عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-10, 08:44 AM   #46

عيون الرشا

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية عيون الرشا

? العضوٌ??? » 105883
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 273
?  نُقآطِيْ » عيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond repute
افتراضي

12
أنزلقت من سريرها بخفة متجهة نحو باب الحجرة بعد أن سمعت طرقها . . فتحتها بإضطراب وعلى وجهها بؤس ينبع من قلبها اليأس . . " فرح !؟" . . قالتها بهدوء وفي عينيها تسأولات كثيرة . . أستطدرتها صديقتها قائلة " إن أردت الأبتعاد عن غزوان رشيد فانا أفهمك ولكن أن تبتعدي عن صديقتك هذا ما لا أفهمه . . إنك لم تتركي لي عنوان أهتدي له . . أو حتى وداع بحق الصداقة التي جمعتنا طوال تلك الأعوام الثلاثة . . ما الذي يجري يا ليلى ؟".
تغرغرت في عينيها دموع ساخنة ثم أسرعت بمعانقتها قائلة " أنا أسفة . . فكل شيء حدث بسرعة ".
-" أي سرعة تتحدثين عنها. . تعرفك على غزوان رشيد . . تقديم العون له . . ثم هربك منه . .وجدتك المتوفاة رحمها الله .. ليلى لم أعهدك ضعيفة بهذا القدر ".
-" الآن . . بلا . . ضعيفة. .".
-"بسبب الحب . . " أعترضتها لكنها أكملت مضيفة " حبك لغزوان رشيد هو ساقك إلى هذا الضعف الذي تعيشنه . . عليك الإعتراف بهذا ".
إبتعدت عنها نحو النافذة وهي تصوب بناظرها إلى الأشجار التي تبعد عنها عدة أمتار . . فهي تعيش في حجرة صغيرة في وسط الريف حيث بيت أقربائها لا يبعد عنها عدة أقدام . . " ربما ما تقولينه صحيح . .ولكن ليس لي حلا أخر ". . قالتها بصوت مضطرب حزين .. أقتربت منها فرح وعلى وجهها أستنكار " أنا لا أفهمك . . إن كنت تحبين غزوان لم الهرب منه . . وهويحبك ". .
-" أيمكن إن يدخل الحب عبر سماع الصوت وتبادل مختلف المواضيع . . خاصة يدخل قلب شاب كثير الوسامة مقارنة بأقرانه ، ثري و إبن رجل اعمال كبير في البلد. . إنه خيال فقط أو قصة من قصص ألف ليلة وليلة"
-" بل أنه الواقع الذي يقول أن غزوان يحبك ولم يكف عن البحث عنك ولم ييأس من العثور عليك ".
-"أي حب هذا . . تأكدي أنه سينساني مع الوقت ".
-" لا أويدك . . أنا متأكدة أنه لن ييأس حتى يجدك "
-" وأن حدث هذا . . لن يتغير . . لأنه ما أن يراى وجهي حتى يقول في داخله أهذه هي الفتاة التي تصورتها يوما في أحلامي . . فانا واقعية يا فرح . . من أنا لأصل ما هو عليه من الجمال او الثراء. . "قالتها وهي تمعن النظر إلى المرآة نحو شعرها المتموج البني القصيرالمنسدل على هندامها الاسود ...إنها ترتدي الحداد على جدتها ..قد مر شهران على وفاة جدتها واجراء العملية لغزوان وعلى اختفائها الغامض في تفكير غزوان الذي لم يكف في السؤال عنها في مكان عملها وسكنها السابق الذي ما زالت تحتفظ باثاثها القديم فيه ..انه عازم على لقاءها رغم ما يواجه من تأنيب من والديه اللذان اصرا على ان ينفك في التفكير فيها والابتعاد عنها ..لكنه عنيد بطبعه ولن يتخلى عن الابتعاد عنها حتى يلتقي بها ويرى وجهها ..هناك شيء في قلبه ناحيتها ..ربما انه وجدها مختلفه عن الاخريات التي عرفهن من قبل ..إنها مميزة..عرفها انسانة كفؤة مجده ..عنيده مصره على الالتزام في الوقت ..طفله في مخيلتها المستحيله ..حنونة من صوتها ..دافئة رغم قسوة الحياة التي واجهتها ..وجميلة في مخيلته..حاول عدة مرات ان يجد فيها عيب لكنه فشل ..فلم يعرف فيها شيء يجعله يكف عن التفكير فيها ..ورغم ان كل من عرفها قال له إنها ليست جميله كما يظن لكنه كذبهم في ذهنه ..وصورتها التي رسمها في مخيلته ما زالت كما هي انثى جميلة ..ليست مشوهة كما في الحقيقة التي يزعمها من حوله ..
-" اذن دعيه يراك ثم نراى كيف ستكون ردة فعله "
-" لا استطيع "
-" لماذا ! "
-" لسبب بسيط ..أنه الوحيد الذي يراني جميلة ..وهذا الاحساس يجعلني احب نفسي واتقبل ما انا عليه .. ولكن لم تخبريني كيف عرفتي مكاني إختبائي!". .
-" لقد خمنت فقط . . قد ذكرتي سابقا إن لك أقرباء في الريف تذهبين لزيارتهم عند حاجتك لتغير الجو وصادف يوم أعطيتني رقم هاتفهم ومن يسأل لا يتيه. . . والآن إلى متى ستستمر هذه اللعبة . . لعبة الإختباء كما تسمينها ".
-" إنها ليست لعبة "
-" أذن ماذا يعني أن تختفي فجأة دون سابق أنذار . . وغزوان رشيد بأمس الحاجة لك ".
-" هل أصابه مكروه ؟" . . قالتها وقد شحب وجهها الذي بدت ملامح القلق فيه ظاهرة .
-" نعم . . أصيب بالإحباط لغيابك المفاجئ وربما الآن هو في الهاستريا التي أعتدت على أخراجه منها ". .
-" لا أظن إنه بحاجة لي بعد الآن . . فقد إستعاد بصره وهناك الكثيرين من حوله يقدمون العون له ".
" لكنه بحاجة إلى عونك أنت فقط ".
-" ومن أنا بالنسبة له ".
-" هدفه الذي يطمح لوصوله ".
-" لم أفهمك !؟"
-" أكررها لك إنه يحبك . . وإلا ما تفسيرك في أصراره للعثور عليك مهما كان الثمن ". . أخذت تفكر مبتعدة عن صديقتها وأسئلة تتردد في ذهنها . . ماذا عنها ؟ . . ماذا فعل هو بها ؟ . . لقد سلب منها حريتها وقيدها بمشاعر الحب تجاهه ؟ . . فبعد إطراءته لها والرعشة التي شعرت بها عند مسكه ليدها لم تعد بمقدورها المقاومة . . مقاومة ذلك الحب المستحيل . . عندها قررت الهروب منه . . تاركة ورأءها رجل يحمل في مخيلته صورة لها قد رسمها بريشة أفكاره التي كونها عنها . . فتاة بوجه حسن ..فضلا عن إنه يحمل من الصفات لا تقدر إنثى مقاومته . . إتجه ناظرها نحو ألأفق البعيد وهي تلمح عينيه الرصاصيتين التي تبدو كزجاج خلفه ماء يظم عكورة خفيفة وكإنها تحاول أن تدمع ، كان تشبيه يفوق تصورها . . فعينيه بكل بساطة . . ساحرتان وماذا عن بشرته الحنطية وشعره الاشقر وشاربه الخفيفان . . ملامح وجه البريء ما زال معلق في ذاكرتها . .
-" ليلى. . عليك العودة إلى عالمك ".
-" حتى وأن كان عالمي يحمل من قسوة الواقع ".
-" نحن في الواقع الذي لا مفر منه ".. . قالتها وهي تضمها بإحظانها . . فهي أقرب صديقة لها وهي تدرك إي جوهر هي ليلى ..جوهر صقلها الالم والحرمان لكن النقاء الذي كان فيها جعلها شفافة رقيقة كملمس الحرير .
13

كان يوما عاصف ممطر عندما وصلت ليلى إلى المستشفى بعد أن غادرت الريف متجهة نحو المدينة يوم أمس برفقة صديقتها فرح . . راجعت مكتب شؤون الموظفين الذي كان بإنتظار خبر منها ليوصله إلى غزوان رشيد الذي لن يبخل عليه بمكأفئة إن عرف إن التي يبحث عنها قد رجعت إلى عملها . . كانت ليلى جادة ، نشيطة كعادتها فقد قررت أن لا تدع مشاعرها تسيطرعليها لتجعلها تعيش في عالم كله سراب وأحلام نهايته شيء مستحيل .
-" سعيد برؤيتك ليلى . . قد إفتقدناك ". . قالها دكتور فؤاد وإبتسامة عريضة تعلو ثغره .
-" شكرا لك دكتور "..
-" والآن هلا رافقتني إلى مكتبي فهناك أمرا أود أن أخبرك به " .
-" كما ترغب ". . قالتها وهي تسير مع خطأه في الممر حتى وصلا إلى مكتبه . . طلب منها الجلوس على الأريكة الجلدية وهو يتجه نحو أحد أدراج مكتبه محاولا أخراج طرد . . قالها وإبتسامة شفافة متفائلة تطفو على ملامح وجهه الأسمر وعينيه البنية التي تحجبها النظارات الطبية . .." لا أنكر إنها مفاجئة ..قد جاءك هذا الطرد من منظمة اطباء بلا حدود قبل عدة ايام ".
نهضت بخفة متجهة نحوه ونشوى تداعب قلبها وهي تتسلم الطرد منه ..فتحته واخذت تقرء بسرعة عما فيه ..قبول من المنظمة في منحها فرصة الانظمام غلى كادرهم .. يعني السفر إلى بلدان أخرى للتدريب وتقديم العون فضلا عن حضور مؤتمرات طبية مختلفة وربما يوءهلها في تقديم طلب إلإنظمام لجامعة ما لدراسة الطب الذي كان حلم حياتها . . أن تصبح طبيبة لها وزنها غير أن تصبح مجرد ممرضة .
ارتسمت على وجهها بسمة كبيرة ..ربما ان الحياة قد بدت تريها وجه اخر لها ..ربما وجه سعد ..هاقد قبلت في هذه المنظمة ..وربما سيكون هذا هو مشوارها في تحقيق احلام كانت في طي المستحيل المزعوم في مخيلتها ..فالحياة ان اغلقت باب ربما تفتح اخراو ربما تفتح نافذه ليدخل نور الشمس خلالها منيرا طريق قد اطفت شموعه وساد ظلمة حالكة قد يظن المرء ان اليأس سيقضي عليه ويبدء من امنياته واحلامه لكن ما يلبث مع قليل من الصبرحتى يجد ان نور قادم لا محال وهذا ما شعرت به ليلى وهي تسير بوجه متفائل من ان الغد سيكون اجمل لما حمله اليوم .

يتبع بقلم رشا الصيدلي


عيون الرشا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس