عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-10, 12:41 AM   #40

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

7- عندما صعدت الى غرفتها فكرت أنه لو أقترب منها ستغرز مخالبها في جلده , وعندما آوى الى فراشه دون أن يكلمها أصابتها الخيبة!
رحلت الشمس وتوارت أشعتها الذهبية وراء الأفق معلنة أنتهاء ذاك النهار الصيفي الطويل , وعلى زجاج الغرفة الواسعة , بقي نور الغسق يتحدى الظلام المداهم لدقائق قصيرة ثم أنحنى هاربا ولحق الشمس....
ومع أختفاء أشعة النور , شعرت آلانا بالضجر فأغلقت المجلة المملة التي كانت تقرأها ورمتها بأهمال على المقعد , ومع حركتها تلك أستدارت عينا رولت نحوها للمرة الأولى , أذ أنهما لم يتبادلا الكلام طوال تلك الأمسية.
كانت تتجنب الجدل العنيف بشأن الترتيبات التي أجرتها لتنام وحيدة في الغرفة المجاورة , فكرت بأنه لن يبدأ المناقشة في غرفة الجلوس وأنه يؤخر الأمر لمكان آخر , فنهضت عن الصوفا ورمقته بنظرة قائلة:
" طابت ليلتك يا رولت".
ومشت نحو الدرج في الردهة بعد أن أومأت له بأشارة متراخية من يدها .
أجابها بجفاء وسخرية:
"هل تنامين في هذا الوقت الباكر؟".
فتوقفت عند الدرجة الأولى وأسندت يدها الى الحائط وأجابت بخجل:
" لقد كان يوما طويلا".
بقي رولت صامتا حتى أنه لم يتمن لها ليلة سعيدة , فتنبهت للأمر وهي تصعد الدرج مما جعلها تتشدد أكثر في قرارها بالوم باكرا , دخلت الغرفة وأقفلت الباب من الداخل , ولأنها شكت في صلابة القفل , أسرعت الى الخزانة وجرتها حتى أصبحت أمام الباب.
عندها أحست بالأرتياح ثم تطلعت حولها وتوقفت نظراتها عند باب الحمام , كان لغرفتي الضيوف حمام واحد لذا أسرعت لأقفال هذا الباب أيضا بأن أسندت اليه كرسيا ,وهكذا أقتنعت أخيرا بأن جميع المداخل أصبحت مقفلة , فليعترض رولت الآن قدر ما يشاء .
خلعت ثيابها وأرتدت قميص نوم وعباءة فوقها من الحرير البراق بلون العاج مشبكة على الصدر , تلك القطعة كانت من جهاز عرسها الذي أصرت أمها على شرائه.
كانت تفضل أن ترتدي قميصها القطني العادي الواسع لكن الوقت لا يسمح لها الآن لتبحث عنه.
حاولت أن تخلد للرقاد لكن النوم كان بعيدا عن عينيها حتى أنها لم تقترب من السرير , كانت تدرك تماما أن الدفاع الذي أحكمته حول الغرفة ليس بالضرورة حصينا جدا , فأذا تمكن رولت من أختراقه فهي لا تريد أن تكون في السرير لأستقباله....
بهدوء وتعب , جلست تنتظر , فسرح خيالها الى البعيد وحاولت أن تحفظ الأشياء المقرفة القاسية التي سوف تقولها له, سوف تذكره بكل شيء قام به... بالطريقة الجارحة التي عامل بها أخاه وكيف أحتال عليها هي....
أذا تجرأ على الأقتراب منها , سوف تغرز أسنانها وأظافرها في وجهه وجسمه كهرة مفترسة , أنتابتها نوبة من الفرح وكبرت ثقتها بنفسها , فشعرت أنها مستعدة للقتال وقد أستحضرت كل أسلحتها لهذا الغرض , وجلست تنتظر الفرصة المناسبة وعيناها تتأججان بالغضب.
..... وطال أنتظارها.... العاشرة والنصف, الحادية عشرة, الحادية عشرة والنصف ولا حركة وراء الباب ولا صوت...
ومن خلال نافذتها , كانت ترى النور مشعا في غرفة الجلوس في الطابق السفلي , وحين أكتسح الضجر مفاصلها بدا لها السرير مشوقا أكثر فأكثر لكنها صممت على البقاء ساهرة رغم أن التوتر بدأ يتعب أعصابها المشدودة.
أقتربت من النافذة للمرة الألف وأتكأت على أطارها , ما الذي كان يفعله زوجها في الأسفل؟ لم ينتظر؟ هل يحاول أن يتعبها ويرهق أعصابها وحسب؟
حدقت في الظلام ثم أنتفضت غير مصدقة , لقد أنطفأ النور , يبدو أن رولت سوف يصعد الدرج الآن , وأخذت تحدق بالباب مرتجفة ثم ضغطت أصابعها على أطراف عباءتها وشدتها الى جسمها , وتخيلت فجأة أن رولت يقتحم الباب وهو يضحك من سوء معاملتها له, وأنه سوف ينتزع العباءة عنها ويرميها على السرير , حتى أبعدت تلك الصورة عن مخيلتها , فالأمر لن يحدث أبدا ولن يضمها رولت اليه , لن يأخذها الى أحضانه دون أن تشعره أولا بغضبها أتجاهه , أطفأت النور بسرعة فغرقت الغرفة في ظلام حالك , ثم حبست أنفاسها وجلست تنتظر بصمت وترقب.
وصل رولت الى أعلى الدرج وتحرك نحو الردهة , وفتح باب ثم أغلق ففكرت آلانا أنه باب الغرفة الرئيسية , وحين تابعت أصوات الحركات في الغرفة خيل اليها أنه يستعد للنوم , وسمعت خرير ماء ثم عم المكان صمت شامل.
مرت دقائق وآلانا تراقب الباب , كان الصمت مخيفا في الغرفة الكبيرة وعرفت أن رولت أوى الى فراشه فأشتعلت فيها نار الخيبة!
كيف يجرؤ على ذلك؟ أنها ليلة عرسهما والمفروض أن يأتي الى غرفتها , كيف أمكنه الذهاب الى الفراش؟
رمت نفسها على السرير وراحت تعض الوسادة من شدة الغضب.
بعد أن أنقضت ساعة كاملة , أقتنعت آلانا تماما أن رولت قد أوى الى الفرا وأستسلم للنوم , لكنها كانت قلقة تتقلب كثيرا في فراشها وتفتح عينيها عند سماع أي ضجة , وأخيرا عند الفجر غرقت في سبات عميق.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس