أنهم جيران أذن , وهذا يعني أن سيرينا زائرة دائمة لمزرعة نيكولاس , أن الأمر واضح جدا من خلال طريقة أقترابها منه هذا المساء , ولكن لماذا يزعجها ذلك؟". " لقد قالت أنكما على موعد؟". رد بصوت كسول: " مجرد فيلم سينمائي في القرية". تابعت كيلي الحديث وكأنها تستدرجه للأعتراف: " أنت لم تذهب لأن الوقت متأخر , ولا شك أنها أنزعجت من ذلك؟". أجاب بهدوء: " سيرينا تنزعج؟ أبدا, فهي تفهم وضعي , على كل ليس هذا موعدنا الأول... ولن يكون الأخير". ورغما عنها , أحست كيلي بطعنة في صدرها عندما سمعت الكلمات الأخيرة , لم يكن هناك سبب لذلك , فهي لم تغيّر نظرتها الأولى لنيكولاس , وكل ما فعله وقاله منذ تعرفت عليه أمس , يجعلها تزداد كرها له وأبتعادا عنه ,ويضاف الى ذلك أنها مخطوبة لرجل آخر وستتزوج قريبا. وأنقذها صوته من حيرتها وتساؤلاتها عندما قال: " وأنت كيف كان موعدك؟". وللحظات أحست كيلي بالحيرة: " موعدي؟ آه... تقصد السهرة مع أندرو لانغ؟ أنها لم تكن موعدا أبدا". أجابها متسئائلا: " حقا؟ خيّل أليّ أنكما أتفقتما على موعد بعد العشاء, وحيث أن الرجل لم ينضم الى زملائه في سهرتهم , فقد كان ينتظرك ولا شك! ". ووجدتها فرصة للهجوم عليه: " وماذا ينيك في الأمر؟". رد بلا مبالاة : " لا يعنيني أبدا , لكنني أتساءل عن موقف خطيبك من ذلك؟". علقت بهدوء: " غاري يثق بي تماما ... وقد أكدت لك ذلك من قبل". قال ساخرا: " هذا ما قلته بالفعل". حبست كيلي أنفاسها وهي تقول: " لماذا تكرهنا الى هذا الحد؟". رد نيكولاس بأندهاش: " أكرهكم ؟ أنا لا أكرهك يا كيلي , ولا أكره غاري أيضا ". " لكنك تحتقرنا!". ظلت نبرة صوته قاسية وهو يقول: " لنقل أنني لا أحترم الناس الذين يعيشون عالة على الأخرين ". سألته والغضب يغلي في دمها: " هكذا ترانا أذن؟". " ماذا تسمين الرجل الذي يستعمل خطيبته الثرية لشراء كل ما يريده ؟ ثم يقبل أن تستعمل المزيد من مالها حتى يريح ضميره وضميرها؟( وأضاف بعد تردد) أو أنك تريدين أراحة ضميرك فقط؟". وعندما لم يسمع منها جوابا, أضاف: " أن صمتك هو الجواب الحقيقي". ردت بمرارة واضحة: "لن أحاول أن أدافع عن غاري أمامك , لكن هل تعتقد أنني عالة أيضا؟". " وماذا غير ذلك؟ هل قمت طيلة حياتك بعمل حقيقي مفيد غير ما فعلته اليوم؟". خيم الصمت مرة أخرى , ليس هناك فائدة من أخباره عن العمل الخيري التطوعي الذي تقوم به أربعة أيام في الأسبوع , حيث تزور المستشفيات لراية الأطفال المرضى ومساعدتهم في دروسهم وهواياتهم , أنه لن يصدق ... حتى لو فعل, فأن ذلك لن يغير شيئا. وفاجأها بسؤال مس جانبا حقيقيا في علاقاتها مع الآخرين : " وهل تعرفين فعلا طبيعة الناس الذين تتخذينهم أصدقاء لك؟". فأجابت بتردد: " في بعض الأحيان , لكنني أعرف أن غاري يريدني لشخصي وليس لمالي". توقعت أن يرد عليها بتعليق قاس ساخر , فأستعدت له , لكنه ظل صامتا ... فأضافت تقول: " وأنت يا نيكولاس , هل يعني لك شيئا كوني أبنة روبرت ستانويك؟". وجاء الجوال اللامبالي: " لا شيء على الأطلاق... هل أزعجك ردي؟". ردت ببساطة: " أبدا". وأستغربت في أعماقها كيف أن أجابته أسعدتها بدل أن تغضبها , فبعد سنوات من العلاقات مع أناس كانوا يطلبون رضاها لمجرد أنها أبنة الصناعي الثري , أصبحت تفرح أذا وجدت شخصا لا يهمه من أمر ثروة عائلتها شيء على الأطلاق , ولشدة خوفها ودهشتها وجدت أنها تتمنى لو أستطاعت الأرتماء بين ذراعيه بهدوء وحنان , ولكن كيف يحدث هذا ,وهي التي تفاخر صديقاتها بعقلانيتها وسيطرتها على نفسها؟ أن هذا الرجل يملك سحرا يجعل من الصعب على أية أمرأة مقاومته. وللخروج من هذه الأفكار والمشاعر المتضاربة , قالت وهي تجاهد لأخفاء أضطرابها: " تصبح على خير ... أنا ذاهبة للنوم الآن". قال وهو يقترب منها: " طالما أننا ذاهبان الى المكان نفسه , فلا بأس من أن نترافق!". جمدت كيلي في مكانها وقد علتها الدهشة والحيرة , أن الكوخ في الجهة الأخرى من الفندق , فماذا يقصد بالضبط؟ لقد كانت ماري واضحة تماما عندما أكدت لها أن نيكولاس سينام في الفندق , لذلك قالت: " لم أفهم ما قلت". |