عرض مشاركة واحدة
قديم 18-12-07, 06:44 PM   #9

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي

حتى الأطباء أحياناً يهملون الاهتمام بصحتهم. لماذا لم تتزوجي حتى الآن يا جيسيكا؟
- لم أجد الوقت الكافي للتفكير بالزواج.
- عذر أقبح من ذنب. الوقت متوافر دائماً للتفكير بالزواج.
- هذا صحيح، شرط وجود الشخص المناسب.
- و ما أدراك أنك لم تجديه؟
- أعتقد أني سأعلم بذلك فور حصوله.
- هنا يكمن خطؤك يا حلوتي. أحيانا تلتقين رجلاً ما و تعتقدين أنه لا يناسبك أبداً، لكن عندما تزداد معرفتك به تكتشفين أنه في النهاية رجل أحلامك.
بدأ النقاش يغوص في أمور شخصية لا تحبذ جيسيكا الخوض فيها الآن، و ذكرها كلام العجوز بوالدتها يوم كانت تكلمها عن الزواج و الرجال، فقالت بتململ:
- سأختار الزوج الذي يشاركني الميول و الاهواء نفسها.
- أتعنين شخصاً مثل دان ترافورد؟
انتفضت جيسيكا كمن لسعته أفعى:
- أرجو أن لا يكون مثله أبداً.
دافعت العجوز عن دان قائلة:
- سيكون زوجاً صالحاً ان صادف الفتاة المناسبة.
- لا أظن أنني هذه الفتاة المناسبة. و الآن اقترح أن تخلدي للراحة قبقل أن يحين موعد زيارة أوم هايني.
للمرة الأولى منذ سنوات أحست جيسيكا بتورد وجنتيها و هي في طريقها إلى الخارج. فنظرات رفاق العمة ماريا من المرضى تابعتها حتى الباب و كأنهم سمعوا كل ما دار بينها و بين مريضتها العجوز. أيعقل أن يصبح دان ترافورد زوجاً مثالياً؟ أبداً. و ضحكت في سرها مستعيدة عبارات العمة عنه.
كيف يكون رجل بمثل سمعته زوجاً صالحاً و هل يتخلى عن مطاردة النساء و هو الذي يعتبر العلاقة بين الرجل و المرأة مقصورة على الهوى العابر؟ انها متأكدة من أنها ستتفق مع سمكري أكثر من اتفاقها مع هذا الطبيب المهاتر.
لم تسنح الفرصة لجيسيكا في فترة ما بعد الظهر للتفكير أكثر بحديثها مع العمة ماريا. لكنها ما ان عادت إلى منزلها تلك الليلة، حتى عادت كلمات العجوز عن دان ترافورد تضج في رأسها بالرغم من أن العملية الجراحية التي ستجريها للعمة في الصباح الباكر تشغل حيزاً كبيراً من بالها. سيعاونها دان غداً و هي على يقين من أنه لن يتوانى عن انتقادها كلما سنحت له الفرصة لذلك.
كانت جيسيكا صائبة في مخاوفها من معاونة دان لها، فما ان التقت عيونهما في غرفة العمليات حتى أحست بالارتباك. نظراته الباردة تحمل السخرية و الاستخفاف. وقف قبالتها حول جسم العمة ماريا، بقناعه الأبيض،فحاولت جيسيكا قدر المستطاع تجاهل وجوده معها، لكنه ليس من الذين يسهل تجنبهم. شعرت و كأنها ما زالت طالبة في معهد الطب، و تقوم باجراء العملية الأولى تحت مراقبة استاذها، فزال الشعور بالثقة الذي خالجها قبلاً و اغمضت عينيها علها تستعيد ثباتها و لم تتحرك إلا لدى سماعها صوت المضابع و عربة آلة ضغط الدم.
استعادت بعضاً من الراحة فور تناولها المبضع من يد الممرضة و بدئها العملية. لم تعد تهتم لوجوده معها، و لا تبالي بنظراته المسلطة على يدها. همها أن تتم العملية بنجاح، و تثبت له أنها لا تقل كفاءة عنه كطبيبة.
خرج الاثنان من غرفة العمليات و توجها معاً إلى الكافتيريا لتناول فنجان من الشاي.
- كانت عملية ناجحة جداً يا دكتورة نيل.
نظرت إليه تدقق في بريق عينيه. لم يهزأ منها هذه المرة بل بدا جاداً و عفوياً، لكن رصانته لم تدم طويلاً بل أردف بشيء من التهكم القاتل:
- و لا يسعني سوى أن أنوه بتفوق الطبيبات على الأطباء في عملية التقطيب. فالعملية لا تتعدى الخياطة العادية بالنسبة اليهن.
لم تستسلم لهزئه البارد و قررت المجابهة:
- أهذه طريقتك للتعبير عن عدم رضاك؟
رفع دان حاجبيه يخفي ابتسامة أوشكت أن تفضح حقيقة قصده:
- لا يمكننا تجاهل بعض النقاط الجيدة، أليس كذلك؟
ابتسمت جيسيكا بلؤم:
- شكراً يا دكتور ترافورد على هذا التشجيع اللطيف.
- ما أريد قوله يا دكتوره نيل أن هناك فارقاً بين الطبيب و الطبيبة في اجراء العملية فالطبيب يتجاهل من يكون المريض الممد في غرفة العمليات أما بالنسبة للطبيبة فالحالة تختلف تماماً. هذا لا يعني أن المرأة فشلت في أن تكون طبيبة أو جراحة ناجحة، لكنها من غير أن تشعر تقحم عاطفتها في عملها مما يؤثر على تشخيصها و أحياناً كثيرة على نتيجة الجراحة.
- أتعتقد ذلك؟
- بل أعرفه تمام المعرفة. كنت تتألمين و أنت تعملين مبضعك في جسم العمة ماريا.
- كلامك عن المرأة في حقل الطب غير صحيح، لكني أعترف بكراهيتي للجوء إلى المبضع عند انتفاء الضرورة الملحة. عرفت حالات كثيرة فقد أصحابها أجزاء من أجسامهم إرضاء لنزوات مبضع الجراح.
- لن أخوض في هذا الموضوع الآن، ما يهمني هو قدراتك كطبيبة جراحة فقط.
- اعتقد أنك ستلقي علي محاضرة حول كيفية اجراء عملية جراحية، أليس كذلك؟
- كلا فلا مأخذ على مهارتك الفنية في اجرائها.
ابتسمت ببرودة تحاول اخفاء نبرة الحنق في صوتها:
- حقاً؟
- حالتك العاطفية اثناء اجراء العملية هي التي تقلقني.
- أظن اننا ندور في حلقة مفرغة تصرفاتي خلال العملية عاطفية جداً أهذا ماتود قوله؟
- تماماً.
وقفت جيسيكا معلنة انتهاء المحادثة ورمقته بنظرة ثاقبة:
- لاأوافقك الرأي يادكتور ترافورد فأنا في النهاية امرأة ولا اعتقد انه بمقدوري تغيير ذلك.
- هذا مالن أسألك فعله أبداً فأنا معجب بانوثتك يادكتورة نيل.
فعلت فيها نعومة عبارته فعلها السحري وأحست بقشعريرة لذيذة تسري في جسمها فتبعث فيه الفرح وتزرع في انحائه شعوراً اخاذاً لم تحسه منذ زمن. التفتت اليه بعد تردد وليتها لم تفعل فالبريق الغريب لم يهجرعينيه الرماديتين ابداً انهما عينا دان ترافورد الرجل الخبير بالنساء وكيفية اشعال النار في اجسامهن ولابد انه يدرك كل الادراك ماتفعله الآن كلماته فيها.
قالت بصوت خافت يزرح تحت ثقل انفعالها:
- سألقي نظرة أخيرة على العمة ماريا قبل ان اطمئن أوم هايني.
- أتضايقك نظرتي اليك كامرأة بدلاً من طبيبة ياجيسيكا؟
أذكت نبرته النار في وجنتيها من جديد.
- لاابداً يادكتور ترافورد فهذا من شأنه ان يسعد والدتي عندما تعلم ان ابنتها لم تفقد كل انوثتها بالرغم من اختيارها الطب مهنة لها.
مد يده بخفة تاركاً انامله تطوق معصمها قبل ان تتمكن من التحرك:
- امنحيني فرصة لأثبت لك بأي قدر من الأنوثة تتمتعين.
تخلصت جيسيكا من قبضته وتراجعت بضع خطوات محاولة اخفاء اضطرابها المتزايد واجابت بهدوء شبه مصطنع:
- لاأشك في لحظة في قدراتك لكني لست راغبة في اكتشاف ذلك.
توجهت الى جناح العمة بوجه عابس يزرح تحت تأثير جلستها مع دان لن تكون ابداً المرأة التي ستلعب ذلك الدور في حياة هذا الطبيب المخادع.
كانت واثقة من قدرتها التامة على كبت مشاعرها والتحكم بعواطفها لكن هذه المرة وبطريقة لم تعهدها من قبل تمكن دان من اضعاف هذه القدرة لديها ستلزم جانب الحذر منه في المستقبل وتتجنب قدر استطاعتها الاختلاط به بالرغم من استحالة هذا الأمرلاضطرارها للعمل الى جانبه.
في بداية اسبوعها الثاني في لويزفيل جلست جيسيكا في عيادتها تتأهب لاستقبال مرضاها حين دخل عليها جايمس بوشوف حاملاً قبعته المعهودة بيديه الخشنتين.نجحت جيسيكا في منع نفسها من الابتسام وقالت مرحبة:
- أهلاً ياسيد بوشوف أظنك تود رؤية الدكتور اوبريان او ترافورد.
أجاب المزارع بصوت خافت:
- آه...جئت لأخبرك ان الدواء الذي وصفته لي كان ناجعاً جداً ولم أعد أكثر من التدخين كالسابق.
- يسرني سماع هذا ياسيد بوشوف.
سكت المزارع للحظات ثم قال:
- السيدة دلبورت تتحدث عنك باستمرار وعن معاملتك الرائعة لها.لقد طرأ تحسن كبير على صحتها.
ادركت جيسيكا ان العجوز تقوم بحملة دعائية لها في لويزفيل.
- انها سيدة ممتازة.
- هل تريدين معاينتي الآن؟
ضحكت جيسيكا في سرها لما لاحظته من تبدل في تصرفات هذا المزارع الفظ.
لم تدم المعاينة طويلاً نزعت جيسيكا السماعة الطبية ووضعتها على الطاولة.
فسألها جايمس بوشوف مستوضحاً:
- ألست أفضل حالاً من المرة السابقة؟
- نعم هناك تحسن في صحتك لكن عليك ان تثابر على الدواء بصورة منتظمة ولاتنس ان تقلل من التدخين الى ادنى حد.
- شكرا يادكتورة هل اعود للمعاينة مرة اخرى؟
- اذا لم يطرأ تحسن على حالتك والا فلاحاجة لذلك.
- حسناً الى اللقاء.
اغلقت جيسيكا الباب خلفه وعادت الى مكتبها تعيد توضيب الملفات المتناثرة هنا وهناك.
- يبدو ان المزارع المعتوة لقي صعوبة في الابتعاد عن لمساتك الحنونة.
التفتت جيسيكا ناحية مصدر الصوت لتفاجأ بدان وقد اصبح في وسط الغرفة يتقدم منها بعضلاته المفتولة وقامته التي تطفح رجولة وجاذبية من تحت ردائه الأبيض . وجوده في مكتبها يربكها فنظرتها اليه تتغير يوماً بعد يوم...لم تعد نظرة تحد بل نظرة ضعف واضطراب امام هاتين العينين المسلطتين عليها ببريقهما التهكمي الوقح.
- اظن ان السيد بوشوف اكتشف في النهاية اني لست طبيبة فاشلة.
- لوكنت جايمس لما كانت مهارتك الطبية السبب الوحيد لعودتي.
نهضت جيسيكا عن مقعدها مجيبة بنبرة حادة:
- لقد حان موعد عودتي الى المنزل.
تراجع دان نحو الباب معترضاً طريقها:
- ليس بهذه السرعة فقد تلقينا مخابرة عن اصابة احد العمال في مزرعة مجاورة وارتأى بيتر ان ننتقل معاً الى هناك لتعذر نقل المريض المصاب في عموده الفقري انها فرصة لك لتتعرفي على المزارع.
تبخر حلمها بقضاء ليلة هانئة في منزلها فخلعت ثوبها الأبيض وتناولت الحقيبة الطبية:
- حسناًهلا ذهبنا يادكتور ترافورد؟
- سنذهب في سيارتي.
بعد فترة قصيرة كانت سيارة دان تشق طريقها بين غابات كثيفة من القصب تلقي بظلالها على الممر الرملي الضيق جلست صامتة ترقب غروب الشمس وتنصت الى شرح دان عن المزارع وحالة مالكيها والعمال فيها.
- يعتبر برنارد كينغ شقيق فيفيان من أغنى المزارعين في هذه المنطقة وتقع مزرعته الى الشمال من لويزفيل غناه يفوق كل تصور حتى الناس يلقبونه هنا بملك القطعان.
لم تنبس جيسيكا ببنت شفة كانت تفكر في فيفيان وأوليفيا وكم هما محظوظتان في وقوعهما على شخصين مثل برنارد وبيتر .سلكت السيارة طريقاً جانبية وعرة انتهت الى فسحة رملية امام مزرعة صغيرة تجمهر في ساحتها جمع من العمال تقدم أحدهم من السيارة فور توقفها وأخبرهما ان احد العمال سقط عن سطح الاسطبل اثناء نقلة أكياس العلف.
سارع دان الى اجراء الاسعافات الاولية قبل حلول الظلام تعاونه جيسيكا والتفت اليها قائلاً:
- انا بحاجة الى الاسعاف اتصلي بالمستشفى وأعلميهم بحالة المصاب.
اجرت جيسيكا المكالمة من منزل صاحب المزرعة...اصابة العامل بالغة لكنها تعرف مدى خطورتها الا بعد اخذ صور الأشعة له.
تشخيصها الفوري اظهر ان الصدمة أثرت على عاموده الفقري وربما أتلفت احد الاعصاب الاساسية فيه.
عندما عادت الى قرب دان ادركت من نظرته الى العامل انه يشاطرها رأيها في حالته الصحية فجلست قربه تهدئ من روع الرجل الطريح ريثما تصل النجدة.
بدأ الظلام يرخي ستاره على المكان عندما وصلت سيارة الاسعاف خارقة السكون المخيم على المزرعة بدوي منبهها مطلقة اشارات ضوئية متلاحقة فتفرق العمال مفسحين في المجال للمسعفين لنقل المصاب الى داخل السيارة بينما أعاد دان الآلات الطبية الى حقيبته.
- هل بامكانك قيادة السيارة فسأضطر لمرافقة العامل في سيارة الاسعاف؟
- أظن ذلك.
ناولها دان علاّقة مفاتيحه:
- سألقاك في المستشفى اذن.
صعد الى داخل سيارة الاسعاف ووقفت جيسيكا برهة ترقب غياب اضواء السيارة المسرعة عن ناظريها ثم استقلت سيارة دان متوجهة الى المستشفى.
اوقفت السيارة في الموقف المخصص للأطباء واتجهت بسرعة الى غرفة الطوارئ حيث التقت دان فبادرته مستفهمة:
- كيف حاله؟
مرر دان يده على شعره الداكن مطلقاً زفرة طويلة.
- إنه في غرفة الأشعة.
- ما رأيك في الاصابة؟
- لا أريد أن أتسرع في إعطاء الرأي لكني اعتقد أنه مع قليل من الحظ و الرعاية سيستعيد عافيته في وقت قريب.
- من حظه أنهم لم يعملوا على نقله قبل وصولنا.
- ستتأخر نتيجة الأشعة بعض الوقت، هل تشاركينني فنجاناً من القهوة؟
- سأقبل دعوتك هذه المرة.
أمسك دان بيدها معلقاً بسخرية:
- كنت متأكداً من موافقتك.
سارت إلى جانبه غير واثقة من صواب عملها، فهي لا تعلم شيئاً عن خطوتها التالية و كأنها تسير في المجهول. جل ما تدركه هو الخطر المحدق بها و هي تشهد الوهن يدب في قدرتها على التحكم بعواطفها و شعورها نحو هذا الرجل الغريب السائر بقربها.


بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس