عرض مشاركة واحدة
قديم 23-10-09, 04:03 PM   #26

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

4- وجهان في ضوء الشموع
أمضت ثلاثة أيام وهي تحاول العثور على مبررات وجيهة لتلغي موعدها مع رورك ماديسون , فمدت يدها ست مرات الى الهاتف لتخابره وكانت تتراجع في كل مرة لعلمها بأنه قادر على نقض أعذارها الواهية , كذلك لم يمكنها طلب أي مساعدة من بلانش لأعتقادها بأن تيشا قبلت الدعوة كمحاولة منها للتصالح مع جارها , بل أن عمتها فرحت بأذعانها هذا والى حد لم يترك لتيشا أي حل سوى أن تذهب معه.
وصل رورك في تمام السابعة ولكن تيشا تقصّدت ألا تكون مستعدة, ودخلت غرفة الجلوس بعد مرور نصف ساعة على وصوله وهي تعرف جيدا أن قفطانها الزيتي والأزرق المائل الى الخضرة , كان يعزز لون عينيها المتوهجتين بنور المعركة المقبلة , تسريحتها وحدها أستغرقتها ثلاثة أرباع السابعة , عقصت شعرها الطويل فوق رأسها كي يتوهج في الضوء الأصطناعي كتاج من الفرو, وقد أضافت هذه التسريحة سنوات الى عمرها وأضفت عليها مظهر أمرأة مجربة.
" بدأت ـظن أنك سوف تلغين موعدي".
قال لها رورك ناهضا وهو يبدو كامل الأناقة في بدلة السهرة السوداء , ثم سار متمهلا الى حيث تقف ومطلا عليها بقامته الفارعة المهيبة , ومحتويا أياها بنظرة أعجاب وقحة.... فسألته بعذوبة :
" وما الذي دعاك الى ظن كهذا؟".
فلمس بأصبعه حجر اليشب الأخضر المتدلي من أذنها وأرسله بتأرجح , وهمس لها بصوت أجش:
" ربما ذلك العرق الصغير النابض في عنقك هو الذي أخبرني بأنك لست رابطة الجأش كما تبدين".
وقال بصوت أعلى ولصالح بلانش:
" تأخرنا, من الأفضل أن تمضي".
فأضطرت تيشا الى أخماد الغضب الذي قفز الى عينيها حين أستدارت الى عمتها لتتمنى لها ليلة طيبة وكان صعبا عليها جدا أن تبتعد عن يده القابضة على ذراعها , وقال وهي تمس خد عمتها بشفتيها:
" لن نتأخر في العودة يا بلانش".
" أستمتعا بسهرتكمت معا".
ثم غمزت تيشا وهمست لها مداعبة:
" تذكري, عشرون دقيقة ثم أشعل ضوء المدخل!".
فعقبت تيشا وهي تنظر الى مرافقها بسرعة وتقول لعمتها :
" الليلة لن تكون هناك حاجة الى ذلك".
كانت تعلم أنه لن تكون هناك تحيات مسائية متلكئة خارج الباب , وسألها رورك بعد دقائق وهو يفتح لها باب السيارة:
" عما كنتما تتحدثان؟".
" أنها مزحة عائلية".
أجابته متحاشية لقاء عينيه اللامعتين وهي ترفع تنورتها الطويلة ليستطيع أغلاق الباب.
كان غروب الشمس الذهبي قد صبغ الأفق بلونالكريم والعنبر الداكن وتظاهرت تيشا بتأمله حين أخذ رورك مكانه خلف المقود...
وقال رافعا حاجبيه بتهكم:
"أنت لا تظنين أننا سنتلكأ في توديع بعضنا في نهاية السهرة؟".
وأردف حين أستدارت اليه مستغربة:
" لقد أخذت كفايتي من أضواء المدخل التي كان يشعلها آباء وأمهات نافذو الصبر".
" ماذا؟ أما كانت هناك بنادق مصوبة اليك؟".
" كلا, لا بنادق".
وبسرعة أدار محرك السيارة وأرجعها الى الوراء خارجا بها الى الممر :
" أرجو أن يحتفظوا لنا بالطاولة المحجوزة للعشاء".
فأجابها رورك وهو يخفي أبتسامة عمقت الخطوط حول أنفه وفمه:
"أخذت أحتياطي بتعيين الساعة الثامنة موعدا للعشاء , في حال تأخرت في أرتداء ثيابك".
" أرجح أنك أكثر أعتيادا على نوعية ثانية من النساء , أليس كذلك؟".
" لك أن تسميه قانون ماديسون".
كان واضحا أنه يهزأ بمحاولاتها في تحقيره , فأعلنت قائلة:
" الحق عليك, فأنت لم تجد من المناسب أن تعلمني بالمكان الذي سنذهب اليه , وكان من الصعب أن أختار الثوب المناسب وأنا لا أعلم هل سنذهب الى مكان صغير يبيع الهمبرغر أم الى مطعم ستيك فاخر".
" لقد تبين لك بوضوح أنني لست معدما كالصبيان الذين أعتدت الخروج معهم".
ثم زحلق بصره على لباسها الفخم وأردف:
" آمل ألا تصابي بصداع من كل ذلك الشعر المكوّم على رأسك".
فردت محتدة:
" الصداع لا يأتيني الا من الشخص المرافق لي , كما أن شعري لن يثقل رأسي ولن أتعثر بالتالي وأحرج موقفك أمام الناس".
" الفكرة ما خطرت لي أطلاقا , لكن حاذري من ألقاء طعامك في حضني بطريق الخطأ والا أضطررت لأسقاط طعامي على رأسك الجذاب".
كان في صوته نبرة فولاذية لم تلحظها تيشا من قبل , أرغمتها , أكثر مما أرغمها تحذيره , على الجلوس صامتة بقية الوقت . أن رورك ماديسون لم يكن مستعدا فحسب لمبارزتها بالكلمات بل أيضا للرد على النار بالمثل, ومن دون أي مراعاة لأنوثتها".
وفي مرآب المطعم , قصدت تيشا أن تترجل من السيارة قبل أن يتمكن رورك من الوصول الى جهتها ليفتح لها الباب , وضاقت عيناه قليلا لما رآها واقفة ورأسها مرفوع بتحد! فأن كان قد أصدر مرسوما يقضي بخلع القفازات فسوف تعامله بالمثل وحتى النهاية!
وأعلن هو قائلا:
" أفهم من هذا أنك لا تريدين الأطلاع على التصرفات الأجتماعية اللائقة التي يعامل بها الرجل المرأة , ليكن أذن ما تريدين".
وكان لحفيف تنورتها الطويلة رنة ملكية متعالية حين أستدارت ومشت مسرعة أمامه , أنما لسوء الحظ , تعذرت عليها السرعة بسبب كعب حذائها العالي فسرعان ما لحق بها وسار الى جانبها بخطوات متوازنة وهو يبتسم لتعبير وجهها الممتعض , ولما بلغا مدخل المطعم سبقها بخطوات وحيث فتح الباب وعبر منه , تاركا أياها تمد يدها بسرعة الى المقبض لكن الباب أنغلق في وجهها , وحين لحقت به الى داخل المطعم كانت وجنتاها متوردتين غضبا.
رمقها بعينيه البنيتين بنظرة خاطفة لكنها أستطاعت أن توصل رسالته الى تيشا وكأنما تقول:
" أنني أتصرف بناء على رغبتك , فتحملي النتائج ...".
وقبل أن تستطيع قذفه بجواب قاطع كان رئيس الخدم يقودهما الى طاولتهما .
وما كادا يجلسان حتى جاءت عاملة المطعم , فطلب رورك عصير بندورة وتجاهل تيشا تماما مما حمل العاملة على أن تسألها ما تريد فردت من بين أسنانها:
" عصير برتقال".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس