( 16 )
ابتسمت صوفى , لمارى بث التى شعرت بالندم لانها اثارت موضوع ليليان امامها .
كانت الساعة تشير الى الواحدة حين ذهب آل سلفر , تركت جون فى غرفة الجلوس ودخلت الى المطبخ لتبدأ التنظيف , فلحق بها بسرعة .
" انت مرهقة , صوفى اصعدى وارتاحى … فانا مازلت استطيع ان انظف هذا ". اشار الى الفوضى فى المطبخ .
ارادت ان تحتج وتقول له , بانها تريد البقاء برفقته , ولكنها هزت رأسها وإبتسمت ثت تركته وصعدت الى غرقتها .
ارادت ان تساله لماذا كذب عليها بشأن الذهاب الى ناسو لامر مهم جدا , ولكنها عرفت بانها غير قادرة على ذلك .
نهار الثلاثاء تلقى جون إتصال من مكتبهم , فدخل بعد لحظات وهو يقول : " يجب ان اسافر الى لندن مجددا ".
" لماذا هل هناك مشاكل ؟". سألت صوفى .
" اجل ….". وقف يحدق من النافذة .
" هل ستتاخر ؟".
" لا اعرف , صوفى ".
اوصلته الى المحطة ثم عادت الى المدرسة لتحضر الاولاد وحاولت ان تتصرف على طبيعتها كى لا يتكدرا .
اتصل بها جون بعد يومين فقالت له : " سأحضر الى كامبردج واقلك ".
" كلا , لا داعى لذلك , فأستطيع ان اتدبر تاكسى بسهولة ! ".
شعرت صوفى بالحزن وهى تقفل سماعة الهاتف .
دعيا الاولاد الى منزل رفاقهم لحضور عيد ميلاد احدهم فاذنت لهم صوفى بالذهاب , بعد ان اوصلتهم بنفسها .
عند المساء جلست امام المرآة تهتم بنفسها لوصول جون فجأة رن جرس الباب , فأرتجفت لانه لم يقل بأنه سيصل فى وقت كهذا .
ركضت بسرعة وفتحت الباب : " حسنا … حسنا مفاجأة اليس كذلك … اذن مسرورة برؤيتى , اليس كذلك ".
" اعتقدت انك جون ".
" اذن انت لوحدك ؟".
حاولت ان تقفل الباب بوجهه ولكنه كان اسرع منها فدخل وهو يقول : " لقد كان خطأك … انت وحدك ".
" كريس … انك سكران , دعنى احضر لك فنجان قهوة ". حاولت صوفى ان تشغلة بطريقة ما .
" لا اريد قهوة … الثأر هذا ما اريده , لقد حطمت حياتى , هل تعرفين ذلك , ايتها الغبية , بسببك تركتنى فيلستى , حين اتذكر كيف شعرت حين كنت فى السرير معك …".
اغمضت صوفى عيناها , وهى تشعر بإشمئزاز من كلماته .
" هل انت باردة معه , صوفى ؟ هل انت ؟".
" لا يمكن لايه إمرأة ان تكون باردة , وهى بين ذراعى جون " قالت بصدق.
" انت تكذبين على ". قال بغضب : " لا تجعلينى اغضب صوفى فلن يعجبك ما افعلة , وهكذا حصل مع فليستى ".
" اريدك ان تخرج من هنا , كريس " صرخت بحدة , وهى تعرف هدفه الدنئ : " جون سيعود فى الحال ".
" لقد جعلتنى كالاحمق بزواجك منه , ولكن لن يريدك حين يرى ما فعلته بك …".
اخذها بين ذراعيه بقوة , فبدأت تضربة بكل قوتها , مريس سيفعل اى شئ لكى يؤذيها , كم هى حمقاء ! كيف استطاعت ولو للحظة ان تفكر بانها تحب هذا الرجل الوقح.
فجأة سمعت هدير سيارة , فرفع كريس وجهه : " هل هذا هو ؟".
جرها الى المطبخ بعنف , فبدات تصرخ وتنادى جون … فتح الباب ووجدت نفسها امام جون وجها لوجه .
" انها غلتطها " قال كريس بسرعة : " طلبت منى ان احضر الى هنا , قالت بانها تريد ان ترانى .. لكى اخذها الى السرير …".
" كلا …. كلا؟" هذا غير صحيح " بدات تصرخ كالمجنونة .
رفع جون قبضته ولكم كريس على وجهه فأوقفه السائق قبل ان يتابع : " توقف عن ذلك , دع القانون يتولى امره … فهى افضل طريقة ".
لم تعرف صوفى ناذا حصل بعد ذلك , فقد وجدت نفسها ممدة فلا سريرها : " اعتقد انك يجب ان ترتاحى , فلابد انك مازلت تعانين من الصدمة ".
" لا استطيع ان ارتاح , انا خائفة …" قالت وهى ترتجف فعلق جون : " لو انه تسبب لك باى مكروه …" اوقفته صوقى , وهى تضع يدها على ذراعه : " ولكن شكرا لك لانه لم يفعل ذلك , حقا لم اكن اعرف انه متوحش الى هذا الحد … شكرا لانك صدقتنى ".
اقترب منها وضمها الى صدره فتعلقت به : " اوه صوفى …".
" جون ارجوك , لا تتركنى , انا خائفة ولا …".
" لا تتابعى , انا سابقى معك , لا تخافى يا عزيزتى لقد تخلصت منه ".
تمدد على السرير بجانبها , قبدأت اعصابها ترتاح تدريجيا وهى تعرف انه سيمضى الليلة معها .
" يا الهى صوفى … كم اريدك ".
ترقرقت الدموع فى عيناها حين استيقظت ووجدت نفسها ما تزال بين ذراعية قال : " هل اذيتك ؟".
" ابدا , انت الطف رجل عرفته جون ".
" لقد كذبت على ".
" انا …".
" قلت بانك إمرأة باردة , واننى سأصاب بخيبة الامل بعد ان …".
اخذها بين ذراعية وراح يقبلها برقة وبحرارة لم تعهدها سابقا .غرقت فى النوم مجددا , لشدة ارهاقها من ليلة الامس.
" يا الهى , انا حقا مسرورة لانك استيقظت , عمى جون قال بان لا نوقظك " فتحت صوفى عيناها , ماذا تفعل فى سرير جون ؟ احمرت وجنتاها وهى تتذكر انه حملها فى منتصف الليل الى سريره .
" كم الساعة الان ؟".
" الوقت متاخر جدا , انه العشاء , ونحن نتضور من الجوع , وعمى جون لا يجيد طهى سوى البازلا" قال دايفيد.
" هذه كذبة " علقت اليكس بحدة : " يستطيع ان يفعل اشياء كثيرة ".
" مثل ماذا؟".
تركتهما صوفى يتجادلان للحظات : " حسنا توقفا الان , سأنزل لاحضر لكما طعام العشاء ".
" هل رايت ما فعلت " اتهمت اليكس شقيقها : " عمى جون قال …".
" ما قاله عمكما جون , هو ان لا تصعدا الى هنا , وتوقظا صوفى ! ". قال جون بلطف وهو يقف على الباب .
امسك دايفيد بيد شقيقته : " حسنا , سننزل نحن ! ".