( 13 )
" لقد هجرك لتوه , اليس كذلك ؟". قالت لورين ساخرة , فلم تعلق صوفى : " اذن تزوج جون اخيرا ! يا عزيزتى كيف بحق السماء استطعت ان تتدبرى ذلك ؟". ضحكت حين رات وجه صوفى المتجهم : " اوه , لا تبداى انا اعرفة جيدا فجون ربما يبدو لك جذاب فى شكله الخارجى , ولكن هذا فقط ما يمكله , اما فيما يتعلق بممارسته للجنس فهو يعتبر كارثة ... وانا اول من يعرف ذلك , فقد امضت شهور فى الجامعة وانا احاول ان اجره الى السرير وحين فعلت ... يا الهى , يالها من اوقات ! ".
لماذا تخبرها لورين بذلك ؟ تساءلت صوفى , وهى تصغى اليها .
" اوه ... لابد انك تعرفين ان ذلك حقيقة , فقد عرفت جيدا ان جون يعيش كناسك منذ ان ترك كامبردج , انه دائما لا يحب الحديث عن الجنس , وبالطبع انت مدركة ذلك , الا اذا لم تكونا ...".
توقفت حين رات نظرات صوفى الغاضبة , المرأة تكره جون , وهى لا تعرف شئ عن الحقيقة , بل هذا ما تحاول ان تكتشفه , يبدو انه اذلها , هل يمكن ان تكون مثل لوسى , التى حاولت ان تغرية بكافة الوسائل , ولكن ايا منها لم ينفع ؟ نظرت الى المرأة الشقراء الجذابة و المتعجرفة .
حاولت صوفى ان تقول : " انا اسفة ولكن ...".
" اوه , توقفى يا عزيزتى , انا اعرف ان جون لم يتغير , كام كذلك فى السابق , وما زال كما هو ...".
" اخشى انك مخطئة " فجأة شعرت بانها قوية ومسرورة لان تفعل شئ من اجل جون ... ان تحميه من سخرية هذه المرأة , حتى انها ابتسمت لاول مرة خلال وجودها فى الحفلة :
" لا استطيع ان اتكلم عن ماضى جون , ولكن يمكننى ان اؤكد لك , بصفتى زوجته فليس لدى اى تذمر ".
" ولكن ربما , يا عزيزتى , انت لست زوجته ... على الاقل ليس بطريقة فعليه ".
يا الهى , ماذا تفعل مع هذه المراة التى تصر على معرفة تفاصيل لا تعنيها , ولكن صوفى قررت ان لا تستسلم .
" تعتقدين اننا لم نمارس الحب ؟".رفعت صوفى حاجباها وضحكت : " اوه , ولكننا فعلنا ذلك ".
فرحت وهى ترى قسمات لورين تتغير , وتصبح قاسية وكان ابريقا باردا قد انسكب عليها ! .
" انا لا اصدقك " كان صوتها قاسيا , وحزينا شعرت بالأسف لاجلها , ولكنها تذكرت كا كانت تحاول ان تفعله بجون .
" اذن ساجعلك تصدقين ذلك , ماذا تريدين ان تعرفى , لورين ؟ كيف اشعر حين يلمسنى جون ؟ كيف اشعر حين المسه انا؟ هذه تفاصيل حميمة ولا يمكن ان اناقشها مع إمرأة غريبة , ولكن ما استطيع ان اقوله لك هو اننى حين اكون بين ذراعيه اشعر اننى حقا إمرأة بكل ما للكلمة من معنى , تحت لمساته انتقل الى عالم اخر , كنت ساقبل بمشاركته الفراش , بزواج او بدون , حين يمتلكنى ...".
بقيت الكلمات فى الهواء , حين التفتت لورين ولم تعد تصغى الى ما تقوله صوفى .
" صوفى ..." نظرت خلفها لتجد جون يحدق بها شحب وجهها بسرعة , منذ متى يقف هنا ؟ هل سمع ما قالته.
" اذا كنت لا تمانعين اود ان ارحل , فهذا الصداع ...".
بالطبع لا يشعر بصداع ! شعرت بالاحمرار رغما عنها وشكرت السماء لانه يريد ان يرحل .
كانا طول الطريق صامتان , تركت صوفى جون ليرتاح وذهبت هى لتوصل سوزان الى منزلها , صعدت الى غرفتها ولم تعرف ماذا تفعل , جلست على سريرها .
فجأة سمعت جون يناديها , فطرقت بابه ودخلت كان يجلس على الكرسى ورأسه بين يديه.
" لماذا فعلت ذلك ؟".
" فعلت ماذا ؟".
سمعته يتنهد : " هيا , صوفى انت تعرفين تماما ماذا اقصد ... ذلك المشهد القصير مع لورين , لقد سمعت كل شئ , ولكن انتما لم تنتبها لوجودى بسبب انشغالكما الشديد , لقد كنت حقا موهوبة كيف فعلت ذلك ؟ بأن تعيدى الذكريات التى حدثت مع بانسون؟".
امتقع وجهها وكاد ان يغمى عليها , فتمسكت بالباب : " كلا لقد استعملت مخيلتى , بكل بساطة ! ".
لم يكن ينظر اليها ولكن شعرت بتوترة الشديد. " ماذا تقصدين بحق السماء ؟".
فجأة تعبت من التظاهر : "انت الذى يستعمل المنطق , جون بأستنتاج لم اتمتع بممارسة الحب مع كريس فى الحقيقة لقد كان مؤلم ... وفارغ ... استطيع ان اؤكد لك انه حتى لم يجدنى مرضية".
" حقا ؟ ولماذا اذن ما زال يلاحقك ؟".
" لانه إستاء من حقيقة ان اتمتع مع رجل اخر ما لم استطيع ان احققه معه " اضافت بحزن : " وهو يحب ان يسبب المشاكل ".
" تستطيعين ان تقولى ذلك مجددا " قال وهو يحدق بها ثم رفع يده الى عنقه ليزيل التوتر.
" ما زال يؤلمك الصداع ؟".
" اجل ...".
" حسنا , سأدلك لك عنقك اذا كنت تريد ذلك ".
لماذا بحق السماء قالت ذلك؟ ولكنها فوجئت حين قال : " شكرا , هذا سيكون عظيم ".
خلع الجاكيت ولكنه كان ما يزال يرتدى القميص , جلست خلفه , وبدات تقوم بعملها .
تعلمت اسس التدليك حين وقعت وهى فى الثامنه عشرة وجرحت رجلها , وارتاحت بعد ان دلكتها واصبحت موهبة لم تنساها ابدا .
" لا تتوقفى " قال جون بسرعة : " انا حقا اشعر بالراحة صوفى , ارجوك تابعى ... اه كم اشعر بالارهاق".
اطاعته بهدوء وتابعت عملها , وهى تفكر ان هذا العمل تستطيع ان تفعلة لاى شخص .
ولكنه ليس لاى شخص , انه جون ... وهى تحبه ... تحبه ؟ توترت , محدقة فى الفراغ , بالطبع لا تحبه , تريده ترغبه , اجل ... ولكن الحب ؟ .
منذ متى تخفى ذلك عن نفسها ؟ منذ متى تحبه ؟ ايام , اسابيع , اشهر ... قبل ان يتزوجا , ربما ؟.
" ماذا هناك ؟". سال جون فجأة.
وقف جون ونظر اليها , بدون نظاراته : " اريدك صوفى , هل كان حقيقى ما قلته لى عن بانسون ؟".
" انه كام رجل الاول الذى يكتشف اننى هشة , باردة تقصد ؟".
" هل هذه انت حقا ؟". اخذ جون يضحك , وكأنه لا يصدق كلمة مما تقول .
كان عقلها يقول لها بأن الافضل لها ان تخرج من هنا قبل ان يحصل ما لا تحمد عقباه , ولكن فات الاوان اقترب منها جون واخذها بين ذراعية , ثم بدأ يقبلها برقة .
وجدت نفسها غير قادرة على مقاومته , فهى تنتظر هذه اللحظات منذ مده , وضعت يديها حول عنقه واحطت به , فاخذ يداعب عنقها ...
" ارجوك , لا تفعل هذا , جون ".