( 11 )
تجهم وجهه وعقد حاجبيه ثم قال بهدوء: " انت مخطئة , صوفى انا كذلك بكل تأكيد , ولو ان الأعتراف بذلك يؤلمنى , مسكينة صوفى" اضاف ساخرا : " كم تبدين مصدومة , وبدون تساءل ... ولكن هل تعتقدين حقا اننى غير قادر ....؟ اوه اعرف انك لا تجيدننى جذاب ولكن هذا لا علاقه له , بممارسة الحب , ام هل تملكين حقائق اخرى فيما بموضوع كهذا ؟ انت حقا مسكينة صوفى ... فضلت ان تريننى كآلة , وليس كرجل , اخشى انك لا يجب ان تلومى الا نفسك " قال بحدة : " انا لست اعمى بالنسبة ..." رفع يدة الى نظارته : " حتى لو اعترفت بذلك ام لا؟ لقد حاولت إغضابى مرارا , لماذا ؟ بسبب بانسون ؟".
لم تستطيع صوفى ان تصغى الى المزيد , تصرفت بغريزتها , وقفت مصدومة حملت حقيبتها وركضت الى السيارة قادتها بأقصى سرعة ولم تشعر بنفسها الا وهى امام المنزل .
حين دخلت ارتمت على الاريكة , عندها تذكرت ما فعلته , تركت جون فى مطعم ميل لوحده , لماذا لانها لم تجد الشجاعة الكافية وحدثته بصراحة كما فعل هو , ارادت ان تصرخ وتخبره بان كريس اصبح شئ من الماضى.
فجأة ركضت الى الهاتف , وطلبت مطعم ميل , سألت عن جون فأخبروها انه خرج.
لا بد انه استقل تاكسى , لماذا تصرفت بهذه الطريقة ... وكأنها فى الثامنة عشرة , ماذا ستقول له بحق السماء حين يعود؟.
لم يعد جون الى المنزل , على الاقل ليس فى الحال. ولم تجده كذلك حين احضرت الاولاد الى المنزل , اتصلت بالمكتب عدة مرات دون ان تلقى ايه اجابة , فبدأت تقلق ... يحق له ان يتصرف على هذه الحال , ولكن اين هو ؟.
اضطرت ان تكذب على اليكس ودايفيد, فقالت لهما بأنه تأخر بسبب الاعمال , الكثيرة بقيا صامتان وكأنهما لم يصدقا ما قالته.
حان وقت العشاء ولم يظهر له اى اثر , بقيت صوفى ساهرة حتى منتصف الليل , ها هو غاضب منها لدرجة انه لا يتحمل وجودها معه ؟.
سمعت عدير سيارة فركضت بسرعة الى الخارج , حياها السائق وقال : " اعتقد انه مرهق بسبب الطقس ".
نظرت صوفى داخل السيارة , فوجدت جون ما يزال صاحى , ساعدها السائق بإدخاله الى المنزل فقد كانت رائحة الكحول تفوح منه .
" على الاقل هو ليس سكرن عنيف "علق السائق : " لقد كان حقا رجل لطيف للغاية وكلن لا اعرف ما حصل له ".
جون لا يكسر ابدا , فكرت صوفى , لم تراه ابدا على هذه الحال , هل فعل هذا بنفسة لانها ارادها .
اردات ان تصرح له بالحقيقة , انها هى ايضا تريده ... وتمنت لو انها لم تخرج من المطعم كالمجنومة , ولكنها صدمت , وغاضبة ايضا لانه حقا يكون احيانا اعمى فيما يتعلق بها .
كان متمدد على الاريكة , سمعته يتمتم بعض الكلمات ولكنها لم تفهم ما يقوله , اذا بقى على الاريكة سيستيقظ عند الصباح , وهو يشعر بصداع قوى ... ولكن كيف تاستطيع ان تحركه ؟ ووجدت انه امر مستحيل وبدلا من ذلك , فعلت مابوسعها كى يشعر بالراحة فى مكانه .
" لماذا ينام عمى جون فى غرفة الجلوس ؟". سألت اليكس عند الصباح , وهم يتناولون الافطار فرد دايفيد: " هذا لانه يشرب الكحوا , فرائحته تشبه رائحة والدى حين كان يذهب لحضور حفلة هو ووالدتى ".
" اجل , ولكن لماذا عليه ان ينام فى الطابق السفلى ؟". اصرت اليكس , ولكنها صمتت حين دخل عمها جون الى المطبخ : " هل تريد قهوة ؟". سألته صوفى .
فأومأ بالأيجاب ثم قال :" ماذا حدث ؟".
" انا لا اعرف حقا , لقد جاء بك السائق ".
" اه , ياللمساء , اجل ... لقد كنت عند احد الاصدقاء فى كامبردج , وهذا يذكرنى ... اعتقد اننى قبلت دعوة لحضور حفلة لنا نحن الاثنين الليلة "وضع يدة فى جيبه ثم اخرج بطاقة صغيرة : " اجل ها هى ....".
" الم تذهب الى حفلات كافية؟". سألت صوفى وهى تحدق بالطاقة.
" حسنا ... ولكن يجب ان نذهب , انه شخص يبدأ حباته ويحتاج مساعدتى , اذا كنت لا تريدين الذهاب , استطيع ان اذهب لوحدى ".
ادركت صوفى انها لا تريد على الاطلاق , ارادت ان تكون معه ...كزوجته.
" كلا .... كلا سيكون تغيير مفيد " قالت صوفى بسرعة , وفكرت انها تحتاج مربية لتبقى مع الاولاد , ولكن هذا سيكون مستحيل , هيلين ساندرز فى مكتب البريد لديها ابنتان فى الثامنه عشرة , ارادا شراء سيارتها , سوزان رائعة , فتاة مسؤولة , تستطيع ان تثق بها فيما يتعلق بالأولاد.
" لم لا تصعد الى الطابق العلوى , وتعود للنوم ؟" اقترحت صوفى على جون ,\.
" انت على حق ... فأنا بحاجة لذلك ".
راقبته وهو يصعد السلالم , فتمنت لو انها تستطيع ان تساعده وتخفف عنه , بصفتها زوجة حقيقة .
" مكسين عمى جون , يبدو حقا مرهق " علقت اليكس , وهى تنهى تناول افطارها .
وافقت سوزان ساندرز بسرور على ان تكون مربية الاولاد خلال غياب صوفى وجون عن المنزل , اتفقت ان تقلها صوفى الساعة الثامنة .
صعدت صعدت الى الطابق العلوى وبدأت تتفحص ملابسها , كانت قد لبت دعوات كثيرة برفقة جون , خلال عملها معه كسكرتيرة , ولكنها الان زوجته ولا تعرف ماذا تختار , فى النهاية , قررت ان ترتدى فستان اسود ضيق ذو قبة عالية , كانت قد دفعت ثمنه غاليا .
حملته ووقفت قرب المرآة تتأمل نفسها وهى تضعه عليها .
نزل جون ليتناول معهم طعام الغداء , وكان يبدو مرهقا : " يا للسماء , اشعر بأنى مخيف ... لقد مضى وقت طويل ... طويل جدا منذ ان كنت فى تلك الحالة كليلة الامس , والصداع يؤلمنى كثيرا ! ".
اعطته صوفى بعض الحبوب لوجع الرأس بالأضافة الى كوب عصير : " لا بأس بذلك " قال بهدوء.
" جون بالنسبة الى ليلة الأمس ..." يجب لن تخبره كل شئ قبل ان تفقد شجاعتها مجددآ.
" ليس الان , صوفى ! ". قاطعها جون : " دعى كل شئ ! سنتحدث لاحقا ؟ اعتقد اننى بحاجة الى هواء منعش ...".
لا يريدها ان تخرج معه , هل شعر بالندم لانه اقترح ان ترافقه ؟لماذا تعذب نفسها دائما بأفكار نادرا ما تكون صحيحة, لابد انها تتراجع دائما بالتصريح عما تشعر به .
كانت اليكس فى غرفة الجلوس برفقة سوزان ودايفيد .
" تعالى ودعينى ارى ملابسك حين تنتهين " قالت لصوفى . فأبتسمت واومات بالايجاب .
دخلت لتاخذ حماما دافئا , ثم خرجت وبدأت ترتدى ثيابها ووضعت قليلا من مستحضرات التجميل .