( 3 )
" انا لا اريد ان اتزوج , جون " قاطعته بحدة : " لا منك ولا من اى رجل اخر ".
" ولكن انت تريدين اطفال , اليس كذلك , عائلة ... انا بحاجة الى زوجة , صوفى ... واحدة تهتم بالأطفال وتتدبر منزلى ... ولكن لا اريد إمرأة لأشاركها الفراش ".
" تقصد ... زواج يكون وسيلة للراحة ؟". سالت صوفى بتررد . " هل هذا قانونى ... هل ....؟".
" تماما , بما انه لن يعرف احد سوانا الحقيقة ".
"ولكن , جوناثان هذا جنون ! فقط لان لوسى ... الهذا السبب تريد الزواج ؟ لكى تمنع ....".
" ماقلته حقيقى صوفى , وانا كما تعرفين رجل غنى وباستطاعتى ان اؤمن لك رفاهية مطلقة , فقط ما عدا ما ذكرته فى البداية ".
بدات صوفى تستوعب ما يقوله تدريجيا , فجون كما قال اذا كان هدفه ممارسة الحب معها ,فهذا الأمر وحده يجعلها تتوتر .
" الاطفال يحتاجونك , صوفى " اضاف : " انهم يحبونك ومعك سيشعرون بالامان ".
" اذا لم اوافق ماذا ستفعل ... تضعهم فى ميتم او احد الاديرة؟".
رفع حاجبية بدهشة : " وماذا استطيع غير ذلك ؟ انت تعرفين كم امضى من الوقت بعيدا عن المنزل , وهذا غير عادل لهم , انهم يحتاجون الى الاستقرار , يحتاجونك صوفى , وانا احتاجك".
" ولكى احميك من النساء انثال لوسى ". علقت بشكل جاف ثم اضافت مداعبة : " هل محاولة إمرأة لاغرائك جون يضايقك لهذه الدرجة ؟". عرفت ان كلماتها الاخيرة ليست مناسبة .
" يجب ان اعترف , انا اجد بعض متطلبات فوالدتى متسلطة كذلك ". اضاف وكانه يعتذر.
فكرت صوفى للحظات بكلمات كريس , ووجدت انه على حق , فما خلفه وراءه جعلها تعانى طول حياتها وتعرف انها ليست مرغوبة من اى رجل .
" حسنا , اذن جون انا موافقة ساتزوجك ".
هل هى مجنونة؟ كيف تقبل بزواج كهذا ؟ لا يمكن ان تتزوج جون , اقترب منها ولمس كتفيها .
" حقا , صوفى ؟ هذا رائع , انا اعجز عن شكرك ! " حاول ان يقبلها ثم تراجع .
" جون ....".
" لا يمكن ان اقول لك كم يعنى لى هذا الامر , ان احتفظ بالاطفال واحميهم من اى شئ ".
الاطفال ! هم سيكونون عائلتها , فهى تحبهم وستعتنى يهم , ولكن لون تتزوج جون دون سائر الرجال , اليس هو الراجل المناسب لها ؟
ستشعر بالامان معه ولن تخاف من مواجهة اى شعور بالاحتقار , لن يهتم حتى اذا كانت هشه , باردة ! .
" فكرت ... انت نتزوج بمراسم خاصة , ربما الاسبوع المقبل ؟".
" فى هذه السرعة ؟". سالت بتعجب .
" حسنا , هذا سيوفر على ان اجد مربية جديدة , لا يمكن ان تبقى هنا حين اكون انا هنا ايضا ولهذا يجب ان نتزوج بسرعة , صوفى ".
ضحكت بسخرية : " جون , فى القرن العشرين , انت تتكلم وكانك من العصر الحجرى ".
" والدتك لن تعتقد ذلك ".
كلماته جعلتها تشرد للحظات , فهو على حق , والدتها بالطبع لن توافق على ان تعيش مع جون تحت سقف واحد قبل الزواج , هى حتى لن تسر ابدا بهذا الزاج .
"اجل ,انت على حق , مراسم خاصة ستكون جيدة , وبعد ذلك لن نضطر ان نخبر احد بالحقيقة ".
كان جون بنظر اليها بعينان غامضتان : " حسنا ... ساقوم بكافة الترتيبات اذن , هل تريدين ان اخبر الاطفال ام ...؟".
" ساخبرهم غدا حين تذهب " اقترحت صوفى : " لقد حزنوا قليلا بسبب غيابهم , واعتقد ان هذا سيفرحهم ".
" حسنا ... اعتقد اننى سأنام باكرا , طائرتى الساعة التاسعة , ويجب ان اكون فى المطار عند الثامنه ! ". سمعته يقول بلطف .
" هل تريدنى ان اقلك الى مطارك ؟". سالت صوفى .
" كلا , لقد طلبت تاكسى , لا تزعجى نفسك بان تستيقظى باكرا من اجلى ! ".
حملت فناجين القهوة الى المطبخ , بعد ان تركها جون ودخلت الى الغرفة التى تقع بجانب غرفة الاطفال , ثم تمددت على سريرها وقبل ان تطلق العنان لافكارها , غرقت غى لنوم العميق ! .
استيقظت فى الساعة السابعة والنصف صباحا ,واخذت حماما دافئا , ثم ارتدت بنطلون الجينز وكنزة ناعمة , وقفت امام المرآة تحدق بنفسها وهى تفكر ان معظم النساء تحسدنها على جسمها الجميل , وقامتها الممشوقة .
نزلت الى الطابق الاسفل وتحققت من ان حقائب جون جاهزة , ثم دخلت الى المطبخ لكى تحضر القهوة , لم يندهش حين دخل ورآها هناك .
كانت قد حضرت افطارا سريعا بالاضافة الى القهوة . " انت تعرفين اننى لا اتناول الافطار ".
" اذن يجب ان تفعل ... لا عجب انك ضعيف البنية ! ".
قالت مداعبة رغم انها تعرف ان كلمتها غير صحيحة . سمعت هدير سيارة تقترب من المنزل , فشرب جون فنجان القهوة بسرعة .
" حسنا , ساتصل بك نهار الاربعاء , لكى اقول لك فى اى وقت ساعود , اذا حصل اى شئ طارئ خلال ...".
" لا باس اعرف اين اتصل بك " قالت صوفى وهى تبتسم ثم رافقته الى السيارة واعطتة الحقيبة التى نسى ان يحملها .
" جواز السفر ... مال , البطاقة ...". بدأت تعد كل شئ بسرعة , فقد كان جون دائما ينسى , وكانت صوفى هى التى تذكرة .
اخذ يتفقد جيوبه , ثم نظر اليها بدهشة فقالت : " لا باس انا ساحضرها لك ". ركضت الى المنزل وعادت بسرعة البرق .
" حسنا , ساراك نهار الاربعاء . او الخميس صباحا ". قالت صوفى وهى تقفل باب السيارة , وانتظرت حتى توارت عن الانظار .
عادت الى المنزل وهى تفكر , انه خلال ايام معدودة ستصبح زوجة جون , يا له من امر سخيف , ولدهشتها شعرت بالفرح فجأة لهذه الفكرة .
بعد الافطار اخبرت الاولاد عن قرار جون , فرقصوا من الفرح , حتى هى نفسها لم تتوقع ردة الفعل هذه , وضع دايفيد يديه حول عنقها , وامسكت اليكس بذراعها .
" انا مسرورة لان سيتزوج منك , وليس من تلك القبيحة لوسى"قالت لصوفى بحماس : " نحن حتى لم نحبها , اليس كذلك با دايفيد ؟".
" كلا , وكذلك عمى جون ... وبالطبع لم يكن يوافق على ان تنام فى سريره ... ولكن هل هذا يعنى انك ستنامين فى سريره , صوفى ؟".