عرض مشاركة واحدة
قديم 29-04-08, 05:52 PM   #8

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي




المفـــــــاجـأه المذهــــــله !

كانت تترقب وصول أحد السائقين لينقل حمولة زراعية الى هاليفكس .. مر الوقت والسائق لم يصل ! ولما طال انتظارها .. أنبأها حدسها أن في الامر سوءاً، لكن ما العمل والحمولة يجب أن تنطلق في وقتها المحدد!
عندما رن الهاتف، قفزت إليه: شركة لوكربي .. بروك ستون تتكلم ..
- أنا جون آنسة ستون، لدي للاسف أخبار سيئة ! لقد تعطلت شاحنتي، وأتيت في سيارة صغيره لاتصل بالكاراج، وسيرسلون من يصلح الشاحنة، لكن ذلك قد يأخذ ساعات قبل تحركها مجدداً !
- لكن جون .. تلك الحمولة الى هاليفكس يجب أن تصل في موعدها كي تشحن بالباخرة الى المكسيك !
- الا أعلم هذا آنسة؟ لقد قلقت بشأنها كثيراً فأنا واقف أنتظر فئة حمولة الآلات الزراعية والتي يجب ان تصل في الغذ الى هناك.
- تقول البرقية أن المشترين سينتظرون حتى يستلموا الحمولة !
- اسمعيني آنسة ستون، هل السيد ديفيد موجود؟ لا ! حسناً سيد آنـدي ؟ أيضاً لا !! لديك مشكلة إذن آنستي !
- أوه يا جون! ليت تود يعرف قياده الشاحنات! ماذا افعل اخبرني!
- لا سائق موجود الآن ولن يأتي أحد في وقت ٍ قريب . . إذن ما عليك سوى القفز الى مقعد السائق وقياده الشاحنة بنفسك!
- حسناً، واجبي أن أقلق لا واجبك ! لديك ما يكفيك .. سأجد الحل .
- هذه الحمولة يجب أن تنطلق آنستي .
وأقفل الخــــط !
هل تجــرؤ ! ضربت القلم بالطاولة .. هل تطلب آينر لوكربي ! عله يعرف من يمكنه قياده الشاحنة!
- أمر طارئ؟ ماذا هناك يا عزيزتي ! حمولة هاليفكس ! أجل أعرف عنها .. آنـدي يخبرني بكل شئ يومياً .. أجل أعلم
- تقول الاتفاقية سيدي إننا سنتقاضى أجراً مرتفعاً ، لأن الشحنة مهمة .. فهل بالامكان الاتصال بأي شركة لاستعارة سائق؟
- لن تجدي أية مساعده في هذا الوقت القصير، خاصة في الصيف عندما يأخذ معظم الناس عطلاتهم .. بما فيهم سائقوا الشاحنات ، امنحيني عشر دقائق بروك .. وسأجد حلاً.
لما مضت العشر دقائق ... لم تصلها أي مخابره، بدأت تقلق .. فامتدت يدها الى الهاتف، وما لبثت أن سمعت صوت آينر لوكربي في الممر ، وفتح باب مكتبها ودخل يرتدي ثوب العمل الخاص بشركة لوكربي !!
- أنا جاهز عزيزتي .. أين الشاحنة؟
- أنت ! سيد لوكربي !! لا يمكن .. لا تستطيع !
- اوه ! من يقول انني لا أقدر ؟ الفتاه التي ستتزوج ابني؟
- انا لن ..
توقفت .. يبدو كأنه نسي في غمره انفعالة أنهما ما عادا حبيبين..
- لن أدعك تقودها سيد لوكربي ! فلن أسامح نفسي أبداً لو .. شيئاً ما حدث ..
- مثل ماذا؟
- أن تتعطل الشاحنة .. كما حدث مع جون مثلاً ..
- إن الشاحنة التي يقودها ليست لشركتنا بل هي مستأجره ، فشاحناتنا لا تتعطل أبداً، والآن أيتها الشابة إذا أضعنا وقتنا الثمين هكذا لن استطيع الانطلاق في الموعد المحدد ! حضري الاوراق التي أحتاج..
وبينما أخذت بروك - متورده الخدين – تراجع السجلات، وقف آينر عند النافذه .. وقال:
- كنت أنتظر هذه اللحظات .. أنه حلمي ، أن أقود شاحنة مره أخرى .. أتسلقها واتولى السيطره عليها، أتعلمين عندما أشاهد شاحنة تنطلق، جزء من ينطلق معها ! من صفات شركة لوكربي الصدق لذا سأعمل على ان تحافظ على سمعتها هذه، هل حضرتِ الاوراق عزيزتي؟
اصبحت الاوراق جاهزه في يدها .. كنها قالت: سيد لوكربي ، أطلب منك مره أخيره .. أرجوك لا تفعل !
لكنه لم يكن يصغي: هيا .. أريد نسخة المرسل إليه .. سأحصل على التوقيع باستلام البضاعة عليها، أرجعي نسخة للملف، كل شئ على ما يرام عزيزتي!
واستبد بها القلق، فكيف لها أن تدعه يذهب!
- لا تقلقي ! فكل شئ على ما يرام .. هيا بنا نذهب.
رافقته للباحة ومنها انطلق بهما توم بواسطة الفان الى محطة الوقود ومن ثم لفناء الشاحنات.
نزلت بروك بسرعة راكضة نحو مكتب تود، لكن الموظف أعلمها أنه خرج مسافراً الى أوتاوا .. وأسرعت بروك بالعوده محبطة، فقد كان رجاؤها الاخير أن يقنع تود والده بالعدول عن هذا العمل المتهور !
وهناك .. خلف المحطة، كان آينر يصعد الشاحنة .. فقالت وهي تنظر صعوداً إليها: هل أرافقك سيد لوكربي؟
- لا يا فتاتي .. وماذا افعل بفتاه مثلك قد تلهيني بالحديث ؟
- سأبقى صامتة سيد لوكربي
- عودي واهتمي بمكتبك .. أنا بخير وأشعر بروعة هنا، لقد عدت الى حيث أنتمي .. مسؤولاً عن شاحنة !
- وماذا سيقول طبيبك؟
- لا يهمني أطباء العالم! ألم أقل لك ان المرء يموت إن قابل طبيباً أو لم يقابله ! وقياده الشاحنات مصدر سعادتي في الحياه.
رفع إبهامه للأعلى وانطلق بالشاحنة !
غطت بروك وجهها بيديها وقالت لتوم : أوه توم ! ماذا سأفعل !! ماذا سأقول للسيد آنـدي ؟
لا تقلقي آنسة ستون.. سيكون سيد آينر بخير .. إنه قوي وسوف ينجح.
وشحب وجه ديفيد عندما علم بالخبر ذاك المساء بعد عودته.
- وهل أخذ العم آينر تلك الحمولة الى هاليفكس ! بروك! كيف سمحت ِ له !! بالله عليك ِ ألا تعلمين حالة قلبه؟
- ديفيد .. لم أستطع منعه .. صدقاً لم أستطع ! اضطررت الى الاتصال به لأن أحداً غيره لم يكن موجوداً ! وفي اعتقادي أنه سيؤمن سائقاً ما من شركة أخرى ..
- يطلب سائقاً من مؤسسة أخرى والحمولة خاصة بلوكربي ! هل تخالينه يسمح لأي مؤسسة بالقيام بعملنا ! لكن كيف لك أن تعرفي ! لم يبق َ أمامنا سوى الدعاء !
رن جرس الهاتف في غرفتها، فأسرعت راكضة تمسك السماعة بيد مرتجفة ، ومن الطرف الاخر أتاها صوت آينر: بروك حبيبتي لقد وصلت .. قلت لك أنني سأنجح .. وسأعود حالما أفرغ الشاحنة.
- لكن سيد لوكربي، ألا يمكن ان تبقى حيث أنت فتنام في فندق لترتاح؟ فلمَ العجلة في العوده ؟
- سأقوم بعملي على أكمل وجه .. وسأنام على السرير في مقصوره السائق .. إنه مريح وفيه كل ما يحتاج الرجل .. وسأحصل على قليل ٍ من الطعام ، ثم أتابع طريقي .. ليتك تعلمين يا عزيزتي كم أمتعتني الرحلة ، أخبري خطيبك المتعجرف أنني نجحت .
- سيد لوكربي، اليك ديفيد ..
مررت السماعة اليه .. وبعد حديث قصير مع عمه سأله: ما رأيك لو نتصل بآنـدي لنخبره عن والده؟
لا فائده من الأمر ، أعتقد أن عمي سيصل بعد الظهر باكراً .
فيما بعد بينما كانت تهئ نفسها للنوم أحست بالارتباك فليتها لم تصغ لديفيد وليتها اعلمت آنـدي ..
قبل الفطور صباح اليوم التالي، اتصلت بديفيد، الذي سألته عن رقم هاتف الفندق وقد أعطاها إياه وهو يحسبها تريد سماع صوت حبيبها.
سمعت صوت خطبيها السابق، لكن من الصعب وصفه بالحبيب ..
- انا بروك ..
- حسناً ؟
- هل تناولت فطورك؟
- منذ بعض الوقت .. لما؟
- آنـدي .. أنا .. لقد تركت والدك يقود شاحنة ..
بعد صمت ٍ طويل قال: أيعقل أن ما أسمعه صحيحاً ! أخبريني من جديد ! وببطـء كي يستوعب عقلي النائم الخبر !
- لقد تركت والدك يقود شاحنـــة !
بدا وكأنه يحبس أنفاسه فأكملت :
- تعطلت شاحنة جون، مسبباً لنا بذلك أزمة فقد تأخر نقل الحمولة الاخيره والتي كان لابد من انطلاقها لآن الباخرة تنتظرها للحشن.
- ليست .. تلك الشحنة من الآلات الزراعية التي يحب أن تنقل الى المكسيك عبر هاليفكس !
- هى عينها يا آنـدي .. ديفيد كان غائباً يوصل حمولة شاحنة الى أوتاوا ، ولم أجد أي سائق، ولم أعرف ماذا أفعل فاتصلت بوالدك وقد كنت أسعى الى مشورته في استئجار سائق من مؤسسة أخرى.
- أبي يتخلى عن عقد للوكربي لمؤسسة أخرى ! الا تعرفين عن سمعتنا في الصدق، التي تجري في دم العائلة؟!
الدموع التي كانت تجري على خديها ظهرت في صوتها:
- لا .. لم أكن أعرف يا آنـدي ! .. ليس الى هذه الدرجة على أي حال لقد بدا سعيداً بالأمر، وكله ثقة بنفسه.
- يا إلهـي يا فتاه! الا تعرفين أن قلبه في حال ٍ خطر؟
- آنـدي .. لقد نجح واتصل بنا أمس مساءاً وسيصل سليماً .. قال أنه سينام في الشاحنة .. وكان بالفعل سعيداً ...
- سأترك المؤتمر وأعود حالاً
- آنـدي .. لا لا حاجة لهذا .. لقد قال ديفيد أن الامر سهل بشاحنة فارغة و
- سأعـــــــــود ..
وأقفل الخــط !
كانت الساعة قد قاربت منتصف النهار عندما توقفت سياره آنـدي أمام المكتب .. وفتح باب ديفيد ليسأل: ألم يصل بعد؟
فأسرعت إليه بروك: لن يتأخر يا آنـدي .. لابد أنه في طريق العوده، وقد يصل بين لحظة ٍ وأخرى!
عيناه الباردتان جعلتاها تجمد: هل لك أن تبقي خارج الموضوع!
- لماذا؟ لماذا أبقى خارج الموضوع؟ الأنني لست فرداً من افراد العائلة ولن أكون؟
نظر إليها ديفيد، فلاحظ يدها الخالية من الخاتم فاتسعت عيناه، تقدم نحوها : ماذا ؟ لأنك كنت حمقاء غبية فتركته يقود شاحنة، وهذا هو السبب ، كان يجب أن تقومي بأي شئ لتمنعه من الذهاب.
- هل أثقب الاطارات مثلاً؟ وماذا بشأن افتخار العائلة بسمعتها التي تضعونها جميعاً في رأس القائمة؟ أكان يجب أن أتملق بحداثة! أو أطلب من الطبيب تقييده إذ لا طريقة أخرى كانت ستمنعه.
- وماذا عن تود؟
- لقد قيل لي أنه رفض تعلم قياده الشاحنات.
- رفض في البداية لكنني أجبرته على التعلم.
قال ديفيد: لم تكن تعرف هذا يا آنـدي.
ردت بروك: على كل الاحوال .. تود في إجازة فقد سافر الى أوتاوا.
- ثمة أناس كثيرون قادرون على المساعده كسوزي زوجة تود التي لديها اتصالات عديده مع الجميع.
فصمتت بروك وقال ديفيد: هيا قولي له .. لقد ذهبت هي الاخرى مع زوجها.
قال آنـدي بسرعة : سأذهب الى الكاراج لأنتظر وصوله.
ركضت بروك وراءه قائلة: سآتي معك.
بينما كان يوقف السياره سمعت صوت هدير شاحنة، فقفزت من السياره راكضة الى الفناء ولحقها آنـدي .. فشهقت: لقد عـاد !
وركضت الى باب السائق، وصاح آينر: لقد قمت بالرحلة يا بني ! لقد قمت بها.
فتح نصف الباب، ثم ضغط بيده على صدره.
- ذلك الالم ثانية .. لعنه الله .. هذه هي المره الثالثة .. يا إلهـي .. ولدي ..
تسلق آنـدي الدرخ يصيح طالباً المساعده فأسرع ديفيد الذي قال له آنـدي: أمسك قدميه.
أنزلا الجسد المسترخي من الشاحنة، بعد ذلك خلع آنـدي سترته وجعلها وساده تحت رأس أبيه، الذي غدا وجهه رمادياً أما شفتاه فتلاشى لونهما، صاح آنـدي: طبيب .. إسعـــاف أي شـــــــئ !
ركض ديفيد .. في هذا الوقت فتح آينر عينيه وبدأ يتكلم بهدوء ، مما دفع الجميع الى حبس الانفاس يصغون إليه: الوقت يداهمني يا آنـدي .. إسمع فقط ، أيمكن؟ لقد تمتعت بالقياده .. بكل دقيقة منها .. كنت أعلم أنها مخاطره لكنها كانت حلمي .. حلمي الدائم منذ ..
واغمض عينيه، ثم فتحهما وشهق نفساً أخيراً : بروك .. أبلغي تحياتي لستون .. وقولي له إنه كان أعز أصدقائي..
جرت الدموع في عيني بروك وهزت رأسها ..
- آنـدي يا بني أخبرها .. أخبرها الحقيقة
كان صوته الهامس لا يكاد يسمع ..
- أنا أعرف لماذا فسختما الخطبة .. لست غبياً .. أخبرها !
والتوى رأس آينر على كتف ابنه، ثم ارتفعت يده وسقطت دون حياه !
بعد ثلاثة أسابيع .. استدعى آنـدي بروك الى مكتبه ولم تكن قد شاهدته منذ يوم وفاه والده ، وكان ديفيد وسوزي قد وزعا عمل آنـدي فيما بينهما، قال لها ديفيد: لديه مشاكل تتعلق بالإرث، لقد ورث عن أبيه إداره كل فروع الشركة التي زارها واستلمها رسمياً الآن ، وقد عرض على تود الشراكة لكنه لم يهتم !
وواجهت بروك آنـدي عبر الطاولة، فوجدت عينيه مظللتين بالحزن ووجهه متعب ..
قال: أرجوك ِ اجلسي ..
جلست لأنها أحست بضعف في ساقيها، ولأنها تعبه هي أيضاً من الانتظار .. لكن انتظار ماذا؟
كانت حزينة كل الحزن وقد زادها ضيقاً إحساسها بالذنب لأنها كانت المسؤولة عن ذهاب لوكربي الكبير في تلك الرحلة، لكن المنطق السليم كان يؤكد لها أنه لم يكن لديها القدره على تغيير المحتوم.
تقدم ببطـء منها .. وكأنه نمر مسجون وسألها: كيف كان وقع الخبر على والدك؟
- كان وقعه سيئاً للغاية.
عندما نقلت إليه رسالة صديقه دفن وجههة بين يديه، وأجهش بالبكاء ولما حاولت مواساته نفضها بعيداً عنه .. فتركته بحزن وحده، لكن مارغو زوجة المستقبل، نجحت حيث فشلت الإبنة !
وأبلغت بروك هذا كله لآنـدي الذي أخذ يستمع دون أن يعلق على شـئ، ودون ان يظهر أي تعبير على وجهه.
- هل أنت حره هذا المساء؟ أيمكنك المجـئ الى منزلي؟ ثمة شئ لا بد من إطلاعك ِ عليه.
عرفت على الفور ما هو هذا الشئ، فلا شك أنه سيطلب منها الاستقاله ! لكنه سيكون لطيفاً معها ويتركها في العمق حتى تجد آخر.
وسألته: الا يمكن أن تطلعني على ما تريد الآن ؟
- آسف .. الأمر مستحيل .. هل ستأتين؟
فهزت رأسها موافقة على السابعة والنصف.
أخبرت بروك مارغو الى أين ستذهب، لكنها قالت لوالدها أنها ستقوم بنزهه.
فتح لها آنـدي الباب بنفسه.. بالطبع فلم يعد في المنزل أحد سواه .. فالرجل العجوز المضياف المحب رحل الى الأبد ..
أدخلها الى غرفة الجلوس. فجلست على الأريكة وهى لا تشعر بالراحة.
كانت قد ارتدت ثوباً بسيطاً لونه أبيض وأزرق ذا ياقة منخفطة وحذاء أبيضاً. بدت بثوبها هذا وكأنها ذاهبة للقيام بمقابلة، وما تقوم به في الواقع أشبه بمقابله، إذ ليس بينهما سوى التزام شكلي فلا عناق، ولا ضحك ولا أنفاس متقطعة.
قال آنـدي بأدب: أشكرك على المجـئ.
- إنه لمن دواعي سروري.
تهالك رامياً جسده على الكرسي الذي اعتاد والده الجلوس عليه..
- تلك الكلمات الأخيره التي تفوه بها أبي .. هل سمعتها؟
فهزت رأسها ، لكنه كررها : "أخبرها الحقيقة"
ساد صمت عميق .. وقال أخيراً وعيناه مغمضتان، ورأسه مستند الى ظهر المقعد ..
- إخبارك بالحقيقة يؤلمني كثيراً .. لكنني يجب أن أحقق أمنيته الأخيره ..
صمت طويلاً فسألته بصوت ٍ ضغيف: أيه حقيقة آنـدي ؟
- حقيقة حادث والدك .. لم أخبر أحداً من الناس .. فحتى أفراد عائلتي لا يعلمون .. أصيب والدي بنوبة قلبية سيئة جداً، فاضطر لملازمة الفراش أربعة أشهر ليستعيد عافيته .. بعد ذلك قلق أشد القلق لأنه خشي أن يخسر مهارته في القياده .. منعته عن القياده ، فشب بيننا شجار، ولما نصحته باستشاره الطبيب أولاً قال إن لم ترافقني فسأخرج وحدي .. في البداية أخرجت الشاحنة بنفسي .. ووجدت شارعاً هادئاً تركته يقودها فيه ، قاد ببطـء بدايةً، ثم أسرع وأسرع وضد رغبتي عاد للبلده، وأوقف السياره بكل نظام أمام تقاطع طريق ليسمح للماره بالمرور .. وعندها ظهر رجل يسير وحيداً .. غير اتجاهه فجأه .. وخرج للشارع في اللحظة التي انطلقت فيها شاحنتنا .. كل شئ حدث بسرعة ! .. ولو لم يضغط والدي بقوه على الفرامل .. لكانت النتيجة أسوأ بكثير ..
- لوالدي !
- أجل بروك .. والدك .. طار من قوه الضربة وشحب وجه والدي .. وظننت ان نوبة قلبية جديده آتيه لا محالة، فقررت على الفور تحمــل المسؤولية .. فدفعته عن المقود وجلست مكانه .. وقلت له أن يبقى حيث هــو والا ينزل مهما كانت الظروف ..
- ثم ذهبت الى والدي .
- نعم، لكن بعض الناس وصلوا قبلي .. فدفعتهم عنه .. ورفعت رأسه فإذا به يصيح فاتحاً عينيه .. لكنه لم يلبث أن أغمضهما ..
- لهذا أقسم على أنه شاهدك مسبقاً لا محالة!
- قال وقد سمعه عشرات الاشخاص أن الغلطة غلطته .. حيث كان سارحاً يفكر في عمله .. ثم غاب عن الوعي .. والباقي تعرفينه ..
- لقد ذكرت الصحف الحادثة .. لكنني لا أذكر اسمك !
- لقد قيل للصحف أنه أحد سائقي لوكربي .. وكنا قد أحلنا القضية برمتها الى شركة التأمين.
- أعرف .. ولقد تعاملوا معها عبر محامي والدي
- واعترف ثانية بمسؤوليته عن الحادث .. لذا لم يعد هناك قضية
- لكنكم لم تعرضوا عليه أي تعويض!
- بالعكس .. لقد قدمنا تعويضاً بالرغم من اعتراض شركة التأمين، لكن والدك رفضه.
- هل أنت متأكـد ؟ لم يبلغني عن هذا !
- وهل يعرض عليك ِ كل مراسلاته؟
- أنا آسفة .. هذا يعني أنك لست بريئاً فقط آنــدي بل أنت بطـل !
كنت َ أوفى ابن لوالدك .. لقد حميته والقيت عبئ الحادث على عاتقك!
وقف متجهاً نحو النافذه : لقد وافق على الخداع فقط من أجل الشركة .. لكنه لم يسامح نفسه يوماً لاختباءه ورائي ..
- ولماذا آنـدي ؟؟ لماذا تركتني أتهمك ؟؟ أنعتك بكل النعوت السيئة حتى فسخ الخطوبة؟ أكان هذا ما تريد ؟؟
ولما لم يجب .. اشتعلت غضباً، فركضت تقطع المسافة بينهما لكنه لم يلتفت إليها .. فصاحت: لقد خدعتني ! إيها المخادع ..
أخذت تضرب ظهره براحتيها: ألهذا طلبت يدي ! بسبب ضميرك المثقل بعقده الذنب! أم أنها طريقة للتعويض عما فعلتموه بأبي ! هـــــــاه !
فاستدار إليها ممسكاً رسغها بقسوه: ومن طلب يد الآخر ! أنا أذكر أنك أنت من فعل بطريقة ملتوية .. ألست ِ من أخبر تود عن خطوبتنا .. ثم رحت ِ تتباهين أنك الفتاه التي اوقعت بي حين فشلت الاخريات!
- لكنك بالفعل طلبت مني الزواج! ألم تطلبني ؟؟ وهذا يعني أنك فعلت ما فعلت لإرضاء ضميرك ..
- انا لست بمذنب حتى أرضي ضميري !
تغلب عليها بالمنطق .. وأحست بارتخاء أطرافها .. فتركت يده معصمها الذي أحست بألم عميق فيه .. ما زالت تفكر بتلك الطريقة السابقة ، إذ لم تستطع التخلص من إدانته على مصاب والدها .. لكن الآن لابد من إعاده الأمور الى وضعها الصحيح في دماغها. هذا الشئ يجب أن يصدر عنها .. لقد قام هو بدور البطل بإلقائه العبء على عاتقه عوض أبيه المريض .. فرفعت بصرها إليه .. الى الرجل الذي أحبت من كل قلبها .. وما زالت .. وأكثر من أي وقت ٍ مضــى ..ابتلعت ريقها وقالت: آنـدي .. قبل أن أذهب أريدك أن تعرف كم أحبك .. لقد أحببتك منذ التقت عيناي عيناك .. انت لا تريج الزواج بي .. فأنت تحب سيلينا ، ربما أكثر مما أحببتي وأنا أقبل بذلك ولكن كان علي أن أخبرك أنني أحبك .. شكراً على كل شئ
اتجهت الى الباب لكنه تبعها، وأدارها إليه ثم احتواها بين ذراعيه وعانقها بكل الرغبة ، العاطفة والشوق الذي كان يكبحه كلما احتواها، مرات ومرات .. حتى اضطرت الى التوسل ليتركها.. وتمتم : آه يا حبي . اوَ ظننتي أنني سأتركك تخرجين من حياتي بهذه البساطة؟ بعد كل الاميال التي قطعتها الاحقك بالشاحنة !! لا أظن ..
لكن عديني بشئ واحد يا حبي .. والدك لا يجب ان يعرف مطلقاً حقيقة الأمر .. يجب الا يعرف ان من أصبح أعز أصدقائه هو نفسه المتسبب بمأساه حياته..
- يجب أن أخبره يا آنـدي ! أريده أن يحبك كابنه عندما نتزوج ..
- دعيني اتحمل اللوم .. فهو مع الوقت سيتكيف مع الواقع .. لكن لا أريده أن يفسد شيئاً من ذكرياته الطيبة مع والدي.. وأنت ستتزوجيني بسرعة قبل ان تستطيع الهرب ثانية..
- عليك ان تقبض عليَ إّذا
قبض عليها عند الباب ، وحملها بين ذراعيه الى الاريكة، ووضعها فوق الوسائد وهو يقول: ما هو ملك للوكربي يبقى للوكربي.
- إنه مثل العائلة الاعلى ، لقد قال لي والدك هذا.
- إذن فاحذري .. قريباً ستكونين لي، ستكون ملك لي عيناك اللامعتان الضاحكتان وانفك الناعم الدقيق وثغرك المغري الذي لا يقاوم .. كل شئ فيك سيصبح لي ..
- متى حبيبي ؟
- الآن يا حبي .. أنت جزء مني .. لذا لا أقوى على العيش بعيداً عنك .. فهل يجيب هذا عن سؤالك؟
- أجل .. آه .. أجل
واشتدت ذراعاه المحيطتان بها .. وضاعا في عالم خاص بهما ....
تمت



monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس