[أمل بيضون]

عاد أبوها بعد قليل فذهبت جولي الى مخدعها.
بدت جيزيلا في أكثر حالاتها بهجة خلال الأفطار في لبيوم التالي , بينما أحست جولي وكأنه قد حم عليها بالسجن المؤبد , ولم تبق أمامها غير فرصة ضئيلة لكسب الأستئناف.
أملها الوحيد الباقي هو أن الأسبوع الذي سيقضيه أبوها في نيويورك قد يجعله على الأقل يقاوم رغبة جيزيلا في الأنتقال الى جامايكا أو ناساو.
كانت الساعة الثامنة عندما نقل هرقا الأمتعة في قارب ذي مجذافين الى الزورق سيفيرار , بينما نقل سيمون الباق في القارب الخاص بالزورق , وبينما كان يرفع حقيبة ثياب جيزيلا , قالت جولي لأبيها:
" أتمنى لك وقتا طيبا يا أبي , أهتم بنفسك".
فضمها الى صدره لحظة وقال:
" وداعا يا صغيرتي".
ثم أضاف شيئا عجيبا , فقد قال في رفق وهو يخلي سبيلها:
" أغفري لي يا جولي!".
وقالت جيزيلا بصبر نافذ وهي تربت على وجنتيها:
" وداعا يا عزيزتي".
وودعت جولي تيرتان , فقال وهو يساعدها على النزول الى القارب الصغير:
" الى اللقاء يا جولي".
ومد يده اليها... ولكنها تجاهلتها عن عمد وقالت:
" أشك في أننا سنلتقي مرة أخرى".
فأنزل يده وقال بدون أرتباك:
" قد لا نلتقي , ولكن سيكون شيئا طريفا أن أراك بعد أثني عشر شهرا عندما تلين طبيعتك الخشنة!".
وقفزت جولي تحت الماء بثوب الأستحمام الذي كانت ترتديه , ثم صعدت حيث يستطيع هرقل رفعها الى القارب.
وبعد عشر دقائق , كان الزورق البحري سيفيرار يتجه شمالا وقد لمع هيكله في ضوء الشمس , وترك في أعقابه زبدا أبيض عريضا.
وفي اليوم التالي قرر جولي الذهاب بالقارب الى أوراغان والعودة منها , لأن هرقل لن يذهب للصيد في هذا اليوم.
وقالت لها العمة لو عندما ذهبت لتحصل على صندوق غدائها:
" أنه مكان سيء يا حبيبتي , وسأشعر بالقلق عليك وأنت هناك".
" أنك لم تذهبي هناك أبدا يا عمة لو , فهي لا تختلف عن سوليتير".
" هناك أرواح شريرة في تلك الجزيرة".
فأبتسمت جولي وقالت وهي تحتضن العمة لو:
" سأعود قبل الغروب , فلا يساورك القلق".