عرض مشاركة واحدة
قديم 31-12-09, 11:22 PM   #94

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي


دخلا المصعد ، فارتفع إلى الطابق السادس ، وكان باب شقتها مواجهاً لباب المصعد ، لا يبعد عنه إلا بضع ياردات ، قالت كاترين :
سيمون ، حتى هنا يكفي ، لا تتعب نفسك ، ليس هناك ضرورة لذلك ، سوف أراك غداً
لا بأس
أجاب سيمون وفي صوته نبرة أسى ، وكأنه يتوقع أن تغير رأيها وتدعوه لتناول فنجان من القهوة في اللحظة الأخيرة ، لكن هذا لم يحدث فكاترين كانت بحاجة لأن تكون بمفردها قالت :
أسعدت مساءاً ، سوف أراك غداً
شد على أصابعها قبل أن يتركها وقال :
مساء سعيد ، احبك
إلى جانب قلقها على أختها ، لم تكن كاترين متأكدة من مشاعرها نحو سيمون ، أنه بالنسبة لها ليس أكثر من صديق ، أما الحب بحد ذاته ، فهو شعور تعلمت خلال حياتها كيف تعيش من دونه ، أحبت أبويها ، أحبتهما بعمق ، ولكنهما وضعاها في مدرسة داخلية بعيدة عن عنايتهما ، بعيدة عن الشعور بالاطمئنان في ظلهما ، وبعدما توفيت والدتها ، ظنت أن أباها سيعيش معهما ويرعاهما ، ولكنه آثر أن يسافر إلى جنوب افريقيا ويبتعد عنهما ، أما الآن فإن فكرة منح رجل حبها غير واردة في ذهنها
سارت نحو باب شقتها ، ويدها في حقيبتها تبحث عن المفتاح :
آنسة مالوري ؟

نغمة غريبة أثارت أعصابها ، وبحركة آلية استدارت وهي تمسك بحزام حقيبتها تستعدلاستعماله في الدفاع عن نفسها ، إذا اقتضى الأمر ، رأت رجلاً غريباً طويل القامة يقف وراءها مباشرة ، الرجل دعاها باسم عائلتها فلماذا ينبهها إلى حضوره ، لو كان يريد بها شراً ؟!!
من المؤكد أنه ليس لصاً ، ولكن المجرمين عادة مقبولو المظهر ، لا يدل ذلك على حقيقتهم ، لقد قرأت ذلك ، وسمعت أيضاً ، لا شك في المجلات والتلفزيون فإنهم دائماً يحذرون النساء من الغرباء ، وهذا الرجل غريب ، كان أسمر اللون جذاب الهيئة ، وليس هناك سبب يجعلها تشك في أمره ، وسألت خائفة :
ماذا تريد ؟
آنسة مالوري ، أنا لست لصاً أو مجرماً ، وأني آسف لأني أثرت فيك الرعب ، ولكني حسبت أنك سمعت وقع خطواتي
كان جسمها يرتجف وهي تجاهد لكي تبدو هادئة ، وتريد أن تقول أي شيء لكسب الوقت ، لعل أحد السكان يخرج إلى الممر ، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث ، والمصعد الذي سمعت حركته تجاوزها إلى الطابق الأعلى ، وبقيت وحيدة أمام هذا الرجل ، الغريب ، دون أمل بمساعدة من أحد ، ومع ذلك كان يجب أن تقول شيئاً ، فأجابت :
حسناً أنا لم أسمع ، ولم أتوقع زواراً في مثل هذا الوقت والساعة الحادية عشرة من الليل
أنا أ‘لم ذلك ، وأني لآسف ، ولكني بحاجة إليك آنسة مالوري ، والآن هل يمكن أن تدعينني للدخول ؟ أم تفضلين أن أبقى هنا لأقول ما جئت من أجله ؟
انتظر لحظة
وقالت في نفسها ماذا يفعل هذا الرجل هنا ؟ وبأي حق يحسب أنه يمكن أن يبادلها الحديث ؟
اسمي جيرد فريزر ، أظن أن هذا الاسم قد يعني شيئاً بالنسبة إليك ، أنا عم غلين فريزر ، وجئت لأعرف تفسيرك لهذه اللامبالاة التي تبدينها ، بينما ابن أخي يموت بسببك
2 هروب شائن


بسببي ؟!! هذا ليس صحيحاً !
أجابت كاترين ألياً وقد أحمر وجهها الشاحب عندما سمعت كلامه
نظر السيد فريزر إليها شرزاً وقال :
إذن لماذا لست في المتشفى ؟ على الأقل للتظاهري أنك مهتمة بحياته
بالطبع أنا مهتمة ، مهتمة كأي شخص آخر
أي شخص آخر ؟!! ماذا تعنين بكلامك هذا ؟!
أٌصد ، أي شخص آه ، أظن أنه من الأفضل أن تدخل ، أنت مخطئ يا سيد فريزر ، أنا لست من تظن !! أنت تحسبني فالنتينا أختي ؟ أنا كاترين
كاترين ؟!
وعندما فتحت الباب ، دفعها بعنف للداخل ، وأغلق الباب خلفها ، وقال :
أنت تكذبين
كانت أصابعه الحديدية تمسك ذراعها وتضغطها نحو الحائط بقوة ، وهو يتابع :
الأفضل أن تفكري في حيلة أخرى وبسرعة يا فالنتينا ، أنا قابلت شقيقتك كاترين عندما جئت إلى هنا بعد ظهر اليوم
أنك مخطئ ، ياسيد فريزر ، أنا كاترين مالوري ، ويمكنني إثبات ذلك ، والآن هل يمكن أن تترك ذراعي ، إنها تؤلمني كثيراً
لم يترك ذراعها ، كانت تخشى أن تحاول تخليص نفسها منه بالقوة ، فهي دون شك لا تستطيع ذلك ،انسدل شعرها حول وجهها الشاحب ، وعيناها الزرقاوات ، فهزت رأسها بلا حول ولا قوة ، بينما هو مستمر في إمساكها كسجينة ، وقال في لهجة الآمر :
كرري ما قلت ثانية
كانت قريبة منه جداً ، تحس بأنفاسه الحارة تلفح وجهها أعادت كلامها متلعثمة :
قلت لك أنا كاترين مالوري ، ولا أعرف من رأيت بعد ظهر اليوم ولكن ليس أنا بالتأكيد
فأردف قائلاً :
قالت لي إنها هي كاترين مالوري ، وأن فالنتينا ليست في المنزل ، وعلي أن أعود في وقت لاحق ، من غير أن تحدد لي ساعة معينة ، لذا عدت في السادسة ، ومرة أخرى في الثامنة ، وهذه زيارتي الرابعة يا آنسة مالوري ، ولن أذهب قبل أن أعرف منك الحقيقة
ارتعشت كاترين عند سماعها هذا الكلام ، ولكنها أرادت أن تخفف من غضبه ، فعقبت قائلة :
سيد فريزر ، ليس المهم ما قيل لك ، الحقيقة تبقى أنني أنا كاترين مالوري ، ولست فالنتينا ، وأتمنى أن تتوقف عن النظر إلي كمتهمة بجريمة
ألست كذلك؟
لا ، بالتأكيد لا ، بحق اتركني ، أترك ذراعي ، لقد أسلت الدم منها ، فأنت أطول وأعرض وأقوى مني ، ولا أظنك على أية حال تخاف أن أتغلب عليك!
أفلت الرجل أصابعة وعاد إلى الوراء ، ثم علق بخشونة :
أنت رابطة الجأش آنسة مالوري ، كان يجب أن أتوقع ذلك
قالت كاترين في نفسها لا بد أن فالنتينا تكلمت معه ، ونجحت في خداعه ، لكن لماذا ؟ ما الذي تأمل أن تجنيه من وراء ذلك ؟ بفعلتها تلك زادت الأمور تعقيداً
ما يزال السيد فريزر واقفاً أمامها ، ينتظر منها تفسيراً ، رفعت بصرها إليه وقالت :
الأفضل أن تدخل
أنارت الأضواء ، وقادته إلى غرفة الجلوس ، لكن ما هذا الذي يحدث ؟ إنها لا تصدق ولكن ها هو الرجل الغريب ، الضيف الغير مرغوب فيه ، يجلس بكل حرية ، من غير تكليف على أحد المقاعد أمامها
أفرغت كاترين محتويات حقيبتها على الطاولة في حركة سريعة ، ثم التقطت من بينها بطاقة المصرف ، ودفتر الشيكات ، وألقت بها أمامه قائلة :
أظن أن هذه الأشياء توضح لك الوقف ، وتؤكد لك أني كاترين ، وإذا كنت تريد أدلة أكثر ، فإن سيمون ، الشاب الذي كان يرافقني هذا المساء سوف
ولكنها لم تستطع الاستمرار في الكلام أكثر من ذلك وأحست بالدموع حارة تنسكب من عينيها ، أدارت ظهرها نحوه ، تمسح دموعها ، محاولة أن تضبط أعصابها
شعرت بأنه كان يقلب الأدلة التي وضعتها بين يديه ، دون أن يسرع في الاعتذار ، وأخيراً قال :
نعم هذه هي الأدلة ، ولكنني لا أستطيع التشكيك في صحتها ، فلو كنت أريد أن أتظاهر بأني شخص آخر ، علي أن أتدبر أمري واهيء الأدلة اللازمة
استعادت رباطة جأشها وقالت :
آه ، إنك إنسان لا يمكن احتماله ، لماذا لا تريد أن تصدقني ؟ لماذا أكذب عليك ؟
ولماذا تكذب أختك ؟
برهة صمت مضت ، وقف السيد جيرد فريزر بعدها ، ومشى إلى الطاولة حيث وضع ما في يده ، ثم رجع إلى مكانه ، وهو يشكرها وقد بدا أقل عداء مما كان
لم تنكر كاترين بينها وبين نفسها أنه كان رجلا مزعجاً ، مزعج بظهوره المفاجئ ، وسلوكه العدائي ، لكنه يملك عينين سوداوين فوق وجه نحيل ينطق بالذكاء ، ووجنتين مرتفعتين وأنف بارز ، وفم بشفاه رقيقة ، هي لم تر غلين مطلقاً ، ولكن إن كان يشبه عمه فيمكنها اآن أن تعرف لماذا كانت فالنتينا تراه جذاباً إلى هذا الحد
أحست كاترين بالقلق أكثر من ذي قبل ، وساءلت نفسها لماذا أتى ؟ وماذا يريد ؟ ولماذا لم يقم والدا غلين بهذه الرحلة بدل عمه ؟
رفع جيرد فريزر خصلات شعره الأسود عن جبينه ، وقال :
حسناً ، لنفترض أنني قبلت بما قلت لي الآن ، وصدقت أنك كاترين ، هذا يعني أن فالنتينا هي التي تحدثت معي من قبل ن إذن أين هي ؟
عضت كاترين على شفتيها وهي تقول :
في عملها بالتأكيد
هل تعنين أنها في المتشفى ، حيث هي طالبة تمريض ؟ لا ، إنها ليست هناك يا آنسة
ليست هناك ؟
لا
وهز رأسه واضعاً يديه على صدره العريض ، أما كاترين فقد علت الدهشة وجهها وسألت :
ماذا تعني بقولك لا؟!!
أين تظنين أني كنت هذا المساء ؟
ولكنها ينبغي أن تكون هناك ، هي أخبرتني أنها يجب أن تكون في عملها في الساعة الثامنة
ضاقت عيناه وهو يقول :
هل رأيتها ؟
نعم ، رأيتها ولكن ذلك في وقت الغداء ، عندما سمعت منها ما حدث كيف كيف حال غلين ؟
إنه لا يزال في غيبوبة ، وقد قال الأطباء أنه قد يبقى كذلك بضعة ساعات أو بضعة أيام ، أنهم لا يعلمون حتى الآن إن كان قد أصيب بارتجاج في دماغه أم لا
تراخت رجلا كاترين تحتها ولم تعد قادرة على الوقوف إلا بصعوبة بالغة ، وأحست بأنها مريضة منذ مدة ،

وتابع حديثه:
لكن ما يدهشني ، كيف جعله سوء طالعه يرتطم بذاك العامود ، مع أن ابن أخي غلين سائق ماهر ن ولا يمكن أن يصاب بحادث مثل هذا من غير سبب
و ماذا ماذا قالوا لك ؟
من ؟ الأطباء ، أم الشرطة ؟
ألقت نظراته الرعب في قلبها وهو يقول :
لم تنته تحرياتهم بعد ، وهم يظنون أن شخصاً آخر كان يقود السيارة ، من الممكن أن تكون أختك ، فهمم يعلمون أنها كانت معه ذاك المساء
قالت كاترين :
أتمنى لو أستطيع مساعدتك يا سيد فريزر
يمكنك المساعدة وأنت تعلمين ذلك ، يكفي أن تدليني على مكان أختك وهذا كل ما أطلبه منك
عندما تركتها بعد الغداء ، فهمت منها أنها ستذهب إلى المتشفى لترى غلين ، ولا يمكنني أن أتوقع غير ذلك
لكنها ليست هناك ، وليست في سانت ماري أيضاً
قالت كاترين بإصرار :
أنا لا أعرف أين هي الآن يا سيد فريزر ، أنا أنا أتمنى لو اعرف
السؤال الذي يحيرني هو ، لماذا تظاهرت فالنتينا أنها أنت؟ !!
أظن أنها فعلت ذلك عندما أدركت من تكون
كانت مذعورة
مذعورة ؟ أظن أنها كانت خائفة
خائفة ؟ ولماذا تخاف أن لم يكن هناك شيء تخفيه
آه ، أنا لا أعرف
زاد اضطراب كاترين حدة ، أولا اعتراف فالنتينا ، ثانياً مفاجأة لقاء هذا الرجل عند الباب ، ثم ما قاله لها والواقع معرفتها بما فعلت أختها كانت كابوساً مريعا ً بالنسبة إليها لا تعرف متى ستفيق منه
فركت وجنتها بيد ، وهي تومئ بالأخرى له بالانصراف ، وتقول :
أظن أنه من الأفضل أن تمضي يا سيد فريزر ، إني آسفة لا يمكنني المساعدة ، ولكني متأكدة من أن فالنتينا ستشرح لك كل شيء عند عودتها
حملق جيرد فريزر فيها قائلاً :
حسناً ، إني ذاهب الآن ، وسوف أمضي الليلة في المتشفى ، أراقب حالة غلين ، وإذا عرفت شيئا عن أختك ، أكون شاكراً لو اتصلت بي هناك
ثم فتح الباب الخارجي ، وقف لحظة ينظر إليها وقال بلطف ، لم تكن تتوقعه منه بعد عدائه السابق :
أرجو أن تكوني بخير ، أنا آسف لأني كنت قاسياً معك
تراجعت كاترين في حركة لا إرادية عندما رفع يده ، ولكن كان ما فعله أن مسح بلطف دمعة عن خدها الساخن ، بأصابع بنية اللون خفيفة باردة
وقبل أن يمضي سألت :
هل سيأتي والدا غلين إلى لندن ؟
أجاب باقتضاب :
والد غلين كان أخي الأكبر ، وعندما توفي ، رعيت مصالح والدة غلين أرملة أخي ، كما قبلت دور الوصي على الابن
آه ن فهمت ، حسناً ، أسعدت مساءً يا سيد فريزر
أسعدت مساءاً آنسة مالوري
استدار جيرد بكثير من الادب وخرج ، أغلقت الباب بعنف خلفه عندما سار باتجاه المصعد
عادت كاترين إلى غرفة الجلوس ، وهي ما تزال ترتجف ، جمعت محتويات حقيبة يدها ن وأعادتها إلى مكانها ، وأخذت تفكر بالأمور لا علاقة لها بالموضوع
كانت شقيقتها متواضعة المظهر ولم تستطع إلا أن تفكر بماذا يمكن أن يكون رأي جيرد فريزر بها لا شك أن منزله فخم وعلى آخر طراز ، هذا ما يبدو من ثيابه وهيئته رفعت كاترين يدها إلى رأسها في حركة عفوية ، ووجدت أن الدبابيس سقطت من شعرها ، وأنه محلول على كتفيها وتسألت ماذا يمكن أن يكون رأي جيرد فريزر أمام أناقة النساء الكنديات ، والأمريكيات ، اللواتي شاهدتهن في المجلات والتلفزيون أما هي فماذا عن عينيها المحمرتين ، وأنفها السائل ، وشعرها الذي يبدو كأنه لم ير فرشاة منذ بضعة أيام ، حتى قميصها الذي كان يبدو أنيقاً في الصباح فقد رونقه أثناء النهار
هزت رأسها وأطفأت أنوار غرفة الجلوس ، وذهبت إلى غرفة نومها .حانت منها التفاته إلى نفسها في المرآة ، فوجدت أن زينتها جميعها قد زالت عن وجهها قالت تعاتب نفسها بمرارة : ترى ألا يوجد لدي أمور أكثر أهمية من مظهري ، أفكر بها الآن ؟!! ترى في أي مكان على وجه الأرض توجد فالنتينا الآن ؟ وماذا ترجو من اختفائها ؟!!
اغتسلت كاترين بسرعة ، وارتدت قميص نومها ، وجلست أمام المرآة تسرح شعرها الحريري الذهبي الذي كان ينسدل على كتفيها حتى خصرها ، غزيراً ناعماً ، نظرت إليه بإعجاب ، فقد كانت تعتقد إنه أجمل شيء فيها ، متجاهلة جمال عينيها الواسعتين البنفسجيتين
ومرة أخرى أنبت نفسها ، عضت على شفتيها بمرارة ، أهذا وقت التفكير بشعرها ، بجمالها ، برأي جيرد بشقتها ، بها ؟!! إن أهم من هذا كله ، أين أختها ؟ أين فالنتينا ؟ ولكن على الرغم من كل ما مر بها ، عندما استلقت على سريرها ، سرعان ما استغرقت في نوم عميق
كان النور يغمر الغرفة عندما صحت كاترين في الصباح ، والساعة تشير إلى ما بعد التاسعة بقليل لم يكن الوقت متأخراً بالنسبة لها في يوم السبت ، ومع ذلك غادرت الفراش ، وألقت على كتفيها مئزر الصباح ، أحست بالبرودة تتسلل إلى أطرافها ، فأدارت مفتاح التدفئة المركزية ، ثم سحبت الستائر عن النوافذ ، ووضعت إبريق الشاي على النار أخذت الصحف اليومية من الصندوق المخصص لذلك وفجأة خطرت فالنتينا ببالها من جديد ، لماذا جاءت إلى المنزل يوم أمس ؟ وما الذي كانت تبغيه من انتحال شخصيتها يا ترى ؟
بالتفاته لا إرادية نحو غرفة أبيها التي كانت تشغلها شقيقتها بعد سفره ، توجهت مباشرة إليها وفتحت الباب كانت تتوقع أن ترى الغرفة قليلة الترتيب بعد زيارة أختها في اليوم السابق ولكن شيئاً من هذا لم يحدث ، فقد كانت الغرفة على حالتها المعتادة إلا أن هناك ما لفت انتباهها ، سرت رعشة قلق في عروقها ، فقد كانت طاولة الزينة خالية من كل ما كان عليها من عطور وأدوات تجميل تقدمت بسرعة إلى الداخل ، فتحت الأدراج التي تضع فالنتينا فيها حاجياتها ، واحد تلو الآخر ، ولكنها جميعاً كانت فارغة وبمعنى آخر فإن كل الأغراض التي تخص أختها وكانت متبقية هناك قد اختفت ، ابتلعت كاترين ريقها وضبطت أعصابها ، فتحت خزانة الملابس وكذلك لم تجد أثراً لثياب أختها
إذن هذا هو سبب مجيء أختها يوم أمس إلى الشقة وهذا ما كانت تفعله عند قدوم جيرد فريزر ، ولا عجب أنها كذبت عليه وخدعته ، فقد كانت تخطط للرحيل
ملأ الخوف والقلق قلبها ، وارتجفت بمرارة ، ولكن لا بد وأن تكون فالنتينا قد تركت لها رسالة أو كلمة أو شيء آخر في مكان ما ، تعلمها فيها إلى أين ذهبت أو أنها ستعود ، ولكنها بحثت في جميع أنحاء الشقة من دون أن تجد شيئاً ينبئها بذلك ، فهزت كتفيها وقالت في نفسها كم سيبدو اختفاؤها مريباً
فجأة مرت صورة جيرد فريزر في خيالها ، ماذا سيفعل جيرد عندما يعلم بذلك ؟ من الممكن أن يقدم شكوى ضدها ويطلب القبض عليها يا الله كم تأزم الموقف
هزت كاترين رأسها ، كانت بعد ظهر الأمس قد ظنت أنه لا يمكن أن يكون هناك وضع أسوأ مما كانت فيه


monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس