وفي فراشها الصغير بقمرتها لم تستطع النوم , ظلت تفكر في ليلتها السابقة , وعندما أفترشت الأرض الصخرية الصلبة , وكانت هناك ذراع رجل قوي حول خصرها , وأنفاس دافئة تنفث في مؤخرة عنقها . وعندما أستيقظت , عرفت على الفور أنهما بلغا وجهتهما , فقد سكتت المحركات , وسمعت خليطا من أصوات غير مألوفة على مقربة. وأزاحت ستائر النافذة جانبا , ثم نظرت الى ساعتها , لقد جاوزت الساعة التاسعة. ودفعت جولي أغطية اسلرير عن جسمها , ثم زحفت للأمام لتنظر من كوة المقصورة , كان اليخت سيفيرار يقف قريبا من رصيف ميناء , ولم يكن في أستطاعتها أن ترى غير مجموعة من السيقان السمراء , وبعض الأقدام الحافية ,وبعض النعال التي تعلوها بنطلونات قصيرة أو قمصان زاهية الألوان , وقالت لنفسها أنها لا بد أن تكون هذه بريد غتاون عاصمة بربادوس. وسمعت طرقا على الباب ثم صوتا يقول : " طاب صباحك , أنني شارلوت تيرتان". دخلت الفتاة المقصورة وهي تبتسم وبدت نحيلة ترتدي ثوبا جميلا , ولها شعر أحمر وعينان عسليتان وقبل أن ترد تحيتها , لاحظت جولي شيئين , وهما أنها لم تكن تحمل أقل شبه بسيمون , وأنها تضع في أصبعها خاتم خطوبة رائع من الزمرد , وخاتم زواج من البلاتين. وقالت لنفسها : " كيف لم يخطر لي ذلك , أنه متزوج , وهذه هي زوجته.!". |