( 6 )
" انه يعرف فليستى زوجتى , على الحدبقة , فهو يضيف مساحة صغيرة ليملأها بالأزهار المختلفة " اجاب كريس ببرود : " اعتقد اننى يجب ان اراقب زوجتى سيدة مورلى , فزوجك رجل من السهل ان تحبه ابة وامرأة ".
اضاف مداعبا فضحكت سيبل رايتر وقالت : " انت ايها الشاب الاحمق , اى شخص يدرك جيدا ان فلستى مغرمة بك بشكل لا يوصف ".
عرت صوفى بأشمئزازها من هذا الرجل , الذى احبته فى يوم من الايام : " امى هناك شئ اريد ان اقوله ...".
" اعتقد اننى من يجب ان يطلع عائلتك على الاخبار الجديدة , صوفى ".
لمحت صوفى والدها وفيلستى زوجة كريس يسيران بأتجاههما .
" عزيزتى , دعينى اعرفك عى صديقة قديمة لى " قال كريس لزوجتة ببرود.
" اوه , ليست شمعة قديمة , عزيزى ..." لم تكن فيلستى حقا لطيفة كما ذكرتها والدتها , بل هى قاسية مثل زوجها تماما , صافحتها صوفى بلطف.
" يا للسماء, انت طويلة جدا ". علقت فليستى باعجاب لقامة صوفى الممشوقة .
نظر كريس لجون وقال : " لا بد انك رئيسها ! ".
اقتربت صوفى من زوجها ووضعت يديها تحت ذراعه : " زوجى , هذا ما جئنا لنخبركم اياه ... حون وانا تزوجنا هذا الصباح ".
" تزوجتما ؟". سألت والدتها وكانها لم تصدق ما قالته ابنتها : " اوه صوفى ... كلا كيف استطعت ان تفعلى هذا بنا ؟". نظرت مباشرة الى معدة ابنتها.
تجهم وجه صوفى حين ادركت بما تفكر والدتها : " صوفى ليست حامل , سيدة مورلى ". قال جون وهو يمسك بيدها فقد كانت على وشك ان يغمى عليها , كيف تستطيع عائلتها ان تستقبلها بهذه الطريقة ! دون اى ترحيب بجون بالاضافة الى الافكار السيئة .
" اذن لما العجلة ؟". تذمرت والدتها : " لماذا لم تقولى لى حين كنت هنا ؟ حسنا , لقد عرفت كل شئ تزوجنها لكى تهتم بالاولاد , قلت لك انه يحاول ان يستفيد منك قدر الامكان ".
لم تعلق صوفى على كلمات والدتها , بل التفتت الى جون وقالت : " اعتقد انه من الافضل ان نذهب ".
" انت حقا تحكمين على ابنتك بقسوة , سيدة مورلى " قال بلطف : " تزوجت صوفى ببساطة لاننى احبها ".
حتى سيبل رايتر وقفت مشدوهة امام كلماته : " حسنا , ما زلت اعتقد انه كان عليك ان تخبرينا صوفى , ولا افهم لماذا تتزوجين بهذه السرعة وفى الخفاء ... فلا داعى لذلك حتى ! ".
" لاننى اردت ان اكون مع جون والاولاد , باسرع ما يمكن , هذا هو السبب ".
" حسنا و لا يمكن ان تتوقعى منا ان لانصدم .... حتى انك لم تخبرينا عن الزفاف ...".
" لقد كان لى اروع زفاف " قاطعتها فيليستى : " خمسمائة ضيف وعربة مزينة , والدتى ان حلمها تحقق وهى ترانى ".
" صوفى القديمة! تزوجت اه ؟". كان كريس ينظر اليها بعينان ساخرتان : " لم اعتقد ابدا اننى سارى هذا اليوم , هل تعرف ايها العجوز , لقد قلت لصوفى انها لن تتزوج ابدا ... اقصد انه لا يوجد رجل على وجه الكرة الارضية يود ان يتزوج منها ! ".
" حسنا , ادركت الان انك على خطأ". قال جون بحدة , ولم تتوقع صوفى ان تسمع كلمات كريس القاسية .
" لست مخطأ لهذه الدرجة " التفت الى جون واضاف : " اخبرتك عن علاقتنا , اذن , اليس كذلك ؟".
" لابد انها ذكرت ذلك , ولكن كان ذلك منذ مدة طويلة , اليس كذالك ؟ انا حتى مندهش لامك تتذكر ذلك , صوفى لم تكن اكبر من تسعة عشرة عاما فى حينها ! ".
كان الاولاد يمسكون بيدها ويحثونها عى الذهاب : " اعتقد انه من الافضل ان نذهب , امى , جون عليه ان يسافر لى ناسوا فى الصباح الباكر ".
" جون عليه ان ..." رفع كريس حاجباه بدهشة : " اوه , يا له من امر غير رومانطيقى , ان تعيشا فى نفس المنزل وبالكاد تحصلان على فرصة لكى ...".
" نصبح حبيبين ؟" قال حون ببرود :" اه , هذا يحصل لمعظم الاشخاص الذين يتزوجون , وهى ليست يتلك الفكرة الغريبة ! ".
" والدتى لم تكن لتوافق على ان اعيش مع كريس قبل ان نتزوج " قالت فيليستى بدلال فعلق صوفى بسخرية :
" حقا ؟". فوجئت وهى ترى جون يخلع تظارته , فقد بدى وحهه جذاب للغاية بدونها .
" وبقينا مخطوبين لحوالى سنه " اضافت فيليستى , فنظرت اليها صوفى , وهى لا تصدق ما تسمعه , فهى متاكده ان كريس وفيلستى اصبحا حبيبين قبل ان يتزوجا , وكيف يمكن ان تحصل على غير ذلك , خاصة حين يكون كريس هو الرجل المعنى .
" اعتقد انه من الافضل ان نرحل ". قالت صوفى ببرود ولم يحاول ايا من والديها , ان يقوم بخطوه لكى بوقفهم ولكنها فوجئت وهى ترى جون يتنهد , بارتياح حين اصبحوا داخل السيارة :
" لا تتكدرى صوفى , الخسارة لهم , وليست لك , بحق السماء الا يرون انك تستحقين دزينة من ذلك الاحمق الذى لا يحسن الكلام ! ".
ابتسمت صوفى لكلمات جون المشجعة : " شكرا ... على كل شئ " تذكرت كيف رح امامهم انه يحبها , وبذلك منع كريس من ان يتابع تهجمه عليها .
حين دخل الاولاد الى فراشهم , عاد جون وذكر موضوع عائلتها : " اتمنى ان لا تكونى حزينة لما جرى اليوم , صوفى لو كنت اعرف ....".
" لقد توقفت عن الحزن لمعرفتى لحقيقة صادقة وهى اننى لست الابنة التى ترغب بها عائلتى , ولكنى كنت غاضبة . جون ... غاضبة ومحرجة انهم لم يرحبوا بك كما يجب ".
ابتسم رغما عنه , وكانه يحاول ان يظهر لها العكس : " لا اعتقد اننا سنراهم كثيرا ......... كريس هو الشخص ؟".
" اجل " قالت صوفى " اجل انه هو ... ولكن كل شئ انتهى الان , جون حياتى واخلاصى لك وللاولاد الان ".
" اجل ....".
لماذا تشعر دائما بنظراته الغريبة والغامضة ! وكانه يخفى عنها شيئا ما .
امضت صوفى ليه سفر جون الى ناسو يتنظيم حياتها الجديدة , من الان فصاعدا سيعمل معظم وقته فى المنزل , لذلك نقلت بعض الملفات من مكتبه الى المنزل ,
حاولت ن تحدث بعض التغيرات , جون اعطاها الاذن لكى تفعل ما تريده , وفوجئت حين قال لها بانه وضع دفتر حسابات باسمها ف المصرف .
كانت تدرك تماما انه رجل ثرى , ولكن لم تعرف الى اى حد بلغ هذا الثراء , الى الان , ربما لا يحب ان يبدو حقا كارجال الاثرياء , وهذا شئ قررت تغييرة ,
نهار الاربعاء وقبل عودته ستخرج بذلاته وتعرف مقاسه , ثم تذهب الى السوق , وتفعل ما بوسعها ! فقد ضايقها نظرة كريس الساخرة لملابس جون .