عرض مشاركة واحدة
قديم 05-05-08, 06:31 AM   #3

Shining Tears
 
الصورة الرمزية Shining Tears

? العضوٌ??? » 1639
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 218
?  نُقآطِيْ » Shining Tears is on a distinguished road
افتراضي

وكما اقترح رامون ، قضوا بقية الصباح على المنحدرات السهلة وصعدوا القمة بواسطة التلفريك . وسرعان ما اكتشفت سوريل ان رامون ولااابنتيه يفوقونها خبرة في التزلج ، وشعرت نحوهم بالامتنان لكونهم صبروا عليها وبقيوا معها حتى استطاعت تليين عضلات ساقيها الى حد ما واعتادت تنفس الهواء الجاف الخفيف .
تناولوا الغداء في مقهى الفندق ، وراحت لورا و غابرييلا تراقبان باهتمام شديد دخول وخروج المتزلجين الآخرين وتثرثران معاً بالاسبانية وتقهقهان حتى تضايق رامون من تصرفهما وطلب اليهما ان تتحدثا بصوت مرتفع كي يتمكن هو وسوريل من سماعهما . ولدى توجههم الى بهو الفندق لأخذ أدوات التزلج ، اعترفت لورا بسوريل بقولها :
-كنا نتعرف على بعض الصبيان الذين رأيناهم من قبل . ان بابا لا يسمح لنا مطلقاً بالتعاطي مع الشبان ، ولو استطاع ان يرسل معنا امرأة ترافقنا الى كل مكان لما توانى عن ذلك ، لكن عهد المرافقات ولّى ، وصار موضة عتيقة .
وأضافت غابرييلا بلكنتها الجذابة وابتسامتها الساحرة :
-ولهذا أنت معنا بدلا من الحارسة يا سوريل ، وهذا الوضع افضل بكثير ... اوه ، انظري لورا الى الرجل الواقف هناك .
ثم همست شيئاً في اذن اختها التي اجابتها بسرعة :
-لا تدعي بابا يسمعك تذكرين اسمه .
فهتفت غابرييلا الراقضة لأي كبح :
-لماذا ؟ اوه ، أتذكرين يا لورا حين جئنا للتزلج مع ماما واضطررنا الى قضاء الليل في الملجأ ؟
-اصمتي !
لكزتها لورا بكوعها محذرة ، وهنا انتبهت سوريل الى نظرة الشك المفاجئة التي ألقاها رامون على ابنته فسألته لتحاول اشغاله بشيء آخر:
-ماهو الملجأ؟
أجابها :
- انه كوخ يمكنك الاحتماء به اذا واجهتك عاصفة ثلجية . هناك عدد من الملاجئ موزع على المنحدرات لصالح المتزلجين الذين يحبون التزلج في اماكن غير مطروقه. تعالي هنا. هذه خريطة للمنطقه تبين اماكن هذه الاكواخ.
اشار الى رسم بياني معلق على جدار البهو وتابع:
-انها خشنة المظهر لكنها مزودة بأسرة نقالة وحرمات ومدفأة وقود واطعمة معلبة.
وخارج الفندق، انتعلوا الزحاليق مجددا وانزلقوا الى حيث المصعد الكهربائي كي يحملهم الى منحدرات اعلى... وفكرت سوريل وهي تطل من المصعد وتراقب المتزلجين وهم يحفرون طريقهم نزولا على الجبل، ومن محطة المصعد الاخيرة، ارتــقوا منحدرا اخر، وكانت زحاليقهم تحدث رسومات كقطب التطريز على الثلج الطليق الهش. ولما وصلوا القمة، ارتكزت سوريل على عمودي التزلج وهي تشهق طلبا للتنفس، ثم حدقت برهبة الى مشهد الجبال . كانت قممها المشققه، المشحدوذة بالريح والمظللة بغيوم متهادية، تتوهج كمنحوتات فضية في الافق الرمادي الباهت.بدت نائية مهيبة، تمثل تحديا مستمرا للجنس البشري.
قالت لورا بحزن:
-هذا المنحدر التزلجي كان المفضل لدى امي.
فعلقت سوريل:
-استطيع رؤية السبب. فالمشهد رائع الى حد الخيال.
وهناقال رامون بجدية:
-الغيوم تبدو لي مليئة بالثلج. من الافضل ان نبدأ الهبوط فورا.
غابريلا ، اهبطي اولا وقودي الطريق. سوريل، اتبعيها وظلي قريبة منها قدر المستطاع. لورا ستحلق بك وانا ساكون اللخير، اذا في حال وقعت احداكن سأتمكن من رؤيتها وبالتالي سأتوقف وأعود الى مساعدتها.
فقالت غابربيلا الساذجة والجرئية في الوقت نفسه:
-لكن اذا وقعت انت يابابا فلن نعرف ذلك.
-لن اقع بالطبع.
رد رامون بتلك الثقه الهادئة التي اكتشفت سوريل بانها جزء من طبيعه كل الرجال الكولومبيين الذين تعرفت اليهم لغاية الان. اضاف رامون:
-حاذرن الصخورالبارزة على الطريق. هل انتن مستعدات للانطلاق؟هيا انطلقن.
وهتفت غابرييلا بمرح:
-اتبعيني على مقربة ياسوريل، فلا نريدك ان تضيعي.
راقبت سوريل جسم غابرييلا الصغير المدثر ببزة برتقالية وغرزت عمودي التزلج في الثلج وانطلقت نزولا.
همس الثلج تحت زحافتيها،تعرجت يمنة ويسرة على المنحدر، وسرها ان غابرييلا ترتدي لوناً زاهياً يمكنها ان تراه بسهولة عبر المسافة التي اتسعت بينهما لأن الفتاة زادت سرعة هبوطها . لم تر السن الصخرية الصخرية الحادة تبرز كما الرمح أمامها لتستدير وتتحاشاها . بسطت ساقيها في انفراج شديد كي يلتقي طرفا زحافتيها مع بعضهما وذلك في محاولة أخيرة يائسة لايقاف اندفاعها المتهور فسقطت على الثلج الذي تناثر حولها وانزلقت على جنبها عند قاعدة الصخرة تقريباً . السقوط أفضل من التحطم ، فكرت في نفسها وهي تحدّق الى الصوان القاسي . لو انها اصطدمت به لأصيبت بضرر فادح . وفجأة رأت جسماً أحمر ينطلق أمامها ويغطيها برذاذ من الثلج . لم تدر ان لورا كانت تهبط خلفها بكل هذا الالتصاق ، ومن الواضح ان الفتاة لم ترها وهي تسقط لأنها لم تحاول التوقف بل تابعت هبوطها المتعرج على المنحدر . وقفتسوريل باحتراس وأزاحت نظارتيها الى جبينها . لقد توارت الشمس وراء غيمة رمادية كثيفة ولم يعد هناك أي وهج على الثلج .
سارعت الى فحص أحزمة زحافتيها لتتأكد من ربطها المحكم وما كادت تستقيم في وقفتها حتى انطلق امامها جسم آخر ببزة تزلج بلون القرفة .
-انتظرني يا سنيور !
صرخت بأعلى صوتها وهي تضغط بقوة على عمودي التزلج وتنطلق خلفه.
رأت رامون يسبقها وينزلق بسرعة على مرتفع ثلجي كانت القتاتان قد قطعتاه منذ فترة فلم ترلها أثراً . وبقي لها أمل وحيد ، هو ان تستطيع رؤية رامون عندما تصل المرتفع لكن ذلك استغرقها وقتاً اطول مما توقعت ، وحين بلغته اخيراً لم تر امامها سوى منحدر حاد آخر ، وفي نهايته وشاح من ندف ثلج دوار . لم يشاهدها أحد تسقط وبالتالي لم يتوقف احد لينتظر وصولها ... في أي اتجاه ذهبوا ؟ من المفروض ان تقتفي آثارهم ، لكن الثلج كان يندف بغزارة شديدة ماحياً كل آثار التزلج. ليس امامها الا متابعة الهبوط ، ومتى اخترقت وشاح الثلج فقد تستطيع رؤية أبراج وأسلاك المصعد الكهربائي ، وعندها ستعرف الاتجاه الصحيح ، المؤدي الى الفندق . أخذت تتعرج على المنحدر الذي بدا بلا نهاية وحاداً جداً ، بل أشد انحداراً من أي مكان تزلجت عليه من قبل . هل هو المكان نفسه الذي ارتقوه باكراً ذلك العصر ام انها سلكت اتجاهاً معاكساً ؟ لو ان الشمس تظهر قليلا لتأكدت من ذلك لكن ليس هناك أي بصيص في السماء المربده التي ازدادت تمازجا مع الوشاح الثلجي مما


Shining Tears غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس