عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-10, 06:53 PM   #60

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ونظرت الى كولبي بأعجاب قبل أن تكمل حديثها:
" الحياة التي نعيشها شديدة القساوة يا كولبي ,ولا يستطيع تحملها ألا الأقوياء , أنت جزء من هذه الأرض وتنتمين اليها بكل جوارحك , على المرء أن يكون أعمى كي لا يرى ذلك , صحيح أنك كنت جميلة جدا عندما جئت الى هنا لكنك الآن أكثر فتنة وكأن الطبيعة رحبت بعودتك ,الى أحضانها بأن سكبت عليك كل أشراقها ودفئها , هذه البلاد بقسوتها وصمتها المخيف , ومساحاتها الشاسعة , لا ترحم ألا الرجال الذين يوازونها صلابة , أنا لم أخلق لها , وكذلك والدتي , رغم أنها تدعي العكس ,أما ستيفن فيعيش هنا أسعد أيام حياته".
" ربما كنت على حق يا سوزان , لكنني لا أرى سببا يدعوك الى تحمل كل هذا".
وترددت قليلا قبل أن تتابع قائلة:
" هل تسمحين بأن أكلم دارت بهذا الشأن؟ لا يمكن أن تتوقعي منه أن يكون قادرا على قراءة الأفكار , أنا متأكدة أنه لن يقف في طريقك , بل أنا واثقة أنه سيساعدك ماديا".
" حسنا يا كولبي تكلمي معه أذا كنت ترين ذلك مناسبا , لكن روشيل قالت....".
وتوقفت فجأة عن الكلام ,فأسرعت كولبي لمساعدتها :
" نعم ؟ روشيل قالت ماذا؟".
" أنسي الموضوع يا كولبي , لا يهم ما قالته روشيل , أعتقد بأنني سأكون ممرضة ممتازة".
" لا شك في ذلك , أتركي الأمر لي , سأتحدث الى دارت في أقرب فرصة ممكنة".
ودخل بن علهما في تلك اللحظة , رفع قبعته عن رأسه ليحييهما بأحترام:
" صباح الخير , آسف لأنني قطعت عليكما الحديث , أعذراني , دقيقة واحدة وسأخرج".
وتوجه فورا الى الغرفة الخلفية ليعود بعد قليل حاملا بندقية من عيار 22 , أحنى لهما رأسه بسرعة وهرول خارجا.
رفعت سوزان كتفيها بأشمئزاز :
" أعتقد أنه ذاهب لتنفيذ عملية قتل جديدة".
" نحن بحاجة الى اللحم يا سوزان , بن يستطيع أن يقتل العجلة بطلقة واحدة , أنها طبيعة الحياة الحياة هنا , ولا يستطيع المرء أن يكون شديد الحساسية في هذه الأمور وألا مات جوعا".
" أعلم يا كولبي ,ولا استطيع الأدعاء أنني أحب أن أكون نباتية".
وألقت سوزان نظرة أخيرة على الغرفة الواسعة :
" أعتقد أننا أنتهينا من ترتيب الشحنة الجديدة , أليس كذلك يا كولبي؟".
" نعم".
تمتمت كولبي بشرود وذهنهاكان منشغلا الآن بما ستقوله لدارت , أغلقت سوزان الدكان وعادت الفتاتان الى المنزل.
أنتظرت كولبي نهاية الأسبوع قبل أن تحدث دارت بشأن سوزان , أرادت أن تنتهز أول فرصة يعود فيها باكرا الى المنزل لقضاء أمسية هادئة , وما كاد دارت يفعل ذلك حتى لحقت به الى الشرفة تحمل له كوبا من الشراب المتعش ., مناورتها الطفولية هذه , أكتشفها دارت بسرعة:
" حسنا يا كولبي , ما هو مطلبك هذه المرة؟".
" كيف عرفت؟".
نظر اليها ضاحكا وهو يقول مداعبا :
" هيا يا عزيزتي أطلقي نيرانك".
وقفز قلب كولبي فرحا عندما سمعته يناديها يا عزيزتي , لكنها تمالكت نفسها بسرعة:
" الأمر يتعلق بسوزان".
ومرت في عينيه الواسعتين لمحة أهتمام سرعان ما أنطفأت :
" حقا ؟ تكلمي يا صغيرتي , ليس من عادتك التلعثم في الكلام".
" سوزان تريد أن تصبح ممرضة , ومن حقها أن يفسح لها المجال لتحقيق طموحها ".
" طبعا!".
" أنت موافق أذن".
ولم تصدق كولبي أنها فازت بهذه السرعة , فرفعت رأسها تتفحص وجهه , طمأنتها أبتسامته:
" طبعا يا عزيزتي أوافق , هل كنت تظنين عكس ذلك؟".
وأمسك يدها بقوة , بعدما توقفت نظراته لحظات طويلة على بشرتها الذهبية :
" تعالي معي لنقوم بنزهة قصيرة يا صغيرتي".
وكادت كولبي تضحك عاليا وهي تبسط يدها الصغيرة في قبضته , دعوته لها كانت أمرا أكثر منها دعوة نزهة.
وتعلقت عيناها بقامته الطويلة ,وشعرت بالدفء يغمرها وهي تفكر بهذه العلاقة الجديدة بينهما.
دارت آه دارت , وأعتصر قلبها ألما.
سارا بصمت , لم يرد أحد منهما أن يعكر سكون تلك الأمسية الرائعة , في ضوء القمر بدت التلال قريبة لدرجة يشعر معها المرء كأنه يستطيع أن يمد يده ليلمسها , كان الهواء عابقا بأريج الزهور , ومن البعيد تناهت أليهما تمتمة طاحونة الهواء , وهمهمة الماشية المنتشرة على التلال.
وأحست كولبي براحة عميقة , فتنهدت عاليا , وأرخى دارت يده على كتفها وهو يقول بحب وفخر:
" أنها أرض رائعة يا كولبي!".
أبتسمت له وأنعكس في عينيها شعاع القمر :
" أنها أرض للرجال فقط أليس كذلك يا دارت؟".
" أننا نحاول أن نجعلها صالحة للنساء أيضا , الرجل قد يقوم بأي شيء عندما يجد المرأة المناسبة , والمرأة بدورها ستحاول أن تتغلب على الشعور الطاغي بالوحدة من أجل الرجل الذي تحب , وبعض النساء لا يشعرن بها على الأطلاق".
ونظر اليها بحنان , لكنه سارع الى تغيير الموضوع عندما أحس أنه سيضعف أمام هذه الطفلة التي كبرت بسرعة.
" الآن ,ماذا كنت تريدين أن أفعل بشأن سوزان؟ لماذا لم تكلمني هي بنفسها في هذا الشأن؟".
" أعتقد أنها لم ترد أزعاجك , أستغرقك العمل كثيرا في الأسابيع القليلة الماضية , أما أنا فعرفت بالصدفة أنها تحلم بأن تصبح ممرضة , هذا كل شيء , أعتقد أنها تريد أن تبدأ الدراسة في أقرب فرصة ممكنة , أنها ليست مزارعة , الناس لا يستطيعون كلهم تحمل هذه الحياة القاسية ,ألم تشعر بذلك يا دارت؟".
" لا يبدو لي أنك تواجهين أي مشاكل هنا!".
ردت بعفوية وكأنها تريد أن تعبر دفعة واحدة عن كل ما تحمله من حب للأرض هذه:
" حبها يجري في عروقي , عرفتها طفلة فتعلقت بها , لم أنسها أبدا , كنت دائما أحلم باليوم الذي أعود فيه الى كنغارا".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس