عرض مشاركة واحدة
قديم 25-12-09, 01:53 AM   #2

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الأول

تصاعد رنين جرس الباب ملحا. تململت جوانا في سريرها متذمرة فقد كانت صممت على أن تمضي صبيحة هذا اليوم السبت متكاسلة في فراشها حيث أنها كانت أول عطلة تأخذها منذ أسابيع وما لبثت أن تناولت رداءها المنزلي كي تضعه على جسمها وهي تصرخ قائلة: ها أنا قادمة!
ابتسم ساعي البريد عندما فتحت الباب وهو يقول: أنا آسف لإزعاجك آنسة غرانت ولكن هناك رسالة مستعجلة تحتاج إلى إمضائك.
أخذت جو منه الرسالة بعد أن وقعت بإمضائها, ابتسم الساعي مرة أخرى وهو يقول: شكرا يمكنك الآن أن تعودي إلى فراشك. نظرت إلى مبتعدا ثم عادت تنظر إلى المغلف السميك في يدها لابد أن ثمة شيئا هاما في داخله, وفتحته لتخرج منه ورقة واحدة قرأتها بسرعة ثم قطبت حاجبيها, كانت الرسالة من مكتب شركة محامين يقدم عرضا مغريا لشراء العدد الكبير من الأسهم التي ورثتها عن أبيها.
أعادت قراءة الرسالة للمرة الثانية لم يكن ثمة اسم الشاري وإنما "وصلنا عرض من شخص بأن .." وهذا كل شيء هزت جو كتفيها ثم ألقت بالرسالة بعيدا لكي ترد عليها فيما بعد. إن شخصية الشاري لا تهمها لأن أسهمها من شركة ريدموند للبناء ليست للبيع.

"أنت يا فتى!"
ألقت جو نظرة ساخطة من فوق السقالة. إنه أحمق آخر قصير النظر يظنها فتى لأنها تقف إلى ناحية البناء. ولكنها مع هذا أخذت تتفحص باهتمام ذلك الرجل الذي كان واقفا في الساحة وبالرغم من بعد المسافة فقد استطاعت أن ترى أنه طويل القامة يرتدي بذلة من التوبيد جميلة التفصيل. كان يبدو على وجه العموم أنيقا لا تشوبه شائبة.

رفع يده يقي عينيه من أشعة الشمس وهو يصرخ مجيبا : أريد السيد جو غرانت هل هو عندك هناك؟.
ردت عليه قائلة: ها أنا نازلة إليك.
وهبطت الدرجات مسرعة لتستدير إلى حيث واجهت الرجل الغريب ذاك وكانت على صواب بالنسبة إلى طوله, إذ وجدته يفوقها طولا بحيث أنها وهي التي يقارب طولها المئة والسبعين سنتيمترا وجدت نفسها ترفع رأسها لتنظر إلى وجه لوحته الشمس لرجل تستدعي شخصيته الاهتمام, ذي عينين زرقاوين تتألقان بالحيوية وتتناقضان مع شعر أسود مجعد لم يكن يبدو عليه القابلية للخضوع لأية قصة أو تسريحة مهما بلغت مهارة الحلاق. وأخذت عيناه الزرقاوان تحدقان فيها بحيرة وكأنه شعر أن ثمة خطأ في مفهومه نحوها, لا يدري ما هو بالضبط.
اهتز اعتدادها وثقتها بنفسها وأخيرا جاء صوتها الذي كان حادا لدرجة صعقت لها وهي تقول: حسنا؟
بدت على جبينه تقطيبة بسيطة وقال برقة نفذت إلى أعماق نفسها: اسمي تاكيراي وأريد أن أرى جو غرانت, لقد أخبرتني فتاة في المكتب أنه يعمل هنا.
وضعت جو يديها في جيبي سروالها بحركة صبيانية دون وعي منها ثم مشت مبتعدة عنه وهي تناديه من فوق كتفها قائلة : يمكن أن تتفضل إلى هذا المكتب يا سيد تاكيراي.
أجاب متباطئا في اللحاق بها: لقد سبق وذهبت إلى ذلك المكتب ولكنه لم يكن هناك. قالت جو وهي تفتح باب المكتب ثم تنتظره: لا بأس سيكون هنا.
ثم دخلت المكتب بينما هز كتفيه وتبعها. خلعت قبعتها الخشنة وقد داخلها سرور الظفر وهي تسمع هتاف الدهشة من ذلك الرجل لدى رؤيته لشعرها الكث الكستنائي الفاتح وهو يتناثر حول وجهها ثم استدارت تواجهه قائلة: إنني جو غرانت يا سيد تاكيراي والآن ما الذي تريده بالضبط؟
بدت في عينيه ابتسامة وهو يعترف بغلطته قائلا: ثمة أمور كثيرة في فكري, ربما تتقبلين اعتذاري المتواضع؟
أجابت: ربما. ولكنها كانت تشعر بإظهار التهذيب الهادئ.
سألها: هل يحدث عادة مثل هذا الخطأ؟
أجابت: كثيرا جدا ليس ثمة سبب لتظن في نفسك الغباء!
قال: أوه إنني لا أشعر بذلك حتى أجمل امرأة قد تبدو كالرجل إن هي ارتدت مثل هذه القبعة والجاكيت.
لم يفتها تهكمه المبطن وهو يلمح إلى أنها ما دامت غير جميلة جدا فمن المنطقي أن يخطئ هو بهذا الشكل.
قالت له: ربما من الأفضل أن تدخل في الموضوع يا سيد تاكيراي.
سألها: أي موضوع يا آنسة غرانت؟
أجابت: لقد كنت تبحث عني وها أنك وجدتني الآن.
تلاشت الابتسامة عن وجهه واتخذت ملامحه سمت الجد وهو يقول: آه تعنين ذلك الموضوع حسنا الموضوع يا آنسة جو غرانت أنني جئت لأدعو صاحب هذا الاسم إلى الغداء ما قولك؟" قطبت جو جبينها بدهشة وهي تقول: الغداء؟" ولماذا تريد دعوتي إلى الغداء؟
نظر إلها وقد ازداد التصميم في عينيه وسألها: وهل تدهشك مثل هذه الدعوة؟" كان ثمة هالة من الجاذبية تحيط به وأدركت هي بشيء من الإثارة أنه يعبث معها.
أجابت: إنك تدهشني طبعا لأنك لا تعرفني.
قال: هذا صحيح وإنني أعترف أن جو غرانت الذي أبحث عنه هو رجل ملتح ضخم الجسم في الخمسين من عمره ولكنني سعيد جدا بأن تكوني ممثلة له.
فجأة جلست جو وهي تقول: إنني لست ممثلة له, بل أنا أقرب الناس إليه ذلك أن أبي قد توفي.
بانت في صوته صدمة وهو يقول: هل توفي جو؟ ولكنه لم يكن كبير السن!
وبدا عليه الأسى بشكل واضح وهو ينظر من النافذة لبرهة ثم ما لبث أن نظر إليها وكأنه رآها لتوه ثم سألها: هل أنت ابنة جو؟ صاحبة تلك الصورة الموضوعة على مكتبه؟ ولكنك كنت تضعين نظارة طبية؟!
تذكرت جو تلك الصورة المفزعة التي يحيط بها إطار قديم والتي كانت مدفونة تقريبا في الفوضى التي كان غارقا فيها مكتب أبيها. وقالت: نعم لقد كنت أضع نظارة مسكين أبي لقد كنت عادة أتجنب أن تؤخذ لي أي صورة فوتوغرافية ولكن لم يكن ثمة مهرب من أن تؤخذ لي صورة في المدرسة واضطرت أمي إلى شرائها , لم تضعها بقرب صورة شقيقتي.
قال: أحقا؟ ولماذا كان ذلك؟
هزت كتفيها قائلة: إن لشقيقتي هيثر شعرا أجعدا وأسنانا منتظمة وجميلة وعيني سليمتي النظر ولكن أبي أشفق علي ووضع صورتي على مكتبه.
نظر إليها بعيني تنطقان بالثقة بالنفس ثم سألها: أنا متأكد من أنك تسلمين هذه الأيام لأختك صلاحية استخدام أموالها آنسة غرانت؟
ابتسمت بهدوء وهي تقول: أخشى ألا يكون الأمر كذلك يا سيد تاكيراي ذلك أن هيثر ما زالت تمثل الجمال في الأسرة بينما علي أنا أن أتعامل مع العقل.
قال: مسكينة أنت !
تصلب جسدها وهي تقول على الفور: إنني لا أريد شفقة من أحد سيد تاكيراي. وما لبثت أن تضجر وجهها غضبا إذ انتبهت إلى تسرعها الغبي وهي ترى الضحك في عينيه . إن هذا الرجل لن يتدخل في حياتها محطما الحواجز التي تقيمها حولها كثمن لقبولها في عالم الرجال.
قال: إنك في حاجة إلى تقوية تقديرك لنفسك وأرجو أن لا يسيئك قولي هذا. ولكنني أوافق معك أنك لست في حاجة إلى شفقة مني أو من غيري." وقبل أن تجيبه كان هو قد غير الموضوع قائلا: لقد قال جو عند ذاك أنك ستتابعين عمله وقد ظننته في ذلك الحين يمزح.
قالت: هذا صحيح يا سيد تاكيراي وعندما أدرك غلطته كان الأوان قد فات لكي يفعل أي شيء بذلك الشأن.
سألها: وهل حاول ذلك؟
أجابت وهي تتذكر الزهو الذي ساد ملامح أبيها يوم تخرجت من الجامعة: لم يحاول بشكل كاف." بان عليه التفكير وهو يقول: فهمت."
كانت تظن أنه بعد أن اكتشف أن مهمته فاشلة لابد سيستأذن خارجا. ولكنه بدلا من ذلك قال: إنني شديد الأسف لما سمعته عن موت جويا آنسة غرانت ما الذي حدث؟" وكان يبدو على وجهه الاهتمام البالغ مما جدد آلامها وبعث غصة في حلقها وأخذت تحدق في البرنامج الموضوع على مكتبها إلى أن استطاعت أن تتمالك دموعها فلا تنهمر.
عادت جو من ذكرياتها لتنظر إله قائلة: لقد كان في سيارته عندما أصابته ذبحة قلبية قبل ثلاث سنوات.."
قال: إنني آسف. إنني لم أعلم بذلك إذ كنت في الخارج أعمل في كندا وعندما ابتدأت أجدد العهد بمعارفي القدماء اتصلت هاتفيا بمكتب ريدموند سائلا عن أبيك فأجابوني ..." قاطعته قائلة: لا بأس إنها غلطة بسيطة وهي تحدث دوما لقد تعودت على ذلك. " ومدت يدها إليه مصافحة بابتسامة شابها أسى خفيف: جوانا غرانت"
كانت قبضته قوية, قبضة رجل جدير بالثقة , قدم نفسه قائلا: كلايتون تاكيراي"
قالت: حسنا إني آسفة إذ جاءت رحلتك إلينا خائبة يا سيد تاكيراي.
قال وقد بان العزم في عينيه: إنها لم تكن خائبة" نظر في عينيها فأسرعت تشيح بناظريها عنه بعيدا وهي تقول: ليس في إمكاني أن أكون بديلا كاملا من أبي"
قال: لقد كنت أحب أباك وأعجب به يا جوانا ولكنني أظن أن الغداء معك سيكون ممتعا خصوصا إن استغنيت عن حمالات السروال!"
قالت معترضة: ليس عليك أن تدعوني فلا تكن أحمق , لا ينبغي علي ..." سألها: لم لا؟
أجابت: لأن .." وسكتت لم يكن هناك أي سبب في الحقيقة عدا عن أنها تبالغ في سبيل الاحتفاظ بسكينتها النفسية.
ابتسم وكأن في استطاعته أن ينهي المعركة التي تدور في أعماقها وقال: أرغمي نفسك على ذلك يا جوانا.
قالت: إنني أشكرك" وهكذا وجدت نفسها تقبل الدعوة دون أن تفهم تماما السبب في ذلك غير مدركة أنه رجل لا يقبل كلمة لا جوابا.
قال: إن هذا من دواعي سروري وقد حجزت مائدة في مطعم جورج في طريقي إلى هنا. فقد كنت مصمما على دعوة أبيك.
قالت مازحة وهي تميل برأسها جانبا: حقا؟ من الأفضل إذا أن أغير حذا العمل هذا ولكن ليس عليك أن تكلف نفسك يا سيد تاكيراي فما أنا إلا مهندسة هنا وعادة أتناول سندويشا وقت الغداء." أشرق وجهه ضاحكا للتغضن زوايا عينيه وفمه وهو يقول: إنني لست باحثا عن عمل يا جوانا كما أن أصدقائي يدعونني كلاي. سأنتظرك في السيارة بينما تقومين بإصلاح شأنك كما تريدين." خلعت حذاء العمل من قدميها لتضع بدلا منه حذاء ذا كعب عال. ومررت على سروالها الرمادي الفرشاة وهي تتمنى لو أن لديها تنورة في المكتب لترتديها بدلا منه. لقد فضلت عند شراء تنورتها الصوفية الناعمة العاجية اللون أن تضمن فيها الراحة أكثر من الزي الذي ترتديه. ولكن كنزتها كانت جميلة على الأقل. يمتزج فيها اللونان الوردي والأبيض والتي كانت هدية من أختها الكبرى هيثر التي كانت تدير متجرا للأزياء والتي كانت تحرص على إضافة لمسات أنثوية إلى خزانة أختها جو التي لم تكن تحوي سوى ثياب العمل الخشنة. وأزاحت جانبا التقويم السنوي الذي يغطي المرآة التي كانت قد تخلت عنها في عالم الرجال هذا الذي تعيش فيه ثم ألقت على نفسها نظرة معترضة. قالت تحدث نفسها بحزم وهي تهز كتفيها: لا تخدعي نفسك يا جو فهو لم يدعك للغداء إلا لأنه يعرف أباك فلا تدعي الأفكار الحمقاء تراودك" ومطت شفتيها ساخرة من نفسها ولكن لابد أن هيثر كانت ستشعر بالسرور وهي ترى أختها تطيل وقوفها أمام المرآة تصلح من شعرها وزينتها.




monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس