فقال خالها ببرود :" هذا شيء اعلمه تماماً وعندما احتاج إلى معلومات منك فسأطلبها بنفسي "
فقالت ثيولا :" اسفه خالي "
فقالت اديليد :" آن ما علينا التركيز عليه هو العثور على من ترافق كاترين . ما رأيك عزيزي في آن نطلب ابنة السيد بييربوينت إذ ندعوها لمرافقة ابنتنا كاترين !"
فجاب بغضب :" لا أريد المزيد من الرفض فقد قررت أن ثيولا هي التي يجب أن ترافق كاترين "
هتفت اديليد بذلك بصوت ينطق بالذهول " ثيولا !" .
فقال :" لا أريد المناقشة في ذالك فقد حزمت أمري سترافقنا ثيولا إلى كافونيا وستبقى هناك إلى أن نجد امرأة فتأخذ مكانها "
خافت ثيولا من أي تعليق يصدر عنها قد يضايق خالها فيغير رأيه .
وبعد أن أمضت نهاراً حافلاً بالتعب والارتباك جلست ليلاً حيث آخذت ثيولا تناجي أباها الراحل بقولها :" إنني ذاهبة إلى كافونيا يا أبي فهل أنت مسرور ؟ أنها ليست اليونان بل مدينه قريبه منها واكثر أهلها من اصل يوناني . آه يأبى كم اتمناك معي "
كانت تمر عليها لحظات كثيره بهذا الشكل منذ وفاة والديها ومجيئها لتعيش مع خالها في ويلتشاير .
كان خالها أحد أغنى أغنياء إنجلترا وأكثرهم شحاً وبخلاً . كما أن زوجته اديليد والتي كانت تدعى قبل الزواج اللايدي اديليد هولتز ملدرستين لا تقل عنه شحاً وبخلاً .
ولم تجد ثيولا في بيتها الجديد من وسائل الراحة ما اعتادته في ذالك الكوخ الصغير والذي عاشت فيه مع والديها قبل موتهما .
كانت أحيانا عندما كانت ترتجف برداً في تلك الغرف الفسيحة غير المدفأة تتمنى لو أنها ماتت معهما شاعرة بأن الكابه والتعاسة يحدقان بها .
ولكنها لم تكن تعاني من الآلام الصحية فقط فقد كانت هناك القسوة النفسية كما أخبرتها أمها الراحلة . مقدار الكراهية العميقة والتي كان شعر بها خالها نحو أخته الوحيدة ( أمها ) بسبب فعلتها وتمريخ راس أسرتها بالوحل.
كان خالها ما يزال يتعلم في اكسفورد عندما تعاقد أبوه ( جدها ) مع معلم ليعطيه دروساً خاصة أثناء عطلته إصرارا منه على أن ينجح بنيل الشهادة .
كان الأستاذ رتشارد وارين ( أبوها ) لامع الذكاء في التاسعة والعشرين من عمره . قد اختص بتدريس أعمال المشاهير كتاب الإغريق وللآتين بكل نجاح ما جعل عدداً كبيراً من الأرستقراطيين ينجحون في نيل شهادتهم النهائية على يديه . ورغم ثقافته وانحداره من أسره عائله محترمة لم يكن جدها يرى له شأنا يذكر .
وانعكس موقفه هذا على ابنه سبتيموس الذي كان لا يقل ثوره وسخطاً عن أبيه عندما تبين أن رتشارد وارين هذا قد تزوج أخته الوحيدة الأيدي اليزابيث بورن . |