(5)
نظر جون اليها وقبل ان تفتح فمها قالت اليكس : " اجل , صوفى كانت مندهشة لدرجة انها وقفت متجمدة وهى ترفع حاجباها "قلدتها اليكس , فأخذوا يضحكون .
" ولكا الن تقبل صوفى , عمى جون ؟".سال دايفيد فجأة : " يمكنك ان تفعل ذلك الان , بما انك ستتزوجها ".
" لا اعتقد اننى سأفعل الان , يا بنى , اذا لم يكون لديك مانع ".
شعرت صوفى بالارتياح لكلمات جون و رغم انها ضمنيا حزينة, بالنسبة له ...؟ بالطبع جون لا يريد ان يقبلها ... لا هى ولا غيرها , هى نفسها تعرف السبب لعرضة عليها الزواج , فلماذا ستخدع نفسها الان ! .
كانا يعملان معا فى المكتب حتى ساعة متاخرة من الليل . وقف جون وسار الى النافذة مديرا ظهرة لها .
" هل ستسافر الى ناسو فى الحال ؟". سالت صوفى فجأة , محاولة ان تقطع الصمت بينهما .
التفت اليها واجاب : " كلا , ليس فى الحال , حتى نهار الاثنين ".
" هكذا ... ستكون هنا اذن للزواج , اليس كذالك ؟". ماذا تقول ؟ ولماذا تتصرف بغباء هو الرجل الذى سيتزوجها وها هى تعتبره وكانه احد الضيوف .
" اوه , اجل ... لقد اجريت كافة الترتيبات , وسنحصل على وثيقة الزواج من قبل شخص اعرفة فى بروسل ".
" انت اذن لا تفكر بشئ اخر , اليس كذلك ؟". ما الذى يحدث لها ؟ لا تعرف ايه كلمات ستستخدم ؟ تتصرف بشكل غبى للغاية .
" كلا , وانت ؟".
كان من عادته ان يوجه اسئلة مباشرة وبدون تردد , هزت راسها بالايجاب دون ان تلتفت اليه , فجأة وقفت وسارت اليه فأضاف :
" هناك شئ واحد ... حين كنا نناقش طريقة زواجنا , لقد نسيت ان اذكر نقطة واحدة ".
" اجل ؟". استمعت صوفى بإنتباه لما يقوله جون .
" لقد ناقشنا اسبابى للزواج منك , صوفى ولكن لا اعتقد اننا سمعنا اسبابك , اعرف انك تهتمين كثيرا بالاولاد " تابع قبل ان تتكلم : " ولكن ... وارجوك صححى لى ان كنت على خطأ... بإمكانك ان تحصلى على اطفال خاصيين بك اذا اردت . كلا ارجوك ".
اوقفها حين فتحت فمها : " انت إمرأة جذابة جدا , واؤكد لك انه رغم النظارات التى اضعها , فلست اعمى وانا متكد ان معظم الراجال سيتمنون لو يتزوجونك , رجال يقدمون لك علاقة متينة وعميقة اكثر من التى اقدمها انا ".
شعرت بالارباك وهى تسمع كلماته : " ولكن انا لا اريد ذلك النوع من العلاقات ".
" هكذا اذن ... اعتقد ان السبب يعود الى تورطك عاطفيا مع رجل , فقد ذكرت لى ذلك سابقا حين التقينا لأول مرة".
احمرت وجنتايها , فلم تتوقع ان يتذكر شئ مما قالته سابقآ.
" هل هذا يعنى ان العلاقة كانت مجرد ... اقصد لا داعى للتعليق عليها ...".
" اطلاقا ". قاطعته صوفى .
" اذن ... ان تعانى من علاقة عاطفية سابقة هو ما جعلك ترفضين التورط مجددا , اليس كذلك ؟".
حاولت صوفى ان تعطيه بعض الاجوبة المقنعة : " اجل جون , هذا هو السبب , العلاقة التى تعرضها , ان العب دور الأم , هو تماما ما اريده ".
" حسنا ... ولكن يجب ان اقول لك , صوفى , انا لن اقبل بان تتورطى ... اقصد انت تعرفين زواجنا ...".
" تقصد ان اتخذ لى عشيق ؟".
" اجل , هذا ما قصدته تماما ".
" اعدك انه لن يكون هناك اى شئ من هذا , جون " قالت بصدق واضافت بحزن : " ربما انا مثك , واحدة من هؤلاء الناس الذين لا يهمهم الجنس, او حتى يعتبرونه غير موجود ".
نظرت اليه فرأته متجهم وكأنه يريد ان يقول شئ , ويتردد بذلك .
" وهذا الرجل ... الذى احببته , صوفى ؟".
" لقد تزوج الان , ولم يكن لينجح الامر بيننا , انه ..." توقفت للحظات , واضافت بالم : " لم يكن يهتم للدرجة التى تتصورها " فجأة شعرت انها متعبة .
" لقد كان يوم طويل , جون واذا لم يكن لديم مانع فسأذهب الى الفراش ". ابتسم جون فى رقة , وهو يتأملها .
تمددت على سريرها وهى تفكر انه لم يتبادر الى ذهنها اطلاقا ان جون سيسالها عن دوافعها للزواج منه ! .
" اذن انتما حقا متزجين الان ؟".سألت اليكس مداعبة فأبتسمت صوفى , وأومأت بالأيجاب , وهى تتامل بذلة جون القديمة والتى لا تليق به .
" يجب ان افعل شئ فيما يتعلق بثيابك ... فهى قديمة الطراز ".
" حقا هل هى كذلك ؟". قال جون , والتفت ليرد على سؤال وجهه دايفيد , فلمحت الابتسامه على شفتيه .
لم يكن هناك سؤال عن شهر عسل بالطبع , جون سيطير الى ناسو فى الصباح : " يجب ان اتصل بوالدتى واطلعها على الاخبار ".
" اه , كلا ... اعتقد اننا يجب ان نذهب معا الى هناك واخبرها انا ".
نظرت الى جون وكانها لا تصدق ما تسمعه , فهو لا يسر بلقاء والدتها . " جون , حقا لا داعى لأن ...." بدات .
" اعتقد ان هناك من داع وهام كذلك ". قال بلطف .
" ولكن انت لا تملك الوقت الكافى , طائرتك ...".
" كل شئ منظم , شكرا لزوجتى , ولدينا المزيد من الوقت , سنتناول الغذاء سريعا , ثم نذهب مباشرة الى هناك ".
وهكذا حصل , فعند الساعة الثالثة كانت امام منزل والدتها , اوقفت سيارتها , فخرج جون بصعوبة , فقد كان المقعد صغير بالنسبة لرجل مثله : " ستحتاجين الى سيارة اكبر ".
" فقد حين تكون انت مسافر بها " علقت صوفى وهى تضحك , رغم ان اعصابها كانت متوترة , سارت برفقة جون الى الحديقة , مدركة ان والديها سيكونان فى الحديقة فى مثل هذا اليوم المشمس.
لم يكونا لوحدهما , وحين اقتربت صوفى التفت الرجل ذو شعر الاشقر بسرعة : " صوفى ... با للسماء ".
لم يتغير فكرت صوفى , فنبرته الساخرة ما تزال واضحة نظر اليها للحظات , وكأنه يذكر ما حصل بينهما .
" صوفى ؟". ظهرت والدتها فجاة وهى تحمل صينية الشاى .
" انت لم تقولى انك ستأتين اليوم ".
" اخشى انها علطتى , سيدة مورلى ".
التفتت والدتها وأنها تراه للمرة الاولى : " انه ... اوه ! ".
" اين والدى ؟".