( 15 )
بالطبع توقعت صوفى ان لا تكتفى اليكس بذلك , فقد اخبرت دايفيد خلال الافطار كل شئ , فغمز بعينه وقال : " الناس المتزوجزن يجب ان يناموا مع بعض ! ".
لحسن الحظ إستطاعت صوفى ان تغير الموضوع قبل ان تتابع اليكس فضولها , فقالت لهم بان ضيوفا سياتون لزيارتهم خلال عطلة الاسبوع , عرفت ان اصدقاء جون وصلوا الى ناسوا , وسيلبون دعوتهم للعشاء نهار السبت .
إتصال طارئ من مكتب جون فى لندن جعلة مضطر ان يتركهم ويذهب دون تردد , اخبرها انه ربما بتأخر ولن يتمكن ان يعود فى نفس الليلة .
شعرت صوفى بالوحدة خلال غيابه , وادركت انها حقا تحب جون , ولم تعد تقوى على فراقة .
اشترت كتاب طبخ خلال عودتها الى المنزل , وامضت وقتها تفكر بالاطباق التى ستحضرها .
صباح الجمعة لم تسمع اى اتصال من جون فتوترت خاصة انه قال انهما يجب ان يتحدثا , ولكن ماذا يريد ان يقول لها ؟.
عند المساء دخلت صوفى الى غرفتها لتنام فلم يكن هناك اى اثر لجون , كانت تعرف مكتبه وتستطيع ان تتصل به فى اى وقت تريد , ولكن كرامتها منعتها من ذلك .
لم يغمض لها جفن خلال الليل وهى تفكر به , ماذا يفعل الان ؟ هل يعمل ؟ ام ماذا ...
" متى سيعود عمى جون ؟". سالت اليكس وهم يتناولون طعام الفطور نهار السبت صباحا .
" لست متاكده ". ردت صوفى على سؤال اليكس , وهى تفكر كيف امضت الليل ساهرة , منتظرة ان يكلمها جون ! فجأة رن جرس الهاتف .
" انا سأجيب " ركضت اليكس بسرعة .
" عمى جون ... متى ستعود ؟". سالت ثم اعطت سماعة الهاتف لصوفى : " سيقفل الخط ولكنه يريد ان يتحدث معك ".
" مرحبا , جون ". تمنت ان يبدو صوتها هادئ.
" اسف , فلم استطع ان اعود باكرا ".
" لا باس , هل كانت المشكلة صعبة اكثر مما توقعت ؟".
" اجل ... اجل يمكنك ان تقولى ذلك , ساعود عند الظهر , اذا سار كل شئ على ما يرام ".
سالهال , اذا كان هناك مكالمات هامة , فأجابته بالنفى , فأقفل سماعة الهاتف .
حاولت صوفى ان تشغل نفسها طول الوقت , بتحضير العشاء , بعد ان اهتمت بترتيب المنزل , وقامت ببعض التغيرات , ثم نزلت الى الحديقة وقطفت الزهور , ووضعتها فى المزهرية , ففاحت رائحتها فى كل المنزل .
عند الساعة الثالثة سمعت صوفى سيارة تتوقف خارج المنزل . ركضت الى الباب وفتحت له , والتقت عيناهما فرأت الارهاق باد على وجهه .
" تبدو متعب". قالت صوفى بسرعة .
" سأتحسن حين آخذ حماما منعشا ... فالسفر السريع لا يريح خاصة بالسيارة بدون مكيف الهواء " خلع نظارته وفرك عينيه , وعادة يفعلها دائما حين يكون مرهق , او يشعر بأى إزعاج.
ارادت ان تلحق به وتأخذه بين ذراعيها , ولكنها خافت ان لا تلقى إستحسان لديه .
حاولت صوفى ان تشغل نفسها , فاتصلت بوالدتها كى تطمئن عليها وتمنت لو ام تفعل , فقد بدات تسرد عليها اخبار كان اخر ما تريده هو الاستماع اليها .
" لقد حدث الشئ الغير متوقع ... انا حتى لا اصدق ذلك , فليستى تركت كريس , المسكين انه حقا يشعر بالاسى , هو يعبدها انت تعرفين ... لقد فعلت ما بوسعى لتهدئته , الفتيات يتصرفن بطريقة مضحكة حين يكن فى موقعها ولكن حتى ...".
اصغت صوفى الى والدتها بنافذ صبر , ولكنها تابعت : " ربما يأت ليراك , قلت له بانك ستسرين برؤيته , فهو فى وقت كهذا سيحتاج اصدقائه بالطبع ".
" امى , اتمنى لو انك لن تفعلى ذلك " كانت صوفى حقا غاضبة , ولكن لم يكن باستطاعتها ان تفعل اى شئ سوى ان يعرف كريس خطأ والدتها بعدم ترحيب صوفى له .
جون كان خارج المنزل مع الاولاد , نادتهم لتناول الشاى وبعد ان وعداها بتصرف جيد , وضعت لهم شريط عن والت ديزنى .
وضعت صوفى اللمسات الاخيرة على الطعان , ثم صعدت الى غرفتها لكى تجهز نفسها , كانت متوترة الى حد ما وهى تفكر كيف سيكونون اصدقاء جون .
اكتشفت خلال العشاء انهما حقا رائعين , مارى بث جلست تحدث صوفى عن اطفالها الشقية التى تبلغ من العمر عشر سنوات .
" اعود احيانا فاجدها تطهو " اخبرتها ان طفليها الاخرين تركتهما فى جنوب كارولينا مع عائلتها .
" هارى لديه اجتماعات عديدة بهذه الرحلة , وهذا لا يستحق ان نحضر الاولاد معنا , فهكذا استطيع ان امضى بعض الوقت اتسوق فى لندن , الاولاد بالطبع لن يعجبهم ذلك ".
" سارت مع صوفى الى المطبخ وهما تضحكان فقالت مارى : " قال جون انك لم تشتكى من المنزل ... بالطبع انتما لستما متزوجين منذ مدة طويلة ".
" كلا " وافقت صوفى واضافت مداعبة : " ولو كان الاجتماع فى ناسوا طارئ للغاية , لكنا اضطررنا ان نؤجل الترتيبات , حتى ملغيها ".
فتحت مارى بث عيناها بدهشة : " اوه , الم يخبرك جون ... وانا اعتقدت انه رومنطيقى للغاية ... هارى اصر على ان ياتى ولكنه كان يعانى من وجع الاسنان , فقال له جون ان يبقى لما بعد الزواج , واضاف بانه لن يؤجل الزواج حتى ولو اضطر ان يرسل غيره الى ناسوا , يجب ان اعترف لك باننى صعقت , فهو يكرس وقته للكمبيوتر , وهكذا عرفته دائما , ولذلك فرحت كثيرا حين اكتشفت ان عمله ياتى فى المرتبة الثانية ولاول مرة ".
" ربما فعل ذلك , لانه يعرف باننى كنت ساستاء " قالت صوفى وشعرت بدقات قلبها تتسارع , فلماذا فعل جون ذلك ؟ كان بامكانه ان يؤجل الزواج ... ولماذا لم يخبرها ؟.
" انه مجنون بحبك , وهذا واضح جدا , من حديثه الدائم عنك حين ياتى الى ناسوا , رغم ان هناك نساء لا يتوقفون عن التحرش به , واحدة منهن اخبرتها انه متزوج ولكنها لم تابه ... انت محظوظة لان جون من النوع المخلص لم اكن لاقول لك هذا , لو انه حقا لم يكن كذلك ".
اكدت لها مارى بث بلطف واضافت : " لاكن صريحة معك , احيانا ليليان تقلقنى , لا اعرف ما ... انها تحب التملك الى حد ما , كأن تحصل على كل ما يعتبر هام بالنسبة لها ".
" ليليان ! ". كررت صوفى : " جون ذكرها , لقد كان يستخدم حوض السباحة الذى تملكة اليس كذلك ".
" اجل .... اعرف " قالت مارى بث حين رات نظرات صوفى الغامضة : " اسمعى لا يجب ان تقلقى على اى شئ , فجون ... مجنون بك , لم يصدق حتى انه سيعود الى المنزل ".