عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-09, 06:51 PM   #11

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


كان الحساء المصنوع من عصير الطماطم طيب الطعم للغاية , أنتظرها كال حتى بدأت قبل أن يتناول ملعقته:
" أن كلامها أقسى من أفعالها".
قال وكأنه لاحظ أستغراب فانيسا.
" أنها لم تقصد الملل من الكتب , بل من عدم ترتيبها".
" طبعا... طبعا".
ورفعت حاجبيها بدهشة مصطنعة فلم يكن وحده قادرا على أفتعال الأستغراب.
" أنا لم أتصور عكس ذلك".
وأنحنت مجددا نحو الحساء.
تناولت فانيسا قطعة من الخبز المحمص الذي أحضرته السيدة بانكس مع الحساء , كان الخبز طازجا وساخنا , والرائحة الشهية تنبعث منه , وأدركت كم هي جائعة , وقررت في نفسها أن لا تدع كال غرين يفسد عليها وجبتها مهما قال أو فعل, وللحقيقة كان كال منشغلا بنفسه بحيث لم يرفه نظره اليها , أستطاعت أن تراقب بحذر وجهه وهو منحن نحو الحساء , وقد أنعكس ضوء الشنعدان الناري على شعره , هناك شيء مؤثر في ذلك الوجه ,ولم تستطع فانيسا أن تفسر لماذا لم تره قويا من قبل , لعل النظرة الأولى خادعة دائما , وهذا بالفعل ما حدث , فالطريقة التي تعامل بها مع الشابيت تؤكد قوته , وفجأة خطر على بالها شيء جعلها تضطرب , أنه لم يكتف بعدم الخوف منهما بل كان يستمتع بالقتال معهما , عادت الى صحن الحساء لتخفي أضطرابها , أذ تذكرت ما حدث لها معه في الممر العلوي , أين فرصتها في التغلب على رجل مثله؟ لقد هددها بالفعل عندما حذرته من أنها ستركله بقوة , لعله كان على حق , وشعرت بشيء يرتعش داخل جسمها .... شيء من الحقيقة , مع شعور آخر لم تستطع تحديده جعل قلبها يخفق بسرعة , ومهما يحدث الآن فقد حذرها سلفا , عليها أن لا تحاول التورط معه أبدا , ومع أنها وصلت الى هذه القناعة , ألا أن سؤالا آخر ألح عليها : هل سيكون الأمر صعبا؟
" وهذه غرفة زجاجية خاضة للنباتات".
كان كال غرين يريها أنحاء المنزل , لم تجد في تصرفاته ما يمكن أن يعطيها مجالا للشكوى.
رددت الغرفة صدى صوتيهما وهما يدخلان اليها , كان الجو دافئا ورطبا , شاهدت العديد من النباتات الغريبة الموضوعة في أحواض فخارية مختلفة الأحجام , وكذلك كرمة عنب كبيرة تتسلق الحائط وتمتد على أمتداد مساحة السقف الزجاجي , نظرت الى أعلى فلمحت عنقودا من العنب يختبىء تحت الأوراق الخضراء , قالت بصوت خافت:
" أنه رائع".
وافقها فائلا:
" رائع جدا , كنت متأكدا من أن المكان سيعجبك ".
سخرية خفيفة في صوته , لكنها شعرت بها بأي حال , يا له من رجل كريه , نظرت اليه , عليها أن تحافظ على هدوئها , لأنها أذا أضطربت سوف...
" أتمنى أن ارى المكتبة ".
قالت بنعومة:
" ألن تقودني اليها؟".
كان العشاء ممتازا بالرغم من بطء الخدمة , وقبل أن يتناولا القهوة في الصالون الكبير أصر كال على أن يأخذها في جولة على البيت.
" طبعا , المكتبة هي خطوتنا المقبلة".
شاهدا معا الصالون الكبير والمطبخ الفسيح , والعديد من الغرف الصغيرة ... أحداها تستعمل كمكتب عمل وأخرى تضم آلة كاتبة وأوراقا مختلفة , منعها كال بأدب من البقاء طويلا في هاتين الغرفتين فحبست في نفسها عدة أسئلة ستطرحها في وقت لاحق.
أنبعث هواء حار عندما فتح باب غرفة النباتات وخرجا منها الى الممر , سمعته يغلق الباب خلفه ثم يقول:
" سنتجه شمالا عند آخر الممر".
غريب كيف يحس الأنسان أتجاه شخص لا يحبه , كان خلفها تماما , أحست بنخزات في ظهرها وكأنها تتوقع منه أن يهاجمها....
ثم قفزت وهي تصرخ عندما أحست بلمسة على ظهرها , أخذ يضحك:
" هل أفزعتك؟ أنت ذاهبة في الأتجاه الخاطىء, من هنا رجاء".
تجاوزها وهو يمسك بذراعها ليدلها على الطريق , أستدارت بخضوع وقالت لنفسها :
" صرت أضطرب كهرة غيرة كلما كان قريبا مني , يجب أن أوقف هذه المهزلة وأسيطر على نفسي .... وألا سيعرف الحقيقة".
فتح أحد الأبواب , دخلت الى المكتبة ونظرت في كل أتجاه , أحست بقلبها يغرق من شدة القرف , ماذا توقعت هنا , مكتبة منظمة حيث الكتب تحتل رفوفا جميلة؟ الأمر ليس كذلك في هذا البيت , مئات ومئات من الكتب المبعثرة في كل أتجاه , والتي تصل بالسقف بفوضى مرعبة.
" هذه هي المكتبة, ماذا كنت تتوقعين؟".
كان يراقبها , ولاحظت في عينيه اللامعتين شعاعا من السخرية والتشفي.
هزت فانيسا رأسها بأستسلام وأعترفت:
" كنت أعتقد... الواقع أنها أكبر قليلا مما تصورت".
بدت أبتسامة خبيثة على شفتيه.
" الحقيقة أنها أكبر بكثير , في كل حال يبدو أنك قادرة على التعامل معها , لكنك بحاجة الى ملابس قديمة لأن بعض الكتب مغطى بالغبار منذ سنوات".
كان هناك نوع من التشفي في نبراته.
نظرت اليه بحدة , أنه يستغل قرارها بعدم الأنجرار الى مواجهة معه كي يثير أعصابها , وهو يدرك تماما أن تصرفاته تجعل الأمور أسوأ... ومع ذلك بلعت ريقها بصمت.
" سوف أبدأ غدا".
أجابته بثقة:
" أؤكد لك أن بعض الغبار لم يزعجني أبدا".
أبتسمت وهي تنظر اليه من أسفل الى أعلى , وتتصوره غارقا في غبار مئات الكتب , سيبدو مثيرا للضحك ... لكنها لم تجرؤ على ذلك.
" حسنا جدا ".
رفع أحد حاجبيه وتابع قائلا:
" هيا بنا, سأريك القبو الآن ثم نتناول القهوة , يجب أن لا نترك السيدة بانكس تنتظر أكثر".
" القبو؟".
هل يعتقد أنها تريد رؤية الفحم أو مواد التموين؟ وأمسكت ضحكة كادت تفلت منها.
" صدقيني سيعجبك المكان جدا , هيا بنا من هنا".
تقع السلالم المؤدية الى القبو في الجهة الخلفية للمنزل , وكانت فانيسا تشعر بالضياع طيلة جولتها في البيت الكبير ... فهذا بيت أبيها... هنا ولد وترعرع ولعب...
" سأسير في المقدمة , فالسلالم ضيقة وشديدة الأنحدار , هل ترين طريقك؟".
" نعم , شكرا لك".
الجدران مطلية بلون أبيض , والسلالم حجرية مغطاة بسجاد سميك بحيث لا تكاد تسمع وقع خطواتهما , سارت فانيسا خلف كال حتى وصلا الى ممر تضيئه أنوار خفيفة شاحبة وتطل عليه عدة أبواب كلها مغلقة.
تلفتت حولها بسرعة عندما خطرت على ذهنها فكرة أنه قد يحتجزها في الفبو , الفكرة غير معقولة بالطبع , لكن مع مفاجآت هذا الرل كل شيء محتمل.
فتح كال الباب البني الواقع الى الشمال , وترددت فانيسا في الدخول , لكنها عندما فعلت أصيبت بدهشة شاملة , أذ ما أن أضاءت الغرفة حتى شاهدت شيئا لم تكن تتوقعه أبدا , ولم تجد أزاءه سوى الدهشة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس