عرض مشاركة واحدة
قديم 20-01-10, 02:33 AM   #17

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي


قفزت الكلمات إلى ذهنها ! ما الذي قاله هذا الرجل بحق الجحيم ؟ تحدث عن مائة ألف جنيه .. لا يمكن أن يكون ذلك صحيحاً إن التفكير بمثل هذا المبلغ أقوى من طاقتها مع هذا المبلغ سوف تتمكن من مغادرة لندن يمكنها أن تشتري شقة بل منزلاً صغيراً .. أن تستغني عن الدعم المالي الذي يوفره لها مكتب الشؤون الاجتماعية
أن تتوقف عن العمل .. أنم تجد الوقت الكافي لرعاية بنجي كما يجب .. يمكنها القيام بمشاريع للمستقبل .
في الجهة المقابلة من الطاولة ضاقت عينا رافايللو وهو يفكر أنها ابتلعت الطعم كما أراد تماماً بإمكانه أن يرى ذلك لقد عمل جاهداً كي يصل إلى تلك النقطة .. بذل جهداً اكثر مما كان يتصور لكنها بدأت تتجاوب أخيراً .
يا إلهي ! قد يصاب والده بذبحة قلبية عندما يعرف أن ابنه تزوج من امرأة لديها طفل في سنته الثانية وهي تعمل في تنظيف المراحيض وتبدو أقذر من مؤخرة حافلة ركاب لكن ذلك سيلقنه درساً قاسياً . .
رأت ماغي بريق الانتصار في عينيه السوداوين مما جعلها تتراجع لا بد أن تكون مجنونة لتقتنع بمجرد التفكير بما يعرضه عليها مائة ألف جنيه .. إن الأمر غير معقول إنه جنوني ! جنوني بقدر ما هي مسألة زواج امرأة مثلها من رجل مثله ..
قالت بسرعة : يجب علي الذهاب حقاً .
ووقفت على قدميها لكن يبدوا أن بحركتها هذه اصطدمت بكرسي بنجي لأن هذا الأخير استيقظ وبدأ بالبكاء انحنت ماغي وراحت تدغدغ خديه قائلة : لا بأس يا بنجي أمك هنا.
توقف الطفل عن البكاء ومد يده نحوها يتلمس وجهها وسرعان ما راح يتحرك متململاً محاولاً التملص من الأربطة التي تثبته في كرسيه .
_ انتظر يا صغيري نحن ذاهبان في الحال .
قالت ماغي له ذلك وهي ترفع الكرسي لتحملها على ذراعها ثم لوت ساقها لتحافظ على توازنها وهي تلتقط الصندوق لتحمله في يدها الأخرى ثم قالت بارتباك : سوف .. سوف أخرج الآن .
قالت ذلك للرجل الذي طلب منها لتوه الزواج به والذي ما زال جالساً إلى الجهة الأخرى من الطاولة وهو يراقبها بعينين أشبه بعيني قناص .
_ مائة ألف جنيه ! لا مزيد من التنظيف .. لا مزيد من حمل طفلك إلى هنا وهناك على هذا النحو .. إنها ليست حياة ملائمة له .
نزلت كلماته كالحجارة على مسامعها فدمرت ما تبقى من رباطة جأشها فجأة قالت بصوت أجش : هذا ليس صحيحاً لا يمكن |أن يكون كذلك إنه مجر هراء هذا الأمر برمته .
التوى فمه بتلك الابتسامة غير المرحة مرة أخرى وقال : لدي الشعور نفسه إن كان ذلك يريحك …
النبرة التي رافقت كلماته جعلتها ترتجف لكن ما الذي يمكنها قوله ؟ لا شيء يمكنها فقط غادرة المكان خرجت من ذلك المنزل كأنها خفاش يخرج من نار جهنم .
كان صوت الموسيقى يصدح عاليا ً مسبباً الارتجاج في الجدران الغرفة الصغيرة الضيقة أما ماغي فراح ضجيج الموسيقى يضج في رأسها ما سبب لها الصداع طيلة النهار وذلك منذ مغادرتها منزل ذلك الرجل المجنون .
مائة ألف جنيه .. ظلت تلك العبارة تضج في أذنيها تماماً كما يضج صوت الموسيقى الصاخبة الآتية من الشقة المجاورة مذكراً إياها بقسوة بحياتها المليئة بالفقر والكدح والمصاعب .
هل ستتمكن يوماً من الحصول على منزل يخصها وجدها ؟ لقد أدرج مجلس الولاية اسمها على لائحة الذين يحتاجون إلى مأوى خاص بهم وأثناء ذلك ستبقى ملتصقة بهذا المكان الكئيب القذر لم يكن الأمر بهذا السوء
عندما كان بنجي صغيراً لكنه الآن بات بحاجة إلى مكان أكثر اتساعاً .. إنه بحاجة إلى بيت حقيقي هذه الغرفة ليست منزلاً حقيقياً ولا يمكن اعتبارها كذلك إنها مجر مكان يأويان إليه فقط .
مع أن موظف الرعاية قد لمح لها ذات يوم قائلاً : من الصعب جداً من ان تتمكني من تربية الطفل بنفسك آنسة جونز على الرغم من المساعدة التي تتلقينها من الأفضل لك ان تتخلصي من هذا العبء وهكذا تتمكنين من الاعتناء بنفسك . هذا العبء ! وقعت الكلمة على رأسها كالصاعقة ما جعلها تقف وهي تحمل طفلها المولود حديثاً بين ذراعيها قائلة بنبرة متوترة : بنجي سيبقى معي .
من خلال الجدران المتقاربة كانت تسمع باستمرار صوت الموسيقى المرتفع . لا أحد من السكان يجرؤ على الشكوى فذلك الرجل في الشقة المجاورة شرير ومتسلط الطباع والجميع يعرف هذا على أي حال من المحتمل أن يمل مما يسمعه فيوقف هذه الموسيقى المزعجة إلا أن هذا كان يحصل مع ساعات الصباح الأولى فلا عجب إن كان بنجي لا يستطيع النوم جيداً خلال الليل .
ومع أن الساعة قد تجاوزت الثامنة مساءاً فماغي تدرك أن من الصعب أن تحمله على النوم لذا تركته يلهو بألعابه ها هو جالس في سريره القماشي بالقرب منها وهو يبدو سعيداً وهو يضع الحلقات البلاستيكية في مكانها على المخروط المخصص لها بحيث يهتف جذلاً حين يضع كلاً منها في مكانها المخصص يا لها من لعبة جيدة ! كم سرت ماغي حين وجدتها في أحد المحلات التي تقدم المساعدات الخيرية ألعاب بنجي وثيابه بالإضافة إلى ثيابها أيضاً ومجمل ممتلكاتها هي من الأسواق الخيرية ومؤسسات الإحسان .
فيما هي تلعب معه محاولة تجاهل الموسيقى الصاخبة راح ذهنها يدور ويدور وهي تفكر بذلك اللقاء الصباحي غير المتوقع والخارج عن المألوف .
هل حدث ذلك حقاً ؟ ذلك الرجل الذي يبدو صورة مثالية عن المليونير الذي تحلم به كل امرأة هل عرض عليها حقاً أن تتزوجه لمدة ستة أشهر مقابل مائة ألف جنيه ؟ ذلك هو الجنون بعينه ولا يمكن أن يكون قد حصل ..
طرقة على بابها جعلتها تجفل من سريره تطلع بنجي بتساؤل حوله عادت الطرقة مرة أخرى …
_ الآنسة جونز ؟
بدا الصوت مكتوماً وبالكاد تمكنت من سماعه بوجود ذلك الصخب الآتي من الشقة المجاورة أيكون هذا مالك المبنى ؟ من عادته أن يقوم بجولة من حين لآخر ليتفقد ملكيته فهو يجني مبلغاً مادياً جيداً من هذا المبنى ونجح في التهرب من الضرائب مشت نحو الباب باحتراس شديد لقد أضافت بنفسها سلسة حديدية من الداخل إلى قفل الباب فهي لا تشعر بالأمان في هذا المكان الذي يقطنه أمثالها من الفقراء .
ألقت ثقلها على الباب وفتحته قليلاً مبقية السلسلة مكانها استعداداً لدفعه بجسمها و اقفاله عند الحاجة إلى ذلك .
_ نعم ؟
_ أنا رافايللو دي فيسنتى تكلمنا معاً هذا الصباح أرجوك كوني لطيفة معي ودعيني أدخل .



monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس