وجدت نفسها في غرفة رياضة واسعة مزودة بالحبال والقضبان الحديدية وأحصنة القفز وأدوات رفع الأثقال , وفي أحدى الزوايا دراجة ثابتة للتمارين البدنية , أستدارت فانيسا نحو كال وقد زالت من نفسها للحظات كل العدوة أتجاهه , وقالت:
" أنها رائعة جدا".
" السيد ماكلين رياضي مداوم , يأتي الى هنا مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا".
تقدم كال نحو فراش أسفنجي في أحد جوانب الغرفة وقال:
" هذا فراش لرياضة الجيدو ., السيد ماكلين يجيد هذه اللعبة أيضا".
نظرت اليه وتساءلت:
" هل أنت مدربه؟".
هز رأسه نافيا وقال:
" كلا , أنا لم أدربه , لكننا نتمرن سويا , أنه في حالة ممتازة بالنسبة لسنه".
فانيسا تعرف كم يبلغ جدها من العمر , عرفت ذلك من أبيها , أنه في السادسة والستين , لكن من المفروض أن تجهل ذلك , وقد تكشف هويتها الحقيقية أذا لم تكن حذرة في مثل هذه الأمور".
" كنت أعتقد أن السيد ماكلين عجوز جدا".
نقلت نظرها بين الفراش وبين كال , ولاحظت الحدة في نبرته عندما أجابها:
" أنه في منتصف الستينات , وهذا لا يعني أنه عجوز جدا".
لماذا نظر اليها بهذا الشكل؟ لقد بدأت تشعر بعدم الأرتياح , هل هو شعور المجرم بأنه سينكشف بين لحظة وأخرى؟".
وغيرت فانيسا مجرى الحديث لأخفاء أضطرابها وقالت:
" الآن فهمت عرضك بتدريبي ... فكل شيء موجود هنا!".
لكنها ندمت على كلامها لأنها كانت تحاول نزع تلك الفكرة من رأسها .
" ما زلت تتذكرين العرض , هل تريدين الدرس الأول الآن؟".
تجاوزت الأمور الحد , حاولت فانيسا أن تبتسم بصعوبة وهي تقول:
" بالطبع لا ... فأنا لا أتوقع...".
قاطعها بهدوء:
" خائفة؟".
" لقد شاهدتك خلال قتال حقيقي , وهذا يكفي , لربما شطّت بك حماستك بعيدا , أقصد , لا أريدك أن تشعر بالذنب أذا ما حدث.... أن كسرت ذراعي مثلا".
أبتسم برقة وهدوء وقال:
" أؤكد لك أنني سأكون حذرا جدا".
" أنا متأكدة من حرصك , لكنني لا أريد الآن".
أستدارت فانيسا متجهة نحو دراجة التمرين, فوجئت بكال يمسك بذراعها ويوقفها بسهولة.
نظرت الى أصابعه القوية حول ذراعها وقالت بحزم:
" أرفع يدك عني!".
" أجبريني على ذلك".
رمقته بأستغراب شديد , فيما كان يتابع قائلا:
" لو كنت أحمل نوايا سيئة أتجاهك لما صمدت لحظة أمامي , عليك بتعلم بعض أسس الدفاع عن النفس , وسيكون هناك عنصر مفاجأة يكفي لأنقاذك مني".
ظلت فانيسا جامدة في مكانها للحظات , ثم قالت:
" لماذا أنت مصمم على تدريبي؟".
" لأنك واجهت وضعا خطيرا جدا في طريقك الى هنا, أذ ليس لديك أية فكرة عن سبل المواجهة ... وأيضا فأنا لا أحب النساء اللواتي لا يستطعن الدفاع عن أنفسهن".
ورفع قبضته عن ذراعها تاركا لها حرية الذهاب , لكنها لم تتحرك , ففي كلامه كثير من الحقيقة , وبالرغم من عدم الأعجاب المتبادل الا أنه يعني ما يقول.
|