( 17 )
ارادت صوفى ان يبقى الولدان برفقتهما , فهى تشعر بالارتباك لوجودها مع جون لوحدهما , بالطبع عرف انها تحبه , ام انه لم يدرك ذلك ؟.
" يبدو ان دايفيد ينضج بسرعة , فواضح انه ارادنا ان نبقى لوحدنا ".
حاولت ان لا تنظر الى عينيه فاضاف : " صوفى يجب , ان نتحدث".
" اشعر اننى مشوشة , فكريس ومما سبب لى …".
" بالطبع , سنتحدث لاحقا " قال بلهجة جافة , ثم فتح الباب فقالت قبل ان تخرج : " سأنزل خلال لحظات , فقط سأرتدى ملابسى , ويجب ان انتقل الى غرفتى ".
حاولت ان تبتسم ولكنها فوجئت بقسمات زجهه الباردة , تمنت لو انه يقول بأنها من الان فصاعدا تنام هنا غرفته .
عند الظهر جلست صوفى تشرب القهوة , وكان جون يتكلم على الهاتف فقال حين اقفل الخط : " سألتقى هارى فى كامبردج , لن اتاخر كثيرا".
اقترحت ان تقله بنفسها , ولكنه رفض : " لا بأس لقد حجزت تاكسى".
ادارت وجهها , امله ان لا يرى الدموع فى عينيها, اقترب منها : " صوفى انا …" رفع يده الى وجهها ثم انزلها بسرعة , وكانه يؤنب نفسه .
عند المساء فوجئت صوفى وهى تسمع جرس الباب يرن اكتر من مرة على غير عادة , فتساءلت صوفى من يزورها فلا يفعل ذلك اى فرد فى المنزل .
ركضت صوفى وفتحت الباب , فوقفت وجها لوجه امام إمرأة القامة , سوداء الشعر : " انت زوجة جون ؟".
" اجل , اجل انا ".
" جيد , يجب ان نتحدث " ابتعدت صوفى لا شعوريا فدخلت المراة .
" اخشى اننى لا اعرفك …".
" لا اصدق ذلك , لا بد ان جون ذكر اسمى امامك , انا ليليان بانكس , جون وانا عشيقان ".
عرفت صوفى بسرعة هذه المرأة , التى كانت موضوع الحديث الذى كانت تسرده مارى بث فى تلك الليلة .
" عشيقان ؟ انا …".
" انت مصدومة , ارى ذلك , اعرف كيف سيكون الامر , ولكننى قلت لجون بانه من الافضل ان تعرفى , انه رجل شهم ولطيف , ولا يفكر حتى بالتسبب لاى شخص بالالم "تنهدت واضافت : " تزوجك بسبب مسؤولياته ولكن منذ ان التقينا عرفنا ان …".
" انت تكذبين ! ". صرخت صوفى .
" لما لا نجل ونتناقش كأمرأتين ناضحتين ؟".
سارت صوفى امامها الى غرفة الجلوس وهى لا تصدق ما تقوله هذه المرأة القاسية .
" اعرف ان هذا سيكون صدمة بالنسبة لك ولكن هذه الامور تحدث , جون وانا عرفنا بعضنا منذ اللحظة الاولى ,فلدينا اشياء كثيرة , ربما لن تصدقى " نظرت الى صوفى وابتسمت بسخرية : " ولكن مرت فقط عدة ايام دون ان نتشارك الفراش انا وجون , فنريد ان نتحدث " ضحكت واضافت : " بالطبع حين اكون بين ذراعيه …".
شعرت صوفى انها على وشك الاغماء فما تقوله هذه المرأة كريه : " ولكن انا احبه! ". لم تعرف صوفى ما قالته الا حين نظرت اليها ليليان بدهشة وقالت : " ربما , ولكن جون لا يحبك , لانه يحبنى , اوه اجل هذا صحيح ّ! ".
تابعت قبل ان تستطيع صوفى مقاطعتها : " ولماذا اذن يدعونى الى انكلترا ؟ … لماذا اذن ينتظر طائرتى … ويحجز لنا فى نفس الفندق ؟". ابتسمت مجددا : " اوه , ما اقوله صحيح , وبإمكانك ان تتحققى بنفسك اذا اردت , حجزنا بالطبع غرف منفصلة , خذى لدى رقم الفندق " فتحت حقيبتها واعطت صوفى ورقة صغيرة .
" اذن هل ستتصلين بهم ؟".
ما الهدف من ذلك ؟ فهى تعرف ان ليليان لا تكذب , واصبح كل شئ واضح لا عجب ان جون تصرف معها بغرابة حين عاد من لندن ! ولكنه … مارس الحب معها وبطريقة لم يسبق لها مثيل …
" لسوء الحظ لقد تشاجرنا خلال وجودنا هناك " تابعت ليليان : " جون ارادنى ان اعود معه الى هنا ولكنى قلت له بان يخبرك بما بيننا , تجادلنا فعاد هو , وهذا الصباح اتصل بى واتقفنا …".
هكذا اذن ! بدات صوفى تتفهم كل شئ فجون لم يمارس الحب الا لانه تشاجر مع ليليان .
" لماذا جئت الى هنا ؟" صوفى بحزن .
" بالتاكيد كل شئ واضح ؟ لكى ارى جون واخبرك انه لم يعد لك مكان فى حياته , يجب ان تعرفى اننا نحب بعض , وانا من يريدها الى جانبه ".
" ولكن انا من تزوجها " اصرت صوفى , دون ان تعرف لماذا تقاوم , فقد خسرت لتوها كل شئ .
" قطعة ورق لا تعنى شئ … جون سيطلقك ".
ماذا تستطيع ان تقول ؟ جزء منها لا يريد ان يصدق ما تقوله هذ المرأة … ولكن ماذا تعرف هى عن الرجل الذى تزوجته؟.
" بالطبع ستكونين بامان من الناحية المادية , ستبقين هنا مع الاولاد فى هذا المنزل اذا اردت , حون سيعود معى الى ناسوا ".
تستطيع ان تبقى مع الاولاد ؟ حدقت بليليان : " الاولاد مسؤولية جون "قالت ببرود: " فهما اولاد شقيقه وتحت رعايته".
لاول مرة منذ وصول ليليان وجدتها متجهمة الوجه .
" جون لا يريدهما " قالت بحده " " انا فقط كل ما يريده ".
الان جاء دور صوفى لكى تتجهم , فهذا لا يمكن ان يكون جون الذى تعرفة … ولكنها تذكرت انه قال بأن يضع الاولاد فى احد الاديرة , التى تهتم برعايتهم .
من خلال نافذة غرفة الجلوس رات سيارة تاكسى تتوقف قرب المنزل , ثم خرج جون بعد ان دفع للسائق , كان يبدو مرهق , لاحظت وهى تتامله , فابتسمت ليليان بسخرية دون ان تعرف الى ماذا تنظر صوفى .
" ارجوك , اعذرينى للحظة " استاذنت لتفتح الباب , وكانت ستفقد اعصابها وهى تفكر ان جون يحب امرأة اخرى ! .
ركضت بسرعة وفتحت الباب , فأبتسم ولكن قسماتها كانت باردة فبادرها قائلا: " ماذا هناك ؟".
كيف يستطيع ان يقف ويتظاهر بانه يهتم بها , رغم انهما يعرفان الحقيقة .
" لديك زائر … فى غرفة الجلوس , ليليان بانكس ! ".
قالت صوفى وكانها تكل نفسها : " لقد كانت تخبرنى للتو عن خططك للمستقبل .. خطط يبدو انها لا تشملنى انا والاولاد … حسنا , هذا عظيم بالنسبة لى " صرخت بحدة : " فى الحقيقة انه افضل شئ حصل حتى الان "
لم يكن هذا ما تريد قوله , ولكن كرامتها جرحت , وحاولت ان تدافع عن نفسها , على الاقل لكى تخفى عنه الالم الذى يسببه لها .