عرض مشاركة واحدة
قديم 21-10-09, 04:49 PM   #21

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


" ولكن ماذا عنك أنت؟ أنك الشخص الذي يهمني , فأنت تكره الأماكن الصاخبة المزدحمة , وماذا ستفعل بشأن عملك؟ هل تستطيع أن ترسم في مكان يجتاحه السواح!".
" لسنا مضطرين للأقامة في قلب أي مدينة يا جولي , وكل ما تريده جيزيلا هو أن تكون على مقربة من مكان ينبض بالحياة , وهو أمر معقول كما تعلمين , فهي ليست معتادة على عزلة هذا المكان".
وسألته بصوت مرتفع:
" وماذا بشأن العمة لو وهرقا؟".
" أكد لي تيرتان أنني أذا قبلت عرضه فسيضمن لهما مكانا مناسبا أذا شاءا البقاء".
وقفزت حولي واقفة , وأتجهت نحو حاجز الشرفة وهي تحس بضيق وأنحدرت الدموع على وجهها , وقالت بصوت هامس:
" لقد حزمت أمرك أذن؟".
" كلا , بل قلت أنني سأفكر في الأمر خلال غيابي".
وأقترب منها وأحاطها بذراعه قائلا:
" لا تبكي يا عزيزتي جولي , لن ينتهي العالم أذا رحلنا , أعدك بذلك".
فقالت لنفسها:
" ستكون نهاية عالمي أنا , أن عالمي هنا حيث أشعر بالأمن والسعادة".
وأقتربت من أبيها ووضعت جبهتها على كتفه قائلة:

" آسفة لمعارضتي , ولكن كل شيء حدث فجأة , وفكرة الرحيل من هنا تخيفني".
فأحتضنها مطمئنا اياها:
" أنت لا تخافين أسماك القرش والمواري ,وهي أخطر كثيرا من الناس".
كان آل تمبل عندما يغادرون سوليتير في الماضي , ينتقلون في قارب هرقل الشراعي شمالا الى سان فنسانت , وكان هرقل يستخدم المحرك لتوفير الزمن , ولم تكن أية شركة هامة للخطوط الجوية تقوم بخدمة سان فنسانت , بينما كانت الخدمات الجوية الحكومية تقوم بتسيير طائرة برمائية تربط الجزيرة بالجزر الأخرى التي فيها مطارات , ولكن عندما أشارت جيزيلا الى زيارة نيويورك أثناء الأفطار في الصباح التالي ... عرض سيمون أن يأخذهما مباشرة الى بربادوس في زورقه المريح سيفيرار , ورحبت جيزيلا في أبتهاج , بينما شكره جوناثان.
ونظر سيمون الى جولي قائلا:
" أعتقد أنك سعيدة , أليس كذلك؟ أن نيويورك مدينة مثيرة".
فردت بخشونة :
" لست ذاهبة".
فرفع حاجبيه دهشة وألتفت الى أبيها قائلا:
" هل تنوي تركها بمفردها هنا؟".
وتدخلت جيزيلا قائلة:
" أنها لا تريد الذهاب معنا , وستكون في أمان تام مع الخدم , كما أننا لن نغيب أكثر من أسبوع أو عشرة أيام".
" ولكن أذا حدث أمر طارىء كالمرض مثلا , هل يعرف خدمك ما يفعلون؟".
فقالت جولي ببرود:
" لم أمرض أبدا في حياتي".
وقال أبوها:
" هرقل وزوجته يمكن الأعتماد عليهما تماما , وكثيرا ما بقيت جولي هنا بمفردها , ولا يساورني أي قلق عليها".
" ولكنها ليست آمنة تماما , فهناك أناس لا ضمير لهم يطوفون بهذه المياه".
فقالت جولي:
" أجل , ولكنك أولهم , أعني أول غريب يحضر هنا يا سيد تيرتان".
وسمعت جيزيلا تتنفس بغضب , بينما أزداد وجه سيمون الأسمر تصلبا".
وأنطلقت جيزيلا تقول بلهجة غاضبة:
" حقا يا جولي أنك...".
ولكنها قاطعتها قائلة:
" لم أكن أقصد".
ثم توقفت فجأة ونظرت الى أبيها في أرتباك , وكان هو يعتقد بوضوح أنها زلة لسان من ابنته , بينما بدت جيزيلا في وضع عدواني , أما سيمون فبدا في عينيه بريق ,كان كفيلا بأثارة رعبها لو كانت بمفردها معه.
وقالت :
" أنه كرم عظيم منك يا سيد تيرتان أن تهتم بمصلحتي الى هذا الحد , ولكن لا داعي حقا للقلق عليّ , ولو كنت بمفردي هنا عند وصولك لرفضت السماح لك بالنزول الى الشاطىء , فالمظاهر يمكن أن تكون خادعة جدا , وأنا على ثقة من أن أبشع أسماك القرش يمكن أن تتحول الى أشياء ساحرة عندما تريد".
ثم أعتذرت للذهاب لأحضار بعض الزهور لمائدة الغداء , وكانت أثناء سيرها نحو وسط الجزيرة تأمل في أن تكون قد أغضبت سيمون فعلا حتى لا يأتي خلفها.
ولم تر أية علامة على وجوده طوال فترة الصباح , كما أنه لم ينضم اليهم عند الغداء , وقال والدها أنه كان منهمكا في القيام بأصلاحات طفيفة في محرك الزورق.
وجاء سيمون فعلا للعشاء , ولكنه لم يوجه لها أي حديث , وعرفت من حديثه مع أبيها أنها كانت على حق في أفتراضاتها عنه , أذ كان أجداده قد أستوطنوا بربادوس في القرن السابع عشر , وتمتلك الأسرة الآن مزرعة لقصب السكر ومعملا للتقطير.
وأعتذرت جيزيلا بعد الطعام لكي تحزم حقائبها أستعدادا لرحلة اليوم التالي , بينما أنتقل جوناثان وسيمون للجلوس على المقاعد المريحة المصنوعة من الخيزران في طرف الشرفة , وساعدت جولي العمة لو في تنظيف المائدة.
لقد أدهشها أن والدها بدأ يميل ال
ى سيمون , وغادر جوناثان الشرفة بعد بضع دقائق , فأستدار سيمون اليها وسألها وفي عينيه بريق تهكمي:
" أشعر بأحساس غريب مستم في مؤخرة عنقي , هل تسلطين العين الشريرة علي يا جولي؟".
فقالت:
" أنني لا أتمتع بهذه الموهبة لسوء الحظ".
" لماذا لا تسألين طاهيتك , قد تكون لديها قوى غامضة؟".
" لقد حصلت على ما تريد , ولا بد أنك تشعر بالرضى".
" لم يتم شيء ,والدك لم يبت في الأمر بعد".
قالت في مرارة:
" سوف يبيع , أنه لا يريد ذلك , ولكنه سيبيعها وكل ما أرجوه هو أن تتمتع بالمكان هنا يا سيد تيرتان , لو كنت مكانك لما شعرت بمتعة , ولكن لعلك لا تسمح لوخز الضمير بأن يزعجك".
فنهض واقفا وأتجه نحوها قائلا:
" أنك حقا شيء صغير مزعج , فأنت تتحدثين وكأنني أقوم بعملية أحتيال من نوع , أن الثمن الذي عرضته عادل , وهو ليس مظطرا لقبوله".
" ولكنك تعرف أنه واقع تحت ضغط ولهذا تستغل الموقف".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس