عرض مشاركة واحدة
قديم 17-01-10, 05:09 PM   #39

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لكن قرارها بالبقاء في الفندق اليوم وضع مسألة زواجها من غاري في مهب الريح , أنها كمن وقع في الفخ ,لقد ذهب نيكولاس وماري منذ نصف ساعة الى المستشفى وليس بالأمكان أستدعاؤهما للتراجع عن البقاء , المشكلة أن الفخ من صنعها هي ... أذ كان بأمكانها الرفض, خاصة وأن ماري أكدت زوال الخطر عن جورج , لكنها لم تفعل.
سارت كيلي ناحية أحدى الطاولات وأنهمكت في ترتيب المناشف , عليها أن تتجنب نيكولاس , أو على الأقل جعل أجتماعاتهما محدودة قدر المستطاع , فأذا كانت العواطف العمياء قد أوقعتها في الفخ, فأن المنطق العاقل سوف يخفف مخاطر السقوط المريع.
كان النهار قد أنتصف عندما لمحت كيلي سيارة نيكولاس البيضاء تتوقف أمام مدخل الفندق , وفور رؤيته توترت أعصابها بشدة , لكنها عادت وسيطرت على نفسها بجهد بالغ , فلقد أتخذت قرارها وعليها الألتزام به, وهكذا أسرعت الى المطبخ للأشراف على أعداد الطعام , متعمدة عدم النظر ناحية الباب كي لا تفاجأ به واقفا هناك كعادته.
وراحت تفكر كيف يمكنها تجنب تناول الغداء معه ,ولكن الأمور كانت أسهل مما توقعت , أذ يظهر أن نيكولاس كان مشغولا بأمور تعلق بالمزرعة , وعندما أبلغته كيلي بواسطة الخادم أنها غير قادرة على مشاركته الغداء لم يعترض, بل أنهى طعامه بسرعة وغادر الفندق متوجها الى المزرعة.
كان أندرو جالسا على الشرفة عندما أنهت كيلي طعامها, وتساءلت وهي تجلس الى طاولته ما أذا كان ينتظرها عمدا , أم أن الأمر حدث صدفة؟ وقد أبدى سرورا ممزوجا بالأستغراب لقرارها بالبقاء في الفندق وقال:
" هل ضغط عليك فان ميجدين للبقاء؟".
أبتسمت كيلي وقالت:
" نيكولاس؟ لا أبدا, فجورج لم يتحسن بعد , وفي مثل هذه الظروف من الأفضل أن تبقى ماري الى جانبه".
ظل أندرو صامتا للحظات وكأنه لا يصدق ما أخبرته به كيلي , لكنه قال أخيرا:
" لست متأسفا لبقائك , بل أنا سعيد جدا , المؤتمر سينتهي غدا يا كيلي , لكنني أستحق أجازة , وربما أمضيها هنا أيضا!".
كانت كيلي تحدق في الجبال البعيدة , غير أن دفء عبارات أندرو جعلها تلتفت ناحيته فتابع يقول:
" ما رأيك في ذلك يا كيلي؟".
لم تستغرب هذا السؤال المليء بالعبارات والمعاني , فقد أظهر أندرو منذ البداية أعجابه بها , ومحاولة التقرب منها , ألا أنها ليست في وارد أضافة متاعب جديدة الى ما هي عليه الآن , فهناك غاري أولا والخطوبة التي بدأت تشعر بالندم للأقدام عليها , ثم يأتي نيكولاس والأنجذاب الذي فجره في نفسها ,وأخيرا جاء أندرو الرجل الذي تحترمه وتعب به ... كصديق فقط , وكانت ترغب أن تطلب منه ألا يدمر هذه العلاقة الطيبة وهي بأمس الحاجة الى صديق.
لكنه سبقها متسائلا:
" ماذا قلت يا كيلي؟".
ردت بثبات:
" أظنها فكرة جيدة , فقد تعبت خلال المؤتمر , وليس أفضل من هذه المنطقة الساحرة للترويح عن النفس".
أزدحمت تعابير وجهه بمشاعر الأحباط وهو يستمع منها الى ذلك الجواب العام , لكنه سرعان ما سيطر على نفسه وعاد يبتسم بهدوء .... غير أن كيلي شعرت بالأسف العميق لأنها جرحته من حيث لا تعلم.
وعندما أنهت كيلي شرابها , ألتفتت الى ساعة يدها , ثم نهضت واقفة:
" حان وقت العودة الى العمل , شكرا على دعوتك يا أندرو".
" هذا من دواعي سروري".
وكانت كيلي على وشك أن تغيب عنه , عندما قال فجأة:
" عليك بالأحتراز من فان ميجدين".
أنقطعت أنفاس كيلي دهشة وصرخت قائلة:
" ماذا؟".
" أنه رجل صلب يا كيلي , كما وأنه على وشك أن يخطب".
أبتلعت ريقها بصعوبة , ثم قالت:
" وأنا مخطوبة أيضا".
ثم أضافت في محاولة لترطيب الجو:
" شكرا على التحذير يا أندرو , لكن لا داعي للخوف علي أبدا".
تمكنت كيلي من تجنب اللقاء بنيكولاس طيلة ما تبقى من النهار , مع أنها كانت تلمحه بين الحين والآخر بشكل خاطف , وحدث عندما كانت في المطبخ في أحدى المرات أنها شعرت بمن يراقبها ,لكنها تعمدت الأنهماك في أعمالها بحيث لم تنظر اليه أبدا... الى أن رحل.
حان موعد العشاء , وجاءت معه اللحظات الحرجة التي تتطلب منها الأتصال بغاري لأبلاغه بالتطورات الجديدة على صعيد بقائها في الفندق , فهي ما زالت تذكر ثورة غضبه عندما حدثته أول مرة , ولا شك أن ثورته الليلة ستكون أعنف عندما يعلم بأنها ستبقى لمدة غير محددة , لكن كيف أمكنها أن تتخذ قرارها دون التفكير بغاري؟ وكما توقعت تماما ,كان غاري شديد الغضب وهو يقول:
" ماذا تفعلين هناك بحق السماء؟".
" أنني أساعدهم في الفندق..".
" لكنك قلت يومين فقط, أخبريني كافة التفاصيل يا كيلي!".
حاولت أن تحافظ على هدوئها قائلة:
" غاري.... أرجوك حاول أن تفهم".
" كلا يا كيلي لن أفهم, ولا أريد أن أفهم , أن تمثيلية الكرم والأخلاق قد أنتهت , أظن أن المدعو فان ميجدين له علاقة ما بهذا الأمر".
فوجئت بصدق توقعاته , لكنها قالت:
"لا , لست واقعة تحت تأثير نيكولاس .... السيد فان ميجدين ...".
أجابها بعنف صاخب:
" الى الجحيم به....".
جاهدت كي تحافظ على أعصابها وهي تقول:
" جورج أندرسون ما زال بحاجة الى علاج".
" لكنك قلت أنه خرج من مرحلة الخطر".
" لقد خرج من الخطر , لكن ماري يجب أن تظل الى جانبه".
أجابها بنفاذ صبر:
" لست موافقا على بقائك هناك".
ردت بلطف:
" أما كنت ترغب أن أكون الى جانبك لو أصابك شيء؟".
فوجئت بلهجة جديدة في صوته:
" هل أنت متأكدة من رغبتك في البقاء معي مهما كانت الظروف؟".
كان السؤال مفاجئا بحيث عجزت كيلي للحظات عن أيجاد الجواب المناسب , ولم يكن عجزها بسبب الخوف من التخلي عن غاري ,بل من النتائج التي ستنجم عن فسخ خطوبتها في هذا الوقت بالتحديد.
وتابع غاري يقول:
" حسنا يا كيلي, هل أفهم أنك راغبة في فسخ الخطوبة؟".
كان صوته ممتلئا بالمرارة , لكنها واجهته بهدوء:
" طبعا لا".
ثم أضافت بعد تردد:
" لكن يا غاري ربما من الأفضل أن نعطي أنفسنا فرصة أخرى...".
سمعت شهقة خفيفة على الطرف الآخر , ثم جاءها صوته مضطربا:
" أذن أنت تريدين أنهاء علاقتنا!".
أجابته بتردد:
" لست أدري.... أنها... ربما كنا قد أسرعنا في الخطوبة ... أننا.. أننا لا نعرف بعضنا البعض تمام المعرفة".
ثم أضافت بصوت قوي:
" كل ما أقصده هو أعطاء أنفسنا المزيد من الوقت كي نفكر في ما نحن مقبلان علي".
أسترد غاري أعصابه ورد بغضب مكتوم:
" قولي للمدعو نيكولاس فان ميجدين الأبتعاد عن طريقي, وسأفك رقبته أذا لم يفعل!".
لم ترد كيلي على ملاحظته , فهي موقنة أن نيكولاس سيلقن غاي درسا لن ينساه أذا ما تجرأ وتعرض له, وتابع خطيبها الحديث قائلا:
" حسنا يا كيلي, لكن يجب أن نفكر في الموضوع سويا".
" هذا ما قصدته بالضبط".
ثم أضافت في محاولة لأنهاء المكالمة:
" سأتصل بك بعد يوم أو أثنين يا غاري".
قبل هذه المكالمة , كانت فكرة تناول اعشاء مع نيكولاس تؤرق تفكيرها , أما الآن فهي لا تستطيع أحتمال المزيد من المنغصات , فالمسألة باتت أبعد من السخرية التي يواجهها بها , بل وأبعد من التأثير العاطفي الذي يتركه فيها ... فقد أوشكت على فسخ خطوبتها وهنا يكمن الخطر الكبير.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس