عرض مشاركة واحدة
قديم 04-03-10, 03:14 PM   #8

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ثم رمق رفيقته بنظرة خاطفة ساخرة وأضاف:
" هل تحفظين نفسك من أجل كورت؟".
شعرت أنها لم تعد قادرة على الأحتمال فقد كانت النيران تأكلها أكلا , أجابته بما يشبه الصراخ:
" حسنا! على كل حال ليس لك! أبدا!".
وبهدوء رجولي جازم أجابها محذرا وفي صوته قهقهة ساخرة:
" أنتبهي , كلمة أبدا تعني وقتا طويلا".
كانت تريد أن تتابع الجدل معه , لكنها لاحظت أن رولت أجتاز المفرق الذي يقودهم الى منزلها وتابع سيره على الطريق الرئيسي.
فنبهته:
" لقد أضعت الطريق".
أجاب:
"لا!".
بدا واثقا جدا من جوابه مما جعل آلانا تلتفت ثانية الى الوراء لترى مفترق الطريق وهي شبه متأكدة أنه قد تجاوزه وقالت:
" أن أهلي يعيشون هناك عند ذاك المفترق".
" أنا لا أقودك الى البيت".
فوجئت ألآنا بكلامه وتساءلت أن كان جادا فيما يقول , ولكنها حين نظرت الى وجهه تأكدت أنه لا يمزح , فأزدادت دهشتها وعجزت عن الكلام لفترة ثم سألت:
" الى أين.......؟".
أجابها ساخرا:
" أن كورت في منزلي , وأنت تودين رؤيته ,أليس كذلك؟".
أجابت وقد تعبت من ألاعيبه :
" هل نذهب حقا الى هناك؟".
خفض رولت سرعة السيارة وقال:
" طبعا , ألا أذا تودين الذهاب لتوك الى البيت".
" أود أن أرى كورت , لكن من المفروض أن يكون منشغلا بالأمر الطارىء الذي حدث".
" أعتقد أنه سيتمكن من التفرغ بضع دقائق ليراك ... يمكنني أن أحل محله!".
قال ذلك وأطلق ضحكة ساخرة أثارت عصبيتها فأجابت آلانا:
" تماما كما حللت مكانه لموافاتي الى المطار".
ثم رفعت أناملها الى رأسها الذي كان يخفق بالألم وتمتمت بمرارة :
" تماما كما حللت مكان أبي أيضا ,أنني آسفة على تلك الساعة التي باع فيها أبي حصته لشركتكم".
" لم يكن والدك يملك الأمكانيات المادية ولا المعرفة لأدارة الشركة , لو لم يبعها لنا عندما فعل , لكان الآن في حالة الأفلاس , هذه هي الحقيقة!".
كان صوت رولت قاسيا وذا نبرات جافة وهو يضيف:
"والى جانب ذلك , لما كنت ألتقيت بكورت أو بي".
لم تعلق آلانا على ملاحظته بل تابعت تحديقها من النافذة , لم تعد الأبنية تتسارع أمامها كما في بداية الرحلة فقد بات المنظر يتألف في أغلبه من الأراضي الزراعية التي تزينها أشجار الصنوبر والبقع الخضراء , كانا يسيران على طريق تاكونيت تريل وسط جبال ميسابي.
على قمة هذه البقعة في شمالي بحيرة مينيسوتا كانت أهم مناجم الحديد وهو مورد الدولة الأول ,كانت المنابع في فرميليون , ميسابي وغيرها من السلاسل الجبلية غنية جدا حتى أعتقد أنها ستدوم لألأبد , لكن التطور والحرب أظهرا نقصا في التبصر.
وكانت قصة تحويل مناجم الحديد الكبيرة مكتوية على الواجهة لمن يحب قراءتها.
هنا عاشت آلانا طفولتها , بين الوديان الملتوية والقمم المتعرجة...
فجأة أقتلعتها من أرضها آلات كبيرة لكشف منابع الحديد , ونهبت ثرواتها وغزت المساحات الخضراء عمارات شاهقة شوّهن جمال الجبال وسكون الوديان.
أن ميسابي كلمة هندية تعني .... أرض العملاق النائم.
وقد أطلق هذا الأسم على سلسلة الجبال لأنها تشبه وجه رجل نائم , في الماضي كانت الغابات العذراء تغطي جميع المنحدرات ويتجول فيها صائدو الفراء بحرية لكن فؤوس قاطعي الأخشاب شرّدت الحيوانات وأقتلعت معدات التنقيب عن الحديد أغصان الشجر , وهكذا أختفت أشجار الصنوبر الشامخة التي عرفتها أوجيبوا والتي بلغ قطرها حوالي عشر أقدام أو أكثر وحلت محلها أشجار يانعة , بينما كان العملاق النائم يرتاح , جال في المنطقة عمالقة آخرون.....
أنزلق نظر آلانا الى الرجل اللامبالي الذي يجلس وراء المقود وتأجج الغيظ بداخلها , لقد وصف والدها ذات مرة رولت ماثويز بالعملاق , قاصدا بذلك بنيته كرجل وليس طول قامته , هو طويل ومعضّل وله وجه صارم ,لكن لم تكن تلك ميزته الوحيدة عن غيره أو على الأقل هذا ما قاله والدها.
دوربان باول , والد آلانا , كان رجلا حساسا ومثقفا لكنه رغم محاولاته الجادة , لم يكن مرة رجل أعمال ناجحا , فقد ورث عن جده ووالده منجم الحديد وثروة كبيرة... لم يعرف كيف يحافظ عليها فنضب المنبع وأنقطعت موارد العائلة , وفي أعماقها كانت آلانا تعلم أن ما قاله رولت عن والدها صحيح وأن الشركة كانت على وشك الأفلاس لو لم يشترها أهل كورت , لكنها كانت تعلم أيضا أنه حين باع الشركة لم يكن يفكر بالربح المادي لنفسه فقط , يومها كان همه الوحيد أقتصاد المنطقة ومصلحة الأشخاص الذين يعملون عنده.
وبعد البيع , أحال نفسه على التقاعد وأكتفى بالعيش من موارد أمواله.
وعندما أعترضت آلانا على هذا التصرف وأصرت عليه ليشارك فعليا في أنتقال الشركة وأعمالها في المستقبل , أبتسم وهز رأسه قائلا:
" أنه عمل لرجل واحد وهو يحتاج لمن يجهد نفسه ويعمل دون الأهتمام للمشاعر الشخصية , فعندما يمتلك الأنسان تجارة وعمالا يشتغلون عنده ويميل للأشفاق عليهم , لا يمكنه عندئذ أن ينجح في تجارته , لقد مرت علي أيام أنشغلت فيها بمرض عائلة أحد عمالي أكثر من أنشغالي بأنتاجي اليومي ... فلا يمكن لرجل أعمال أن يسمح لأمور شخصية بأزعاجه بل عليه أن يتجنب العمال ومشاكلهم , لا يمكن للشعور الشخصي أن يلعب دورا بالتجارة , على الرجل المسؤول أن يتجنب هذه الأمور ويكون عملاقا ولا يفسح مجالا لأية عقبة أن تعترض طريق نجاحه , وأن رولت ماثويز هو ذاك الرجل.
فأجابت آلانا:
" أنه بارد وخشن , أهذا ما تعنيه؟".
" أعتقد أنه يمكنك وصفه بهذا الشكل , لكنه سوف يتمكن من أنجاح الشركة وأنجاح نفسه , والجميع يستفيدون من هذا التفوق بما في ذلك نحن".
بارد وخشن , صفات كانت تناسب رولت تماما , فقد كان يتجنب الجميع ويتعالى عليهم وحسب علم آلانا منذ أن تسلم أدارة الشركة , لم يتافق رولت مع أحد من موظفيها خارج أوقات العمل.
كورت وحده خالف هذا المبدأ ورغم ذلك لم تسنح أية فرصة لقاء بينهما , حين وقع نظر آلانا ثانية على اليدين القويتين والحمراوين المتشبثتين بالمقود, تساءلت بسرعة عن النساء اللواتي عرفهن فلم تشك أبدا أن لمسة يديه تمنح السعادة أو الألم , لكنها كانت تتساءل أن كان رولت نفسه قد أحس مرة بأي شعور.
أبطأت السيارة وخرجت عن الطريق الرئيسي , فأبصرت آلانا مدخل الشركة حيث وقف الحارس قرب البوابة المقفلة , عندما وصلت السيارة الى البوابة أنحنى الحارس ليرى من بداخلها ثم أومأ بأحترام وفتح لها باب الدخول , وتخيلت آلانا أنها تعرف الحارس ألا أن شعره الأبيض وأنخفاض أكتافه مع مرور السنين بدّلا ملامحه , لكن وجهه لم يكن غريبا عنها وتذكرت أنها تعرفت عليه يوم جاءت مرة منذ خمس سنوات الى الشركة لتأخذ والدهافسألت:
" أليس هذا بوب شميدت ؟ كنت أذهب الى المدرسة مع أبنته جوستين".
" ربما , فأنا لا أعرف أسمه".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس