عرض مشاركة واحدة
قديم 25-02-10, 02:22 PM   #16

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

نظر اليها معاتبا , ثم مضى الى القول:
" أنه رجل مسن وعنيد , يا جيني , ولا يمكننا أرغامه على التخلي عن سريره, ثم , يمكنك التأكد من أنني لن أغازلك أو أحاول القيام بأي شيء غريب معك, أنه موجود كشاهد... وكحارس أمين".
درست ملامح وجهه بدقة وعناية , بدا لها مخلصا في كلامه ولهجته , السؤال الكبير الوحيد هو... هل يمكنها أن تثق به؟ ولكنها مضطرة لقبول الواقع , قالت له بأسى:
" حسنا,ولكن , توقف عن مناداتي جيني , ثم, أقسم بأنني سوف........".
قاطعها وهو يبتسم ويرفع يده بسخرية كأنه يعدها بشرفه, وقال:
" لا تقلقي أبدا! أقسم لك بأنني لن أضع يدي عليك".
أجابته بلهجة صارمة حازمة:
" الأفضل لك ألا تفعل ذلك , وألا لصرخت بصوت عال يحدث أنهيارات في هذه المنطقة".
دفعها برقة نحو الفراش , قائلا:
" هيا, أنت متعبة ومرهقة , تمددي تحت الغطاء وأرتاحي ".
ثم أخرج علبه سكائره من جيبه, وأضاف:
" سوف أدخن سيكارة , وأرتاح قليلا".
لم تجادله في هذا الأمر , بل سارعت الى الفراش وغطت نفسها حتى العنق , نظرت اليه بشكل لا يزال يوحي بعدم الأطمئنان اليه , ثم وضعت خدها على الوسادة , لاحظت فجأة أنها تنام على الوسادة التي تحمل قلبا وكلمة حبيبي , فأستبدلتها بسرعة مع الأخرى , ضحك لوغان عندما شاهد التحدي الصارخ في عملها هذا, وقال لها:
" تصبحين على خير , يا جيني غلين".
"تصبح على خير".
أطلقت كلماتها الثلاث هذه بنبرة قوية وصارمة , وكأنها تحذره للمرة الأخيرة من أي تصرفات سيئة محتملة , أدارت وجهها بعيداعن النار , نحو المنطقة المظلمة من الكوخ, أرتاحت لجو السسكينة والهدوء الذي يخيم على تلك الغرفة الصغيرة , ولكن ذلك لم يدم طويلا ,فالرجل العجوز يتحرك في سريره بين الحين والآخر , والمقعد القديم الهزاز الذي يجلس عليه لوغان يئن ويتوجع تحت حمله الثقيل , والخشب المحترق يطلق أصواتا معينة بين فترة وأخرى , ألا أن الرياح القوية التي كانت تعصف وتصفر في الخارج , كانت أكثر الأمور أزعاجا لها , أحست بأن الباب سيقتلع من مكانه في أي لحظة , وأن الكوخ بكامله سينتقل من موقعه.
تلاشت قواها وأرتخى جسمها , ولكنها لم تتمكن من النوم , لم يكن الغطاء السميك كافيا للتخفيف من قسوة الأرض , فتألمت وتوجعت , وكانت الوسادة أيضا صلبة كالحجر , فتململت وتعذبت ,شعرت وكأنها تتوقع حدوث شيء ما ... كتسلل لوغان الى الفراش وأقترابه منها , أزداد توتر أعصابها عندما سمعته يقوم من الكرسي الهزاز , أصغت بأنزعاج بالغ وهو يخلع الحذاء الكبير ويسير نحوها , أغمضت عينيها بسرعة , رفع الغطاء الخفيفو...! أنتهى كل شيء! نام تحت الغطاء وحده , كما وعد!
أستمعت بعناية بالغة الى طريقة تنفسه , كانت عادية جدا ,وكان الرجل مستلقيا على ظهره , حبست أنفاسها عندما بدأ يتحدث اليها قائلا:
"نامي , يا جيني , سيكون كل شيء على ما يرام".
أحست فجأة بأنها آمنة , ولم تعد خائفة أو مذعورة , أرتاحت أعصابها...وغطت في نوم عميق كانت تحتاجه الى درجة كبيرة .
" تبدين مرتاحة ونشيطة جدا هذا الصباح".
لاحظت أنه يتأمل وجهها بأهتمام شديد , مع أنه كان يبتسم , تطلعت حولها نحو الأشجار والأرض المكسوة بالثلوج , وتمتمت قائلة:
" لا يمكنني أن أصدق جمال هذه المنطقة وروعتها , لا أشعر بالبرد , وكأن هذه الطبقة السميكة من الثلج ليست ألا كمية من المساحيق البيضاء الجافة".
حمل الأخشاب التي كان يجمعها , وقال:
" السبب الرئيسي هو توقف الريح الذي يلسع الأجسام".
أبتسمت وقالت:
" ثمة أغنية جميلة عن الثلوج في مثل هذه الحالة , أنظر الى الأشجار ,أنها تبدو وكأن كمية كبيرة من السكر نثرت على أغصانها وأوراقها! أنظر الى أشجار الصنوبر هناك على قمة تلك التلة! يا لروعتها!".
كان السرور واضحا على وجهها وعينيها , شعرت بسعادة بالغة , وبأنها لم تعد مضطرة للتصرف بتحفظ وحذر كما في الليلة الفائتة ,ثم شاهدت كومة جميلة من الثلج على الكوخ المنعزل , فشهقت وقالت بأرتياح ظاهر:
" أنظر, يا لوغان, الى كوخ السيد كامايكل!".
أقترب منها وقال لها بأستفزاز لطيف:
" كنت بدأت أعتقد أنك نسيت أسمي".
وجهت اليه نظرة سريعة , وهي مسرورة لأن وجنتيها كانتا محمرتين قبل سماعها تلك الكلمات ... وقبل مشاهدتها تلك النظرات التي تبعث الدفء في جسمها وقلبها , قالت له بسرعة:
"ما أجمل الطبيعة! أنظر كيف تجمع الثلج في تلك الزاوية وكأنه قالب كبير من الحلوى".
أبتسم لها لوغان بحنان , فيما كان يتأمل وجهها الناعم الصغير , وقال:
"أما أنك لم تتناولي فطورك هذا الصباح , وأما أنك تحبين الحلوى الى درجة كبيرة!".
ضحكت وقالت:
" من لا يريد قطعة كبيرة من الحلوى الآن ؟قطعة مغطاة بكمية لا بأس بها من هذا الثلج النقي الناصع البياض؟".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس