عرض مشاركة واحدة
قديم 29-05-08, 02:27 AM   #10

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

9 –وردة حمراء





سألت جو آن ، حين التقت بايلي على الغداء في اليوم ذاته : ألم تفهمي ماا فعلة باركر ؟
- بل فهمته..انه انسان الكهف..هذا ما ظهر في تصرفه.
جادلتها جو آن،و هي تبدو غامضة:مخطئة..لقد أعطى بعدا حقيقيا لشخصية قصتك،ولتصرفاتها.
لوحت بايلي بملعفتها فوق طبق الحساء"البروكلي" و قالت:ما فعله،هو أن أفسد ما بدأ كأمسيةجيدة.
لقد قلت انه تصرف كأحمق غيور،لكن يجب أن تتذكري أنها ردة فعل مايكل حين رقصت جانيس مع رجل آخر.
- اذن،لقد تجاوز واجباته،و لن أكافىء هذا التصرف في رجل..بطلا كان أم لم يكن.
و كسرت قطعة بسكويتة فوق الحساء ، فركت راحتيها للتخلص من الفتات
كانت أمسية بايلي مع باركر رومانسية ورائعة إلى ؟أن قبلت الدعوة إلى الرقص . لقد جلسا معاً وتسامرا ، فيما الموسيقة تصدح . ثم بدأ الرقص ، وانقلب فارسها إلى تنين ينثب اللهب .
سألت جو آن ، مغيرة الموضوع فجأه : اجتماع مجموعة النقاد الليليه هل نسيت ؟
شغل باركر تفكير بايلي فأنساها ما يدور من حولها ، وتركها شاردة الذهن .
- الليلة ؟
- في الـ 7 ..في منزل دارلين ، ستحضرين ، أليس كذلك ؟
ولم تحتج بايلي للتفكير في الأمر ، فأجابت : طبعاً.
كانت النسوة في جمعيتهن ، يتناوبون كل اسبوعين لإستضافة الحلقة التي يقيمن فيها اعمال بعضهمن بعضا .
- حسناً جداً . للحظة تسائلت عما إذا كنت ستحضرين
فسألت بايلي : ولما لا احضر
انها مخلصة لعملها مثل الكاتبات الآخريات ولم تترك لقاء واحد يفوتها منذ تشكيل الجمعية ، قبل شهرين .
- ظننت انك ستقضين الأمسية مع باركر ، فأنتما بحاجة إلى بحث خلافاتكما . وستبقين بائسة إلى أن تحلي هذا المسئلة .
انزلت بايلي ملعقتها ببطء : بائسة ؟
وأطلقت ضحكة هستيريه قصيرة ، قبل ان تضيف : هل ابدو لك محطمة القلب ؟ صدقاً جو آن .. أنت تفتعلين " من الحبة قبله " . لقد تشاجرنا ، ولا اريد رؤيتة ، وانا واثقة من انه يبادلني الشعور لذلك سأحضر الإجتماع اليله .
شربت جو آن قهوتها بهدوء ثم قالت بهدوء مماثل : أنت بائسة .. لكنك أكثر فخراً من ان تعترفي .
قامت بايلي بجهد كبير لتبسم ورددت : لست بائسة .
- كم ساعة نمت ليلة امس ؟
- لماذا ؟ هل لدي هالات سوداء تحت عيني
- لا .. اجيبي فقط عن سؤالي .
ابتلعت بايلي ريقها بصعوبة وقالت : ما يكفي .. ماذا بك ؟ لو لم اكن اعرفك جيداً ، لقلت أنك اصبحت تكتبين القصص البوليسية .. باركر دايفدسون وانا افترقنا . وكان هذا سيحصل في النهاية على الأرجح كما من الأفضل اكتشاف هذا الأشياء منذ بداية العلاقة .
وهزت كتفيها ساخرة قبل أن تتابع : ومن المضحك ان تنتهي في عيد العشاق .
- إذاً لن تريه بعد الآن ؟
- لا يمكنا على الأرجح تجنب اللقاء ، لا سيما وهو يستقل القطار . لاكني لا انوي أن اخرج معه مرة اخرى ، ويمكنة توفير تصرفاته كرجل الكهف لشخص غيري .
- شخص غيرك ؟
نطقت جو آن بالكلمتين بلهجة حزينة . قبل التعرف إلى باركر ، لم تكن بايلي قد عرفت سوى القليلي القليل من طبيعة صديقتها الرومانسية .
انهت بايلي الحساء ، ونظرت إلى ساعتها ، فأدركت أن امامها أقل من 5 دقائق لتعود إلى عملها .
قالت جو آن : بالنسبة إلى اليلي .. سأمر لآخذك ، حوالي الساعة السادسة والنصف وهذا يتوقف على السرعة التي سأعود فيها إلى البيت وأحضر فيها الطعام .
- السادسة والنصف وقت ممتاز .
افترقتا واسرعت بايلي إلى مكتبها وأول ما وقع عليها نظرها باقة الورود الحمراء على مكتب الإستعمالات .
سألت وهي تخلع معطفها وتعلقة : هل اليوم عيد مولدك يا مرتا ؟
فردت السكرتيرة شاردة الذهن : ظننتها لك .
- لي أنا ؟
- البطاقة تحمل اسمك
وتوقف قلب بايلي عن الخفقان .. هل ارسل باركر لها الزهور ؟ يبدو هذا بعيد الإحتمال ومع ذلك ..
- اسمي على البطاقة ؟
- أوصلها منذ اقل من 10 دقائق رجل طويل القامة وسيم المظهر يرتدي بذلة رمادية مخططه بخيط رفيع . وبدا خائب الأمل حين قلت له أنك خرجت للغداء مبكرة .. من هو هذا الرجل على أي حال ؟ يبدو لي مألوفاً .
لم ترد بايلي واخذت المغف الصغير وأخرجت منه البطاقة التي كتب عليها سامحيني .. باركر .
أحست بالضيق الذي يعتصر قلبها يتلاشى فجأه .
قالت مارتا وهي تعطيها ورقة مطوية : اوه كدت انسى بما انه لم يجدك ترك لك رسالة .
حملت بايلي الورد الأحمر بيد والرسالة باليد الأخرى وسارت ببطء إلى مكتبها وباصابع تحترقها الشوق فتحت الرسالة التي تقول بايلي انا آسف لأنني لم اجدك .. يجب ان نتكلم .. هل يمكنك أن تتناولي العشاء معي الليلة ؟ إذا وافقتي سأمر لإصطحابك عن الساعة السابعة ... وبما انني مشغول طيلة بعد الظهر اتركي لي رسالة مع روزان .
ودون رقم هاتف مكتبة فمدت بايلي يدها إلى الهاتف من دون تفكير وردت موظفة الإستعلامات الودودة الكفؤه عند اول رنة .
- مرحباً روزان .. انا بايلي
- اوه بايلي اجل يسرني سماع صوتك . قال السيد ديفدسون .
- تأخرت دقائق ففاتني رؤيتة .
- لا بد أن الأمر محبط لكليكما كنت قاقة علية هذا الصباح فقد جاء إلى المكتب ولم يستطع الجلوس هادئاً عملت مع السيد دايفدسون لعدة سنوات ولم ارهيوماً بهذا الشكل .
- لا بد أن امراً هاماً يتعلق بعمله يشغلة .
لكن المرأة اصرت : لا لا اظن . عاد إلى مكتبة ثم عاد فوراً ليسئلني ما إذا كنت اقرأه روايات عاطفية . انا أقرأها احياناً ، مما ارضاه على ما يبدو ، فجذب كرسياً وبدأ يطرح علي عن شخصية البطل فأجبتة بقدر ما استطعت .
- انا واثقة من انك كنت ناجحة في ذلك .
- لا شك في هذا . لأنه ابتهج وسألني أي نوع من الزهور يعجب المرأه أكثر وقلت له انها الورد ، وراح يفتش في دليل الهاتف عن بائع الزهور .. ولسوء الحظ لم يعدة أي بائع زهور في ايصالها هذا الصباح ، لذا قرر ان يوصلها بنفسه ولقد اتصل منذ دقائق ليقول لي انك ستتصلين اليوم وإن علي ان اتلقى منك رسالة .
- لقد عدت لتوي من ساعة الغداء
إذن صباح باركر لم يكن افضل من صباحها وأحست بايلي في الإبتهاج . لقد تمكنت من ان تبدو خالية البال في حظور جو آن لكنها تشعر بكتئاب رهيب بل اسوء من ذلك . ولم ترغب في بخث امر بؤسها فمن الأسهل أن تدعي أن باركر لا يعني لها شيئاً .
لكن جو آن على حق إنها فعلاً بائسة .
- هل يمكن ان تقولي للسيد دايفدسون إنني سأكون مستعدة عند الساعة الـ 7 ؟
ستتصل بجو آن لاحقاً لتقول لها أنها لن تتمكن من حضور اجتماع النقاد .
قالت روزان : اوه .. يا إلاهي .. هذا خبر جيد . سأمرر الرسلة ما إن يتصل . أنا مسرورة جداً فالسيد دايفدسون رجل عزيز جداً . لكنة يعمل بجهد كبير . وهو يحتاج منذ زمن إلى فتاه لطيفة مثلك .. أليس من العجيب أنكما تعرفان بعضكما البعض منذ زمن بعيد ؟
- حقاً ؟
- أوه .. أجل .. ألا تذكرين ؟ لقد جئت إلى المكتب ذلك الصباح وقلت لي ان السيد دايفدسون صديق قديم للعائلة . لا بد انك نسيت ذلك .
احست بايلي بالحرج للكذبة السخيفة وتمتمت : اوه .. اوه .. اجل . حسناً جداً اعطة الرسالة وسأكون ممتنة جداً .
- سأعلمة في اسرع وقت ممكن .
وترددت المرأه قليلاً وكأنها تود أن تضيف شيء ما ثم اتخذت قرارها وتسارعت الكلمات على شفتيها : كما ذكرت سابقاً إني اعمل مع السيد دايفدسون منذ سنوات عدة ويجب ان تعرفي إنها المرة الأولى التي يرسل فيها ورود إلى امرأه .
احست بايلي وكأنها تحلق فوق السحاب .. وفي الخامسة تماماً سارعت إلى متجر قريب وفي تحمل وردة واحدة طويلة وما هي إلا دقائق حتى وجدت فستاناً من الحرير قرمزي اللون كان باهض الثمن لكنه بدا رائعاً عليها . وسارعت إلى متجر الأحذية لتشتري حذائاً يليق بفستانها الجديد ثم ابتاعت قرطين وعقداً من الذهب .
وما إن انهت حتى اسرعت إلى نفق القطار محملاً بما اشترتة بالوردة الجمراء . ولم تهتم بما دفعتة ثمن لهذا الأغراض فجل ما ارادتة هو ان تبدو جميلة لأن باركر يستحق ذلك . لم تتلقى الورود يومماً وكلما فكرت لالأمر احست بقلبها يذوب بين ضلوعها . ياله من تصرف ! زقد حث الأمر مع السيدة سنايدر ايضاً . ومع حلول الساعة السادسة والنصف كانت شبة جاهزة لكن بقي عليها أن تسرح شعرها وتجدد زينتها ولن يتطلب هذا وقتاً طويلاً . وكانت تقف امام المرآه تتأمل منظرها وتصلح حندامها حين سمعت قرعاً على الباب .
اووه .. لا .. ! وصل باركر مبكراً .. ومبكراً جداً . فإما أن تطلب منه ان يعود لاحقاً وإما أن تسرع لئلا ينتظرها طويلاً . ومررت اصابعها في شعرها ثم فتحت الباب بلهفه .
سألتها جو آن : هل انت جاهزة ؟
ودخلت وهي تحمل كتابها في يد وحقيبة يدها في الأخرى ونظرت مشدوهه إلى بايلي قبل ان تقول : جميل جداً .. لكنك متألقة أكثر من الازم لحضور جلسة النقد .
- اوه ... لا .. نسيت أن اتصل بك .
كيف أمكنها ان تنسى ؟
- تتصلين بي ؟
أحست بايلي بالذنب ، وهو احاس أصبحت تألفة . لقد شغل باركر كل افكارها منذ رأته للمره الأولى .
لكن ليله امس كانت نختلفة . فمنذ انفصالها عن توم ، وهي تشعر بالجمود ، وكأن مشاعرها ماتت . لكن دفء باركر وكرمه ، جعلا الجليد يذوبان تدريجياً .
قالت جو آن معلقة : أرسل لك احدهم ورود حمراء
ودخلت الغرفة لتشمها بتقدير .
- أظنها من باركر ؟
هزت بايلي رأسها وأجابت : وجدت دزينة منها في مكتبي حين عدت من الغداء .
ابتسمت جو آن بخبث مزعج فتمتمت بايلي تشرح : لقد مر بالمكتب أثناء غيابي ، ولم نرى بعضنا ..
دارت جو آن حولها ، تبدي اعجاباً صريحاً بالفستان .
- وستخرجان لتناول العشاء ؟
ووقعت عيناها على الفستان الجديد المناسب لفستانها .
أجابت بايلي : العشاء ؟ ما الذي اوحى لك بهذه الفكره ؟
- الفستان الجديد
ضحكت بايلي بتوتر وسألتها : هذ الشيء القديم ؟
فشدت جو آن بطاقة السعر المتدلية من كم بايلي وانتزعتها .
تأوهت بايلي وقالت : مضحك جداً !
ونظرت بايلي إلى ساعتها وتأوهت ، آمله أن تفهم جو آن التلميح .
وبدت جو آن مسرورة جداً بتغير الوضع وتحسنة .
- إذان ، أنت مستعدة لنسيان ما مضى مع باركر ؟
- جو آن .. أرجوك .. سيصل في أي لحظة .
وبدا ان صديقتها تتلذذ في تجاهل توسلاتها : انت فعلاً مغرمة بهذا الرجل .. ألي كذلك ؟
- بلى .
- وكيف تشعرين حيال هذا ؟
وكادت بايلي تختنق وهي تجيب ساخطة : وكيف اشعر برأيك ؟ لقد نبذت مرتين .. وانا خائفة حتى الموت .. والآن .. ألا تظنين أن الوقت قد حان لترحلي ؟
وحاولت أن توصلها إلى الباب .. لكن صديقتها لم تفهم الرسالة ، فأمسك بايلي بمرفقها ، قائلة : آسفة لاضطرارك إلى المغادرة بهذه السرعة . لكنني سأوصل تحياتك إلى باركر .
تنهدت جو أن وقالت : حسن جداً .. حسن جداًً .. أستطيع فهم التلميح حين اسمعة .
لكن بايلي شكت في ذلك : ولي للأخريات إن امر ما طرأ .. لكنني سأحضر الاجتماع القادم بالتأكيد .
ووضعت يدها على ظهر جو آن تدفعها إلى الخارج : وداعاً جو آن .
فقالت جو آن من على عتبة الباب : سأذهب .. سأذهب .
ثم استدارت فجأه لتواجه بايلي بجدية : عديني بان تقضي وقتاً طيباً .
- اعدك بذلك .
هذا " إذا " استطاعت أن تستعد قبل أن يصل باركر .. و " إذا " استطاعت ان تسيطر على توترها ... و " إذا " ..
ما إن رحلت جو آن ، حتى صفقت بايلي الباب وسارعت إلى حمامها . كانت تضع العطر على رسغيها حين سمعت من جديد قوعاً على الباب ، فأخذت نفساً عميقاً وفتحت الباب ، وهي تتوقف أن تجد جو آن مع مزيد من النصائح .
همست بالضطراب وكأنه آخر شخص تتوقع رؤيته : باركر .
قطب وقال : لقد وصلتني الرسالة بشكل صحيح .. أليس كذلك ؟ ألم تتوقعي حضوري ؟
- أوه .. بلى .. بالطبع .. ادخل ، ارجوك .
استرخت تعابيؤ وجهه وقال : عظيم .
دخل الغرفة ، لكن عينيه لم تتركا عيني بايلي ابداً .
- أرجو ألا قد جئت مبكراً .
أخذت تلوي يديها ، وتنظر إلى حذائها كتلميذه خجولة .
- أفهم من هذا أنك استلمت الورود .
فردت مقطوعة االأنفاس : اوه .. أجل .
ونظرت إلى الورد التي حملتها معها إلى البيت : إنها جميلة . تركت الباقي على مكتبي . إنه تصرف رائع منك .
- إنها الطريقة الوحيدة التي وجدتها لأعتذر .. ولم اعرف ما إذا كان البطل يتصرف على هذا النحو أم لا .
- إنه .. يفعل .
- إذن ، بقيت ضمن إيطار الشخصية منرة اخرى .
- أجل .. ونجحت .
- جيد .
وافتر ثغرة على ابتسامة ساحرة .
- جاء موعد العشاء هذا من دون سابق انذار .
قالت : لا أمانع في تغيير خططي .
صحيح أن مجموعة النقد مهمة ، لكن الجميع يتخلف احياناً .
- اعتقد أنه كان علي أن اشرح لك أننا سنتناول العشاء في منزل والدي . فهل تمانعين ؟
والده ؟ وتوتورة أعصاب بايلي ، لكنها ردت لتطمئنة : يسرني لقاء عائلتك .
وتمكنت من ان تبتسم له .
- امي وابي متشوقان لمقابلتك .
- حقاً ؟
كانت تفضل ألا تعرف هذا ، وذكر باكر لها أمام عائلتة شكل مفاجأة لها .
سألها : كيف كان يومك ؟
وتقدم بعفوية نحو النافذة ، فأخفضت بايلي عينيها وأجابت : كانت فتره الصباح عصيبة .. لكن بعد الظهر .. كان رائعاً
- لقد تصرفت بالأمس كغبي غيور ، أليس كذلك ؟
ولم ينتظر ردها بل تابع يقول : حين رأيتك ترقصين مع رجل آخر ، جل ما اردته هو ابعادك عنه .. ولست فخوراً بطريقة تصرفي .
ومرر اصابعة في شعرة ، ليفضح توتراً اكبر .
- لا بد أنك عرفت أنني لست بارعاً في الرقص .. وحين طلبت منك ذاك المتخلف من السبعينات مشاركته الرقص ، لم اعترض .. وإذا اردت الحقيقة ، احسست بالرتياح . لا شك انني افسدت صورة البل ، لكن صدقيني كان هذا همي الأخير . أعرف انه يعني لك الكثير ، لكنني لا أستطيع أن أغير شخصيتي .
- ولا أتوقع منك أن تفعل .
هز رأسه وقال : أسوء لحظة في الأمسية كلها ، هي تلك التي خدعت فيها نفسي لأتخلص مما كنت اتطلع إلية بشوق
- وما هو ؟
- أن ابعد الجميع وأحتفظ بك لنفسي ..
- أوه .. باركر ..
وأدركت انها ستبكي احباطاً إذا ما استمر بكلامه الحنون هذا وإذا ما بقيت عيناه تلتهمانها وقد استعرت فيها ناراً كادت أن تقضي على دفاعتاتها وتقوض سيطرتها على اعصابها .
آهة شوق انطلقت من حنجرتها وهي ترتجف . وأحست بمشاعرها تتفتح وكأنها بتلات ورود في مستنبت دافئ .
وتلا هذا الإحساس ارتباك تشوش ، وتعاظم ارتجافها ليصبح أكثر وضوحاً .
- هل أخفتك ؟
لو يعلم .. وردت ببطء : لا ، إنما لم أعش شعوراً كهذا . حاولت اقناع نفسي بأنيي لا اريد أن اختبر هذا الشعور ، لكنني لم أنجح .
- اتعنين انك لم تعودي خائفة ؟
- ربما قليلاً .
ورفع وجهها إلية ، فظنت بايلي أنهما سيتأملان بعضهما إلى الأبد . لكن ماكس أختار تلك اللحظة بالذات ليحتج بصوت مرتفع . فقد احتلا منطقتة ، وهو لا ينظر بعين الرضى إلا من يغزوها .
قال باركر على مضض : من الأفضل أن نمضي .
- آوه .. بالتأكيد ..
كانت متوترة لفكرة لقاء عائلة باركر .. وأكثر توتراً مما يكن أن تعترف . لقد قابلت والدي توم قبل ايام من اعلام الخطوبة ، وكانت الظروف مشابهه قليلاً . فقد اعلن توم فجأه أن الوقت أزف لتلتقي عائلتة ، عندها ادركت بايلي مدى جدية علاقتهما . وكانت عائلة نوم لطيفة ، لكن بايلي احست انها تخضع للتقييم ، وجائت النتيجة إيجابية .
لم تتلفظ بايلي بأكثر من كلمتين بينما كان باركر توجهاً إلى مدينةة " دالي " حيث تغيش عائلتة . كان منزلة أنيق بطابقين من الحجر الأبيض ، وله حديقة امامية كبيرة .
قال باركر من دون تركيز : ها قد وصلنا .
ووضع يده على كتفها وهو يساعدها على الخروج من سيارتة الرياضية .
- هل هو من تصميمك ؟
- لا .. لكنني احبة .. لقد ساهم في ولادة الكثر من افكاري .
انفتح الباب الأمامي وخرج زوجان متوسطان العمر لتحيتهما .. كانت والدة باركر طويلة القامة ، مهيبة بشعرها الأبيض الجميل .. أما والدة بشعرة الرمادي اللون المميز ، فأطول بزجتة بقليلي .
قال باركر يقدمها : امي ، ابي ، هذا بايلي يورك .. بايلي ، هذه آيفون وبرادلي دايفدسون .. والداي .
قال برادلي دايفدسون بابتسامة دافئة : اهلاً بك بايلي .
وقالت ايفون ، وهي تتقدم نحوها : يسرني أن ألتقي بك .
والتفتتت بسرعة إلى باركر قبل أن تضيف : ... أخيراً .
وقال والد باركر يحثهما : هيا ، تفضلا .
وسبقهم ، ثم وقف عند الباب وانتظر ليدخل الجميع إلى بهو ضخم ، ارضه من الرخام اللماع ، باللوين الأبيض والأسود .
اقترح برادلي : ما رأيكم ببعض الشراب ؟
واختارت بايلي ووالدة باركر الشاي ، بينما اختار باركر ووالدة العصير .
قال باركر : سأساعدك ابي .
وترك المرأتان وحدهما . فقادت إيفون بايلي إلى غرفة الجلوس ، المفروشة بالجلد الأبيض والأحمر الصارخ وجلست بايلي على اريكة جلدية قائلة : بيتك جميل .
فتمتمت إيفون والإبتسامة ترتجف على فمها : شكراً لك .
تسائلت بايلي عما تجدة الأم مسلياً ؟ ربما هناك ما تجهلة ... كارثة ما أو ما شابة .
قالت المرأة المسنة : سامحيني .. روزان سنايدر وانا صديقتنان عزيزتان . ولقد ذكرتك امامي منذ اسابيع .
احست بايلي بلحظة بالرعب وهي تتذكر أنها قالت إنها صديقة قديمة للعائلة .
- أنا .. أعتقد ، انك تتسائلين لماذا ادعيت انني اعرف باركر .
- لا .. لكن اعترف أن الأمر استوقفني لحظات ، ولم اتذكر أنني اعرف احد من عائلة يورك .
شبكت بايلي يديها في حجرها : أنت على الأرجح لا تعرفين احداً .
- روزان على حق .. انت فعلاً شابة فاتنة .
- شكراً لك .
- لطالما تسائلت عما إذا كان باركر سيقع مجدداً في الحب .. لقد جرحتة ماريا كثيراً .. وكان فتياً جداً في ايامها .. فجائت الصدمة قاسية .
وترددت ، لاكنها سرعان ما اكملت بحدة : لكنني اعتقد ان هذا لا يغير الواقع .
قررت بايلي تجاهل التلميح إلى أن باركر يحبها .. فأمامها الآن اهتمامات اخرى عليها أن تواجهها .
- هل قال لك باركر كيف التقينا ؟
وتمنت ألا بكون قد ذكر الكثير من التفاصيل عن لقائهما في القطار السريع .
لكنها سمعت باركر يجيب وهو يدخل الغرفة : بالطبع قلت لها .
وجلس إل جانبها ، وأسرت عيناه الضاحكتان عينيها ثم اضاف : لقد ذكرت أن بايلي كاتبة رومانسية واعدة ، ألم افعل يا امي ؟
- اجل فعلت .. وارجو أن تكون قد قلت لها انني قارئة متلهفة .
- لا .. لم افعل بعد .
تحركت بايلي بغير ارتياح في مقعده . لا عجب إذاً في ان تجد إيفون دايفدسون صعوبة في اخفاء مرحها بعد أن ذكر لها باركر كيف لحقت به .
ودخل والد باركر الغرفة حاملاً صدينية الشاي والقهوة ، ثم جلس قرب زوجتة ، وراح الأربعة يتبادلون أطراف الحديث .
قالت إيفون أخيراً : سأذهب لأتفقد العشاء .
- هل اساعدك عزيزتي .
ابتسم باركر وقال : هيا اذهب يا ابي .. سأسلي بايلي ببعض الصور العائلية القديمة .
قالت بايلي ما إن ابتعد والداه : باركر .. كيف امكنك هذا ؟
- ماذا فعلت ؟
- قلت لأمك كيف التقينا . لا بد انها تظنني مجنونة !
لكن باركر ضحك ، وأجابها : الصدق افضل سياسة .
- هذا صحيح من حيث المبدأ . لكن لقائنا كان .. غير تقليدي .
- هذا صحيح ، لكن يجب أن اعترف أن وصفي لبطل كلاسيكي اطراء لغروري .
تمتمت ، وهي تضع ساقاً فوق ساق : اسحب كل ما قلتة .
ضحك باركر بخفة ، وكان على وشك أن يقول شيئاً آخر حين دخل والدة إلى الغرفة .
قال باركر : هل تحتاج لأي مساعدة يا أبي ؟
فرد برادلي دايفدسون مبتسماً : امك ستتكفل بكل شيء وبكل سرور .. فلن يعلن ابننا كل يوم انه وجد المرأه التي يريد الزواج بها .


هبهوبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس