فقال وقوة سحره الذكرية المتوثبة تتركز مباشرة عليها: "آسف , كنت أشعل عود الثقاب مرة أخرى". كانت أنفاسها تروح وتجيء بلا أتزان , وقالت وهي تحاول جذب ذراعها برشاقة من قبضته: " أعتذارك مرفوض , والآن , أترك ذراعي!". فقال ملاطفا ومتجاهلا محاولاتها للأنفلات: " أعدك بأن لا أحتال عليك بالكلام بعد الآن". " أنك تزعجني حتى بتنفسك!". " حسنا , لن أموت في سبيل أثبات أسفي". ثم أبتسم وأردف: " أذن لنعقد هدنة ما دمنا على أرض محايدة". " حقا؟ لم أكن أعلم أن أي أرض تحت قدميك يمكن أن تعتبر حيادية!". وقذفته بنظرة ملتهبة قبل أن تشيح بوجهها عنه وتنقر بحذائها أيقاعا حربيا على الرصيف ... وسألها: " كيف كنت تنوين قضاء الوقت في أنتظار السيارة؟". فأعلنت تيشا وهي ترفض الأستسلام للهجة الأقناعية في صوته : " لا أنوي حتما أن أقضيه معك! سأشغل نفسي ببعض الرسم , والآن هل لك أن تفلت ذراعي؟". " صحيح, أنت رسامة مثل عمتك , أليس كذلك؟". " أنا بالكاد مثل بلانش , هي فنانة أصيلة وأنا أرسم كهواية". " كنت أحسب نفسي في حضرة عبقرية برعمة! أن مزاجك مزاج فنانة ". " لا يمكنك أتهام عمتي بالمزاجية الفنية , أنك لن تلتقي أنسانة هادئة الطباع مثلها, ولذا لا تلصق بي هذا الطابع". " لا بد أن بلانش كانت أستقلالية النزعة مثلك والا لما أستطاعت أن تنجح بمفردها , كذلك هي مثلك , أمرأة دافئة وحساسة , وهذا الجانب من الوحيدة التي تجعلنا نتأكد من حبنا لشيء ما". |