عرض مشاركة واحدة
قديم 23-01-10, 04:35 PM   #4

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

2- الصفعة"
لأول مرة خلال ستة أشهر وصلت كارين الى عملها صبيحة اليوم التالي متأخرين عشرين دقيقة , لأنها عندما أستيقظت في الصباح مرتبكة على غير عادتها , أرتدت ثيابها وأخذت تعد أفطارها ساهمة تفكر في أحداث الليلة السابقة , فتناثر رذاذ الحليب على ثوبها مما أضطرها الى تبديله , وعندما خرجت من منزلها وجدت أن القطار قد فاتها ,فأضطرت أن تقطع المسافة التي تفصلها عن مقر عملها سيرا على الأقدام.
خرجت من باب المصعد , مرهقة متقطعة الأنفاس , وعندما وصلت الباب الزجاجي لغرفة السيد دراموند , كادت تصطدم بمديرها الذي كان يخرج من غرفته في تلك اللحظة , أعتذرت له وأعتذر لها , ثم تراجع الى الوراء وقال:
" كنت أتساءل ماذا حدث فأنا.....".
فقاطعته:
" نعم, لقد تأخرت .... أنني في غاية الأسف".
فأبتسم أبتسامته اللطيفة المعهودة وقال:
" لا بأس , أنك نادرا ما تتأخرين , ولن أحاسبك على هذا التأخير بسبب ما حدث".
حملقت كارين بمديرها الذي تابع حديثه:
" أنني آسف جدا يا آنسة رادكليف لسماعي خبر مرض أحد أفراد عائلتك فأنا......".
قطع حديثه عندما رن جرس الهاتف , فأشار لكارين أن تجلس ورفع السماعة , جلست كارين على طرف المقعد قلقة أثناء المكالمة تسائل نفسها ,ترى هل أتصل آرثر بمديرها؟ لا يمكن أن يكون هناك جواب آخر , فكيف عرف أذن بنبأ مرض أحد أفراد العائلة؟ آرثر لم يضيع الوقت سدى كما يبدو...
أنهى السيد دراموند مكالمته ونظر اليها , كان يبدو على وجهه الشاحب أثر الخيبة , وظهر ذلك جليا في لهجته عندما قال:
" فهمت الآن بأنك تحتاجين اى أجازة مفتوحة".
صمتت كارين مترددة بين أخلاصها لمديرها الذي يقدر ظروف موظفيه , وبين طلبات آرثر التي لا تراعي مصلحة أحد , ثم قالت:
" هل من الممكن...... أعني أريد أن أقسم وقتي بين عملي هنا وبين.".
فقاطعها السيد دراموند:
" كلا ,كيف يمكنك في وقت واحد أن توفقي بين عملك هنا وبين أعتنائك بصحة المرأة المريضة؟كلا , خذي أجازتك , وتأكدي أنك ستجدين وظيفتك بأنتظارك عندما تشعرين بأنك أصبحت حرة مرة ثانية , لقد كنت موظفة شديدة اتفاني في عملك يا سيدة رادكليف".
وأنحنى قليلا يستمع الى كلمات الشكر التي قدمتها له ثم سأل:
" ولكن لماا لم تطلبي مني هذا الطلب شخصيا وأنا كما تعرفين لا أضع حاجزا بيني وبين الموظفين؟".
عضت كارين شفتيها حنقا على آرثر وتدخله السريع بشؤونها وقالت:
" كنت سأطلب ذلك بنفسي ولكنني لم أسمع النبأ الا الليلة الماضية".
نظر اليها نظرة متفحصة وقال:
" أن لك بنادق قوية تقاتل من أجلك , لم أكن أعرف أبدا أنك تحظين بأهتمام رادكليف أو على الأقل بأن لك صلة بالعائلة".
فأجابت متلعثمة وقد صعد الدم الى خديها:
" أوه... لم يخطر ببالي أن أذكر ذلك".
فأبتسم قائلا:
" بالطبع لا, فالمسألة شخصية جدا , حسنا يمكنك الذهاب , غريبة هذه الأيام كيف أصبح المرض يفاجىء الناس دون مقدمات! دعينا نسمع أخبارك دائما".
" طبعا سأفعل , وشكرا على تفهمك لوضعي".
أدركت أنها قد تركت عملها الآن , أرادت ذلك أو لم ترد , أستدارت وخرجت من مكتب السيد دراموند , ولأول مرة في حياتها شعرت بأنها باتت مسلوبة الأرادة , غير مخيرة بما تعمل , قال لها آرثر أنه سيتصل بها وأعرب عن رغبته في السفر ذلك اليوم , ولهذا فمن الأرجح أن لا تراه مدة يومين على الأقل , أذن كان من الأفضل لو بقيت في عملها حتى يحين موعد سفرها الى دلرسبك الذي قد يتأخر بضعة أيام أخرى.
وقفت خارج باب المدير تفكر في الرجوع اليه , طالبة البقاء حتى يوم سفرها ,وكانت على وشك أن تفعل عندما سمعت صوتا يناديها , ورأت فتاة المكتب تسرع نحوها قائلة:
" حسبتك أنصرفت! أليك هذه الرسالة , تركها أحدهم قبل دقائق معدودة".
دفعت الصبية الصغيرة قطعة ورق في يد كارين وتابعت قولها :
" أصحيح يا كارين؟ أنك ستتركين؟".
أكتفت كارين بأن هزت رأسها , وراحت تحملق في السطر الوحيد :
" أتصلي بي هاتفيا قبل العاشرة والنصف صباحا".
رسالة بلا توقيع , لكن ما الحاجة الى التوقيع؟".
وتابعت الفتاة كلامها:
" لشد ما أنا آسفة , سنفتقدك حتما ,هل أستطيع أن أقدم لك أية خدمة؟".
شكرتها كارين ودفعت الورقة في جيبها ثم ودعتها وأسرعت بأتجاه المصعد , كانت ترغب بالفرار من المكتب قبل أن يهرع اليها بقية الموظفين الذين ولا شك علموا بتركها العمل الآن , وينهالوا عليها بالأسئلة , كانت متحفظة طيلة مدة عملها , ولما تحدثت عن حياتها الخاصة , المعروف عنها أنها قد تكون أرملة.
تركت كارين ما يشاع عنها على حاله , لأنها لم تكن ترغب في كشف الحقيقة وأثارة الأقاوي.
لحسن حظها لم تجد أحدا في ردهة الطابق لأرضي عندما تركت المصعد , فخرجت مسرعة الى الشارع وذهبت الى غرفة هاتف كانت في زاويته , ترددت قليلا ثم دخلت , وعندما بدأت تدير قرص الهاتف أخذ قلبها يخفق بشدة من الضيق والقلق.
تناهى اليها من الطرف الآخر صوت عميق يقول قبل أن تتلفظ بكلمة:
" كارين؟ .... عرفت أنك هي".
وردت ببرود:
" أخذت رسالتك ... لماذا هذا التصرف؟ لماذا ذهبت الى المكتب؟ لقد أنقطعت عن عملي , وأصبحت الآن بلا وظيفة , وددت لو أنتظرت حت ......".
فقاطعها قائلا:
" لا تبالغي يا كارين ,كان ذلك ضروريا , أصغي الي الآن وألا فاتنا الوقت , أريدك أن تعودي الى منزلك وتحزمي حاجياتك , سأحضر بعد ساعة لأصطحبك الى بيتي قبل أن أتوجه دلرسبك".
فصرخت كارين:
" آرثر أنتظر لحظة! لا أستطيع أن أرتب أموري بمدة ساعة فقط ... وأذا كنت تعتقد أنني سأعود لأعيش معك فأن وقاحتك لا تطاق ,وافقت أن أذهب معك الى دلرسبك ولكن ليس....".
فقاطعها بصوت حازم:
" لا خيار لك في ذلك ,ولا حتى لي , سألتني أليزابيت لماذا لم تكوني معي البارحة , أنها قادمة لتراك بعد ظهر اليوم , والأفضل أن تكوني هناك".
وأنقطع الأتصال , همت أن تتصل ثانية ولكنها ترددت لأنها كانت على ثقة بأن آرثر لا يمكن أن يبدل رأيه.
خرجت من غرفة االهاتف الى الشارع, ثم وقفت مترددة يغالبها شعور بأن تتصل بأليزابيت , قد تكون طريحة الفراش الآن وقد لا تكون , ليتها لم تكثر من الجدال مع آرثر في الليلة الماضية , وأستعلمت منه أكثر عن أليزابيت ,وفجأة غيرت رأيها وعدلت عن الأتصال بها , لقد قال آرثر(ساعة) وذلك يعني بالدقة ساعة! ولن لن تكون الساعة كافية لحزم أغراضها ومحاسبة السيدة بيجنز والأيضاحات التي عليها أن تقدمها أجابة على أسئلتها الفضولية!
أسرعت الى شقتها وتنفست الصعداء أذ ألفت السيدة بيجنز غائبة عن المنزل , ذلك سيفسح لها مجالا لحزم حاجياتها بأسرع ما تستطيع , أخذت كارين تطوي ثيابها وتضعها في الحقيبة التي ما لبثت أن أمتلأت , أنتابها الفرع فالوقت يمر بسرعة وأغراضها كثيرة لا تستوعبها حقيبتها الثانية , وقد تتأخر السيدة بيجنز أن تبقي الشقة محجوزة بأسمها لمدة غير محدودة؟ ذلك يعني أن تصبح معتمدة كليا على آرثر.
أخذت أعصابها تخونها , كانت قد أقسمت ألا تمد يدها الى النفقة التي خصصها لها آرثر , وشعرت الآن بأنه لن يكون أمامها أي خيار , آه لو أن هناك سبيلا آخر ! أطبقت غطاء حقيبتها الأولى وهي تغالب دموعها..
وفجأة فطنت الى شيء ... لكم هي أنانية! تفكر فقط في مشاكلها وتنسى أليزابيت , أرتعشت شفتاها من التأثر الشديد ,رباه! لماذا حصل لأليزابيت ما حصل؟ تلك المرأة الرقيقة الطيبة القلب التي لم تضمر الحقد ولا الكراهية في حياتها حتى لألد أعدائها .
فركت كارين عينيها ونظرت الى ساعتها ,حوالي العاشرة والنصف , سيكون هنا في أية لحظة , من الأفضل أن تخط كلمتين الى السيدة بيجنز تضمنها بعض النقود وتعلمها أنها ستتصل بها.
لم تكن أنهت رسالتها القصيرة حين سمعت أنصفاق باب سيارة في الخرج , أسرعت الى النافذة حيث شاهدت رأس آرثر المعتم وهو يتوارى داخل الباب الخارجي , تملكها دوار مفاجىء وراحت تبلل شفتيها الجافتين بطرف لسانها , أنتظرت متوقعة أن تسمع وقع أقدامه على الدرج , ولكنها سمعت رنين الجرس الخارجي يرن بألحاح , لم يكن أحد في البيت ليفتح له الباب! نزلت تركض بأتجاه الباب الخارجي , وراحت أصابعها ترتجف وهي تتلمس مقبضه ,نظر اليها آرثر نظرة أتهام وهو يقول:
" ظننت لحظة..".
قاطعته قائلة:
" لا يوجد أحد في الدار , يبدو أنها خرجت الى السوق وكنت....".
خطا الى الداخل مقاطعا كلماتها المرتبكة:
" أستلمت رسالتي , ذلك هو المهم , هل أنت مستعدة؟".
فأستدارت تسرع أمامه وهي تقول:
" كلا لم أنته بعد , عليّ القيام بكثير من الترتيبات ,وحزم الكثير من الأمتعة ..... ولم.".
" أتركي كل شيء , سأتدبر أمر أمتعتك فيما بعد , أحزمي فقط بعض الحاجيات الضرورية".
وصلا باب الشقة وعندما فتحته لمحت على وجه آرثر علائم الأمتعاض , وهو يجول بعينيه يتفحص ما في الداخل:
" أهذا أفضل ما أستطعت أن تفعليه؟ بيت رث في شارع خلفي وضيع ... يا ألهي لن أستطيع سبر غورك يا كارين".
فرمقته بنظرة باردة وقالت:
" قد يبدو لك رثا , لكنه نظيف ومحترم , ومريح بالنسبة لعملي وهذا كل ما يعنيني ,ويظهر أنك نسيت بأنه كان من المفروض أن أكون خارج البلاد السنتين الماضيتين , ألم يخطر ببالك أنني لو أقمت في مكان قريب من منطقتنا لكنت عرضة لأن يراني بعض معارفنا؟".
" ليس من الضروري أن تقيمي في مكان قريب من منطقتن ,لندن مدينة كبيرة!".
" والدنيا صغيرة!".
دخلت أمامه الى الشقة وتبعها , وحاولت أن تحمل حقيبتها الكبيرة ولكنها كانت ثقيلة , فمد آرثر يده القوية وحملها عنها , وحملت هي حقيبتها الصغيرة , وخرجا من الشقة وهو يقول:
" حسنا تذكري دائما الأتفاق الذي عقدنا بيننا ,وحاولي ألا تنسيه".
وبصمت نزلا الى السيارة , وبينما كان آرثر يضع الحقائب في صندوقها , تركت كارين الرسالة الصغيرة الى السيدة بيجنز في مكان من مدخل الردهة بحيث تستطيع رؤيتها عند عودتها الى البيت , ثم أغلقت الباب خلفها ...... أخذت مكانها على مقعد السيارة بالقرب من آرثر , وفجأة أنتابها أحساس غريب , فوجودها بالقرب منه بعد هذا الأنفصال الطويل أيقظ في داخلها طل الذكريات النائمة.... وبحركة سريعة أدارت رأسها وراحت تنظر من النافذة , لقد قررت المحافظة على أستقلاليتها , فالماضي هو الماضي , أختطت طريقها ولن تسمح لنفسها أن تتراجع عنها مهما كانت الظروف.
لم يقطع عليها آرثر تأملاتها وأستمر يقود السيارة بصمت حتى بلغ السوبر ماركت حيث أوقفها في مكان شاغر وقال بأيجاز:
" تعالي ........ خزائن الطعام فارغة".
وكما أعتاد آرثر سابقا , أخذ يجر العربة الصغيرة بين الصفوف المتراصة بأنواع الأطعمة ويعبئها بما يشاء من المواد الغذائة وكارين تراقب ما يفعل شاردة الفكر , لقد عاشت سنتين كاملتين وحيدة, تتسوق حاجياتها بمفردها وتدبر أمورها بنفسها , والآن فقد تلاشت السنتان بأقل من يوم واحد.
أخذ آرثر قائمة الحساب من المحاسبة , وتمتم متذمرا من الأسعار التي أزدادت كثيرا عما كانت عليه قبل سنتين , وكارين الى جانبه تتأرجح بها العاطفة بين تيارات أفكارها المضطربة , أذن فقد أصبحت متزوجة من جديد.
أنبعثت من داخلها همسة ساخرة تناهت الى مسامعها : ولكنك متزوجة ولا يزال آرثر زوجك ... وأستمر الصوت يهمس والسيارة تنطلق بهما من جديد ,جعلتها تلك الهمسات تجلس متشنجة في مقعدها الى جواره , جعلتها تلك الهمسات تجلس متشنجة في مقعدها الى جواره , وبينما الأمكنة والطرقات المألوفة التي تقود الى فالنتين كريف تعبر أمام عينيها , أخذت تشد يديها على حقيبتها تمنعهما من الأرتجاف , رأت الوميض القرمزي المنبعث من عامود العلبة البريدية في زاوية الشارع , ثم الخضرة الداكنة للطريق المحفوفة بالأشجار والتي تحجب جزءا من الدار المهيبة القائمة وسط الحدائق.
شعرت كارين بأنها تعود الى ما قبل عامين ونصف , عندما عادت برفقة آرثر من شهر العسل بالسيارة التي تباطأت عند البوابة الخامسة , ثم مرت تصرصر على الممر المغطى بالحصى لتقف أمام العتبة التي تنتظر العروس , منذ عامين ونصف , أرتفع أصوات الضحك والمزاح لأستقبالهما , وصدحت الموسيقى في أجواء الدار تتخللها أصوات شغب المستقبلين وهم يأكلون ويشربون ... أما الآن فلم يكن هناك سوى عصفور دوري يراقب من فوق أحد الأغصان قطعة صغيرة من الخبز تلاشت تحت دواليب السيارة الغاشمة , نزلا من السيارة ودفع آرثر الباب الذي أنفتح الى الداخل , حيث الصمت والبرودة , كأن الدار ذاتها كانت تنتظر بشيء من الشك , أن تعود كما كانت بيتا معمورا.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس