عرض مشاركة واحدة
قديم 14-11-09, 08:39 PM   #17

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أستغربت فانيسا عندما أستيقظت باكرا , ما الذي جاء بها الى هذا المكان الغريب؟ لكن سرعان ما عاد اليها سيل الأحداث التي وقعت بالأمس , نقلت عينيها في أنحاء الغرفة تستكشفها على ضوء الفجر الباكر , كل شيء يبدو مختلفا , والنور المنسكب من خلف الستائر أظهر أتساع الغرفة وتناسقها الجميل ,غادرت فراشها وأتجهت الى النافذة.
كان الضباب الكثيف يغطي الأرض , فظهرت الأشجار والزهور وكأنها غارقة في بحر من الدخان الأبيض , السكون يلف المكان , عادت الى سريرها وأستلقت عليه برهة , في هذه الأثناء كان الضوء يشتد في الغرفة , وأدركت فانيسا أنها لن تستطيع العودة مجدا الى النوم خاصة أن عقلها مليء بالأفكار المتضاربة.
بلغت الساعة السادسة والنصف , وقد أبلغها كال أمس أن طعام الأفطار سيقدم عند الساعة الثامنة والنصف , وهذا يعني أن هناك متسعا من الوقت للأستحمام وأرتداء ملابسها والذهاب في نوهة قصيرة .
ملأت فانيسا المغطس بالمياه الساخنة وهي تفكر أن نزهة قصيرة حتى الأبواب الخارجية لحديقة المنزل ستساعد على فتح شهيتها للأفطار وتعدها للعمل المتعب في غبار المكتبة , ولكن من الأفضل أن تأخذ حماما ساخنا بعد عناء النهار . لعل حمام المساء أفضل؟ في كل حال تستطيع أن تستحم مرة أخرى , فقد أخبرها كال ضمن ما أخبرها أمس, أن المياه الساخن جارية بشكل دائم في المنزل .... فالمجرى المائي الذي ينبع من سفح الجبل يؤمن للمنزل أحتياجاته من الماء ,بالأضافة الى أنه يسير المحرك الذي يولد الكهرباء أيضا.
وعندما أستلقت فانيسا في المغطس الساخن , أستعادت ذكرى السهرة القصيرة التي أمضتها مع كال أمس حول فنجان القهوة , ورغم كل شيء , لا تستطيع أن تنكر أنها كانت هدنة سلمية وسط نهار مليء بالمواجهات , لقد حاول جهده أن يكون ساحرا ولطيفا , وربما تعمد ذلك لكنها ليست متأكدة , وأستطاعت أن تشاهد جانبا آخر غير متوقع من شخصيته.
أرتدت ملابسها وهي تفكر كيف سيكون نهارها الأول هنا , ولأنها خافت من البرودة في الخارج بعد حمامها الساخن , وضعت على كتفيها معطف الفرو الناري اللون وتسللت بهدوء من غرفتها الى الطابق الأسفل .
وحدها ساعة الحائط الأثرية كانت مستيقظة من خلال دقاتها الرتيبة , وما عدا ذلك لم تسمع فانيسا أي شيء في البيت الذي بدا مهجورا , أنها السابعة وعشر دقائق من صباح أحد أيام يونيو( حزيران) , واليوم سترى جدها لأول مرة , سوف تراه وتتحدث اليه كأنه غريب , هو لن يعرف الحقيقة حتى اليوم الأخير , وعندها يكون الأوان قد فات لأنها ستغادره.
أحست بالعرق البارد يتصبب من راحتي يدها , فأسرعت تغادر البيت الى الهواء الطلق , وقفت لحظة أمام الباب تستقبل الهواء البارد المشبع بالرطوبة وهو يلفح وجهها , لقد أنقشع الضباب قليلا وأصبح الطريق المعبد مرئيا نوعا ما , بالرغم من أن الأشجار كانت ما تزال في بحرها الأبيض الساكن , أبتسمت بعطف وهي تشاهد الأرانب تهرب من الطريق عائدة الى الأشجار , لو أن هذه الأرانب الجميلة تعرف أنها لا تريد بها شرا؟
من الواضح أن الجو ينبىء بطقس مشمس جميل هذا النهار , شعرت فانيسا بقشعريرة تسري في جسمها , ها هي هنا الآن ملتزمة بأنهاء ما عزمت عليه- بغض النظر عن النتائج- ولا يمكن أن تتراجع أبدا.
هل هي نادمة لأنها تركت عملها؟ الزمن وحده سيجيب ,كان عليها أن تترك العمل في أي حال خاصة أن رئيسها أصبح مزعجا مضجرا , وباتت لا تحب أن تدخل الى مكتبه لتلقي التعليمات منه , أطبقت عينيها قليلا, أن كال غرين على حق فيما يتعلق بمسألة الدفاع عن النفس , منذ أن بلغت السادسة عشرة , وتحول جمالها الطفولي الى فتنة نسائية طاغية , والرجال يحومون حولها دائما مما سبب لها الكثير من المتاعب , صحيح أنها ترتاح لقدرتها على التأثير في الجنس الخشن , لكن هناك جانب آخر للجمال فشل جميع من عرفتهم في فهمه والتعامل معه , فالجمال يسبب التعاسة والغيرة والشد لدى المعجبين الكثر ,وأيضا لدى صديقاتها اللواتي أخذن يتجنبنها ويحاولن أبعاد رجالهن عنها مهما كلف الأمر .
والآن لأول مرة في حياتها , وجدت الرجل الذي لم يقع تحت تأثيرها ... بل هو معاد لها , حتى أن أحدا من الذين عرفتهم لم يعاملها كما عاملها كال غرين , معاملته ليست فقط مزعجة بل متحدية أيضا ... وأشياء أخرى كثيرة لم يجرؤ أحد من قبل على التعامل معها بهذا الشكل , خاصة عندما واجهها بعنف في الممر أمس, لقد هددها بالفعل , فهي أعتادت على الأعجاب العميق من الجميع بحيث شكل لها أسلوبه الفظ صدمة عنيفة , كم كان مرعبا معها , وفجأة , عادت فانيسا الى الواقع على صوت عواء حاد .... شاهدت أمامها كلب حراسة ضخما وقد تحفز للهجوم.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس