عرض مشاركة واحدة
قديم 25-10-09, 02:18 PM   #28

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كان صباحا منعشا , عليل النسيم , عندما أقتربت من صخور جزيرة أوراغان , في العاشرة صباحا ... وقد سميت الجزيرة بهذا الأسم الفرنسي ومعناه الأعصار , بعد أن أجتاح أحد أعاصير الكاريبي الرهيبة الجزيرة في القرن الثامن عشر وقضى على أسرة كاملة من المستوطنين الفرنسيين وعبيدهم.
البيت الذي ذكرته جولي لسيمون عبارة عن أنقاض متهاوية لا سقف لها , وقد بني من الأخشاب مثل بيت آل تمبل , وكان من الممكن أن يختفي منذ وقت بعيد لولا أنه أقيم على كتل ضخمة من الصخور المرجانية ولذلك عاشن بعض جدرانه مائتي عام , وأكتشفت جولي مخزنا للشراب تحت المنزل , وقد أختفت الدرجات المؤدية اليه بالشجيرات القصيرة , ولكنها أستطاعت أن تقتطع تلك الأغصان بالسكين الضخمة التي يحتفظ بها هرقل في قاربه , وبدا الباب الخشبي للقبو سليما.
وتطلب الأمر قدرا كبيرا من الشجاعة لهبوط الدرجات وأقتحام الباب بقوة , وكان كل ما وجدته قبوا صغيرا رطبا عفن الرائحة تتناثر على أرضه بعض زجاجات فارغة , والشيء الذي أثار حيرتها , هو لماذا لم يلجأ سكان البيت المنكوبوا الحظ الى القبو عندما أدركوا أن الأعصار مقبل؟ لا بد أنه أجتاح الجزيرة فجأة.
ورغم تاريخ الجزيرة المفجع , وأعتقاد أبناء جزر الهند الغربية بأنها مسكونة بالأرواح الشريرة , فقد كانت أوراغان تبدو تحت أشعة شمس الصباح الساطعة مكانا جميلا هادئا ككل جزر الغرينادين الأخرى , أمضت جولي ساعتين في الغوص تحت الماء على طول السلسلة الصخرية.... وعند الظهر تسلقت شجرة نخيل كما علمها هرقل منذ سنوات , وأسقطت بضع ثمرات من جوز الهند لتجد شيئا تشربه مع غدائها.
وعقب تناول الطعام , وقدت للراحة ساعة ,ولكنها أستغرقت في النوم...
وعندما أستيقظت , أدركت على الفور أنا تشعر ببرد شديد , وفتحت عينيها وهي تتثائب , ثم قفزت على قدميها بسرعة وهي تغمغم في هلع.
لقد تبدل كل شيء , السماء الزرقاء أصبحت رمادية مكفهرة بالغيوم , والأمواج العالية الثائرة أخذت تجتاح المضيق ,وترتطم بالصخور , بينما كانت الرياح الباردة تهز سعف النخيل.
ونظرت جولي الى ساعتها , لقد نامت حوال ثلاث ساعات , وأدركت من منظر المياه أن عليها العمل بسرعة للعودة الى سوليتير قبل أن تشتد العاصفة البحرية على القارب الصغير في المضيق .... وبسرعة هرعت نحو حافة الماء وسبحت نحو القارب ,ولكنها عندما رفعت جسمها داخله ونظرت نحو القناة التي تتخلل الصخور أطلقت صيحة هلع حقيقية.
كانت الفتحة أضيق كثيرا من مثيلتها بين صخور سوليتير , ومن المستحيل المرور منها , أنها تستطيع المحاولة , ولكنها سوف تصطدم بالتأكيد بتلك الأطراف الصخرية الحادة الكامنة تحت المياه المضطربة المزبدة.
وأدركت أنه كتب عليها أن تبقى محصورة حتى ينتهي الأعصار وقالت لنفسها :
" أذا لم أعد للمنزل قبل العشاء , فستصاب العمة لو وهرقل بنوبة جنون!
وأمنت وضع القارب قدر أستطاعتها , ثم سبحت عائدة للشاطىء بدون ثياب أو منشفة , بينما كانت الرياح تثير القشعريرة في جسمها.
وقبعت وراء صخرة تحميها من مهب الريح وهي ترتعش.
وكان الشيء الذي تعرفه , هو أنه على أمتداد ساحل الأطلنطي الشمالي من ترينيداد الى بلتيمور كانت السفن ومحطات اللاسلكي على الشواطىء تذيع الرسالة المشؤومة : أحذروا الأعصار.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس