عرض مشاركة واحدة
قديم 29-10-09, 07:39 PM   #38

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

4- المخالب القذرة
كانت شارلوت تحمل حقيبة وضعتها على الفراش قائلة:
" يقول سيمون أن كل ثيابك قد أتسخت خلال الأعصار , وقد أحضرت لك بعض الثياب يمكنك أستعارتها حتى يتم غسل وكي ثيابك ,وأعتقد أنها ستناسبك جدا".
حاولت جولي أن تجمع شتات نفسها وقالت:
" شكرا يا سيدة تيرتان".
" أرجو أن تناديني شارلوت , فالكل يفعل ذلك , أذ أن سيدة تيرتان تخلط بيني وبين حماتي , سأقوم بأعداد بعض الطعام للأفطار ريثما ترتدين ثيابك".
وخرجت ولكنها عادت بعد لحظة لتقول:
" نسيت أن أقول لك أن سيمون طلب أبلاغك أنه أخذ جواز سفرك وشهادة التطعيم عندما كنت نائمة , وقد أنهى أوراقك مع الجمارك وهو مشغول الآن بعدة أشياء وسوف يعود ليأخذنا ظهرا".
وغادرت جولي الفراش وأتجهت نحو الحمام , وعندما أنتهت كانت رائحة الطعام تتسلل الى أنفها , وسمعت صوت شارلوت وهي تترنم ببعض مقاطع أحدى الأغنيات.
وقالت جولي لنفسها لعله كان بعيدا عنها بعض الوقت , وهي سعيدة بعودته .
وبعد أن أرتدت ثيابها الجديدة , توجهت نحو المطبخ , فأخذت شارلوت تنظر اليها من أعلى الى أسفل , ثم قالت:
" لو قطعت رأسينا لوجدت أننا توأمان , أن الفستان يبدو جميلا عليك".
فقالت جولي في خجل:
" سأعيد هذه الأشياء بأسرع ما أستطيع , هل أشتريتها خصيصا أم أنها كانت عندك؟".
قالت شارلوت بأبتسامة:
" كانت عندي , أن الثياب الداخلية هي نقطة ضعفي , كنت أرتدي أي ملابس عتيقة قبل زواجي , أما الآن فأنني أنفق كل ما معي على قمصان النوم , ولو تزوجت أحدا من بلادي لكان الأمر مختلفا , فأغلب غرف النوم الأنكليزية باردة جدا كالقطب الشمالي!".
" بلادك؟ ألم تولدي في بربادوس؟".
" كلا , أنني أنكليزية مثلك , وقد جئت هنا في رحلة مع أبي وأمي".
" منذ متى تزوجت يا سيدة تيرتان؟".
" منذ عامين , وأرجو أن تناديني شارلوت".
وعندما جلستا للطعام قالت شارلوت:
" كنت لا أزال في الفراش عندما أتصل سيمون تلفونيا , ولهذا لم أكن قد تناولت أفطاري بعد , حدثني بكل شيء عنك في الليلة التي أحضر فيها والدك وزوجة أبيك الى هنا , وذكر لي ما حدث خلال الأعصار , يا لها من تجربة مخيفة لك , ومن حسن الحظ أنه قرر العودة الى سوليتير لو كنت مكانك لمت رعبا".
" أجل , لم يكن شيئا مبهجا ".
وصبت شارلوت قدحين من القهوة وقالت:
" أنني لم أقابل والدك وزوجته عند وصولهما لأنهما جاءا قبل رحلة الطائرة بوقت قصير , فلم يتناولا العشاء معنا , ولكننا نأمل أن يتوقفا ليلة في طريق العودة , لأن حماتي تعرف الكثير في اللوحات وتتلهف شوقا لمقابلة أبيك , وبهذه المناسبة قررنا أن تقيمي في الكوخ الموجود بساحة البيت , لأن سيمون يعتقد لأنك جئت من مكان مثل جزيرة سوليتير قد لا تحتملين الأقامة وسط أسرة كبيرة صاخبة , فهناك أحد عشر منا هنا كما ترين وأخشى أن نكون أشبه بمنزل مجانين!".
" ولكنني لن أستطيع الأقامة لديكم , وسأحصل على غرفة بفندق".
" كلا , بحق السماء , لن يسمح سيمون بذلك , لقد أعدّ كل شيء, وأعتقد أنك أكتشفت بالفعل أي شخصية مستبدة هو , أنه طاغية رهيب , ولكنني أحب الرجل المسيطر ولا أستطيع أحتمال الأنواع المائعة".
وكان واضحا أن رغبات سيمون هي بمثابة قوانين لزوجته الأنيقة ذات الشعر الأحمر المشوب بسمرة خفيفة.
وبعد أنتهاء الأفطار قالت شارلوت:
" لقد رتبت لك موعدا مع رجلي الصغير , ولا داعي للقلق من أن يفعل أي شيء عنيف , فهو مطيع تماما , ويقص بطريقة رائعة".
لم يكن لدى جولي أية فكرة عما تتحدث عنه , وقبل أن تتمكن من سؤالها , أقتادتها الى سيارة أجرة , وتبين أن رجل شارلوت الصغير هو حلاق فرنسي قصير القامة , وقد عهدت بجولي الي وقالت أنها ستشتري بعض الأشياء وتعود اليها بعد تسعين دقيقة.
وهكذا بدأت جولي تمر بالطقوس التي تحدث في صالون حلاق راق.
ولكنها كانت خلال ذلك لا تزال تحت تأثير الصدمة التي واجهتها , عندما أكتشفت أن سيمون متزوج , وكانت الصدمة الأكثر عمقا , هو مواجهة مشاعرها الحقيقية حياله!
عندما عادت شارلوت , كانت جولي تنتظرها في قاعة الأستقبال وقد تغير مظهرها , وطلت أظافرها بلون رمادي فاتح كما وضعت بعض الطلاء الأحمر على شفتيها بعناية.
وهتفت شارلوت:
" يا ألهي , أنك تبدين جميلة حقا , وسوف يتهافت الشبان عليك".
" الشبان؟".
" شباب آل تيرتان , وستقابلينهم على مائدة الغداء , والآن سنذهب الى القاعة المرجانية لأنتظار سيمون".
وجاء سيمون بعد عشر دقائق , وكان رائعا , وليست هناك كلمة أخرى يوصف بها .
وعندما تذكرت أنه زوج شارلوت أحمر وجهها , قال هو :
" آسف أذا كنت قد جعلتكما تنتظران , شكرا لقدومك يا شارلي ورعايتك جولي".
وجلس على الأريكة بجوار شارلوت التي قدمت له خدها ليطبع قبلة عليه , ثم نظر الى جولي ومع أنه لا يمكن أن يكون قد فاته ما حدث في مظهرها من تغيير , فأنه لم يدل بأي تعليق مباشر , ولكنه قال:
" كنت أتحدث مع أبيك تلفونيا , وقد حجز مكالمة في الساعة الثالثة , وهكذا يمكنك التحدث معه بنفسك , كان يريد أن يطير عائدا على الفور , ولكنني قلت له أنه لا ضرورة لذلك".
وأستأذنت شارلوت لأصلاح زينتها , وبعد خروجها قال سيمون:
"أن ثوب شارلوت هذا يناسبك".
" كان كرما من زوجتك أن تعيرني ثيابها , ولكن أود أن تسمح لي بالنزول في فندق , فقد سببت لكم ما يكفي من المتاعب".
ولم يجب على الفور , ثم قال:
" على العكس , أن شارلوت سوف تتمتع بصحبتك , وأعتقد أنكما سوف تتفاهمان جيدا".
وبدا كأن دهرا قد مضى قبل أن تعود شارلوت من غرفة الزينة , وكان المكان قد أمتلأ بالناس , وأغلبهم يلوحون لسيمون أو يحيونه ,ورغم أنهم كانوا ينظرون الى جولي بفضول غير خفي , فأن أحدا لم يقترب من مائدتهم.
وقال سيمون :
" أن بربادوس مكان صغير , الجميع يعرف بعضهم بعضا , والوجوه الجديدة تثير الأهتمام دائما , فلا داعي للشعور بالخجل".
فقاطعته شارلوت:
" قابلت ماغي برانت في غرفة اللعب , وقد أكّد لها الطبيب أنها حامل هي أيضا , وهكذا يمكننا أن نحيك معا الثياب الصغيرة".
وألتفتت لجولي قائلة:
"أنني أنتظر طفلا ".
فقالت وقد تجمدت شفتاها:
" حقا ؟ ... ت ... تهنئتي".
وقالت لنفسها:
" وكان هذا أذن هو سبب ترك سيمون لزوجته عندما قام برحلته بالزورق , فربما أمرها الطبيب بألتزام الهدوء.
وقال سيمون بلهجة عابرة:
" ولكنني لست أب الطفل!".
وحدقت كل من جولي وشارلوت نحوه , بينما مضى يقول في سخرية:
" لا بد أنك كنت تتحدثين عني بأسلوب عاطفي جدا يا شارلي , حتى أن جولي أعتقدت أننا متزوجان".
فهتفت شارلوت بدهشة:
" ماذا؟".
ثم أنفجرت ضاحكة وقالت لجولي:
" ما الذي أوحى اليك بهذه الفكرة؟".
وقبل أن تتمكن من الرد عليها قالت وهي تنظر الى سيمون بخبث:
" ألم يذكر لك سيمون أنه أعزب؟ حسنا ,أن سيمون بطبيعة الحال أشبه بالحمل , ولكنه لا يقارن بزوجي روب وهو شقيقه وستقابلينه على الغداء ".
وأحست جولي بموجة عاتية من الفرح والأمل والأرتياح تملأ قلبها , وقال سيمون بعد قليل:
" لقد حان وقت مغادرتنا".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس