نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة ? العضوٌ???
» 77031 | ? التسِجيلٌ
» Feb 2009 | ? مشَارَ?اتْي » 7,187 | ?
نُقآطِيْ
» | | " ولكن ماذا عنك أنت؟ أنك الشخص الذي يهمني , فأنت تكره الأماكن الصاخبة المزدحمة , وماذا ستفعل بشأن عملك؟ هل تستطيع أن ترسم في مكان يجتاحه السواح!". " لسنا مضطرين للأقامة في قلب أي مدينة يا جولي , وكل ما تريده جيزيلا هو أن تكون على مقربة من مكان ينبض بالحياة , وهو أمر معقول كما تعلمين , فهي ليست معتادة على عزلة هذا المكان". وسألته بصوت مرتفع: " وماذا بشأن العمة لو وهرقا؟". " أكد لي تيرتان أنني أذا قبلت عرضه فسيضمن لهما مكانا مناسبا أذا شاءا البقاء". وقفزت حولي واقفة , وأتجهت نحو حاجز الشرفة وهي تحس بضيق وأنحدرت الدموع على وجهها , وقالت بصوت هامس: " لقد حزمت أمرك أذن؟". " كلا , بل قلت أنني سأفكر في الأمر خلال غيابي". وأقترب منها وأحاطها بذراعه قائلا: " لا تبكي يا عزيزتي جولي , لن ينتهي العالم أذا رحلنا , أعدك بذلك". فقالت لنفسها: " ستكون نهاية عالمي أنا , أن عالمي هنا حيث أشعر بالأمن والسعادة". وأقتربت من أبيها ووضعت جبهتها على كتفه قائلة: " آسفة لمعارضتي , ولكن كل شيء حدث فجأة , وفكرة الرحيل من هنا تخيفني". فأحتضنها مطمئنا اياها: " أنت لا تخافين أسماك القرش والمواري ,وهي أخطر كثيرا من الناس". كان آل تمبل عندما يغادرون سوليتير في الماضي , ينتقلون في قارب هرقل الشراعي شمالا الى سان فنسانت , وكان هرقل يستخدم المحرك لتوفير الزمن , ولم تكن أية شركة هامة للخطوط الجوية تقوم بخدمة سان فنسانت , بينما كانت الخدمات الجوية الحكومية تقوم بتسيير طائرة برمائية تربط الجزيرة بالجزر الأخرى التي فيها مطارات , ولكن عندما أشارت جيزيلا الى زيارة نيويورك أثناء الأفطار في الصباح التالي ... عرض سيمون أن يأخذهما مباشرة الى بربادوس في زورقه المريح سيفيرار , ورحبت جيزيلا في أبتهاج , بينما شكره جوناثان. ونظر سيمون الى جولي قائلا: " أعتقد أنك سعيدة , أليس كذلك؟ أن نيويورك مدينة مثيرة". فردت بخشونة : " لست ذاهبة". فرفع حاجبيه دهشة وألتفت الى أبيها قائلا: " هل تنوي تركها بمفردها هنا؟". وتدخلت جيزيلا قائلة: " أنها لا تريد الذهاب معنا , وستكون في أمان تام مع الخدم , كما أننا لن نغيب أكثر من أسبوع أو عشرة أيام". " ولكن أذا حدث أمر طارىء كالمرض مثلا , هل يعرف خدمك ما يفعلون؟". فقالت جولي ببرود: " لم أمرض أبدا في حياتي". وقال أبوها: " هرقل وزوجته يمكن الأعتماد عليهما تماما , وكثيرا ما بقيت جولي هنا بمفردها , ولا يساورني أي قلق عليها". " ولكنها ليست آمنة تماما , فهناك أناس لا ضمير لهم يطوفون بهذه المياه". فقالت جولي: " أجل , ولكنك أولهم , أعني أول غريب يحضر هنا يا سيد تيرتان". وسمعت جيزيلا تتنفس بغضب , بينما أزداد وجه سيمون الأسمر تصلبا". وأنطلقت جيزيلا تقول بلهجة غاضبة: " حقا يا جولي أنك...". ولكنها قاطعتها قائلة: " لم أكن أقصد". ثم توقفت فجأة ونظرت الى أبيها في أرتباك , وكان هو يعتقد بوضوح أنها زلة لسان من ابنته , بينما بدت جيزيلا في وضع عدواني , أما سيمون فبدا في عينيه بريق ,كان كفيلا بأثارة رعبها لو كانت بمفردها معه. وقالت : " أنه كرم عظيم منك يا سيد تيرتان أن تهتم بمصلحتي الى هذا الحد , ولكن لا داعي حقا للقلق عليّ , ولو كنت بمفردي هنا عند وصولك لرفضت السماح لك بالنزول الى الشاطىء , فالمظاهر يمكن أن تكون خادعة جدا , وأنا على ثقة من أن أبشع أسماك القرش يمكن أن تتحول الى أشياء ساحرة عندما تريد". ثم أعتذرت للذهاب لأحضار بعض الزهور لمائدة الغداء , وكانت أثناء سيرها نحو وسط الجزيرة تأمل في أن تكون قد أغضبت سيمون فعلا حتى لا يأتي خلفها. ولم تر أية علامة على وجوده طوال فترة الصباح , كما أنه لم ينضم اليهم عند الغداء , وقال والدها أنه كان منهمكا في القيام بأصلاحات طفيفة في محرك الزورق. وجاء سيمون فعلا للعشاء , ولكنه لم يوجه لها أي حديث , وعرفت من حديثه مع أبيها أنها كانت على حق في أفتراضاتها عنه , أذ كان أجداده قد أستوطنوا بربادوس في القرن السابع عشر , وتمتلك الأسرة الآن مزرعة لقصب السكر ومعملا للتقطير. وأعتذرت جيزيلا بعد الطعام لكي تحزم حقائبها أستعدادا لرحلة اليوم التالي , بينما أنتقل جوناثان وسيمون للجلوس على المقاعد المريحة المصنوعة من الخيزران في طرف الشرفة , وساعدت جولي العمة لو في تنظيف المائدة. لقد أدهشها أن والدها بدأ يميل ال ى سيمون , وغادر جوناثان الشرفة بعد بضع دقائق , فأستدار سيمون اليها وسألها وفي عينيه بريق تهكمي: " أشعر بأحساس غريب مستم في مؤخرة عنقي , هل تسلطين العين الشريرة علي يا جولي؟". فقالت: " أنني لا أتمتع بهذه الموهبة لسوء الحظ". " لماذا لا تسألين طاهيتك , قد تكون لديها قوى غامضة؟". " لقد حصلت على ما تريد , ولا بد أنك تشعر بالرضى". " لم يتم شيء ,والدك لم يبت في الأمر بعد". قالت في مرارة: " سوف يبيع , أنه لا يريد ذلك , ولكنه سيبيعها وكل ما أرجوه هو أن تتمتع بالمكان هنا يا سيد تيرتان , لو كنت مكانك لما شعرت بمتعة , ولكن لعلك لا تسمح لوخز الضمير بأن يزعجك". فنهض واقفا وأتجه نحوها قائلا: " أنك حقا شيء صغير مزعج , فأنت تتحدثين وكأنني أقوم بعملية أحتيال من نوع , أن الثمن الذي عرضته عادل , وهو ليس مظطرا لقبوله". " ولكنك تعرف أنه واقع تحت ضغط ولهذا تستغل الموقف". |