عرض مشاركة واحدة
قديم 29-04-08, 05:48 PM   #7

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي





ـ حـقــيــقــــة أقـــوى من الحــــب

كانت بروك جالسة الى طاولة مكتبها عندما أطلت عليها امرأه بادرتها قائلة: إذن أنت آخر نساء آنـدي !
كانت المرأه تميل الى السمنة، ترتدي قميصاً بنياً فاتحاً، وتنورة بنية قاتمة، لكن منظرها لم يستفد من أي شئ ترتديه، ومع ذلك بدت وكأن هذا الواقع لا يزعجها !
ابتسمت بروك بارتيابٍ جزئياً، لأنها لا تعرف هوية تلك المرأه، ومن ناحية أخرى لأن الكلمات دون شك قُبلت في سبيل الحصول على معلومات اخرى .. تابعت المرأه:
أنا سوزي .. زوجة تود .. أنت لست من الطراز المعتاد عليه ! فنساؤه عادهً من النوع الملتهب، وأتساءل كم من وقت سيبقيك معه!
دفع الغضب بروك للإجابة بحده: نحن مخطوبان.
ردت المرأه ببرود: هه .. هذا ما سمعت ! أتمنى لك الحظ لأنك ستحتاجين إليه حقاً .. كما ستحتاجين الى مخالب لتنحية القطط عنه هذا إن لم أقل لمنعه من التسكع!
زوجة تود كما قال حماها، ليست شيئاً يُنظر إليه، لكنها تجمل ما ينقصها بالذكاء الذي لا يخلو من المنطق، لكنه لم يكن يعلم بمرارتها، وهذا إحساس يتغلب كثيراً على المنطق، بالنسبة لابنه الآخر على الأقل .. فهل يمكن أن تكون هذه المراره خافية في طياتها شيئاً من الإعجاب؟
هل أحبت سوزي يوماً أن تكون إحدى نساء آنـدي، لكنها رضيت بتود؟
أم أن كلماتها قبلت بإخلاص؟ هل تحاول بطريقتها الفظة أن تحذر الفتاه التي أخذت عرض آنـدي للزواج بجدية وتعتبر نفسها خطيبته؟
ردت بروك بصبر: الذي حدث أنني أحبه، وأتمنى أن استطيع بهذا الحب الحفاظ عليه بعيداً عن النساء الاخريات اللاتي قد يسعين إليه، لكن شكراً على النصيحة التي أشك أنني سأحتاجها يوما.
نظرت سوزي إليها، وقد ظهر دهاؤها فقالت معلقة: أمعنت التفكير في الامر ويبدو أن آنـدي هو من سيحتاج للحظ معك!
فابتسمت بروك: إذا كان هذا إطراء ..
- هذا هو بالضبط
- شكراً لك إذن!
بدا على سوزي أنها أرادت قول المزيد، لكنها هزت كتفيها وابتعدت. مر اليوم سريعاً ما بين اعمال عديده وجب انجازها وأسئلة أكثر تطلبت الرد. ولتوفير تلك الردود كان على بروك طلب النصيحة، وصل سائقون بشاحنات فارغة، فطلبت منهم الذهاب الى ورشة التصليح للكشف على الشاحنات وإعدادها مجدداً للرحيل.
عندما عادت للمنزل، استقبلتها مارغريت مسارعة بالقول: أتضور جوعاً ! وقد دعاني والدك للغداء ، أتمانعين؟
- لا شئ قد يسعدني أكثر!
تعاونتا على تحضير الطعام، فكان أن جرى الحديث بينهما بسهولة وهو أمر لا يصدق إذ كيف أخذ كل شئ موضعه بيسر منذ أن خُطبت لآنـدي! لكن كل شئ كان حقيقة لا وهماً.
بعد ذهاب مارغريت، جلست واباها يستمعان لموسيقاه المفضلة، لكن قلقاً بدا يتغلغل في نفسها، قلقاً مرده الى خشية من الا تصلها المكالمة المنتظره، بدأ الشك يعلو ويهبط، وبدا لها مؤكداً أن المكالمة من آنـدي لن تحدث ولو انتظرتها حتى منتصف الليل.
بينما كانت مستلقية في الفراش مفكره .. تساءلت عما إذا كانت سوزي على حق فيما قالت؟ فبدلاً من أن تكون زوجته القادمة، هي الآن مجرد زهره في باقته.. وعندما تذبل .. سيرميها ..
توقعت بروك كل يوم أن تستقبلها مارغريت في المنزل! فتلك المرأه تنسجم انسجاماً تاماً مع والدها خصوصاً من الناحية الفكرية. فمنذ خطوبتها لم تعد تستطيع تجاهل التوتر الدائم في الجو بينهما، وقد أزعجها هذا الوضع لكن ستون لم يكن يختلف مع أحد، خاصة مع ابنته المحبوبة، وهكذا بدا التوتر يتراكم بدلاً من ان يتلاشى عن طريق صدام قد ينقي الاجواء بينهما.
ذلك المساء بقيت مارغريت معهما ساعتان إضافيتان، وكانتا تنظفان الصحون عندما قالت لبروك: هل تمانعين؟
- انا سعيده بوجودك بيننا مارغريت على الاقل بإمكاننا تجاذب أطراف الحديث، فأنت عطوفة ومتفهمة.
- أوليس والدك عطوفاً متفهماً؟!
- ليس مثلك .. صحيح انني افتقد امي .. لكن هذا لا يعني انني غير مولعة بوالدي!
- أعرف ما تعنيه.. عندما تتحدثين معه تحسين انك تحاولين جاهده جذب مرساه سفينة من أعماق المحيط.
فضحكت بروك: إنه دائماً غارق في أفكاره .. ما أنه يصغي الي بصبر عندما أتحدث معه عن عملي في شركة لوكربي، لكن ما أن اتوقف حتى يعيد رأسه للجريده أو الكتاب!
- حسناً عزيزتي .. بما انني هنا الآن، لك حريتك في التحدث معي متى شئتِ ، سأخرج لأجلس مع والدك قليلاً.
نظرت بروك في ساعتها: هل يمكنني .. كنت أفكر في القيام بنزهة بالسيارة..
أجابت مارغريت وهي تنظر من النافذه: إنها امسية رائعة للنزهة .. سأبقى برفقة والدك .. فلا تقلقي من أجله.
أحست بروك برغبة في معانقتها، لكنها وضعت يدها على ذراعها شاكرة، ثم ركضت الى غرفة الجلوس: لن أتأخر يا أبي.
هز رأسه بعد أن رفع عينيه عن كتابه.
عندما وصلت الى محطة تعبئة لوكربي، عبأت خزان وقود سيارتها، وأبعدت سيارتها ثم أوقفتها، كان تود في مكتب المحاسبة، أمامه مجلة أسبوعية غارق في قراءتها، عندما فتحت الباب، رفع رأسه متوقعاً رؤية زبون، لكنه ما أن شاهد بروك حتى اعترى وجهه تعبيراً مقلقاً، فقالت له: لا تبدو مسروراً برؤيتي !
دفعت ثمن الوقود، وعندما أرجع لها بقية المال قال : أنت تتوهمين .. كيف تعاملك الحياه؟ هل اشتقتِ لحبيبك؟
- جداً .. ألا تشتاق لسوزي؟
بدا كأنها تفوهت بما هو خاطئ .. فأي نوع من الزواج بينهما يا ترى؟
رد عليها بصوتٍ بارد : إنها لا تبتعد عني أبداً حتى اشتاق لها.
فابتسمت له: تود .. أتمانع لو استخدمت الهاتف؟
فنظر الى وجهها الزهري، ثم بغرابة الى عينيها وقال بصوتٍ حاقد: شقراء .. زرقاء العينين .. أنت تملكين كل شئ، وأنا على ثقة من أن الاخ آنـدي سوف يمتص آخر قطره من عصيرك الأنثوي.
- شكراً على الإطراء الذي يخالف إطراء زوجتك التي شبهتني بزهرة يضعها آنـدي في عروة سترته حتى إذا ما ذبلت رماني، أما أنت فتشبهني بعصير دائم في حياته!
- ها هو الهاتف هناك استخدميه، لكن دعيني وشأني.
- عذراً على الازعاج!
التقطت الهاتف ثم تأهبت لطلب الرقم .. لكن ما هو الرقم ؟!
كيف لها الاتصال بأفخم فندق في المدينة وهي لا تعرف حتى اسمه!
أعادت السماعة الى مكانها، ثم التفتت بسرعة الى تود : تود؟ في أي فندق ينزل آنـدي عندما يكون في هاليفكس؟
انخفضت المجلة، وامتدت ابتسامة خبيثة على فمه: لنفترض أنني لان اخبرك؟
- إن لم تخبرني عدتُ الى المنزل.
- منتظره ساعاتٍ طويلة حتى يرن جرس هاتفك؟ هل نسيك ليلة أمس؟ أيتها الطفلة المسكينة ؟
سخريته هي الشئ الوحيد المشترك بينه وبين شقيقه .. رفعت بروك رأسها، وسارت نحو الباب.
- حسناً .. إنه فندق "البطة الذهبية" .. هل سمعت عنه؟
- أجل .. فالأغنياء والمشاهير ينزلون فيه
- لخطيبك ذوق مرتفع وباهظ في كل شئ إلا في المرأه التي اختارها .. إنه رجل عاقل يعطي زوجته البنسات، أما النساء الاخريات فيعطيهن الشيكات الدسمة لقاء .. خدماتهن ..
- إنه يحب الإحسان .. فلما أنت مغتاظ يا تود؟ شخصياً أعتقد أن زوجتك كثيره عليك ..
اتجهت الى الهاتف ثم أغلقت باب الغرفة وراءها .. واستغرقت ثلاث دقائق لتجد رقم الفندق، ثم أمضت وقتاً أطول حتى وجدوا لها الرجل المقصود، ثم سمعته يقول: لوكربي يتكلم ..
وجدت نفسها صامتة، وسمعت أنفاسه ثم صوته يقول: ما هذا بحق الجحيم؟!
وجدت صوتها أخيراً فقالت: آنـدي .. هذه أنا بروك .. لم تتصل بي ليلة أمس ..
- لا
- هل كنت مشغولاً؟ ألهذا لم ..
- كنت مشغولاً جداً
- ومع من كنت؟ مع سيلينا ؟
- هكذا يكون الكلام يا حبي
- إذن لقد كان تخميني صحيحاً!
- متى قلت هذا؟
- توقف عن التلاعب بأعصابي آنـدي! حسناً .. قد يكون لك نساؤك لكن اعلم أنني لن ابقى على علاقة معك، لآنني أريد من الرجل الذي سيتزوجني أن يكون مخلصاً ولي وحدي.
- وهل تحبينني؟
- بالله عليك! انت تعرف هذا !
- الا يجب أن نثق ببعضنا ما دمنا مقدمين على الزواج؟
- حسناً .. أنا آسفة .. لكنني بحاجة لسماع صوتك.
- صحيح يا حلوتي؟ وقد سمعته الآن فكيف تشعرين؟
- أوه آنـدي ! متى ستعود؟
- هل تتوسلين الي! أما قلت انك لن تتوسلي لرجل يوما!!
- آنـدي لوكربي .. سأقفل الخط في وجهك .
لكنها لم تستطع .. بل صمتت ، علم أنها لا تزال على الخط: تأخذين حريتك في الكلام الليلة هل خرج والدك؟
- أتحدث من محطة الوقود.
- هل تكرم تود فسمح لك؟
- أجل .. وهل يزعجك أن تدفع شركتك ثمن المكالمة؟
- بل على العكس لأن ذلك يخولني التحدث اليك مده أطول.
دخل زبون للمكتب، وتمكنت من سماع حديثة مع تود بجلاء، وهذا يعني أن تود بدوره يسمعها .. واكمل آنـدي: عندما نلتقي مساء غد، لابد لنا من الانفراد لآنني عندما أضع خاتم الخطوبة الذي اشتريته في اصبعك، سأطالبك بكل الحب الذي تشعرين به نحوي.. واعلمي أن مطالبي تلك لن يكون لها حدود أتفهمين؟
- آنـدي .. يجب أن أذهب الآن، تود هنا يتحدث مع شخص، ولابد أنه سمع كل شئ قلته لك.
- فليسمع! لأنه إن لم يسمع، قد يخترع أشياء.
- الى الغد إذن حبيبي .. في أية ساعة؟
- الثامنة .. في منزلي
- تصبح على خير حياتي.
كان تود وحده عندما انضمت إليه بروك: إذن انت تحبينه حباً صادقاً !
- أجل أحبه .. أغريب أن أحب خطيبي؟
تفرس فيها بعض الوقت: هو لم يخبرك بعد إذن!
- يخبرني ماذا؟
اشتدت قبضتاه فوق الطاولة: عن حادثة والدك؟
- وماذا بشأنها؟
- إنه سر عائلي .. حقاً ، لكن بما أنك ستصبحين فرداً من العائلة قريباً .. ظننت أن عليك أن تعرفي ..
- ألا تظن أن من الافضل ترك الأمر لآنـدي؟
- أشك انه سيخبرك ..
- حسناً .. ما هو هذا الشئ؟
- لقد كان آنـدي هو قائد الشاحنة تلك الليلة
- أية ليلة؟ انت لا تعني ..
ترنحت بروك ، ووضعت يداً مرتعشة على الطاولة لتسند نفسها .. احست بيدها بارده وروحها بارده كالجليد .. ودخل زبون ثم خرح .. وساد الصمت، وبدأ تفكيرها يعمل من جديد .. لقد قال لها آنـدي : إن لم يسمع تود .. لاخترع شيئاً..
- لا أصدقك ..
- اسألي آنـدي إذن .. الامر أصبح كشبح العائلة
كان عدم التصديق حبل نجاتها الوحيد .. وعادت تسمع صوتها من جديد: لا أصدقك!
عند الباب التفتت فشاهدت البسمة الشريرة على وجهه، فقالت متحدية: أنت فعلاً تكره آنـدي !
- أكرهه! أعترف أنني أحسده على كل شئ يمتلكه ولا أمتلكه أنا لكن
- وتحاول جهدك سلبه إياه أليس كذلك؟
- أنت للان لم تصدقي ما قلت .. اسأليه .. فتأتكِ الحقيقة
ستواجه آنـدي بالواقع، لكن ألم يقل لها بأن تود يخترع الامور!
أوَ لم يحاول خلق المشاكل بينهما عندما أخبره عن أمر الخطبة!
كلماته التي وصف بها أخاه وأخلاقه، سيبقى لها الاثر الاكبر حتى تواجه آنـدي مطالبته بالحقيقة.
انكبابها على العمل في مسؤولية قسم الشحن أثناء غياب ديفيد، الذي رحل ليوصل حمولة مستعجلة، أبقى قلقها بعيداً عن التفكير .
بينما كانت تقود السيارة الى المنزل ذاك المساء، عاد قلقها يستولي على ذهنها، كانت قد بدأت تعد الساعات لعودة آنـدي، وها هي الآن تعد الدقائق .. ماذا لو أن ما قاله تود حقيقي ! ماذا لو أن آنـدي المذنب!
ولأن والدها غرق في كتابه بعد رحيل مارغريت، بقيت بروك وحدها تفكر، مراقبة ****ب الساعة، بخوف وتوتر لا بسعاده كما كان مفترضاً. لكن هذا التوتر أقعدها وجعلها أسيرة الظنون.
في السابعة والنصف دخلت غرفة نومها لتبدل ملابسها.. وبينما كانت تنزل السلم .. رن جرس الهاتف .. أهو آنـدي يطلبها لإلغاء الموعد!
- آينر يتكلم .. هل والدك على استعداد لاسقبال الزوار عزيزتي؟ لا أريد فرض نفسي عليه إذا لم يكن مستعداً.
- من المتكلم يا بروك؟ (سأل والدها من غرفة الجلوس) وتابع: أهو آينر ؟ أطلبي منه المجئ ليؤنسني أثناء فترة غيابك.
- سمعت ما قاله، أنا قادم بكل سرور (قال آينر)
قبل أن تستفهم عن آنـدي ، كان آينر قد أقفل الخط!
وصل آينر بينما هي تستعد للرحيل، وعندما فتحت له الباب، رفع ذراعيه الطويلتين ليضعها حول كتفيها، وجذبها إليه قائلاً آنـدي ينتظرك، سمعته وهو يذرع غرفته وكأنه أسد مسجون بانتظار زوجته !
فضحكت ناسية توترها وقالت: لم أصبح زوجته بعد !
- ربما .. لكنك ستصبحين .. والآن اذهبي .. سأدخل وحدي .
بينما كانت تركض باتجاه سيارتها ناداها: سأبقى هنا حتى تعودي.
انطلقت تمضي حثيثاً، كانت شمس المساء قد أوشكت على الاحتضار لكنها تركت بصمة على الجبال العالية، شعرت أن معنوياتها مرتفعة في هذه اللحظة كارتفاع هذه الجبال. وكأنها ميقنة ان آنـدي سينكر كل الذي قاله تود.
فتح آنـدي الباب فوجدت أنه لم يبدل بزة العمل! ما زال على قسماته ملامح رئيس العمل ! ارتفعت عيناها الزرقاوان الى عينيه بارتباك لكنها وجدت فيهما ترحيباً.
مد يده يتحسس ذقتها، ثم ارتد قليلاً للوراء ليتأمل كل حنايا وجهها .. قطعة قطعة، ثم انحنى إليها فضاعت، رفع رأسه مرة بعيداً عنها ثم عاد إليها يطلب المزيد .. كأن شيئاً لن يروي ظمأه إليها.
أخيراً ابتعد عنها ممسكاً يدها جاراً إياها الى جناحة الخاص ثم دخلا غرفة الجلوس ففتح فيها درحاً أخذ منه علبة فتحها وتناول منها خاتماً ثم رفع يدها التي لم يتركها لحظة ونزع الخاتم الازرق ليضع مكانه خاتم الخطوبة الرسمي وقال: إنه من الزفير والماس، لم أنس قياس اصبعك.
برقت عيناها أكثر من الماس.
- آنـدي إنه رائع الجمال! لكن كم ثمنه؟
- ماذا يهم ! والفتاه التي ستضعه أغلي عندي من ماس العالم كله؟
- صحيح!
- انت تعرفين يا غالية
راقبته وهو يخلع سترته ثم يرفع كميه لتبرز عضلاته القوية، ها هما اليدان القويتان اللتان تديران مقود شاحنه بسهولة ..أو انهما اللتان ربما فشلتا في تجنب صدم رجل مؤديتان لإقعاده مدى الحياه ..
- ألم تجدي الشجاعة بعد لتسألين؟
اتسعت عيناها للسؤال، وعلمت أنه علم باتهام تود له، وها هو يتحداها أن تسأله .. أيجب أن تواجهه الآن ؟ بعد فتره قصيره من جمع شملهما .. في وقت هي في شوق الى حضنه؟
- الشجاعة؟ لست أحتاج الى الشجاعة يا آنـدي .. بل للحظة المناسبة.
- ماذا عن الآن؟
- حسناً .. أرى ان تود أخبرك أنه أعلمني بشأن الحادثة.. وأنك أنت السائق الذي كان يقود الشاحنة تلك الليلة.
- تقولين هذا وكأنك صدقته! فهل حكمتي علي في تفكيرك بالإدانة مسبقاً ! من دون ان تسمعي دفاعي؟
صرخت فيه، كالشاه التي تعرف أنها على وشك الذبح: آنـدي .. لا تكلمني بهذا الاسلوب ! لقد أكد لي تود أن ما يقوله صحيح. وأن الامر أصبح كشبح العائلة. وأنه سر يجب أن أعرفه لالنني سأصبح فرداً منها، وقلت له أنني أريدك أنت أن تخبرني ، لأنني لا أصدقه ، فقال إنني آخر شخص قد ترغب في إخباره!
حدق فيها آنـدي ، ثم ابتعد عنها ينظر للخارج حيث بدت الحدائق الجميلة تستحم تحت آخر قطرات الشمس الذهبية.
همست وقد خاب أملها من رده فعله: آنـدي .. إنها ليست الحقيقة .. أليس كذلك؟
لم يرد .. فركضت إليه تحيطه بذراعيها، تضغط وجهها الى ظهره.. تحمل إليه يأسها، و مد هو يديه الى ذراعيها يزيحها عنه: إنها الحقيقة فما أنت فاعلة؟؟
ارتدت مذعوره .. وتلاشى كل لون من وجهها، توقف فتوقفت وقالت بصوت بدا غريباً عنها: مع ذلك تركتني كل هذه المده أؤمن بأن الفاعل شخص آخر! وهززت كتفيك تخلصاً من المسؤولية! بالنسبة لك ما كان والدي أكثر من حادثة عرضية .. أنت لم تعتبر الحادثة أكثر من أمر مؤسف مر بك .. حولته سريعاً الى شركة التأمين !
- لكنه اعترف بمسؤوليته ! وهذا ما كنت تعرفينه دائماً ! إنه المخطئ يا بروك! ثمة شهود على ذلك .. لذا لم تكن أمامه قضية يتمسك بها.
- حسناً .. أقبل كل هذا .. لكن تصرفاتك هي التي أزعجتني .. كذبك .. خداعك .. لماذا يا آنـدي .. لماذا لم تخبرني! وهل أخبرك أنني كنت وراء مقود الشاحنة التي صدمت والدك؟ وهل سيكون لهذارفق بالنسبة لما حصل بيننا؟
- نعم .. سيكون آنـدي نعم سيكون! ألا ترى؟؟ لا استطيع الزواج من الرجل الذي حطم آبي .. ولن أشعر فقط بالاشمئزاز منه ، بل والدي سيستمر في حقده عليه مدى العمر! ولن يقبل بك صهراً له بعد الآن .. وأنا لن أدعه وحيداً أبداً.
بدأ يتحرك نحوها مره أخرى، فتراجعت وفي أعماقها خوف غريب يتزايد .. رأته يفك ربطة عنقه، ثم أزرار قميصه .. ويقول بصوتٍ منخفض: هل أثير اشمئزازك آنسة ستون؟ لقد عرفت الآن ما عرفته .. فهل التفكير في أن يداي على وشك ملامستك يجعلك تنكمشين رعباً ! هاتان اليدان اللتان كانتا السبب في مصاب والدك؟
فصرخت به: توقف عن ذلك!
وبدا وكأنه رجل آخر ، مخيف .. ساحر .. أرادت الهرب منه لكنها أرادت أكثر الهرب إليه .. ووصلت في ارتدادها الى خزانة فاستندت إليها .. ثم أصبح امامها فجأه يضغط بجسده عليها، وأخذت ذراعاه في جذبها إليه بقسوة صعبت مقاومتها ، ارادت ان تقاوم على الاقل حتى تلتقط أنفاسها! ومن بين أسنانه قال: لقد قلت لك بروك .. بعد ان اضع خاتمي في إصبعك لن يكون هناك حدود لمطالبي .. وها هو خاتمي في يدك وسأفي بوعدي.
بدا جداً غاضب .. لكن لماذا؟ لما يغضب منها؟ فهو من ارتكب الجريمة لا هيّ .. فكيف يلومها على رفضها له بعد معرفتها بالحقيقة؟ بعد أن علمت كم هو مخادع..
ورفعها بين يديه دون أن يبالي بمقاومتها .. ثم أحست بنعومة الفراش تحتها .. وبثقله عليها: سوف أنال منك .. سأنتزع هذه الطهارة البادية في عينيك وأجعلك ملكي بشكلٍ كامل .. حتى لا يفكر غيري فالاقتراب منك مستقبلاً.
كان عناقه وحشياً.. ويداه قاسيتان تعاقبانها .. ناقلة إليها ذلك الالم الذي يشعر به. وأخذت حراره رغباته تغلي الدماء حارة في عروقها.
أحست بالضياغ من شده حبها له، إنها تريده بشده .. أن تصبح جزءاً من كيانه، أن تمنحه ما يريد، دون الاهتمام بخشونة معاملته لها.
وبينما كانت تقاوم مشاعرها شهقت تريد الوصول الى ارض أكثر صلابة من التفكير السليم، ولكن ذلك كان صعباً .. كانت تعلم أن الوقت لن يطول قبل أن يستسلم جسدها له .. كما استسلم قلبها منذ زمن .. إلا أن عقلها استمر متعلقاً بأمل انتصار المنطق .. عندما احست بضعفها أمام قوته .. علمت بأن المحتوم على وشك الوقوع لا محالة.. وراحت تبكي وترتجف في مشاعرٍ متناقضة من النشوة والخوف .. وتدفقت دموعها تبلل وسادته وتغطي وجهيهما معاً .. لا بد انه مثلها .. أحس بطعم الملح في فمه ، لأنه رفع رأسه وأخذ يحدق في وجهها وكل عضلة في فكه تتحرك، تدحرج فوق السرير مبتعداً .. ليستلقي على مسافةٍ منها محدقاً في السقف!
بأنفاسٍ متقطعة قال: إذن أنا اثير اشمئزازك إيه!
سخريته في هكذا موقف كانت مماثلة للإهانة الجسدية تماماً!
ببطء .. نزعت خاتمه .. ووضعته فوق صدره الذي استكان ، فأخذه ورماه أرضاً بعنف .. فتحركت واستلقت على وجهها محاولة بفشل إخفاء دموعها..
وقف وزرر قميصه، ثم ملس شعره بيديه ، متجهاً الى النافذه قال: الافضل لك أن تذهبي .. لا أريدك زوجة لي بعد اليوم ..
وعادت تستلقي على ظهرها ممسكة أطراف قميصها صائحة: كيف أقدر أن أثق بك آنـدي ! لقد اعترفت بصحة ما قاله تود!
نظر إليها نظره عميقة وخرج.. اخذت الافكار تتسارع في رأسها.. هل ستبقى فالعمل لديه بعد اليوم ؟؟ وهل سيستمر والده صديقاً لوالدها ؟؟
عندما عادت لرشدها أدركت أنها لازالت مستلقية على فراشه لا على فراشها.. أجفلت ووقفت فوراً تنتعل حذائها، عندما نظرت في المرآه احمرت من رؤية شعرها وثيابها في أسوأ حالاتهما.
سارعت لترتيب شعرها وثيابها .. وما هي الا لحظات حتى فتح الباب وعاد آنـدي: هل تريدين المزيد؟ هل كنت تنتظرين عودتي إليك في الفراش؟
قررت عدم الرد، والتفتت للمرآه وعادت تمشط شعرها قائلة: أرجو ألا تمانع في استخدامي هذا.
- بما أني استحم يومياً فالمشط نظيف.. ويناسب ملكة .. ليس أنت
الكلمتان الاخيرتان كانتا تحملان نوعاً من الازدراء فاستدارت نحوه: لما انت هنا؟
- هذه غرفة نومي إن كنت تذكرين! وانا من علي سؤالك؟!
- انت من جئت بي الى هنا!
- جئت بك للحب
- الذي انقلب كراهية.
- هكذا إذن!
- صحيح ! بما أنه ليس لك التفكير السليم للخروج ساعة سمحت لك، استطيع الان إقفال الباب لإفعل ما أشاء بك.
تقدم نحوها، لكنها أجبرت نفسها على البقاء حيث هي وأمسكها بذراعه وضغط عليها بأصابعه، فتألمت لكنها بقيت صامته .. وأسكتت صرخة كادت تفلت منه.
- ما بك ؟ أما عدت تحبين لمساتي!
- أنت تؤلمني يا آنـدي !
بعد أن شهقت من الالم أرخى عنها قبضته التي ستترك أثرها على جلدها أياماً ثم قال: سأوصلك.
- سأوصل نفسي .. معي سيارتي
- لقد اتصلت بتو م الذي أخذها منذ نحو عشر دقائق الى منزلك .. سأوصلك وبعدها أصحب والدي .. بخصوص والدي لدي طلب .. إنه سعيد جداً بخطوبتنا .. لذا قد تكون صدمته كبيره إن علم بنهايتها المأساوية بعد بضعة أيام.. وصدمة كهذه قد تؤدي الى كارثة.
كان الخاتم حيث رماه، فنظرت إليه ثم إلى صاحبه: اتطلب مني أن استمر بالتظاهر انني خطيبتك؟
استدار يواجهها بابتسامة ساخرة: صحيح .. ايصعب عليك هذا؟ أنت لا تعترضين على مغازلتي .. ولو رفعت اصبعي الآن وأومأت إليك لقطعت المسافة بيننا كالطير.
- أجل .. سأقطع المسافة في لحظات لكن لأقذفك بشئ يؤذيك وسأتأكد من أنني سأصيب الهدف.
استدارت لتكمل تزرير قميصها، فأحست بالاحراج لأنها وجدت أنه تمادى كثيراً في فك تلك الازرار .. فقال لها: مابك ؟ هل كنت مأخوذه لهذه الدرجة فلم تعرفي الى أي مدى وصلت يداي؟
- اوه .. إيها المقــ
- ما ردك بالنسبة للخطوبة؟ هل أنت ممثلة بارعة؟
- حتامَ سأستمر في التمثيل؟
- صدقيني يا حبي لن نستمر اطول من الضروري ، فأنا رجل أحب تحقيق رغباتي كما أريد ولست على استعداد لاحتمال امرأه بارده لا تريدني ، لذا فأنا أتوق لإنهاء هذه العلاقة أكثر منك.
- لديك سيلينا لتعود إليها .. فما همك
- آه أجل .. بالتأكيد سيلينا العزيزة، لكن لا للرجوع إليها حبي . لاشك أنك تعرفين الدوافع البيولوجية!
- انت .. انت تقرفني !
ارتفعت يدها سريعاً لتسقط على وجهه، لكنه جذبها بسرعة نحوه .. حتى اضطرت للتمسك به شاعره بأنه سيغمى عليها في أية لحظة
وعندما تركها، اضطرت للانحناء والامساك برأسها بين راحتيها لتمننع الاغماء، راح يراقبها دون أن يمد لها يد العون .. وأخيراً قال:
- والآن التقطي الخاتم عن الارض وضعيه في اصبعك.
- التقطه انت .. الست من رميته!
- انا انتظر ! (ضاقت عيناه)
أطاعته وفي قلبها كره شديد، ثم أعطته الخاتم لكنه بدا كأنه لم يكتفِ بعد من إذلالها فقال: بما أنها خطبة زائفة .. ضعيه بنفسك.
- لدي فكرة أخرى .. ما رأيك بأن أرميه ؟!
- اعملي بنصيحتي بروك .. وسيطري على أعصابك قبل أن اريك بعضاً من فلتان اعصابي
أجبرت نفسها على إعاده الخاتم لمكانه وقالت غاضبة: كان خيراً لي أني عرفتك في النهاية! اعرف الان حقيقة أخلاقك أيها القذر .. انت عفن منحط
وقبل أن تنتبه .. امتدت يده إليها تصفعها بقوه وقاومت لتبقى واقفة من تأثير الصفعة .. آلمها خدها .. وارتجفت شفتاها، وتدفقت دموعها .. ابتعدت ويدها فوق احمرار خدها .. وبعد صمت طويل قالت : آسفـــة
قال مغادراً الغرفة: سأحضر سيارتي أمام الباب .. لاقيني هناك ..
ورحــــــــل !
و أصبــــــح ســـــــرابا !



كانت الايام التالية لا تطاق أبداً، فالعمل الذي تقوم به وإن كان في قسم الشحن إلا أنه يقع في قسم المكتب الرئيسي وهذا يعني أنها مضطرة الى سماع صوته غالباً.
وعندما كانا يلتقيان في مكان وحولهما أحد، كان يبتسم لها لكن دون النظر في عينيها. بل إنه أحياناً كان يوقفها ليطبع قبلة سريعة على خدها. أما عندما يدخل فيجدها وحدها فكان لا يكاد ينظر إليها! بل ويعاملها وكأنها لا تعدو كونها موظفة عادية.
في نهاية الاسبوع الأول استدعاها الى مكتبه، ودعاها بشكل عفوي للجلوس بينما بقي واقفاً: هذا لا يكفي .. والدي بدأ يشك .. ويسألني لما لا نرى بعضنا في أوقات الفراغ .. فهل لاحظ والدك شيئا؟
- مارغريت تبقى معنا كثيراً هذه الايام، وكأنما هو يشجعها، ويحضر نفسه لليوم الذي سأتزوج فيه وأترك المنزل.
ضرب بالقلم على الطاولة: هل مارغريت سعيده بالبقاء معه وبتمديد واجباتها؟ ألا يظهر عليها الارتباك أو التردد مثلاً؟
- بل على العكس إنها تظهر السعاده فهما متفقان جيداً، وفي الواقع أتساءل ما إذا .. وهل يكون من الجيد لو تزوجا يوماً؟
بذلك أحست وكأنها كشفت أفكارها وأعلنتها .. وكأنها تقول: " الأمر رائع لو أننا كنا سنتزوج! "
هزت رأسها فسألها: وماذا ستفعلين؟
كان بارداً لا يظهر الاهتمام بمستقبلها، وهذا يظهر كم كان كاذباً عندما ادعى أنه يحبها ..
ردت دونما اكتراث: سأترك المنزل .. سأجد عملاً.
- لديك عمل ! .. في شركة لوكربي.
عمل في شركتهم ! ... كــي تراه كل يوم ! وكي تمر به دون أ، يتعرف إليها بعد فسخ الخطوبة، معاملاً إياها بلا مبالاه تفوق معاملته لهذا القلم الذي يضرب به الطاولة؟
ودت لو ينتبه للكره الذي أخرجه صوتها: لن ابقى هنا .. شكراً لك
- كي يكون الاتفاق بيننا مقنعاً، يجب أن تبقي معنا لبعض الوقت، هذا المساء سأصحبك للعشاء في مكانٍ ما.
قفز قلبها لكن ليقع في هاوية لم تعرف لها قرار.. فليس الغاية من خروجهما سوى المظاهر.
- إذا رغبت في هذا.
- سأمر بك عند السابعة.
عندما وصل آنـدي الى منزلها، كانت مارغريت موجوده فنادت: إنه هنا .. سأبقى الى ان تعودي .. لا لامانع لدي إطلاقاً ، ولا أظن أن والدك يرغب في الخلاص مني كذلك!
فصاح ستون من غرفة الجلوس: بكل تأكيد .. فأنا أرحب بصحبتك.
مد آنـدي يده إلى بروك .. في السابق كانت تبقي رأسها منخفضاً حتى يطالبها بقبلة ، أما اليوم فوافق طلبه هذا ضعط مؤلم على أصابع يدها.
ابتسمت له ابتسامة فيها عتب، فشاهدت فكه يتحرك بانزعاج. نظرت مارغريت إليهما متسامحة: استفيدا من أيام الانتظار .. شباب اليوم لا يعرفون ماذا يخسرون من المطالبة بكل شئ دفعة واحده .. لن أقبل بأن أكون شابة في مثل هذه الايام ولو لقاء ثروه.
وصلوا الى غرفة الجلوس، فابتسم ستون لهم ثم قال لمارغريت: أنا واثق أنك تكذبين يا عزيزتي .. كوني صادقة واعترفي أنك تتمنين عوده الشباب.
- سنتحدث في هذا في وقت آخر .. فأنا أجد السعاده الآن في النظر إليهما، هل شاهدت في زمنك مثل هذه السعاده؟
توقفت نظره والدها عليها للحظات، ثم لما انتقلت الى رفيقها، حل في عينيه تعبيرُ غريب .. أهو تساؤل أم تحليل!
كان الطريق عبر الوادي، والمروج المحيطة بالنهر يكاد يقطع الانفاس حتى شعرت بأن لا ضروره في التفوه بكلمة .. فأين ذهبت نظره الحب تلك، التي أظهرها أمام والدها ومارغريت؟ وأين ذهبت تلك السعاده التي شعرت بها لوجودها معه؟
قبل نهاية العشاء .. قال لها: يجب أن تلتقي غداً. لا أعرف بما تشعرين لكنني أجد التظاهر بالسعاده يصيبني بالتوتر ..
- لقد وافقت على كل هذا من أجلك فقط ..
- وهل أنكرت هذا !
- ماذا تقترح إذا !
استدعى الفاتوره ودفعها ثم قال: سأمر بك غداً وحينها نرى ما العمل، وسأكون في اجتماع طوال يوم غد.
كانا يتجهان نحو الباب وسترتها فوق كتفها، عندما أجابت: جيد .. هذا يعني أنني لن أضطر الى مقابلتك في الممرات مجبراً نفسي على الابتسام لك ..
فقال من من بين أسنانه: بعد دقيقتين من الآن، سأطرحك على ركبتي وأضربك ضرباً مبرحاً
- كما ضربت والدي !
خرجت الكلمات منها قبل أن تعي أن شفتيها ستتفوهان بها .. وصر على أسنانه ثم قال :
لقد غيرت رأي .. سأمسكك من مكان أخطر بكثير ..
فاستدارت عن السيارة مبتعده .. ولكنه فب بضع خطوات كان إلى جانبها يمسك ذراعها ليديرها نحوه ويعيدها الى السياره .. فقالت بغضب والعبرات تخنقها: لا تكلمني بهذه الطريقة !
- معك حق .. ها قد بدأت أتساءل كم من الوقت ستبقين قبل أن تخري ساجده أمام قدمي!
- أوصلني الى البيت فقط ! (قالت صافقة الباب وراءها)
وهذا بالضبط ما فعله دون كلمة واحده !
عند الباب قال لها: أراك غداً.
فأجابته بحده: لأجل والدك فقـط !
واستدارت لتدخل.
في اليوم التالي وبينما كانت تسير مع ديفيد، ناداها : لا تنسي هذا المساء
فأجبرت نفسها على الابتسام ولوحت بيدها بلا مبالاه.
قال ديفيد معلقاً: وقع في فخ عميق حقاً .. لم أره مأخوذاً بامرأه هكذا من قبل ! ما الذي تملكين لا تملكه الأخريات؟
أتسعت ضحكته: لا لا تجيبي .. سأجيب أنا .. لا شبيه لك في إي مكان آخر ..ولو كان لاخترتها.
فردت بروك: ليس لدي أخت ! آسفة !
- صدقيني أنا من عليه أن يشعر بالاسف !
وافترقا مبتسمين .. في المساء عندما وصل آنـدي .. أوقف سيارته عند المنعطف ثم أطلق الزمــور ، فسأل والدها: لما لم يدخل؟
دُهشت بروك من سؤاله .. فهل يريد أن يزيد معرفته بصهره المستقبلي ؟
ردت عليه: أنا مستعده للخروج .. أنظر !
أجبرت نفسها على إظهار سعاده لا تعكس مشاعرها ، فتقبل والدها تفسيرها، وعاد الى كتابه، فقالت له: سيحضر آل هاملتون ليجلبا لك القهوة بعد قليل.
فتمتم منزعجاً: لا أفهم لما لم تقبل مارغريت البقاء !
فردت مندهشة مجدداً: لقد قالت لك إنها ذاهبة تلعب الورق يا أبي !
- بإمكاني مرافقتها ! صحيحي أنني لا أستطيع استخدام ساقيَ لكني قادر على استخدام عقلي ويداي !
ازدادت دهشتها : لم تخبرها ! وإلا لكانت اصطحبتك معها بالتأكيد !
فتنهد بعد أن سمع صوت الزمور ثانية: هيا اذهبي .. فالشاب في الخارج نفذ صبره، وأصبح أسوأ مني .. وأنا الذي كنت أظن نفسي عديم الصبر !
فضحكت بروك، وأسرعت بالخروج .. وبقيت ضاحكة حتى دخلت السياره، فنظر إليها حائراً: هل يثيرك قضاء ليلة مملة مع خطيبك الذي سرعان ما سترمين خاتمه في وجهه؟
- ضحكت على شئ قاله والدي .. عنك
- أوه! وماذا قال عني؟
- لقد قال أنك نافذ الصبر .. وإنك أسوأ منه في ذلك.
بدا على صوته التجهم: إنه محق .. وخاصة مع فتاه شابة حمقاء زرقاء العينين! لا ترى أبعد من أنفها.
- وماذا تعني بهذا؟ أتريد أفتعال شجار!
ولما لم يجب ، سألته: الى أين سنذهب؟
- الى منزلي .. والدي خرج لزيارة أصدقاء له، وعليه سنكون وحدنا.
كان الجو بينهما أي شئ .. عدا المريح .. كانت تشعر حتى وهما في السيارة به يملك عليها كل حواسها .. فالدم بدأ بالغليان في عروقها حتى قبل أن تبدأ الامسية!
ولجت السياره بوابة الحديقة فوقف أمام الباب حيث استقبلها والده: أهلا بك حبيبتي .. تمتعي بالراحة في منزلك .. فهو سيصبح كذلك عما قريب.
كرهت بروك خداع هذا الرجل الدافئ القلب ، ورفعت نفسها لتقبله .. فقال ببهجه: يا آلهي .. ستكونين لي كِنـــة رائعـــة ! لقد اخترت خير النساء يا بني ! اينعم تأخرت وانت تقلب النظر .. لكن عندما قررت أصبت الاختيار .
نظرت الى آنـدي والشك يملاؤها .. فوجدت وجهه خالياً من التعبير ..
- اعتقدتك ستزور بعض الاصدقاء!
فهز رأسه: أحس بتوعك بسيط لذا رأيت أن أقضي الامسية معكما في المنزل .
لاحت أمام بروك فرصة لتمضية الوقت الذي كانت تخشاه فقالت: أتسمح لنا بالانضمام إليك!
جلست وكأنها تستعد لقضاء السهرة والليل كله هنا إذا لزم الامر ، نظره سريعة لآنـدي أعلمتها أنه منزعج .. فربتت على المقعد المجاور لها: تعال اجلس بجانبي حبيبي .
جلس آينر في مقعده المفضل، أما آنـدي فخلع سترته وقال: بكل سرور يا حياتي!
تقدم منها، و انحنى فوقها ليحملها ويجلس مكانها واضعاً إياها في حضنه !
عرفت أنها قد وقعت في شر أعمالها، وضحك في وجهها كما لم يضحك من قبل! ثم قرب وجهه منها وطبع قبلة سريعة على خدها، دون أن تستطع شيئاً !
أخفضت رأسها الى صدره والدماء تتصاعد حاره الى وجهها، وتظاهرت بمتابعتها للفيلم ، ثم أحست بذراعاه تلفانها .. فتنهدت بحراره وقد تحركت فيها مشاعر أخرى من نوعٍ آخر .. ثم ما لبثت ان احست باستحالة بقاءها على هذه الوضعية ! أخذت تتململ .. وفكره بأنه عليها تغير وضعيتها في هذه الظروف تلح عليها أكثر وأكثر .. لا يجب أن تستلقي بين ذراعيه .. فلا حق له أصلاً في أن يجلسها في حضنه .. لما يبالغ في الادعاء؟ لماذا لم يجلس على كرسي آخر ليبتسم لها من وقتٍ لآخر فهذا سيرضي أباه .. ألم يكن هذا كافياً !
وازداد تململها عله يفهم أنها غير مستريحة .. لكنه شدد ذراعيه حولها ، منذرا ً إياها بالبقاء جامده لئلا يلاحظ والده شيئاً.
فغضبت وتظاهرت بأنها تهمس له: آنـدي .. أتركني !
فهمس بدوره: ستبقين حيث أنت الى أن انتهي منك !
استعر غضها .. وسمعت ضحكة مرتفعة من آينر .. لكنه لم يلتفت وبعد خمس دقائق انتهى الفيلم .. فوقف ومد نفسه : أظن أنني سأخلد للنوم الآن.
بدا القلق على آنـدي : أتحس بشئ؟
- لا يا بني .. تعب بسيط ، كما أنني أعتقدكما لا ترغبان في وجود عجوز مثلي بينكما .
حاولت بروك الوقوف، فشدها آنـدي إليه ثانية فقالت: أرجــــــــوك سيد لوكربي لا تذهب بسببنا ! فنحن
ورفع يده : سأصعد للنوم .. أراك في الصباح بني
تركها آنـدي بعد ذهاب والده فجلست على مقعد آخر متنفسة الصعداء: أعدني الى منزلي !
- عندما أكون مستعداً
- إذن سأذهب سيراً
اتجهت نحو الباب، فقال بلهجة متسلطة مهدده: ستذهبين عندما اكون جاهزا بروك!
قال ذلك واتجه نحو النافذه يحدق في الظلام
- حسناً سأبقى من أجل والدك فقط، لكن على الاقل أدر التلفاز ! لا استطيع البقاء هكذا معك .. دون تسلية ..
أدار لها التلفاز ، لكن تفكيرها لم يستقر عليه لحظة .. بل انجرف الى هذا الرجل الواقف على بعد خطواتٍ منها .. ولم تدر وهي محمولة بين ذراعين قويتين أنها قد غطت في النوم .. فصاحت مذعوره: أنزلني .. انزلني فوراً !
تجاهل رجاءها واضعاً إصبعه على فمه مطالباً إياها التزام الصمت، فسألته: الى أين ستأخذني؟
- الى منزلك! هل خاب أملك يا حلوه! هل كنت تريدين مني أخذك الى مكان آخر .. كفراشي مثلاً !
- إن لم تنزلني حالاً سأصرخ!
ترك جسدها ينحدر من بين ذراعيه بكل قسوه ففقدت توازنها ووقعت أرضاً!
ما أن توقفت السيارة أما منزلها حتى فتحت الباب وخرجت .. ودون أيه كلمة سارت عبر البوابة للمنزل، وسمعت السيارة تبتعد.
في الصباح التالي بينما كانت بروك في مكتبها تتلقى تفاصيل طلب من زبون عبر الهاتف، دخل آنـدي .. وانتظرها حتى انتهت، ثم تأكد ان لا أحد غيرها موجود وقال: أنا مرتبط الليلة بموعد.
- هذا يعني أنني سأكون حره
اختار ديفيد تلك اللحظة بالذات للدخول: حره؟ صحيح! هذه فرصتي إذن .. هل ترافقينني يا بروك؟
فقال آنـدي ببرود: متى اكتسبت عاده الاستيلاء على أملاك الآخرين؟
- أوه ! أنت حقاً غارق حتى أذنيك !
فتحت بروك فمها لتحتج محمرة الوجنتين، فسارع آنـدي: أنت تختار كلمات غير مناسبة ديفيد.
- آسف يا بروك، لكن خطيبك يشير إليك كأملاك له! وهذا ما قادني للاعتقاد .. أنت تعلمين ماذا..
فابتسمت بروك: لا بأس.
أظهرت غضبها أمام آنـدي، وهذا أمر غبي، لآن إظهار غضبها يعني عرض ضعفها أمامه، وهذا يعني أنه سيستغل هذا الضعف متى سنحت له الفرصة فقال لديفيد: إن كنت جاداً في دعوتك.. أحب أن أخرج معــ
فقاطعها ديفيد مدافعاً: لن أتحدى ابن عمي ! فأنا سعيد بما أتقاضاه أجر عملي عنده، لذا لا أريد أن أخسره في الخروج مع زوجته المستقبليه!
التفت آنـدي سارقاً أي فرصة بالرد: غداً يا حياتي سنذهب لمنزلي حيث سيكون والدي في الخارج.
عندما خرج نظر إليها ديفيد بارتياب: في منزله ؟ وحدكما!
- إنه يتظاهر ..
- يتظاهر ؟ أهكذا تسمين الأمر؟؟ لكنني أسميه على حقيقته، وبأحرف فخمة لم تسيطر امرأه قط عليه كما تفعلين!!
لو أن ديفيد يعلم .. فآنـدي لم ولن يسمح لأي امرأه بالسيطره عليه .. ولا حتى التي تقدم يوماً طالباً يدها ..
ذهبت مارغريت الى منزلها في الوقت المعتاد بعد أن ساعدت بروك في تنظيف صحون وجبة العشاء. وبينما كانت تهم بالخروج من باب الحديقة تجر دراجتها، وصلت سياره فوفقت عند المنعطف ثم خرج منه آينر لوكربي.
وتحدثا للحظات قرب البوابة، ثم أكمل آينر طريقه الى حيث كانت بروك واقفة تنتظره، سألها بصوت ٍ مرتفع: هل ستون في مزاج لائق لاستقبالي؟
ناداه ستون من الداخل: أهلا بك آينر، كنت آمل مجيئك .. فأنا مشتاق للعبة الشطرنج.
جلس آينر في كرسي مريح مجيباً بروك عن سؤالها عن صحته: في صعود ٍ وهبوط ! لكنني أحمد الله على كل شئ فنحن الان وبطبيعة الحال في هبوط اكثر منه صعود أليس كذلك ستون؟
فسارعت بروك: لكن أبي الأن رجلٌ خاطب
- لا ! غير صحيح! من هي المحظوظة ستون؟ أهي مارغو ؟
أومأ ستون برأسه ، فقال آينر: الأب مثل ابنته، وهذا تلاعب على قول ٍ قديم ..
تلاعبت بروك بخاتم خطبتها .. إنه لم يعد لها .. إنه في يدها فقط مؤقتا ً .. لخداع رجل ٍ مريض ..
قالت: سأخرج قليلاً في نزهة أبي ..
فهز والدها رأسه بغير مبالاه .. فبوجود صديقه لن يحتاجها ، وعندما تصبح مارغريت زوجته ، لن يعود بحاجة لابنته مطلقاً .. وماذا بع\؟
خرجت بسيارتها تجتاز القرية .. التلال البعيده كنت تومئ لها ، ورغم الهواء الذي اشتد برده بسبب أفول الشمس الى المغيب، كانت الشمس ما تزال عاليه الى حد ما جعلها تفكر في عدم الصعود الى قمة تلة ومع ذلك أوقفت السياره وصعدت الى القمة، فظهر لها المنظر الممتد أمامها في غاية الروعة والجمال.
رفعت نظرها لتستوعب المنظر .. وبدأت الافكار القريبة من قلبها تعاودها .. و .. تذكرته .. لقد قال أن لديه موعداً هاماً .. فأين ذهب؟
بعد أن تغيرت ظروف حياتها الى هذا الحد، لم يعد يمقدورها ادعاء خطوبة زائفة .. إذا تم إيصال الخبر بلطف لوالده .. فإنها متأكده من أنه سيستقبله بهدوء كأي شئ من الاشياء التي تحدث هي هذه الايام، أيام العلاقات المتغيره على الدوام.
وملأت رئتيها حيداً بالهواء النقي ، ملأت فكرها بالهدوء والسكينه، وأسرعت تتقدم في العتمة الى سيارتها التي أدارتها مبتعده عن التلال والوادي والمراعي باتجاه منزلها.
ظهرت أمامها سياره في الاتجاه الآخر، كانتت الطريق ضيقة لذا لا بد من ابطاء السرعة، وترك المجال للسياره الاخرى الكبيره لتمر. عندما أصبحت على بعد خطوات منها تعرفت الى السياره .. صدمتها روية آنـدي في المرعى .. لكن ما صدمها أكثر وجود سيلينا الى جانبه!
والتقت عيناه بعينيها وهو يتجاوزها ، ولم تبد عليه الدهشة بل تجاوزها دون أن يرف له جفن ! وهي على يقين من أنه عرف سيارتها منذ أن لمحها من بعيد.
بقيت واقفة لحظات عديده .. غير قادره على الحراك ، تشتعل داخلها نيران الالم .. وأحست بقلبها يتوقف عن الخفقان ليغرق في لهب نيرانها المشتعلة .
توقفت بروك تواجه آنـدي عبر طاولته في مكتبه قائلة: أنا آسفة .. لكن التظاهر والادعاء لم يعد لهما داع ٍ .. إذا شرحت لوالدك أننا اكتشفنا عدم انسجامنا معاً فأنا واثقة من أنه سيفهم.
كانت تكلمه وخاتم الخطوبة في يدها، فلما وجدته لا يمد يده لأخذه وضعته أمامه على الطاولة، وبعد لحظات من التفكير مد يده واضعاً إياه في جيبه..
قالت بمراره: أتمنى أن تكون قد تمتعت بأمسيتك مع سيلينا .. سعيده أنا لأني عرفت قبل فوات الاوان أنك حتى خلال خطبتنا الزائفة لم تستطع الابتعاد عن النساء الاخريات.
كان على وجهه قناع، عيناه قاسيتان كصخر التلال .. ولم يتكلم لكنه بدا وكأنه ينتظر خروجها، وعندما أصبحت عند الباب قال: غداً سأسافر لأغيب بضعة أيام .. الى مونريال لحضور مؤتمر .. أذا كنت تريدين أن تعرفي..
- لا لا أريد أن أعرف أي شئ عنك .. ولا أستطيع التفكير حتى بالسبب الذي دفعني الى القبول بتلك الخطوبة المزعومة.
- السبب والدي .. أتذكرين؟
- أجل أذكر .. فوالدك يساوي مئة من أمثالك.
أحنى آنـدي رأسه بسخرية.
لم تعد مباشرة الى مكتبها .. بل ذهبت الى غرفة السيدات، وهناك جلست مسنده رأسها الى يديها .. تأمل في عدم دخول أحد.
ما أن وصلت في المساء لمنزلها، حتى ركضت دون أن تحييَ أحد الى غرفتها واستسلمت لمشاعرها المحطمة .. مضت فتره قبل أن تنهض ساعية لترتيب شعرها ومسح آثار الدموع ومن ثم وضع بعض الزينة على وجهها لتخفي شحوبها، بعد ذلك نزلت الى الطابق الارضي لتواجه الاسئلة المحتومة. استقبلتها مارغريت في المطبخ بسؤال: هل ترغبين في الحديث عن الامر؟
- فيما بعد يا مارغو .. ربما عليَ أن أخبر والدي .. لكن متى؟
- كلما أسرعت ِ كلما كان أفضل.
في غرفة الجلوس كان والدها يسجل ملاحظاته، فقالت له: أبي ..
فرفع رأسه لينظر إليها فأردفت: لقد فسخت الخطوبة ..
قطب ستون جبينه : وهل لي ان استفهم عن السبب؟
- لو قلت إنه عدم انسجام أأكون أجبت عن سؤالك؟
- يكفي ما قلته على ما أعتقد، هل أنت منزعجة من إنهاء الخطوبة؟ (قال بعد أن لاحظ آثار دموعها)
- قليلاً فقط ..
أتخبره السبب الحقيقي ! لا .. لا يمكنها فعل ذلك مطلقاً لآن ذلك سيجعله يشعر بالحرج من متابعة مقابلة صديقه الحميم لوكربي ، وهي لن تحرمه هذه السعاده التي يحس بها عندما يكون برفقة آينر، عبس والدها ثانية قائلاً: من الغريب أنني لطالما شعرت ومنذ أول مره رأيته فيها بأنني أعرف وجهه..
أحست بروك بالذعر، لو أمعن التفكير فلربما أسعفته ذاكرته بالتذكر .. وهو آخر ما تريده الآن .. قالت:
- ربما كما ذكرت يوماً رأيته أثناء زيارتك الجامعة.
- ربما، لقد حاولت أن أحب ذلك الرجل كرامةً لك ِ ، لكن هناك دائماً حاجز خفي بيننا !
فيما بعد، بينما كان والدها يراجع مذكراته مع مارغو، رن جرس الهاتف .. فخفق قلبها ! أيمكن أن يكون ؟؟ تماسكت .. لقد انتهى الأمر بينهما .. ألم تعي ذلك بعد!
- بروك .. هذا أنا آينر .. عزيزتي .. لقد أخبرني آنـدي، لكن لما يا عزيزتي! لقد بدوتما قمة فالانسجام !
- ألم يخبرك آنـدي ! السبب سيد لوكربي .. لقد وجدنا أننا لا نتفق .. انت تفهم .. أذواقنا مختلفة وكذلك نظرتنا للحياه .. و .. مم .. هذا كل شئ تقريباً.
- لكن يا بروك ، الحب يتغلب على كل الصعاب، أمهليه بعض الوقت فستكبران معاً وتصبح خلافاتكما أمراً تضحكان عليه فيما بعد .
أحست وكأنها تغرز سكيناً في قلبها وهي تقول: لن تنجح علاقتنا سيد لوكربي .. لذا قررنا إنهاء الامر قبل أن .. يزداد الضرر .
- بروك .. هل هذا حقاً كل شئ؟ أم أن هناك سبباً آخر ؟!
لا شك في أنه يفكر فالحادثة، ودور آنـدي فيها .. أبعدت بقدر ما أوتيت من قوه إقناع تفكيره عن هذه النقطه .. بدا أخيراً مقتنعاً بقولها، وبعد أن أقفل الخط ، أحست بروك بالبروده والارتجاف .. وكأنها كانت تتحول روحاً من جليد !
في الصباح التالي قابلت آنـدي أثناء خروجه من مكتبه، فابتسمت له .. لكن رده كان نظره بارده رافضة .. حسناً، وماذا تتوقع ! ألم تقل له أنها لا تريد معرفة شئ عنه؟!
عند الثامنة صباحاً، خرج ديفيد لينقل شاحنة الى مونريال تاركاً إياها وحدها في القسم، فوقع عبئ العمل كله على كاهلها وشعرت بأنها تسيطر على كل شئ.



monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس