عرض مشاركة واحدة
قديم 20-02-10, 11:12 PM   #4

أم ساجد
 
الصورة الرمزية أم ساجد

? العضوٌ??? » 110126
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 125
?  نُقآطِيْ » أم ساجد is a splendid one to beholdأم ساجد is a splendid one to beholdأم ساجد is a splendid one to beholdأم ساجد is a splendid one to beholdأم ساجد is a splendid one to beholdأم ساجد is a splendid one to beholdأم ساجد is a splendid one to behold
افتراضي

2
****
**
*



أستيقظتُ فى تمام الساعه الرابعه فجراً على صوت المنبه ، فأغلقته وتثاءبتُ بكس


نهضتُ عن فراشى ، و أخذتُ أمدد أطرافى بكسل و خمول ، ثم ذهبتُ إلى المرحاض و أخذتُ حماماً بارداً كى أنفض أثار النوم عن رأسى تماماً ، ثم وقفتُ أمام خزانه ملابسى أحاول أنتقاء ثوب مناسب



و أخيراً . . سحبتُ من كومة الملابس بالخزانه ، بنطال أبيض اللون ، و قميص وردى خفيف ، ثم رفعتُ شعرى و ربطته بشريط وردى على هيئه ذيل الحصان كما أفضل دائماً كى أبدو أكبر سناً و وقاراً ، ثم أرتديتُ نظارتى الطبيه ، و حملتُ حقيبتى و أنتعلتُ حذائى و غادرتُ المنزل . .



كان الفجر قد بدأ يرسل خيوطه الأولى إلى السماء حين أستقليتُ سيارتى الصغيره ، و أتجهتُ نحو المدرسه حيث أجتمعت التلميذات و المدرسات و المدرسين - المكلفين بالذهاب إلى الرحله - فى أنتظار وصول الحافله التى ستقلنا إلى مطروح . .



غادرتُ سيارتى ، و تأكدتُ من أغلاقها ثم ذهبتُ إلى حيث يقف الجميع و أنضميتُ إليهم . .


كان قد حضر من المدرسين الأستاذ على مُدرس اللغه العربيه ، و مدرسان أخران . .


أما من المدرسات فلم تحضر سواى أنا و الأستاذه سلمى و الأستاذه أميمه . .



الأستاذه سلمى هى مُدرسة الرسم ، و هى فى الخامسه والعشرون من العمر ، و هى متزوجه ولديها طفلتان فى غاية الجمال . .



أما الأستاذه أميمه فهى فى أواخر الأربعينات من العمر ، و هى مدرسة التاريخ . .



حين وصلت الحافله وضعتُ حقيبتى على المقعد المجاور لمقعد سلمى فى بداية الحافله ، و أخذتُ أحصى عدد الفتيات و المدرسين و المدرسات لأتأكد من أن الجميع قد وصل حتى نبدأ رحلتنا . .



لكن . . . مهلاً . . . ألا تلاحظون أن هناك شخصاً مفقوداً ؟ !



أين الأستاذ إياد ؟ ! ألم يصل بعد ؟




أو رُبما قرر عدم الحضور ..



الحمد لله ..



تنفستُ الصعداء و أستدرتُ لأطلب من السائق أن ينطلق ، إلا أننى أصطدمتُ بجسد طويل القامه ، عريض المنكبين ، و مفتول العضلات ..



رفعتُ رأسى إلى أعلى حتى أستطعتُ أن أصل إلى رأس ذلك الضخم الذى كان يقف أمامى ..



" صباح الخير يا دانه. "



أوف . . ياله من صباح لم تشرق الشمس فيه !



لم أجيب تحيته و قلتُ :
" هل حضرت أخيراً ؟ كنا سنرحل بدونك . "




إياد أبتسم و قال :
" أذن . . لقد أتيتُ فى الوقت المناسب . "




لم أعلق على جُملته و ذهبتُ لأطلب من السائق الأنطلاق ، ثم أستدرتُ هامه العوده إلى مقعدى ، فأصطدمت نظراتى بنظرات إياد المتفحصه ، فأشحت بوجهى عنه و وليته ظهرى و تهاويتُ على مقدى . .



أوف . . ها قد بدأنا . .




كان مقعدى بجانب النافذه ، مما أتاح لى مراقبة الطريق لفتره ، قبل أن أريح ظهرى على المقعد الأسفنجى ، و أسبل جفناى ، و أروح فى سباتٍ عميق . .




و حين أستيقظتُ من نومى كانت الشمس قد أرسلت أشعتها من خلال النافذه فأضاءت الحافله بأكملها ، و كانت الحافله تشق طريقها وسط طريق شبه خالى . .



تثاءبتُ بكسل ، و ألتفتت لأنظر إلى سلمى ، إلا أن نظراتى وقعت مباشرة على الأستاذ إياد ، و الذى كان يجلس بجانبى ببساطه . .




أنتفض جسدى لدى رؤيته وتراجعتُ فى مقعدى كالمصعوقه ثم قلتُ :
" أنت ! لماذا تجلس بجانبى ؟ أين سلمى ؟ "




تجاهل إياد سؤالى تماماً ، و أخذ يتأمل وجهى بعيناه قائلاً :
" تبدين كالملاك وأنتِ نائمه . . لولا معرفتى بكِ . . و بلسانكِ السليط . . لكنتُ ظننتكِ ملاكاً قد ضل طريقه إلى السماء . "





حاولتُ جاهده أن أسيطر على أعصابى و ألا أفقد هدوئى ، فأبتسمت بسخريه و قلتُ :
" هل أخبرك أحداً من قبل . . يا أستاذ إياد . . بأنك خفيف الظل ؟ "




أخذ إياد يضحك و كأننى ألقيتُ على مسامعه نكته طريفه ، ثم قال يقلدنى :
" و أنتِ . . هل أخبركِ أحداً من قبل . . يا أستاذه دانه . . بأنكِ سليطة اللسان ؟ "



قلتُ ساخره :
" أحدهم فعل منذ دقيقه واحده . . لكنى لا أهتم لرأيه بتاتا ً . . "



إياد رفع حاجبيه بدهشه وقال : " هكذا ؟ ! "



قلتُ بحده لا تخلو من السخريه :
" أجل . . و أرجو أن تعود حالاً إلى مقعدك ، فلم أعد أحتمل أن أظل برفقتك اللطيفه أكثر من هذا . "



إياد قال بأمتعاض :
" تأكدى أننى ما كنتُ لأوافق على الجلوس بجانبك لولا ألحاح الأستاذه سلمى . . فهى أرادت أن نستبدل الأماكن ؛ لكى تستطيع أن تدير بالها على الفتيات . . "



و أخذ ينظر إلىّ من قمة رأسى و حتى أخمص قدماى بأمتعاض ، قبل أن يتابع قائلاً بسخريه :
" بينما أنتِ نائمه و لا تهتمين بأى شئ . . إننى أتسأل أية مُشرفه أنت ِ ؟ ! "



أشتط ُ غضباً ، و لم أستطع تمالك نفسى أكثر من هذا ، فقلتُ بعصبيه :
" لا ينقصنى سوى أن أستمع إلى رأى واحد مثلك بى و بعملى . "



إياد أبتسم إبتسامه واسعه ، و قال بأستهجان :
" واحد مثلى ! كم هو تعبير لطيف منكِ لوصفى ! "



نظرتُ إليه بتحدى و قلتُ :
" هذا لا شئ يا أستاذ إياد .. فإذا كنت تريد وصف دقيق لشخصيتك ؟ فبأمكانى أن أقوم بهذه المهمه على أكمل وجه . "



إياد قال ببرود :
" أذن . . تفضلى . . أخبرينى رأيك بى بكل صراحه . . كم سيكون رائعاً أن أسمعكِ و أنتِ تمزقين شخصيتى ! "



رددتُ عليه ببرود مماثل :
" بكل صراحه . . يا أستاذ أحمد . . أنت إنسان مغرور . . و سخيف . . و تافه . . "



و أبتسمت متابعه :
" أرجو أن تعذر لى صراحتى . "



أنتظرتُ أن يضحك ، أو يسخر منى كالعاده ، لكن ما ظهر على وجهه فى هذه اللحظه لم يكن التسليه أو السخريه ، أنما كان الغضب !


نعم . . لقد أستطعتُ أخيراً أن أثير غضب الأستاذ إياد . .


كم أنا سعيده بهذا الحدث العظيم !



و كم بعث هذا فى نفسى الأرتياح ! و دب فى جسدى النشاط ، فأخذتُ أتنقل فى الحافله بنشاط ، و أمزح مع الفتيات . .



أظن أن خالى كان محقاً حين قال لى أن هذه الرحله ستكون فرصه جيده لكى أتقرب من الفتيات . .



كان الجو رائعاً هذا اليوم ، و المياه لا تقاوم لدرجه أن جميع المدرسين قرروا السباحه ، فبقيتُ أنا و سلمى و الأستاذه أميمه نجلس تحت المظله لنراقب متعلقات الفتيات . .




و كم أراحنى هذا ، خاصة و أن إياد بدوره أنهمك فى السباحه و لم يعد يطاردنى كعادته . .



أعتقد أننى بعد ما قلته له اليوم قد وضعتُ بيننا حداً فاصلاً إلى الأبد . .



بعد قليل ذهبت سلمى و الأستاذه أميمه إلى المرحاض ، و ظللتُ وحدى أجلس تحت المظله . .



و فى هذه اللحظه رأيت الأستاذ على يقبل نحوى ، و يتناول منشفته ويجفف جسده بها قبل أن يجلس بالقرب من مقعدى قائلاً :
" الجو رائع اليوم . . "




قلتُ : " فعلاً . "




وأخرجتُ من حقيبتى روايه كنتُ قد أحضرتها معى لأقرأها ، و هممتُ فى قراءتها ، إلا أن على عاد يقول :
" كنتُ أريد أن أتحدث إليك بأمر ما . "




قلتُ :
" تفضل يا أستاذ على . "



على تردد لثوانى قبل أن يقول : " كنتُ أريد أن أسألكِ . . "


و أخذ نفساً عميقاً ثم قال مباشرة : " هل أنتِ مُرتبطه ؟ "




للحظه ، ظللتُ أنظر إليه بذهول ، دون أن أنبس بكلمه ، إلا أننى لم ألبث أن أفقتُ من ذهولى ، وقلتُ بصرامه :
" و ما شأنك أنت ؟ "



على صُدم لردى ، إلا أنه لم يلبث أن أبتسم بخجل ، و قال :
" فى الحقيقه . . إننى . . أريد الزواج منكِ . "



هذه المره لم أكتفِ بالتحديق به بذهول ، بل لقد تراجعتُ فى مقعدى مصدومه ، و رددتُ كلماته بحيره :
" تريد الزواج منى ! "




على قال بعد فتره :
" هذا إذا كنتِ غير مُرتبطه . "



قلتُ بأضطراب و تشتت :
" أنا غير مرتبطه و لكن . . . . "



فى هذه اللحظه أقبل إياد و جلس فى وضع أسترخاء على إحدى المقاعد القريبه ، مما جعلنى أبتلع ما تبقى من جُملتى و ألتزم الصمت . .



و لأول مره منذ رأيت إياد هذا ، أشعر بأننى مسروره لأنه حضر فى الموعد المناسب لكى يعفينى من الأجابه على على !



على نظر إلىّ و مط شفتيه تعبيراً عن أستياءه من مقاطعة إياد لنا ، و ظل جالساً لدقائق أخرى فى أنتظار أن ينصرف إياد ، إلا أن هذا الأخير لم يتزحزح من مقعده بل و لم يبد عازماً على التزحزح أبداً . .



حين يأس على من أنسحاب إياد عاد على إلى السباحه ، بينما ظل إياد جالساً بمكانه ، دون أن يتبادل معى كلمه واحده . .



عظيم ! لقد أخرستُ لسانه إلى الأبد . .


أم ساجد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس