بقايا السكر من أناملها فتهمس بصوتٍ بُح انفعالا: أدهم .
قربها أكثر منه ليلتقط شفتيها في قبلة هدجت أنفاسهما ليغرقا في لهاث منفعل صدر عنهما سويًا ليسكنا كثيرًا في أحضان بعضهما متشبثان بالهدوء السكينة والتواجد معًا إلى أن انتبهت لشروق الشمس فنهضت بحماس هاتفة: finally
تطلع إليها بتعجب فأكملت: أردت السباحة دومًا عند الشروق، سأذهب لأبدل ملابسي.
ابتسم بارتعاش ظهر في حدقتيه ليومئ بتفهم وهو يتحكم في خياله بضراوة ويلتزم بمكانه فلا يتبعها للداخل هي التي عادت بعد قليل فانكتمت أنفاسه وهو ينظر إلى فستانها الكتاني الخفيف بلونه الأبيض قصير بالكاد يخفي أول ردفيها وبحمالتين رفيعتين تاركًا جذعها وظهرها مكشوفان وعلاقة ثوب السباحة الخاص بها بلونه الوردي المضيء الملتفة حول رقبتها تجذب عيناه التي مشطتها رغمًا عنه فيتذكر مرة ماضية لم يستطع حينها أن يتطلع إليها بأريحية كما يرغب وهي التي وقفت بجواره ترتدي شيء مشابه للآن ولكنه آثر عدم النظر ولكن رغمًا عنه عيناه التقطت ذاك الوشم بساعدها الأيسر والذي على ما يبدو حديث العهد تمتم بالإنجليزية وهو ينظر إلى جانب ساعدها: أوه تاتو ، ابتسمت برقه ولم تجب فأكمل– هل حقًا تاتو أم رسم حناء؟!
عبست بتعجب لتغمغم بعدم فهم: حناء ؟!! أومأ برأسه لتجيب بنفي – لا إنه تاتو بالفعل لا يستقر كثيرًا ولكني لا أستخدم الحناء فهي لا تتماشي معي جلدي يتحسس منها ؟!
ابتسم بمكر ليغمغم وهو ينظر لها من علٍ: هل هناك آخرون غيره أم؟!
ابتسمت بتعجب لتتورد أمام عيناه قبل أن تهمس بتوتر وتبعثر: ما هذا السؤال يا أدهم؟!
هز كتفه بلا مبالاة: أسأل فقط للمعرفة.
ابتسمت فظهرت غمازتيها لتهمهم بصوتٍ أبح وخجلها يعتلي ملامحها: لا شأن لك .
ألقتها وتحركت من أمامه تقترب من المياه ليرف بجفنيه يلعق شفتيه بوقاحة: سأعلم وقريبًا جدًا يا آسي.
ولم يكن يدرك أنه سيعلم أقرب مما يتخيل إذ ظهر التاتو الآخر بلونٍ أعمق وكأنه آخر قديم غير ذاك حديث العهد الذي يزين ساعدها، فيزين أسفل عظمة كتفها اليمنى عندما انكشف ظهرها الأبيض البض من فتحة ثوب السباحة الواسعة فيضيء وشمها بلونه الأزرق الغني بشكل عصفور يهرب من قفص شعره بلون الذهب، سحب نفسًا ليكتمه بداخله وهو يراقب الشاطئ المليء من حوله بالكثير من الناس ورغم أن هناك الكثيرات غيرها يرتدن أثواب سباحة مكشوفة عن خاصتها إلا أنه لم يرق له أن تظل هكذا، تحرك نحوها بخطوات سريعة يقف أمامها وهي التي جلست لتتخذ وضع الاستلقاء بعدما دهنت جسدها بهذا الزيت الذي جعلها تلمع أمام عيناه كمكافأة ذهبية تغريه للحصول عليها فيهمس بصوتٍ أجش خفيض: انهضي يا آسيا.
عبست بتعجب لترفع نظارتها الشمسية فوق رأسها تساله باهتمام: ما الأمر؟!
تمتم بجدية آمرة: فقط انهضي وارتدي رداءك وتعالي معي.
همت بالرفض ليزجرها بخشونة خافتة: فقط انهضي.
تحركت بالفعل ترتدي رداءها الحريري الشفاف فوق ثوب سباحتها ذو القطعة الواحدة بلونه الأسود لتلملم احتياجاتها فيجذبها من كفها خلفه نحو الجسر المطاطي ليشير إلى أحد رجاله فيتحرك الأخير ويتحدث بسرعة في جهاز صغير لاسلكي موضوع بأذنه قبل أن يتقدمهما مع آخر ويتبعهما اثنان آخران لتقف على حافة الجسر تسأل بتعجب: أين سنذهب؟!
تمتم بهدوء حينما اقترب قارب صغير منهما: إلى اليخت، عبست وهمت بالرفض ولكنه قاطعها مكملًا – لن تجلسي بهذه الطريقة على الشاطئ يا آسيا.
تمتمت بسرعة: كنت أجلس هكذا بأمريكا وبكل مكان سواء مع زوجي أو عائلتي.
انتفض عرق الغضب بصدغه ليهتف بها: نعم ولكن ليس معي، نحن غير آمنان بعد الصورة الأخيرة فمن فضلك لا تعترضي.
زمت شفتيها بضيق ليتحرك حارسه الخاص داخل القارب فيهتف بها: تستطيعين القفز؟!
تطلعت إليه بتعجب ليصدح صوت الحارس: أساعدها يا باشا.
ليهتف بضجر: لا، أتبع كلمته بأن قفز إلى الداخل ومد كفيه إليها هاتفًا– اقفزي يا آسيا أنا سألتقطك.
أعادت خصلاتها القصيرة المموجة للخلف لترمي إليه حقيبتها قبل أن تهمس: سأقفز بمفردي.
تراجع للخلف قليلًا لتقفز بالفعل فيتحرك هو بخوف عليها فيتلقفها بين كفيه يحملها بين ذراعيه ليتماسك حتى لا يضمها إلى صدره ويستجيب سريعًا لدفعتها اللطيفة بعدما تأكد من وقوفها وهي تهمهم: أنا بخير.
أومأ برأسه وهو يبتعد عن مدارها يلملم شتات روحه التي بُعثرت: تمام.
جلس بجوار حارسه وسائق القارب ليمنحهما أوامره ويتركها تجلس بالخلف تستمتع بهواء البحر والشمس تنظر من حولها بسعادة تشعرها لتتسع عيناها بانبهار وهي تهتف بصدمة: هذا ليس يخت سيادة الوزير.
ضحك بخفة لينهض واقفًا يتقدمها وهو يحتضن كفها براحته هامسًا بصوتٍ فخور: بالطبع ليس ملك سيادة الوزير، هذا ملكي أنا.
هتفت بانبهار: أووه ، حقًا إنه رائع، أتبعت بفرحة حقيقية– مبارك يا دومي، هل غبت كثيرًا هكذا لدرجة أنك أصبحت مليونيرًا صغيرًا؟!
ضحك بخفة ليغمز إليها بطرف عينه: بل مالتي مليونير ونعم أنتِ غبتِ أكثر من كثيرًا يا آسي، ولكن من الجيد أنكِ عدتِ، أتبع هامسًا وهو يساعدها أن تمر من أمامه لتخطو إلى اليخت خاصته– اشتقت إليكِ كثيرًا.
ابتسمت وهي تضع يدها في كف الحارس فيساعدها على المرور وهو خلفها ليقف واضعًا كفيه في جيبي بنطلونه: تفقدي المكان بأكمله وحينما تنتهي ستجدينني على السطح انتظرك.
أومأت برأسها موافقة ليهتف بالإنجليزية: اروسلا، اصحبي الهانم للغرفة من فضلك.
اتبعتها آسيا وهي تنظر من حولها لكل شيء بتفحص وتدقيق فينفخ هواء صدره بأكمله يغمض عيناه ويسحب نفسًا عميقًا يحتفظ ببقايا رائحتها داخل صدره قبل أن يهتف بجدية: أمنوا المكان جيدًا وأخبر ريموس أن يدلف إلى العميق قليلًا لا أريد لأحد أن يلتقط وجودنا.
أومأ حارسه بجدية ليتحرك هو يصعد للسطح كما أخبرها فيلاقي البقية الذي أشار اليهم أن يستكينوا فوق السطح ينتظرون حضورها هو الذي فتح قميصه على مصرعيه ليقف بأخر السطح يتلقى الهواء قبل أن يقترب رمزي ليحدثه عن حفل الشواء الذي سيقام فيؤكد عليه كل شيء قبل أن ينطلق الصخب من فريقها الذين هللوا بوجودها فانتقلت السعادة إليها هي التي تطلعت إليه بتساؤل فابتسم مؤثرًا الصمت وهو يتركها تندمج مع البقية قبل أن يستلقي على إحدى الأرائك المنتشرة مستمتعًا بالهواء والشمس الناعمة التي تلفح جسده
ابتسم وهو يتذكر أنه حينها غفى بل سقط نائمًا ليستيقظ من غفوته يتطلع من حوله إلى أن تشكل ثغره ببسمة كسول وهو ينظر إليها مستلقية بجواره لم تخلع رداءها وتقرأ على ما يبدو بعدما شغلت المظلة الطائرة تظلل من فوقهما، ابتسمت باتساع في وجهه: استيقظت.
نظر من حوله يبحث عن البقية بعدما اعتدل بجلسته فالتقط أنها أشاحت بعينيها بعيدًا عنه حتى لا تنظر له همهم بصوتٍ أبح: أين البقية؟ هل نمت كثيرًا ؟!
هزت رأسها نافية : أعتقد أكثر من الساعة بقليل والآخرون نزلوا لإقامة حفل الشواء.
ظهر الذهول الى وجهه ليهمهم بعفوية: غريبة
نظرت إليه باستنكار: ما هو الغريب ؟!
اجابها وهو يتثائب: لست معتادًا على النوم هكذا.
همست بعفوية: من الواضح أنك تشعر بالراحة ليس أكثر.
تنهد بالإيجاب: أكيد.
ابتسمت بتفهم لتهمهم بعفوية: الرائحة بدأت في الظهور من الواضح انهم بدؤا بالفعل في الشواء.
اثر الصمت وهو يراقبها يشعر بانها تريد الابتعاد عنه بعدما استيقظ هي التي سألته بعدما اغلقت الكتاب الذي كانت تقرأه هي التي تفضل أن تقرأ بهذه الطريقة القديمة وهمت بالنهوض: ألن تسبح؟!
تطلع إليها مليًا: سأفعل ولكن ليس الآن، ابتسمت بتوتر التقطه بيسر فابتسم بمكر ومض بعينيه عندما تمتمت وهي تنهض بالفعل– أنا عن نفسي سأفعل.
حينها اعتدل باستقامة متمتمًا برفض: أعتقد أن أمر السباحة وسط هذا الجمع لن يكون جيدًا.
تطلعت إليه بدهشة فيبتسم بوجهها ويكمل وهو ينهض بالفعل: تعالي لنجد بديلًا جيدًا عن السباحة ودون أن يراكِ أحدهم بالمايوه.
لوت شفتيها برفض ولكنها أطاعته لتتبعه عندما احتضن كفّها ليجذبها معه يدفعها لمؤخره اليخت مشيرًا إليها على الجزء السفلي فيه والقريب للغاية من المياه فيتهادى موج البحر إليه فيمنح الجالس عليه فرصة أن تغمره المياه دون أن يغطس داخلها هو الذي همس لها- نستطيع الجلوس و الاستمتاع دون أن تقومين بالسباحة.
أومأت بتفهم لتنظر من حولها قبل أن تهمس: ولكن هكذا سيبتل فستاني.
اتسعت ابتسامته ليخطو الداخل قبل أن يعود إليها بأحد قمصانه القطنية فيشير عليها أن ترتديه كي يغطي جذعها وأول ساقيها فوق ثوب سباحتها فيمنحها أن تجلس هكذا دون أن يبتل ردائها، هو الذي منحها القميص قبل أن يخطو للداخل متحدثًا عن أنه سيأتي لهما بعصير الكوكتيل فيهديها فرصة لتبدل ملابسها قبل أن تجلس كما أشار عليها ان تفعل فعاد إليها ليجدها مبتسمة هانئة ومستمتعة بالمياه التي تغمر المكان من حولها فيمنحها أحد كأسين العصير هاتفًا: تروبيكال يا هانم.
ارتشفته على مهلٍ وهو يجلس بجوارها يحدثها باهتمام: سعيدة؟!
وضعت الكاس بجوارها لتعود بجسدها إلى الخلف تركن جذعها لراحتيها وهي تتلقى أشعة الشمس فوق صفحة وجهها التي بدأت بالاحمرار لتهمس بصدق: جدًا .
همهم بصوتٍ أبح: نحن تحت أمر الشقراء الجميلة.
التفتت تنظر إليه : شكرًا يا أدهم .
عبس باستنكار ورفض: توقفي يا آسيا.
تطلعت إليه لتهمس بعد برهة وعندما تصاعدت رائحة الشواء: أووه الرائحة رائعة،
ضحك بخفة: جائعة.
أومأت بحماس طفولي وهي تضع كفيها فوق بطنها: بطني ستبدأ في إصدار الأصوات.
قهقه ضاحكًا: حالًا سأجعلهم يأتون بأي من السناكس لأجلكِ.
تمسكت به عندما هم بالنهوض: ليس الآن، سآكل مع البقية.
تعالى صوت صوفي التي اقتربت تحمل طبق محمل بالطعام تدعوها وتقترب بصخبها المعتاد فيتنحى هو مبتعدًا تاركًا المكان لهما لينضم إلى البقية في الداخل تحت نظراتها المتعلقة به وكأنها لم تكن تريد منه ابتعادًا
رف بعينيه وهو يعود لواقعه الذي أصبح أجمل كثيرًا بهيئتها المهلكة لصبره والمدمرة لتعقله هي التي اقتربت كثيرًا لتشيح بكفها أمام وجهه فيبتسم لها بلطف هامسًا: بكيني و وردي يا آسيا.
تطلعت إليه ببراءة: لا يعجبك؟!
تنهد بقوة مؤثرًا الصمت فحثته بلطف: هيا انهض وارتدي خاصتك لنسبح سويًا.
ضحكة قصيرة خشنة انفلتت من حلقه ليسألها وهو يرفع رأسه لها: متأكدة أنكِ تريدين السباحة.
عبست بعدم فهم قبل أن تومئ بالإيجاب فنهض متثاقلًا: حسنًا، لنسبح سويًا.
عاد بعد قليل ليجدها واقفة على الشاطئ بعيدا تُدلل قدميها بموجات البحر المتتالية ترفع خصلاتها أعلى رأسها تضع نظارتها الشمسية وتجردت من فستانها الذي وجده مفروش على الأرائك السفلية، سحب نفسًا عميقًا وكتمه بداخله هامسًا: ليست المرة الأولى التي تراها بثوب السباحة، نعم لم تكن بذاك البهاء من قبل ولكن ..
جلس على المقاعد أسفله وعقله يفكر بجدية عن سبب الاختلاف والخلاف ما الذي يجعلها بذاك البهاء.. تضوي في عينيه وكأنها لؤلؤة يريد اقتنائها وتحثه على أخذها لنفسه هو الذي يدركها.. يعرفها منذ القدم، لا ينكر أنه كان يتحكم في نظراته كثيرًا كي لا يتطلع إليها وهو يحث نفسه على الصبر يحفظها من نفسه وهو يعد روحه أنها ستؤول له بالأخير ولكن كثيرًا كان توقه يهزم تحكمه ولكنه أبدًا لم يراها بذاك الحسن ولا تلك الفتنة.
الفتنة التي أقبلت عليه تتهادى برقة بقدميها الحافيتين وساقيها العاريتين، ورغم أن ثوب السباحة لا يعد قطعتين بالمعنى المتعارف عليه إلا أنه عاري ومكشوف أكثر من قدرته على التحمل ارتدى نظارته وأخفض بصره وخاصة عندما وقفت أمامه تضع كفيها في خصرها وتهمس بحنق: لماذا لم تأتي أشرت إليك من بعيد؟!
ابتسم وتشاغل بالتقاط حبات العنب: لم أنتبه.
عبست بتعجب لتجلس على ركبتيها توليه ظهرها وهي تمنحه بخاخ الواقي من الشمس: حسنًا ضعه على ظهري فأنا لم أستطع الوصول لهناك.
سأل بنبرة محشرجة وضحكة مكتومة ومزحة قديمة يدرك أنها لن تفهمها ولكنه لم يقوى على الصمود: هناك أين؟!
أجابت بحنق: من أسفل عظمتي ظهري يا أدهم، فجلدي يتحسس سريعًا والشمس ستحرقني إن لم أضعه قبيل أن أسبح.
استجاب إليها وهو يتحكم في شعوره بها فلم يحاول أن يلامسها بشكلٍ مكثف بل أنهى ما أرادته ليسألها وهو يجذبها لحضنه كي يخفيها عن عينيه: ماذا فعلتِ المرة الماضية إذًا؟!
عبست بعدم إدراك أولي قبلما تجيبه: ألم تلتقط أني ظللت داخل اليخت إلى أن غربت الشمس قبلما أنزل للمياه برفقة صوفي وخاصة بعدما احتجزت أنت الجميع في الداخل يا أدهم.
أومأ بعينه: بلى انتبهت.
استدارت نحوه ترمقه مليًا قبلما تهمس إليه: حسنًا تعال أضع لك واقي الشمس حتى نسبح سويًا، أشارت له متبعة – هيا استدر.
استجاب وخلع قميصه القطني ليوليها ظهره بالفعل فيغمض عيناه هو الذي بالكاد منع نفسه من إصدار تأوه واضح عندما داعبت عضلات ظهره بأناملها وهي تدلكه له بالواقي في مساج خفيف ليزفر بقوة وهو يشعر بتأثره يزداد فيهتف بجدية وهو يستدير ثانيةً: هذا يكفي يا آسيا جسدي لا يتحسس من الشمس بالأساس بل ضيائها يمنحني بشرة برونزية جذابة.
ضحكت برقة: نعم أدرك ولكن هذا الواقي يمنع عنك تأثيرها السيء ويجعل برونزيتك تضوي.
أكملت وهي تشب بجسدها على ركبتيها وتحاول أن تكمل له كتفيه بعدما اقتربت كثيرًا : فقط انتظر لأنهي ما بدأته.
حاول منعها بمشاكسة صبيانية وهو يراوغ رافضًا فاستجابت إليها وهي تتضاحك تجاهد أن تصل لكتفيه قبل أن تبدأ في فرك وجهه بكفيها فيبعدها فتعانده وتقترب أكثر إلى أن تأوه بحق عندما سقطت من فوقه هو الذي سقط بدوره للخلف واقعًا بها عندما لم يستطع صدها عنه.
حاولت الهرب عندما سقطت في أسر عينيه ولكنه لم يمنحها الفرصة فأدار ذراعيه من حولها محتفظًا بها داخل ضلوعه لينهض جالسًا فترتجف برهبة وهي تجدها جالسه بداخله بين ساقيه تتعلق بكتفيه بعدما تركت بخاخ الواقي من كفيها يسقط لتهمس برهبة استقرت بعينيها وخاصة عندما شعرت به يتحرك واقفًا بها: أدهم .
ابتسم وأغمض عيناه: تقولينها في اسوء توقيت يا آسيا.
تمتمت بعدم معرفة صادقة: ماذا أقول إذًا؟!
وقف وهو يحملها فتعلقت به أكثر هو الذي أجاب: لا شيء يكفي ما فعلتهِ.
خطى بها فنظرت نحو الشاليه الذي يبتعد هو الذي اتجه بها نحو البحر لتسأله: أين ذاهب؟!
انفلتت ضحكته رغمًا عنه: للسباحة، الماء البارد أفضل لكلينا الآن.
***
يخطو داخل الشاليه هو الذي أنهى تجفيف جسده بعد قضاء وقت لطيف كانا يسبحان سويًا في استمتاع غمرهما دون اقتراب من الممكن أن يذهب به لنقطة لا عودة منها ففضل أن يبتعد عنها إلى أن تعلقت برقبته من الخلف تحتضنه فيسبح بها في سكون إلى أن غافلها النعاس فدفعها للخروج هي التي استفاقت قليلًا لتسبقه نحو الشاليه معلنة عن كونها ستستحم وترتدي ملابسها ليستعدا لتناول الطعام فخرج متباطئًا يجفف جسده ويبحث عن هاتفه ينظر لرسائله يجيب الهام منها قبلما يراسل جود يسأل عنها وعن ولده يطمئن على أحوالهم ويخبرها أنه سيعود اليوم فتدعو إليه أن يعود سالمًا ليتبع آسيا للداخل داعيًا أن تكون انتهت وهو يشعر ببعض من الإرهاق يراوده وخاصة وهو الذي لم ينم لمدة يومين متواصلين فيتعجب من السكون الذي يعم الأجواء فيبدأ بالبحث عنها ليتوقف أمام السلم الذي يؤدي للدور العلوي لا يريد أن يخطو لهناك فيستدير على عقبيه بعدما اكتشف وجود دورة مياه سفلية ويقرر أنه سيأخذ حمامه بها ويرتدي ملابسه ليستعد للخروج لتناول الغذاء كما أرادت، لينهي كل ما أراد فيبدأ بالبحث عن الأكياس التي وضعت بها مشترياتهما ليتذكر أنها صحبتها جميعها للأعلى فيتجه مرغمًا وهو يناديها بصوت هادئ متزن ولكن الصمت الذي أجابه أثار عبوسه وترقبه هو الذي شد خطواته للأعلى ليشعر بهلعه يجمد أوردته عندما ينظر للظلام الذي يخيم على الغرفة فيبحث عنها بجنون، زفر بقوة وهو يشعر بجسده يرتخى عندما اكتشف تقوقعها داخل الفراش غارقه في نومٍ عميق من الواضح أنه داهمها رغمًا عنها هي النائمة بعرض الفراش ترتدي روب الاستحمام غير متدثرة إلا به.
تنفس بعمق وهو يقترب منها يعدل من وضع نومتها يدثرها بالغطاء ويخفض برودة المكيف، ابتسم بلطف متأملًا وجهها وهو يزيح خصلاتها عن جانبه عندما تململت لتبتسم في وجهه تضحك وهي نائمة كعادتها لتلتقط كفه الأيسر تطبع قبلة داخل راحته قبلما تجذبه ليدير ذراعه من حولها وهي تستدير لتوليه ظهرها وكأنها تدعوه لاحتضانها فيهم بالرفض لتشير إليه كي يربت عليها مهدهدًا فترق عيناه .. تفيض بحنان اختصها به وهو يقترب منها يضمها لصدره بالفعل يهدهدها كي تكمل نومها هي التي غرقت أكثر داخل صدره تغفو قريرة العين وبسمة سعيدة تزين ثغرها، بسمة مليحة تجذبه ببطء.. بشقاوة.. بخفة إليها كي يلتقطها من فوق فمها ولكنه يقاوم غريزته.. توقه وشغفه بها.
ضمها أكثر إليه هو الذي انقلب لينام على ظهره بعدما اوسدها صدره ويظل صامدًا ينظر لسقف الغرفة منتظرًا بصبر لتنفلت ضحكته رغمًا عنه، ضحكة سعيدة رغم سخريتها وهو يفكر أن لو أخبره أحدهم يومًا أنه سيصمد أمام ذاك الاكتساح الذي تفعله به لم يكن ليصدقه أبدًا ولكن شعوره بها.. حدسه الذي يخبره أن هناك شيئًا خاطئًا يجبره على الصمود.. الثبات.. الانتظار.. التمهل وهو يترقب غايتها من كل ما تفعله به الآن.
تنفس بعمق وهو يرمقها من خلف رموشه ليهمهم إليها: تخيلي أن يدرك أحدًا أني ظللت نائمًا بجواركِ وأنتِ بهاته الهيئة الرائعة وأنا ساكنًا بتلك الطريقة المخزية يا الفضيحة، ليكمل بضحكة حقيقة خرجت من عمق روحه– يا فضيحتك يا دومي!!
***
يتبع ...


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس